إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"معرفة النفس طريق إلى معرفة الله"

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "معرفة النفس طريق إلى معرفة الله"






    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد

    في زحمة الحياة، حين يضيع الإنسان في شهواته، وينشغل بمظهره الخارجي، ينسى أن بداخله عالماً واسعًا...
    عالماً لو تأمّله لاهتدى... ولو تعمّق فيه، لعرف من خلقه.
    فأعظم رحلة في الوجود، ليست التي تبدأ من بيت إلى بيت، بل من "جهل النفس" إلى "معرفة النفس"، ومن معرفة النفس… إلى معرفة الله.

    معرفة النفس باب إلى معرفة الله:

    قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "من عرف نفسه فقد عرف ربه"
    📚 (نهج البلاغة، الحكمة ٦)



    وهذه ليست كلمة عابرة، بل مفتاح باب واسع.
    حين يفكر الإنسان في نفسه، من أنا؟ من خلقني؟ لماذا أشعر؟ لماذا أحزن وأفرح؟
    يدرك أن هناك سِرًا... أنه ليس جسدًا فقط.
    أنه روح... ونَفَسٌ من نفحات الله.

    📖 القرآن الكريم: النفس آية من آيات الله

    قال تعالى: ﴿وفي أنفسكم أفلا تبصرون﴾
    [الذاريات: 21]



    فالنظر في النفس، تأملًا، تدبّرًا، هو عبادة.
    حين أتأمّل في قلبي الذي ينبض بلا توقّف…
    وفي دموعي التي تسيل عند مشهد مؤلم…
    وفي قلقي من الموت…
    وفي لحظة التوبة التي تملأ روحي نورًا…
    أشعر أني لست وحدي.
    أشعر أن هناك نورًا يُناديني من داخلي… هو الله.


    ✨ روايات أهل البيت عليهم السلام: النفس مرآة ترى فيها الله

    قال الإمام الصادق (عليه السلام): "العِلمُ ثلاثة: آيةٌ محكمة، وفريضةٌ عادلة، وسُنّة قائمة. وكلّ ذلك في النفس الزاكية"
    📚 (الكافي، ج1، ص32)

    أي أن كل علم حقيقي، يبدأ من تزكية النفس.

    وقال (عليه السلام): "أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه"
    📚 (غرر الحكم)



    فكلّما عرفتَ نفسك بصدق: نقاط ضعفك، نواياك، دوافعك، طهّرتها ونقّيتها… كلّما انكشفت لك أنوار المعرفة الإلهية.

    النفس سُلّم الصعود والارتقاء
    النفس مرآة:

    إن كانت ملوثة بالهوى، لا ترى شيئًا.

    وإن كانت صافية، ترى الله واضحًا في كل شيء.


    قال تعالى:﴿قد أفلح من زكّاها * وقد خاب من دسّاها﴾
    [الشمس: 9–10]



    فمن زكّى نفسه، طهّر قلبه من الحسد والرياء والطمع والكبر…
    فتح الله له أبوابًا من النور، وعرفه بنفسه، فرأى الله في كل لحظة، في كل شهيق وزفير.

    هل فكّرت يومًا: من يراك حين لا يراك أحد؟

    من يفهمك حين لا تفهم نفسك؟

    من يرحمك حين تُقسُو عليك الحياة؟
    إنه الله…
    فإذا أردت أن تصل إليه، لا تبحث في السماء فقط، بل انظر في قلبك…
    ابحث في دمعتك…
    في ضعفك…
    في كل لحظة احتجت فيها إلى حنانٍ ولم تجده… إلا عند الله.

    رُوي أن أحد العارفين جلس يومًا يبكي، فسُئل: "أتبكي من ذنب؟"
    قال: "لا… بل من أني عشت كثيرًا ولم أعرف نفسي!"
    ثم قال: "لو عرفتُ من أنا… لعرفت من هو الذي خلقني… ولخجلت من جهلي!"

    إن من أراد الله… فليبدأ بنفسه.
    نقِّ قلبك… راقب نيتك… اسأل نفسك: لماذا أفعل ما أفعل؟
    واعلم… أن الله لا يُعرف بكثرة القراءة، ولا بكثرة الصلوات الخالية من الروح،
    بل يُعرف حين تُفتّش في داخلك، وتقول بصدق:
    "يا رب، دلّني عليك بي، فإني لا أعرف شيئًا إلا بك… "سُبحان من احتجب عن خلقه بذاته، وظهر لهم بآياته!"
    📚 (نهج البلاغة، دعاء الإمام في المناجاة)



  • #2
    جزاكم الله خير الجزاء

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X