حروف مجيدة
منتهى محسن
حروف تدور في رأسي لا اعرف ما سرها...
تتقاذفني كالامواج العاتية،
تنتشلني من بحر التيه العارم،
وتأخذني حيث الراحة والطمأنينة الساحرة.
كل حرف له حكاية عطشى او
او كلمة مزلزلة او صمت مدوي.
نون...تدور في ذهني وتتضخم
في مدارات الشوق واللهفة،
فتبرق نورا يضيء وحشة طريقي وغربة سفري..
سين..هي الاخرى تمضي دون هوادة،
اخالها سيفا بتارا يؤرق مضاجع الظالمين والمردة..
ياء...يؤم الحرف في ذهني كتراتيل شهادة
التوحيد المجيدة التي تتعالى في المساجد الشريفة.
حاء.. حرب ضروس يعاتبني الحرف فيها
ان نسينا ابجديتها وفقدنا معانيها
ودواعيها ونواهيها.
تظل الدوامة في ذهني متوثبة حتى تتجمع الحروف المبعثرة
فاصوغ منها احجيتي الجميلة
واستل منها رايتي السمية
واتذوق رحيق القضية الفريدة بكل نهم وجاذبية.
فتاخذ الحروف مكانها الصحيح بعد ان تلملم انكساراتي المتشظية واندحاراتي الحزينة وخيباتي المتعددة.
وهكذا ارتشف الحروف ارتشاف ضاميء
اتعبته فكرة الماء الزلال الرائق..
اخبأها عند شغاف قلبي الواله..
اضمها في اروقة نفسي الحائرة..
اخزنها في بهجة افكاري المزهرة.
اردد الحروف فيقشعر بدني وازداد توهجا وانبهار:
حسين
حسين
حسين
اربعة حروف عصى على الزمان محوها او طيها
فهي في قلب الكون ترنيمة باقية وحاضرة وسامية .