تويت
مسرحية
مصباح الهدى
رسول عبد الله الخفاجي
بسم الله الرحمن الرحيم
مسرحية رسول الى الجنة
المشهد الاول
يفتح الستار على صوت موسيقى كنائسية وترانيم ليظهر بيت جميل يظهر في احد جوانبه الامامية مكتب وعليه كتب وفي الوسط امام الجمهور مرسوم على قماش الصليب بحجم كبير والجانب الاخر هناك سرير نوم مفروش والانارة ناصعة ثم يدخل رجل يرتدي زيا نصرانيا بملابس جميلة يتقدم بهدوء وهو يحمل صندوق جميل مزين ورسالة وهو يعتني بهما كثيرا ويحافظ عليهما ويقول
رسول قيصر: علي ان اكون عند حسن ظن الملك قسطنطين عظيم الروم في ايصال هذه الرسالة الى ملك العرب يزيد بن معاوية ويجب ان اجتهد في ارضائه لاكون من الفائزين بقربه فوالله انه لشرف كبير لي ان اكون رسولا لقيصر الروم
ثم يتمشى نحو المكتب وهو حاملا الرسالة والصندوق بلهفة ويضعهما على المكتب ثم يلتفت الى الجمهور بقوة ويقول:
رسول القيصر: ولكن ماذا عساي ان اقول وكيف ساتصرف بحضرة ملك العرب فليس الامر بهذه السهولة وانني اتصور نفسي مثل وادي بين جبلين عظيمين اما ان احتضن الماء النازل منهما فانثر الازهار في كل مكان او ادع الماء يتدفق بقوة فينشئ السيل العارم الذي لايدع شيئا في طريقه الا قضى عليه وهذا امر يدع الحيرة تدب في نفسي كالنار في الهشيم
رسول قيصر(يتمشى): سابتسم كثيرا 000لا لا ساكون هادئا وقليل الحركة (يسكت) او اجمع بين الامرين معا
رسول قيصر(متضجورا): آآآه لا هذا ولا ذاك ساتصرف على سجيتي وادع الامور تسير على طبيعتها
رسول قيصر(يتمشى راجعا بهدوء): افضل شيء اصلي للرب واطلب منه ان يهديني لما هو اصلح فعند صفاء النفس تفر الهموم بعيدا وتزدهر الافكار وتنضج ثمارها
ثم يتجه نحو الصليب ليصلي ثم يثني على ركبتيه ويصلي ثم يرفع يده ويدعو
رسول قيصر: أبانا الذي في السماء ليتقدس اسمك لتأت مملكتك, لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض, خبزنا كفافاً أعطنا كل يوم, واغفر لنا خطايانا لأننا نحن أيضاً نغفر لكل من يُذنب إلينا, ولا تدخلنا في تجربة ولكن نجنا من الشرير
اهدنا ايها الرب وساعدنا فها انا واقف بين يديك راجيا مساعدتك لي في شاني وما اهمني فلا تمنعني من مائدتك القدسية واعني في سفري فانت ابانا ونحن ابنائك المخلصين00آمين0
ويحرك يده كما هي صلاتهم ثم ينهض خاشعا ويمشي ويقول
رسول قيصر: انه قدري الذي اختار لي ان احمل هذه الامانة العظيمة علي ان اقرا بعضا من كلمات الكتاب المقدس لتكون جلائا لما اثقل صدري وعونا لي في سفري
ثم يذهب الى مكتبه ويحمل الكتاب المقدس بخشوع واحترام ويفتح صفحاته
رسول قيصر: كي اتا نشحطتا
بعجب شديد: انك الذي ذبحت
ثم ينظر الى جلد الكتاب المقدس بتعجب شديد ثم ينظر الى داخل الكتاب
عجبا عجبا كاني ارى هذه الكلمات لاول مرة مع اني اقراها مرارا ولكني اليوم اجدها تختلف كثيرا عن السابق
يكمل: في بدمخا قانيتا لايلوهيم
ينتبه بشدة ويركز في الكتاب
من كل مشبحا في لا شون في كل عم في كوي
في ايريه فا اشمع
يقرا ببطء
قول ملاخيم ربيم
قورئيم عوشير في حاخما
في كبورها في هدار كافود في براخا
رسول قيصر(متحيرا): انها رؤيا يوحنا
رسول قيصر(يراجع الكلام بتعجب): انك الذي ذبحت وقدمت دمك الطاهر قربانا للرب ومن اجل انقاذ الشعوب والامم وسينال هذا الذبيح المجد والعزة والكرامة والى الابد لانه جسد البطولة والتضحية باعلى مراتبها
ومن يكون هذا الذبيح الذي ضحى بنفسه من اجل الانسانية جمعاء جزما انه ليس اليسوع فاليسوع لم يذبح وانما صلب صلبا ولم تكن رسالته عامة وانما كانت لنا خاصة ان في الامر سرا عظيما
ثم يقوم من مكانه متعجبا ويتذكر وينتبه ويقول
رسول قيصر : اين سفر ارميا اين سفر ارميا اضنني سبق وان قرات شيئا فيه هذا المعنى
اشعر ان العناية الالهية ممدودة لي فلم اكن اصفى ذهنا مني الان
رسول قيصر(يفتح الكتاب مرة اخرى): في هيوم ههو كاشلوا
في نافلوا تسافونا عل يد نهر فرات بتعجب(نهر الفرات)
في آكلا حيرب
في سابعا
في راوتا من دمام
كي زيبح لأدوناي يهفا
من ذاكرة صدى الروضتين
تسفاؤوت با إيرتس
تسافون إل نهر فرات
ثم بانتباه شديد وتلعثم: في ذلك اليوم يسقط القتلى في المعركة قرب نهر الفرات وتشبع الحرب والسيوف وترتوي من الدماء التي تسيل في ساحة المعركة بسبب مذبحة رب الجنود في ارض تقع شمال نهر الفرات
