بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
في قرية جميلة، عاشت فتاة اسمها زهرة عمرها 12 سنة، وكانت مشهورة بسرعة غضبها، وكانت تمرض أحيانًا من ضيق الصدر بسبب الزعل والضجر.
ذات يوم، جاءها جدها الحكيم بعلبة خشبية قديمة وقال لها:
"زهرة، هذه صندوق الصبر العجيب، كل مرة تغضبين أو تحسي بالانزعاج، افتحي الصندوق وخذي منه قطعة واحدة."
زهرة استغربت وقالت: "لكن يا جدي، ما يوجد شيء في الصندوق!"
ابتسم الجد وقال: "أنتِ لم تفتحيه بعد بصدق."
في المساء، حدث أن أخت زهرة الصغيرة لعبت بألعابها وكسرت لعبتها المفضلة. غضبت زهرة بشدة، وقررت أن تفتح الصندوق.
فتحت الغطاء ببطء، ولم تجد شيء ملموس، لكن فجأة شعرت بهدوء غريب يملأ قلبها.
قالت: "هل هذا هو الصبر؟ كيف يمكن أن يكون شيئًا لا يُرى؟"
ابتسم الجد وقال: "رحابة الصدر مثل الصندوق هذا، لا ترى بالعين، لكنها تنمو في قلبك كلما تعلمت كيف تتحكم بغضبك، وتسامح، وتتفهم."
تعلمت زهرة كيف تنتظر، وتتنفس بعمق، وتحكي مع أختها بدل أن تغضب. وكل مرة تفتح الصندوق تشعر بالهدوء ينمو في قلبها أكثر وأكثر.
مرت الأيام، وأصبحت زهرة مشهورة في القرية بـ"زهرة الصبر والرحابة"، وصارت تنشر السلام والفرح بين الجميع.