تويت
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
في أحد الأيام، كان أرنوب الصغير يقف في غرفته، وهو يحدّق إلى الأرض بخوف.
كُسر كوب الماء، وتناثرت شظاياه على الأرض… ارتبك أرنوب وتجمّد مكانه.
سمع خطوات ماما تقترب بسرعة… قلبه صار يدقّ "دُق… دُق… دُق…"
دخلت ماما الأرنب الغرفة وقالت بصوت مرتفع:
– من كسر الكوب؟!
أرنوب لم يستطع النطق… عيناه امتلأتا بالدموع.
لكن فجأة…
توقفت ماما الأرنب… نظرت إليه جيدًا… ورأت عينيه المرتجفتين…
اقتربت منه، جلست على الأرض، فتحت ذراعيها وقالت:
– تعال يا أرنوب… الكوب يتعوّض… بس قلبك لا أريد أن ينكسر.
🧡 قفز أرنوب في حضنها وبكى، ثم قال:
– كنت خائفًا يا ماما… ظننتك ستصرخين!
ضحكت ماما وقالت:
– وهل نصرخ على القلب الذي نحبّه؟ أنا هنا دائمًا… لأحبك… حتى لو كسّرت كل أكواب الدنيا.
في اليوم التالي، خبّأ أرنوب لعبته المكسورة تحت السرير، لأنه خاف أن تغضب ماما.
لكنه تذكّر حضنها الدافئ بالأمس… فتقدّم وقال:
– ماما… عندي سر… بس ما أريده يخوّفني.
انحنت ماما وقالت:
– قل لي يا بطلي… أنا لا أخيف من أحب.
أخرج أرنوب اللعبة وقال:
– انكسرت… وحاولت أصلحها… بس ما قدرت… وخفت أقول.
ابتسمت ماما وقالت:
– شكراً لأنك وثقت بي… أنا فخورة بك. تعال نصلحها معًا.
ضحك أرنوب وقال:
– ماما… قلبك مثل وسادة… أنام عليه وما أخاف!
🌙 "دعاء الأمان"
في المساء، قبل أن ينام أرنوب، قالت له ماما:
– هل تريد أن أعلّمك دعاء يحمي قلبك من الخوف؟
قال أرنوب بحماس:
– نعم نعم يا ماما!
فهمست ماما في أذنه:
"يا الله احفظني، يا محمد علّمني، يا علي قوّيني، يا زهراء طمّنيني، يا مهدي كن معي"
(رددها أرنوب ثلاث مرات)
(رددها أرنوب ثلاث مرات)
ثم نام على وسادته وهو يبتسم، وقلبه الصغير مطمئن بأن هناك من يحبه… ولا يتركه أبدًا.
ومنذ ذلك اليوم، كلما ارتبك أرنوب أو أخطأ، تذكّر أن "قلب ماما لا يخوّف"
وأن الحب الحقيقي… لا يُشترط، لا يُهدّد، ولا يُكسر.