انه نفس الذبيح عظيم الشان يسقط قرب نهر الفرات في معركة عظيمة ولم يكن اليسوع ليذهب قرب نهر الفرات ولم يكن اتباعه ليذهبون اذن من هذا الذبيح وكيف لانعرفه وهو بهذا الشان العظيم عند ابانا الذي في السماء ولماذا اخذتني الغفلة عن معرفته وكيف لم يذكره احد من القساوسه ويثنو عليه يوما فطوبى له وتعسا لي ايكون احدا بهذه العظمة واغفل عن معرفته دهري ااكتب من الغافلين عند ربي انه لامر عظيم جعلني في ريبة من امري وزادني حيرة الى حيرتي (يصرخ) رحماك ربي (ثم يصرخ) يايسوع (ثم ينتبه) لقد اصابني الاعياء والالم وزادت حيرتي فمن تكون ايها الذبيح العظيم يامن ضحيت بنفسك من اجلي ومن اجل كل انسان وقدمت روحك قربانا للرب هل لي برؤياك هل لي بلقياك (وهو يبكي)هل يتصل زماني بزمانك
الخادم (مسرعا): مولاي مولاي ماذا هناك
رسول قيصر(يومئ بيده): لاشيء لاشيء اذهب انت
رسول قيصر(يمشي ويتثاؤب): عجبا لهذا النعاس الذي هجم علي في حين غرة ولم اعد استطيع الذود عن نفسي امامه ومالي الى الثبات من سبيل ساخلد الى النوم ولو ليس فيه سوى راحة الجسد وهو ينئى عن راحة النفس ولكن علي اجد فيه الحل (ثم يضع راسه على الوسادة ويتكلم بهدوء) (ثم ينام)
ويرى في المنام رؤيا عظيمة
ثم يستيقض وهو يصرخ صراخا شديدا
رسول قيصر: محمد محمد
يدخل الخادم مسرعا الى المسرح ويتجه نحو سيده
الخادم : سيدي سيدي ماذا هناك ومع من تتكلم
رسول قيصر: لقد رايت رؤيا عظيمة اهتزت لها جميع جوارحي
الخادم: يايسوع وما هذه الرؤيا التي جعلتك تصرخ هكذا
رسول قيصر: لقد رايت نورا عظيما ملا المكان لم ار مثله من قبل
الخادم: وبعد
رسول قيصر: اقترب مني رويدا رويدا فاذا شخص حسن الوجه يمشي والنور يمشي امامه
الخادم: نعم
رسول قيصر: سالته بعد ان اخرست هيبته لساني من انت ومن تكون هل انت المسيح فقال سلام على عيسى روح الله فسالته من انت اذن
الخادم: وبم اجاب
رسول قيصر: قال بسم الله الرحمن الرحيم: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }
رسول قيصر: ثم قال انا النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي تجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَكمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ آمُرُكم بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَاكُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَاحِلُّ لَكمُ الطَّيِّبَاتِ وَاحَرِّمُ عَلَيْكمُ الْخَبَآئِثَ وَاضَعُ عَنْكمْ إِصْرَكمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْكمْ
رسول قيصر: سالته ومن تكون
رسول قيصر: قال انا الذي بشر بي عيسى بن مريم وقال: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ
الخادم: احمد
رسول قيصر: نعم ثم قال انا محمد بن عبدالله نبي الاسلام وخاتم الانبياء والمرسلين ورسول الله الى الخلق اجمعين
الخادم: محمد بن عبدالله خاتم الانبياء والمرسلين
رسول قيصر: اجل
الخادم: وماذا قلت له
رسول قيصر: قلت له انت رسول وانا رسول ولكنك رسول الاله العظيم وانا رسول انسان عديم فما بعثك الي وانا بدنو منزلتي منك
الخادم: وبم أجاب
رسول قيصر: قال جئت لأبلغك بانك من أهل الجنة وانك تموت على شهادة ان لا اله الا الله وانني محمد رسول الله ببركة راس ولدي الحسين ابن بنتي فاطمة سيدة نساء العالمين
فاستيقضت مذعورا
الخادم: مولاي فليحفظك اليسوع انه حلم
رسول قيصر: كلا كلا بل انها رؤيا عظيمة لها معان عظيمة ولكني لا اجد لها في نفسي تفسيرا
الخادم: لاباس عليك يامولاي اخلد الى النوم ولا تتعب نفسك هكذا وتذكر ان ورائك سفرا شاقا لا تستطيع تحمله مالم ترتاح قليلا اخلد الى النوم
رسول قيصر(يتمدد): محمد خاتم الانبياء والمرسلين الحسين بن فاطمة سيدة نساء العالمين
الخادم: نم يامولاي نم
ثم يغطيه وينام
وتغلق الستارة
المشهد الثاني
تفتح الستارة والراس موضوع في الطشت ومغطى بقماش مكشوف من جهة الوجه ويزيد واقف ينظر اليه باستهزاء وبيده كاس الخمر وصوت موسيقى
يزيد: إيه ياحسين قد كنت تفتخر علي كثيرا وتقول إن أبيك خير من أبي وامك خير من أمي وجدك خير من جدي (ثم يدنو من الراس بهمس) وانك خير مني (ينهض) فأما قولك ان أبيك خير من أبي فقد حاج أبي أباك فقضى الله لابي على أبيك وأما قولك ان امك افضل من أمي فلعمري لقد صدقت فان فاطمة بنت رسول الله خير من أمي وأما قولك بان جدك خير من جدي فليس احد يؤمن بالله واليوم الآخر يقول انه افضل من محمد وأما قولك انك خير مني فلعلك لم تقرا الآية(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (ثم يشرب ويضحك)
يزيد: وها انت بين يدي وقد أذلك الله ههههههههههه فما تقول ياحسين وكيف رأيت الضرب هل كان مؤلما ام صبرت على حره لتذهب إلى جنتك الموعودة
يزيد(يقنع نفسه ويصيح): لا جنة ولانار
يزيد(يشير إلى قصره): هذه هي الجنة
