تويت
الطفلُ صعب المراس.. كيف يربى؟
وفاء سامي الزيادي
من الخطأ اعتبار المصاعب النفسية التي تصيب الطفل من قبيل العاهات او المعوقات التي تصاحبه طيلة حياته، وانما هي عوارض وقتية لا تلبث أن تزول، إذا أحسن معالجتها بطريقة صائبة؛ فقد يصبح الطفل ذات يوم شهيرا، وذا مستقبل باهر، كما هو الحال لأنيشتاين مثلا الذي كان في طفولته صعب المراس، ميّالا للعنف والغضب.
فهناك أطفال أسوياء مرحون ومريحون واخرون مختلفو المزاج وغريبو الأطوار، ولنأخذ الطفل الذي يطلق عليه (المضطرب) الذي لا يكاد يستقر في مكان حتى يهب منه دون أن نعرف السبب، يتعمد اثارة ضوضاء في وقت نريد فيه الخلود الى النوم وفي الصف نراه شارد الذهن لا يستطيع ان يركز انتباهه. يجب أن لا نسرع في اللجوء الى الشدة مع مثل هذا الطفل لاعادته الى الصواب.
ومع ان تشخيص حالة مثل هذا الطفل ومعالجته من اختصاص طبيب الأطفال النفساني، فهي حالة في غاية الحرج. وكثيرا ما تكون مصدر قلق، إلا ان العلاج لا يأخذ مفعوله دون مساعدة الوالدين وكياستهم.
ومنشأ اضطراب الطفل حسب رأي أساتذة الطب النفسي هو الإصابة بعدم الاستقرار النفسي بسبب الخوف او القلق؛ فابتعاد الطفل عن أمه المتعلق بها بمناسبة العطلة او السفر، يمكن ان يؤدي الى اصابته بالاضطراب النفسي، فيصبح نومه قلقا يصرخ احيانا ويكون غير مستقر المزاج، وقد يصل به الحال الى اصابته باضطرابات عضوية تستلزم عرضه على الطبيب المختص، ليتقصى الحقيقة، ومعالجة السبب، ويوجه الوالدين نحو السبيل الأمثل في اعادة توازنه.
وفي بحث نشرته الصحيفة الطبية الفرنسية مؤخرا، ورد تحذير شديد من إعطاء الطفل اي مستحضر طبي مسكن دون استشارة الطبيب؛ اذ لا يجوز ذلك حتى على الطبيب المختص إلا في بعض الحالات المحددة؛ لأن من شأن المسكنات ان تعقد من حالة الطفل، وتعيق الطبيب في تشخيص السبب الحقيقي للمرض، كما انها تعوّد الطفل عند الكبر الإدمان على تعاطي المسكنات والمخدرات.