"قلم الشرف.. وسلب الفرح"
في عيد الطالب، كنتُ في قمة فرحي... كرّمني معلمي أمام الجميع، وأهداني قلمًا فضيًا أنيقًا، قائلًا: "هذا لطالبنا المتفوّق، الأفضل في الصف."
شعرتُ لحظتها أنّ العالم ضاق على حزني، واتّسع لفرحي، وأنّ التعب لم يضع سدى.
عدتُ إلى البيت ألوّح بالقلم، كأنّه وسام شرف.
لكنّ خالي، الذي لم يعرف يومًا كيف يفرح لغيره، رمقني بنظرةٍ باردة وقال:
"هذا القلم لي."
ظننتها مزحة ثقيلة، فقلت بثبات:
– "لا، هذا قلمي... هدية من معلمي."
ردّ بوجهٍ خالٍ من الاحترام:
"إنضبط، هذا يفيدني بالشغل."
كأنّ شيئًا في داخلي تحطّم...
لم يكن القلم مجرد معدن فضي، كان امتدادًا لجهدي، لتعب السهر، لحصادٍ انتظرته طويلًا.
رفضتُ أن أُعطيه، لا عنادًا، بل كرامة.
وإن بقي القلم عندي أو أُخذ مني...
فقد كتب على قلبي درسًا:
ليس كل من حولك يرى نجاحك بعين المحبة، وبعضهم... لا رضي الله عنهم ولا أرضاهم.