يزيد (ثم يشير الى الراس): وهذا نعيمها إنما هو الملك طلبتموه وطلبناه ففضلنا الله عليكم وأعطاه لنا
يزيد(بحقد): لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
يزيد(يدور بنشوة): اين معاوية اين أبا سفيان ليرى ماانا فيه من النصر لقد أخذت لكم ثأركم من علي وأخذت ثأري من الحسين
يزيد: فان تعدلوا فالعدل القاه آخرا* اذا ضمنا يوم القيامة نحشر
ولكننا فزنا بملك معجل * وان كان في العقبى نارا تسعر
يزيد(يقترب من الراس): ذق ياحسين ذق ما صنعته لنفسك هل حسبت ان الأمر بهذه السهولة تأتي لتنزع عني ملكي وتتربع على عرشي لا والله لا ولو ان جدك فعل لعاملته مثل ما عاملتك
يزيد(يقترب اكثر): كنت غريمي طوال عمرك
يزيد(ينظربحدة): لقد نصرني الله عليك
صوت الحاجب يفاجئ يزيد
الحاجب: مولاي رسول قيصر الروم يستأذنك بالدخول ياسيدي
يزيد يغطي الراس بمنديل ثم يذهب إلى كرسيه مسرعا ويجمل جلوسه
يزيد: دعه يدخل
يدخل الرسول وهو يحمل الرسالة ويسير بكل رزانة وهدوء
يزيد(ينهض من كرسيه): مرحبا مرحبا برسول قيصر الروم في بلادنا حللت أهلا ونزلت سهلا
رسول قيصر(ينحني): مولاي انه لشرف عظيم لي ان أكون بحضرتكم وقد جئتكم محملا بورود المحبة والسلام من مملكة الروم ممزوجة بتحيات مولاي قيصر الروم
يزيد: شكرا لك ولبلاد الروم على مشاعرهم تجاهنا
رسول قيصر: تفضل ياسيدي هذه رسالة القيصر اليكم
يزيد(يأخذ الرسالة): اجل اجل هاتها
يزيد يفتح الرسالة ويقرأ وفي هذه الأثناء الرسول يكلم نفسه
رسول قيصر: اخشى ان يكون قدومي في وقت غير مناسب فقصر الخليفة يضج بالناس وهناك أصوات متعددة وصياح وأناس يرتدون ملابس رثة كأنهم اسرى والدموع تنهمر من أحداقهم وأطفال حالهم كحال اليتامى الذين فقدوا آبائهم ودموعهم كقطر الندى فوق الأزهار والحرس يحيطون بهم من كل جانب ويعاملونهم بكل قسوة
ينتبه الرسول على ضحك يزيد
يزيد: ان قيصركم رجل حكيم وانا اشكره شكرا كثيرا على هذه الكلمات بارك الله فيكم وفي دولتكم
رسول القيصر: شكرا لك يامولاي هانحن نجدد لكم العهد والولاء
يزيد: هذا ما عهدناه منكم
رسول القيصر(بحرج): اخشى ان أكون قد أتيت في وقت غير مناسب
يزيد: كلا كلا لماذا تقول ذلك
رسول القيصر: إنني أرى قصركم يضج بالناس
يزيد(مقاطعا): لا لا تأخذ في بالك إنما نصرا كتبه الله لنا على عدونا وقد أتيتنا في وقت احتفالنا بهذا النصر
رسول القيصر: هنيئا لكم على نصركم فهل كان عدوكم من الكفار المعاندين
يزيد: كلا انه مسلم ولكنه خرج على سلطاننا ونازعنا ملكنا فقضينا عليه
يزيد: فقد أتانا في ثمانية عشر من أهل بيته ونيف وخمسون من أصحابه فقضينا عليه وعلى أهل بيته وذبحناه وذبحناهم أجمعين وشبعت السيوف وارتوت من دمائهم وبقيت أجسادهم بلا رؤوس في العراء
رسول قيصر(تدب الحيرة في نفسه مقاطعا بتفكيره): في آكلا حيرب في سابعا في راوتا من دمام شبعت السيوف وارتوت من دمائهم
يزيد: فقتل اتباعي قائدهم واتو على اخرهم بعد ان حالو بينهم وبين نهر الفرات
رسول القيصر(يتفاجأ كثيرا وينهض): تسافون ال نهر فرات
رسول قيصر: نهر الفرات
يزيد: اجل في مكان يدعى كربلاء قرب نهر الفرات
رسول قيصر(بعجب وحزن): عجبا إنها شبيهة بالمعركة التي ذكرها الكتاب المقدس بصفتها ومكانها أتكون هي ايكون رب الجند هو ذلك الذبيح الذي افتدى نفسه لله من اجل الحق(يرتبك) ايكون هو
يزيد مقاطعا تفكيره
يزيد: ما بالك
رسول قيصر(مرتبكا): لا لا شيء ولكن هل لي ان اعرف من هو قائدهم وما اسمه
يزيد: وماشانك به
رسول قيصر: لا شان لي ولكن مولاي القيصر أوصاني ان أحدثه بكل ما رايته وسمعته في بلادكم كما إنني أريده ان يشارككم فرحتكم بهذا النصر العظيم
يزيد: حسنا لابأس انه الحسين بن علي ابن أبي طالب صاحب هذا الراس
ويذهب يزيد فيكشف عن الراس
رسول قيصر(شاخصا إلى الراس متلعثما): الحسين
يزيد: اجل هل تعرفه
رسول قيصر: لا لا ومن امه
يزيد : امه فاطمة بنت محمد نبي الإسلام
رسول قيصر(بغضب): الحسين ابن فاطمة (يتباكى) الحسين بن فاطمة
ثم يذهب إلى الراس الشريف متجاهلا يزيد
رسول قيصر(في طريقه للراس): انه هو والله
رسول قيصر: إي والله انك انت الذبيح العظيم الشأن الذي ضحيت بدمك من اجلي ومن اجل كل إنسان انت الذي قدمت دمك الطاهر قربانا للرب انت الذي جدت بنفسك من اجل إنقاذ الشعوب والأمم في كل مكان فعليك مني التحية والسلام
يزيد: تبا
رسول قيصر(بغضب وقوة): اف لك ولدينك يايزيد انك والله لمن الجاهلين فبم استوجب هذا الإنسان العظيم القتل
يزيد(يشتعل غضبا): ويحك ان أهل العراق دعوه وأرادوا ان يجعلوه خليفة فقتله عاملي عبيدالله بن زياد
