إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مشاعر العزاء والدموع الدامية في قلب مولانا صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه الشريف)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مشاعر العزاء والدموع الدامية في قلب مولانا صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه الشريف)


    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين، لا سيما بقية الله في الأرضين، الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف).


    حين نذكر مصائب أهل البيت عليهم السلام، وفي مقدمتها مصيبة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، يخطر في قلب المؤمن سؤال: كيف يعيش إمام زماننا هذه المصائب؟

    وهل قلبه الشريف يتألم ويتفجّر بالدموع كما نفعل نحن؟

    يجيبنا على هذا السؤال الإمام نفسه، في زيارة الناحية المقدسة، التي تُنسب إلى مولانا صاحب الزمان (عجّل الله فرجه)، وفيها يقول يخاطب جده الحسين عليه السلام:
    «فَلَئِنْ أَخَّرَتْنِي الدُّهُورُ، وَعَاقَنِي عَنْ نَصْرِكَ الْمَقْدُورُ، وَلَمْ أَكُنْ لِمَنْ حَارَبَكَ مُحَارِبًا، وَلِمَنْ نَصَبَ لَكَ الْعَدَاوَةَ مُنَاصِبًا، فَلَأَنْدُبَنَّكَ صَبَاحًا وَمَسَاءً، وَلَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَمًا...».

    هذا نص صريح يدل على عظم المصيبة في قلب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، حتى أن بكاءه ليس كبكاء غيره، بل هو بكاء خاص، دموعه دماء، قلبه مفجوع على جده الحسين عليه السلام.

    وقد ورد في الروايات عن الإمام الصادق عليه السلام:
    «إن لصاحب هذا الأمر غيبة... وهو يُطالع فيها ما يصيب شيعته، وهو أكثر الناس همًّا وحزنًا...» (كامل الزيارات، ص ٢٨٦).

    وهذا يعني أن قلب الإمام ليس مشغولًا فقط بمصيبة جده الحسين عليه السلام، بل بما يجري على شيعته ومحبيه.

    آيات قرآنية تؤيد معنى تألم القلوب الطاهرة:

    الله تعالى يقول:
    ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ [الشورى: 23].
    وهذه المودة ليست مجرد علاقة شكلية، بل تعني المواساة، الحزن لحزنهم، والفرح لفرحهم، وبكاءنا على الحسين عليه السلام تجديد لهذه المودة، والإمام المهدي هو أول من يتمثل بهذا المعنى.

    وفي آية أخرى:
    ﴿وَإِذَا رَأَوْا مَا فِيهِ ذُهِبَتْ أَبْصَارُهُمْ وَتَقَطَّعَتْ قُلُوبُهُمْ حَسَرَاتٍ﴾ [الزمر: 23].
    الإمام المهدي يعيش هذا المعنى بحق، قلبه مقطّع حسرات على ما جرى على جده الحسين، وأهل بيته، وشيعته عبر الزمان.

    رسائل تربوية من هذا المعنى:
    • إذا كان قلب الإمام المهدي هكذا يتفجّر ألماً على جده، فكيف بنا نحن؟ هل نواسيه بالبكاء؟ هل نعيش حالة الحزن في أيام محرم وصفر، وفي كل يوم؟
    • نحن لا ننتظر فقط ظهور الإمام المهدي كمخلّص، بل ننتظره ونحن نحمل همومه، ونواسي قلبه.

    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
    «إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً» (مستدرك الوسائل، ج10، ص318).

    وهذه الحرارة تتجلى في قلب الإمام المهدي بأشد صورها.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X