رسول قيصر(بحزن): الويل لك ومن احق منه بالخلافة وهو بن بنت نبيكم فما أكفركم وما اقسى قلوبكم اعلم يايزيد ان لي دين احسن من دينك
يزيد: ماذا دين النصارى احسن من ديني أتقول هذا وأنت في قصري تبا لك
رسول قيصر: اجل ديني احسن من دينك فإنني من أحفاد داود النبي والنصارى تتبرك بتراب قدمي وتكن لي بالغ الاحترام لأنني من الحوافد وبيني وبين داود عشرات الأجداد وانتم بالأمس كان نبيكم بين أظهركم واليوم وثبتم على ولده وقتلتموه فتبا لكم ولدينكم واف لكم ولما تعبدون
يزيد: اخرس أخرسك الله لقد تجرات كثيرا
رسول قيصر: اضنك لم تسمع بكنيسة الحافر
يزيد(يصيح): وما شانها
رسول قيصر: ان بين عمان والصين بحر مسيرة سنة فيه جزيرة ليس بها عمران إلا بلدة واحدة في الماء طولها ثمانون فرسخا في ثمانين ما على وجه الأرض مدينة مثلها منها يحمل الكافور والعنبر والياقوت أشجارها العود وهي في اكف النصارى فيها كنايس كثيرة اعظمها كنيسة الحافر في محرابها حقة ذهب معلقة فيها حافر حمار ويقولون كان يركبه عيسى (ع) وحول الحقة مزين بأنواع الجواهر والديباج يقصدها في كل عام عالم من النصارى وانتم تقتلون ابن بنت نبيكم لا بارك الله فيكم ولا في دينكم إنكم شر مكانا
يزيد(بغضب): اقتلوه لئلا يفضحني في بلاده اذا رجع اليها
يأتي الحرس فيمسكون به وهو يجر نفسه بقوة
رسول قيصر: أتريد ان تقتلني
يزيد: نعم أيها المعتوه سأقتلك شر قتلة
رسول قيصر: عذبني أو اقتلني أو اصنع بي ما شئت فاني آمنت بهذا الرجل اشد إيمان واعلم انى رأيت نبيكم في المنام فقال يا نصراني أنت من أهل الجنة فتعجبت من كلامه ولم افهمه ولكنني الآن قد عرفت معناه وفهمت محتواه واني اشهد ان لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله
ثم يذهب بقوة فيحضن الراس وهو يتشهد
يزيد:اقتلوه
رسول قيصر: اشهد ان لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله
تغلق الستار
فهذه الإضافة( وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي)، مِن وضع الرواة الذين رووا عن عاصم؛ لأنَّهم هم بأنفسهم رووا أحاديث عدم الزيادة عن عاصم، مع أنَّ هناك مجموعة مِن الرواة رووا عن عاصم عدم زيادة (وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي)، فلو كانت الزيادة موجودة وسمعوها عن عاصم لرواها هؤلاء، ولعلَّ هذا الاضطراب الحاصل مِن الراوي كان أحد الأسباب الَّتي أدَّت إلى اتِّهام عاصم بضعف الحفظ.. ومما تقدم يعلم أن زيادة (واسم ابيه اسم أبي) ليست بحجة في رواية عاصم.
ثانياً- ضعف سند الرواية الَّتي وردت فيها زيادة( وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي)؛ وذلك لورود رواة ضعاف في سندها، أسقطهم كبار علماء الجرح والتعديل مِن علماء السنَّة.. فلا تجد رواية من تلك الروايات الَّتي روت هذه الزيادة إلاَّ وفيها مَن ضعفوه أو اتهموه، وهؤلاء الرواة هم:
1- (فطر بن خليفة): اتّهموه بسوء المذهب.
2- (يحيى بن يمان العجلي أبو زكريا الكوفي): قال أحمد بن حنبل: ليس بحجة. وقال البخاري: فيه نظر.
3- (عبيد الله بن موسى بن أبي المختار واسمه باذام العبسي): ضعفه البخاري. وعدَّه الحافظ أبو مسلم البغدادي من المتروكين.
4- (داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان بن ذكوان الطائي): ضعفه أبو زرعة، وأحمد بن حنبل، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث غير ثقة، وقال الدار قطني: متروك الحديث.
5- (رشدين بن أبي رشدين): ضعفه أحمد بن حنبل. وأبو زرعة.
6- (الوليد بن مسلم): وصفه الدار قطني بأنَّه يروي عن الأوزاعي أحاديث عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء، وقال أحمد بن حنبل: كان رفاعًا كثير الخطأ. وقال أبو مسهر: كان يحدث بأحاديث الأوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها عنهم.
7- ( زائدة بن سليم): وصفه البخاري بأنه: منكر الحديث، لا يتابع على حديثه.
8- (داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان): كذبه أحمد بن حنبل والبخاري.
9- (سليمان بن قرم): ضعفه يحيى بن معين، وأبو زرعة .
وهكذا يتبيّن ضعفُ سند الروايات التي ذكر فيها (واسم أبيه اسم أبي)، إضافة إلى ذلك فهي غير صالحة للاستشهاد بها لأسباب عديدة، سوف نذكرها في العدد القادم.
المراجع:
(1) سنن أبي داود لسليمان بن الأشعث السجستاني: 673 [ح. 4290/ كتاب المهدي]، ضبطه: محمد عبد العزيز الخالدي، دار الكتب العلمية- بيروت-لبنان،ط. الثانية؛ 2005م- 1426هـ.
(2) نفس المصدر السابق: 671[ح. 4282/ كتاب المهدي].
(3) كتاب الفتن لنعيم بن حماد المروزي:227، تحقيق وتقديم: الدكتور سهيل زكار، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان، ط. 1414هـ-
مصباح الهدى
رسول عبد الله الخفاجي
بسم الله الرحمن الرحيم
مسرحية رسول الى الجنة
المشهد الاول
يفتح الستار على صوت موسيقى كنائسية وترانيم ليظهر بيت جميل يظهر في احد جوانبه الامامية مكتب وعليه كتب وفي الوسط امام الجمهور مرسوم على قماش الصليب بحجم كبير والجانب الاخر هناك سرير نوم مفروش والانارة ناصعة ثم يدخل رجل يرتدي زيا نصرانيا بملابس جميلة يتقدم بهدوء وهو يحمل صندوق جميل مزين ورسالة وهو يعتني بهما كثيرا ويحافظ عليهما ويقول
رسول قيصر: علي ان اكون عند حسن ظن الملك قسطنطين عظيم الروم في ايصال هذه الرسالة الى ملك العرب يزيد بن معاوية ويجب ان اجتهد في ارضائه لاكون من الفائزين بقربه فوالله انه لشرف كبير لي ان اكون رسولا لقيصر الروم
ثم يتمشى نحو المكتب وهو حاملا الرسالة والصندوق بلهفة ويضعهما على المكتب ثم يلتفت الى الجمهور بقوة ويقول:
رسول القيصر: ولكن ماذا عساي ان اقول وكيف ساتصرف بحضرة ملك العرب فليس الامر بهذه السهولة وانني اتصور نفسي مثل وادي بين جبلين عظيمين اما ان احتضن الماء النازل منهما فانثر الازهار في كل مكان او ادع الماء يتدفق بقوة فينشئ السيل العارم الذي لايدع شيئا في طريقه الا قضى عليه وهذا امر يدع الحيرة تدب في نفسي كالنار في الهشيم
رسول قيصر(يتمشى): سابتسم كثيرا 000لا لا ساكون هادئا وقليل الحركة (يسكت) او اجمع بين الامرين معا
رسول قيصر(متضجورا): آآآه لا هذا ولا ذاك ساتصرف على سجيتي وادع الامور تسير على طبيعتها
رسول قيصر(يتمشى راجعا بهدوء): افضل شيء اصلي للرب واطلب منه ان يهديني لما هو اصلح فعند صفاء النفس تفر الهموم بعيدا وتزدهر الافكار وتنضج ثمارها
ثم يتجه نحو الصليب ليصلي ثم يثني على ركبتيه ويصلي ثم يرفع يده ويدعو
رسول قيصر: أبانا الذي في السماء ليتقدس اسمك لتأت مملكتك, لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض, خبزنا كفافاً أعطنا كل يوم, واغفر لنا خطايانا لأننا نحن أيضاً نغفر لكل من يُذنب إلينا, ولا تدخلنا في تجربة ولكن نجنا من الشرير
اهدنا ايها الرب وساعدنا فها انا واقف بين يديك راجيا مساعدتك لي في شاني وما اهمني فلا تمنعني من مائدتك القدسية واعني في سفري فانت ابانا ونحن ابنائك المخلصين00آمين0
ويحرك يده كما هي صلاتهم ثم ينهض خاشعا ويمشي ويقول
رسول قيصر: انه قدري الذي اختار لي ان احمل هذه الامانة العظيمة علي ان اقرا بعضا من كلمات الكتاب المقدس لتكون جلائا لما اثقل صدري وعونا لي في سفري
ثم يذهب الى مكتبه ويحمل الكتاب المقدس بخشوع واحترام ويفتح صفحاته
رسول قيصر: كي اتا نشحطتا
بعجب شديد: انك الذي ذبحت
ثم ينظر الى جلد الكتاب المقدس بتعجب شديد ثم ينظر الى داخل الكتاب
عجبا عجبا كاني ارى هذه الكلمات لاول مرة مع اني اقراها مرارا ولكني اليوم اجدها تختلف كثيرا عن السابق
يكمل: في بدمخا قانيتا لايلوهيم
ينتبه بشدة ويركز في الكتاب
من كل مشبحا في لا شون في كل عم في كوي
في ايريه فا اشمع
يقرا ببطء
قول ملاخيم ربيم
قورئيم عوشير في حاخما
في كبورها في هدار كافود في براخا
رسول قيصر(متحيرا): انها رؤيا يوحنا
رسول قيصر(يراجع الكلام بتعجب): انك الذي ذبحت وقدمت دمك الطاهر قربانا للرب ومن اجل انقاذ الشعوب والامم وسينال هذا الذبيح المجد والعزة والكرامة والى الابد لانه جسد البطولة والتضحية باعلى مراتبها
ومن يكون هذا الذبيح الذي ضحى بنفسه من اجل الانسانية جمعاء جزما انه ليس اليسوع فاليسوع لم يذبح وانما صلب صلبا ولم تكن رسالته عامة وانما كانت لنا خاصة ان في الامر سرا عظيما
ثم يقوم من مكانه متعجبا ويتذكر وينتبه ويقول
رسول قيصر : اين سفر ارميا اين سفر ارميا اضنني سبق وان قرات شيئا فيه هذا المعنى
اشعر ان العناية الالهية ممدودة لي فلم اكن اصفى ذهنا مني الان
رسول قيصر(يفتح الكتاب مرة اخرى): في هيوم ههو كاشلوا
في نافلوا تسافونا عل يد نهر فرات بتعجب(نهر الفرات)
في آكلا حيرب
في سابعا
في راوتا من دمام
كي زيبح لأدوناي يهفا
من ذاكرة صدى الروضتين
تسفاؤوت با إيرتس
تسافون إل نهر فرات
ثم بانتباه شديد وتلعثم: في ذلك اليوم يسقط القتلى في المعركة قرب نهر الفرات وتشبع الحرب والسيوف وترتوي من الدماء التي تسيل في ساحة المعركة بسبب مذبحة رب الجنود في ارض تقع شمال نهر الفرات
انه نفس الذبيح عظيم الشان يسقط قرب نهر الفرات في معركة عظيمة ولم يكن اليسوع ليذهب قرب نهر الفرات ولم يكن اتباعه ليذهبون اذن من هذا الذبيح وكيف لانعرفه وهو بهذا الشان العظيم عند ابانا الذي في السماء ولماذا اخذتني الغفلة عن معرفته وكيف لم يذكره احد من القساوسه ويثنو عليه يوما فطوبى له وتعسا لي ايكون احدا بهذه العظمة واغفل عن معرفته دهري ااكتب من الغافلين عند ربي انه لامر عظيم جعلني في ريبة من امري وزادني حيرة الى حيرتي (يصرخ) رحماك ربي (ثم يصرخ) يايسوع (ثم ينتبه) لقد اصابني الاعياء والالم وزادت حيرتي فمن تكون ايها الذبيح العظيم يامن ضحيت بنفسك من اجلي ومن اجل كل انسان وقدمت روحك قربانا للرب هل لي برؤياك هل لي بلقياك (وهو يبكي)هل يتصل زماني بزمانك
الخادم (مسرعا): مولاي مولاي ماذا هناك
رسول قيصر(يومئ بيده): لاشيء لاشيء اذهب انت
رسول قيصر(يمشي ويتثاؤب): عجبا لهذا النعاس الذي هجم علي في حين غرة ولم اعد استطيع الذود عن نفسي امامه ومالي الى الثبات من سبيل ساخلد الى النوم ولو ليس فيه سوى راحة الجسد وهو ينئى عن راحة النفس ولكن علي اجد فيه الحل (ثم يضع راسه على الوسادة ويتكلم بهدوء) (ثم ينام)
ويرى في المنام رؤيا عظيمة
ثم يستيقض وهو يصرخ صراخا شديدا
رسول قيصر: محمد محمد
يدخل الخادم مسرعا الى المسرح ويتجه نحو سيده
الخادم : سيدي سيدي ماذا هناك ومع من تتكلم
رسول قيصر: لقد رايت رؤيا عظيمة اهتزت لها جميع جوارحي
الخادم: يايسوع وما هذه الرؤيا التي جعلتك تصرخ هكذا
رسول قيصر: لقد رايت نورا عظيما ملا المكان لم ار مثله من قبل
الخادم: وبعد
رسول قيصر: اقترب مني رويدا رويدا فاذا شخص حسن الوجه يمشي والنور يمشي امامه
الخادم: نعم
رسول قيصر: سالته بعد ان اخرست هيبته لساني من انت ومن تكون هل انت المسيح فقال سلام على عيسى روح الله فسالته من انت اذن
الخادم: وبم اجاب
رسول قيصر: قال بسم الله الرحمن الرحيم: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }
رسول قيصر: ثم قال انا النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي تجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَكمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ آمُرُكم بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَاكُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَاحِلُّ لَكمُ الطَّيِّبَاتِ وَاحَرِّمُ عَلَيْكمُ الْخَبَآئِثَ وَاضَعُ عَنْكمْ إِصْرَكمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْكمْ
رسول قيصر: سالته ومن تكون
رسول قيصر: قال انا الذي بشر بي عيسى بن مريم وقال: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ
الخادم: احمد
رسول قيصر: نعم ثم قال انا محمد بن عبدالله نبي الاسلام وخاتم الانبياء والمرسلين ورسول الله الى الخلق اجمعين
الخادم: محمد بن عبدالله خاتم الانبياء والمرسلين
رسول قيصر: اجل
الخادم: وماذا قلت له
رسول قيصر: قلت له انت رسول وانا رسول ولكنك رسول الاله العظيم وانا رسول انسان عديم فما بعثك الي وانا بدنو منزلتي منك
الخادم: وبم أجاب
رسول قيصر: قال جئت لأبلغك بانك من أهل الجنة وانك تموت على شهادة ان لا اله الا الله وانني محمد رسول الله ببركة راس ولدي الحسين ابن بنتي فاطمة سيدة نساء العالمين
فاستيقضت مذعورا
الخادم: مولاي فليحفظك اليسوع انه حلم
رسول قيصر: كلا كلا بل انها رؤيا عظيمة لها معان عظيمة ولكني لا اجد لها في نفسي تفسيرا
الخادم: لاباس عليك يامولاي اخلد الى النوم ولا تتعب نفسك هكذا وتذكر ان ورائك سفرا شاقا لا تستطيع تحمله مالم ترتاح قليلا اخلد الى النوم
رسول قيصر(يتمدد): محمد خاتم الانبياء والمرسلين الحسين بن فاطمة سيدة نساء العالمين
الخادم: نم يامولاي نم
ثم يغطيه وينام
وتغلق الستارة
المشهد الثاني
تفتح الستارة والراس موضوع في الطشت ومغطى بقماش مكشوف من جهة الوجه ويزيد واقف ينظر اليه باستهزاء وبيده كاس الخمر وصوت موسيقى
يزيد: إيه ياحسين قد كنت تفتخر علي كثيرا وتقول إن أبيك خير من أبي وامك خير من أمي وجدك خير من جدي (ثم يدنو من الراس بهمس) وانك خير مني (ينهض) فأما قولك ان أبيك خير من أبي فقد حاج أبي أباك فقضى الله لابي على أبيك وأما قولك ان امك افضل من أمي فلعمري لقد صدقت فان فاطمة بنت رسول الله خير من أمي وأما قولك بان جدك خير من جدي فليس احد يؤمن بالله واليوم الآخر يقول انه افضل من محمد وأما قولك انك خير مني فلعلك لم تقرا الآية(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (ثم يشرب ويضحك)
يزيد: وها انت بين يدي وقد أذلك الله ههههههههههه فما تقول ياحسين وكيف رأيت الضرب هل كان مؤلما ام صبرت على حره لتذهب إلى جنتك الموعودة
يزيد(يقنع نفسه ويصيح): لا جنة ولانار
يزيد(يشير إلى قصره): هذه هي الجنة
يزيد (ثم يشير الى الراس): وهذا نعيمها إنما هو الملك طلبتموه وطلبناه ففضلنا الله عليكم وأعطاه لنا
يزيد(بحقد): لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
يزيد(يدور بنشوة): اين معاوية اين أبا سفيان ليرى ماانا فيه من النصر لقد أخذت لكم ثأركم من علي وأخذت ثأري من الحسين
يزيد: فان تعدلوا فالعدل القاه آخرا* اذا ضمنا يوم القيامة نحشر
ولكننا فزنا بملك معجل * وان كان في العقبى نارا تسعر
يزيد(يقترب من الراس): ذق ياحسين ذق ما صنعته لنفسك هل حسبت ان الأمر بهذه السهولة تأتي لتنزع عني ملكي وتتربع على عرشي لا والله لا ولو ان جدك فعل لعاملته مثل ما عاملتك
يزيد(يقترب اكثر): كنت غريمي طوال عمرك
يزيد(ينظربحدة): لقد نصرني الله عليك
صوت الحاجب يفاجئ يزيد
الحاجب: مولاي رسول قيصر الروم يستأذنك بالدخول ياسيدي
يزيد يغطي الراس بمنديل ثم يذهب إلى كرسيه مسرعا ويجمل جلوسه
يزيد: دعه يدخل
يدخل الرسول وهو يحمل الرسالة ويسير بكل رزانة وهدوء
يزيد(ينهض من كرسيه): مرحبا مرحبا برسول قيصر الروم في بلادنا حللت أهلا ونزلت سهلا
رسول قيصر(ينحني): مولاي انه لشرف عظيم لي ان أكون بحضرتكم وقد جئتكم محملا بورود المحبة والسلام من مملكة الروم ممزوجة بتحيات مولاي قيصر الروم
يزيد: شكرا لك ولبلاد الروم على مشاعرهم تجاهنا
رسول قيصر: تفضل ياسيدي هذه رسالة القيصر اليكم
يزيد(يأخذ الرسالة): اجل اجل هاتها
يزيد يفتح الرسالة ويقرأ وفي هذه الأثناء الرسول يكلم نفسه
رسول قيصر: اخشى ان يكون قدومي في وقت غير مناسب فقصر الخليفة يضج بالناس وهناك أصوات متعددة وصياح وأناس يرتدون ملابس رثة كأنهم اسرى والدموع تنهمر من أحداقهم وأطفال حالهم كحال اليتامى الذين فقدوا آبائهم ودموعهم كقطر الندى فوق الأزهار والحرس يحيطون بهم من كل جانب ويعاملونهم بكل قسوة
ينتبه الرسول على ضحك يزيد
يزيد: ان قيصركم رجل حكيم وانا اشكره شكرا كثيرا على هذه الكلمات بارك الله فيكم وفي دولتكم
رسول القيصر: شكرا لك يامولاي هانحن نجدد لكم العهد والولاء
يزيد: هذا ما عهدناه منكم
رسول القيصر(بحرج): اخشى ان أكون قد أتيت في وقت غير مناسب
يزيد: كلا كلا لماذا تقول ذلك
رسول القيصر: إنني أرى قصركم يضج بالناس
يزيد(مقاطعا): لا لا تأخذ في بالك إنما نصرا كتبه الله لنا على عدونا وقد أتيتنا في وقت احتفالنا بهذا النصر
رسول القيصر: هنيئا لكم على نصركم فهل كان عدوكم من الكفار المعاندين
يزيد: كلا انه مسلم ولكنه خرج على سلطاننا ونازعنا ملكنا فقضينا عليه
يزيد: فقد أتانا في ثمانية عشر من أهل بيته ونيف وخمسون من أصحابه فقضينا عليه وعلى أهل بيته وذبحناه وذبحناهم أجمعين وشبعت السيوف وارتوت من دمائهم وبقيت أجسادهم بلا رؤوس في العراء
رسول قيصر(تدب الحيرة في نفسه مقاطعا بتفكيره): في آكلا حيرب في سابعا في راوتا من دمام شبعت السيوف وارتوت من دمائهم
يزيد: فقتل اتباعي قائدهم واتو على اخرهم بعد ان حالو بينهم وبين نهر الفرات
رسول القيصر(يتفاجأ كثيرا وينهض): تسافون ال نهر فرات
رسول قيصر: نهر الفرات
يزيد: اجل في مكان يدعى كربلاء قرب نهر الفرات
رسول قيصر(بعجب وحزن): عجبا إنها شبيهة بالمعركة التي ذكرها الكتاب المقدس بصفتها ومكانها أتكون هي ايكون رب الجند هو ذلك الذبيح الذي افتدى نفسه لله من اجل الحق(يرتبك) ايكون هو
يزيد مقاطعا تفكيره
يزيد: ما بالك
رسول قيصر(مرتبكا): لا لا شيء ولكن هل لي ان اعرف من هو قائدهم وما اسمه
يزيد: وماشانك به
رسول قيصر: لا شان لي ولكن مولاي القيصر أوصاني ان أحدثه بكل ما رايته وسمعته في بلادكم كما إنني أريده ان يشارككم فرحتكم بهذا النصر العظيم
يزيد: حسنا لابأس انه الحسين بن علي ابن أبي طالب صاحب هذا الراس
ويذهب يزيد فيكشف عن الراس
رسول قيصر(شاخصا إلى الراس متلعثما): الحسين
يزيد: اجل هل تعرفه
رسول قيصر: لا لا ومن امه
يزيد : امه فاطمة بنت محمد نبي الإسلام
رسول قيصر(بغضب): الحسين ابن فاطمة (يتباكى) الحسين بن فاطمة
ثم يذهب إلى الراس الشريف متجاهلا يزيد
رسول قيصر(في طريقه للراس): انه هو والله
رسول قيصر: إي والله انك انت الذبيح العظيم الشأن الذي ضحيت بدمك من اجلي ومن اجل كل إنسان انت الذي قدمت دمك الطاهر قربانا للرب انت الذي جدت بنفسك من اجل إنقاذ الشعوب والأمم في كل مكان فعليك مني التحية والسلام
يزيد: تبا
رسول قيصر(بغضب وقوة): اف لك ولدينك يايزيد انك والله لمن الجاهلين فبم استوجب هذا الإنسان العظيم القتل
يزيد(يشتعل غضبا): ويحك ان أهل العراق دعوه وأرادوا ان يجعلوه خليفة فقتله عاملي عبيدالله بن زياد
رسول قيصر(بحزن): الويل لك ومن احق منه بالخلافة وهو بن بنت نبيكم فما أكفركم وما اقسى قلوبكم اعلم يايزيد ان لي دين احسن من دينك
يزيد: ماذا دين النصارى احسن من ديني أتقول هذا وأنت في قصري تبا لك
رسول قيصر: اجل ديني احسن من دينك فإنني من أحفاد داود النبي والنصارى تتبرك بتراب قدمي وتكن لي بالغ الاحترام لأنني من الحوافد وبيني وبين داود عشرات الأجداد وانتم بالأمس كان نبيكم بين أظهركم واليوم وثبتم على ولده وقتلتموه فتبا لكم ولدينكم واف لكم ولما تعبدون
يزيد: اخرس أخرسك الله لقد تجرات كثيرا
رسول قيصر: اضنك لم تسمع بكنيسة الحافر
يزيد(يصيح): وما شانها
رسول قيصر: ان بين عمان والصين بحر مسيرة سنة فيه جزيرة ليس بها عمران إلا بلدة واحدة في الماء طولها ثمانون فرسخا في ثمانين ما على وجه الأرض مدينة مثلها منها يحمل الكافور والعنبر والياقوت أشجارها العود وهي في اكف النصارى فيها كنايس كثيرة اعظمها كنيسة الحافر في محرابها حقة ذهب معلقة فيها حافر حمار ويقولون كان يركبه عيسى (ع) وحول الحقة مزين بأنواع الجواهر والديباج يقصدها في كل عام عالم من النصارى وانتم تقتلون ابن بنت نبيكم لا بارك الله فيكم ولا في دينكم إنكم شر مكانا
يزيد(بغضب): اقتلوه لئلا يفضحني في بلاده اذا رجع اليها
يأتي الحرس فيمسكون به وهو يجر نفسه بقوة
رسول قيصر: أتريد ان تقتلني
يزيد: نعم أيها المعتوه سأقتلك شر قتلة
رسول قيصر: عذبني أو اقتلني أو اصنع بي ما شئت فاني آمنت بهذا الرجل اشد إيمان واعلم انى رأيت نبيكم في المنام فقال يا نصراني أنت من أهل الجنة فتعجبت من كلامه ولم افهمه ولكنني الآن قد عرفت معناه وفهمت محتواه واني اشهد ان لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله
ثم يذهب بقوة فيحضن الراس وهو يتشهد
يزيد:اقتلوه
رسول قيصر: اشهد ان لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله
تغلق الستار
فهذه الإضافة( وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي)، مِن وضع الرواة الذين رووا عن عاصم؛ لأنَّهم هم بأنفسهم رووا أحاديث عدم الزيادة عن عاصم، مع أنَّ هناك مجموعة مِن الرواة رووا عن عاصم عدم زيادة (وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي)، فلو كانت الزيادة موجودة وسمعوها عن عاصم لرواها هؤلاء، ولعلَّ هذا الاضطراب الحاصل مِن الراوي كان أحد الأسباب الَّتي أدَّت إلى اتِّهام عاصم بضعف الحفظ.. ومما تقدم يعلم أن زيادة (واسم ابيه اسم أبي) ليست بحجة في رواية عاصم.
ثانياً- ضعف سند الرواية الَّتي وردت فيها زيادة( وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي)؛ وذلك لورود رواة ضعاف في سندها، أسقطهم كبار علماء الجرح والتعديل مِن علماء السنَّة.. فلا تجد رواية من تلك الروايات الَّتي روت هذه الزيادة إلاَّ وفيها مَن ضعفوه أو اتهموه، وهؤلاء الرواة هم:
1- (فطر بن خليفة): اتّهموه بسوء المذهب.
2- (يحيى بن يمان العجلي أبو زكريا الكوفي): قال أحمد بن حنبل: ليس بحجة. وقال البخاري: فيه نظر.
3- (عبيد الله بن موسى بن أبي المختار واسمه باذام العبسي): ضعفه البخاري. وعدَّه الحافظ أبو مسلم البغدادي من المتروكين.
4- (داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان بن ذكوان الطائي): ضعفه أبو زرعة، وأحمد بن حنبل، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث غير ثقة، وقال الدار قطني: متروك الحديث.
5- (رشدين بن أبي رشدين): ضعفه أحمد بن حنبل. وأبو زرعة.
6- (الوليد بن مسلم): وصفه الدار قطني بأنَّه يروي عن الأوزاعي أحاديث عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء، وقال أحمد بن حنبل: كان رفاعًا كثير الخطأ. وقال أبو مسهر: كان يحدث بأحاديث الأوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها عنهم.
7- ( زائدة بن سليم): وصفه البخاري بأنه: منكر الحديث، لا يتابع على حديثه.
8- (داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان): كذبه أحمد بن حنبل والبخاري.
9- (سليمان بن قرم): ضعفه يحيى بن معين، وأبو زرعة .
وهكذا يتبيّن ضعفُ سند الروايات التي ذكر فيها (واسم أبيه اسم أبي)، إضافة إلى ذلك فهي غير صالحة للاستشهاد بها لأسباب عديدة، سوف نذكرها في العدد القادم.
المراجع:
(1) سنن أبي داود لسليمان بن الأشعث السجستاني: 673 [ح. 4290/ كتاب المهدي]، ضبطه: محمد عبد العزيز الخالدي، دار الكتب العلمية- بيروت-لبنان،ط. الثانية؛ 2005م- 1426هـ.
(2) نفس المصدر السابق: 671[ح. 4282/ كتاب المهدي].
(3) كتاب الفتن لنعيم بن حماد المروزي:227، تحقيق وتقديم: الدكتور سهيل زكار، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان، ط. 1414هـ-