تويت
🌱 بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
التعلّق الآمن ليس مجرد عاطفة تربط الطفل بأمه أو أبيه، بل هو حجر الأساس في بناء شخصية متزنة، ومستقرة، وواثقة. الطفل الذي يشعر بالأمان في حضن والديه يتعلّم كيف يثق بالعالم، ويتعامل مع التحديات بثبات، ويكوّن علاقات ناجحة لاحقًا.
❤️ ما هو التعلّق الآمن؟
هو شعور الطفل الداخلي بأن هناك "شخصًا دائمًا" يستجيب له، يفهمه، يحتويه، يحميه، لا يتخلى عنه. هذا الشخص غالبًا هو الأم، وأحيانًا الأب أو الجدة أو أي راعٍ أساسي للطفل.
🔍 كيف يؤثر التعلّق الآمن على صحة الطفل النفسية؟
1. يزرع الثقة بالنفس:
الطفل الذي يشعر أن والدته تستجيب لبكائه، وتهتم بمشاعره، وتشعر به، يتعلم أنه "مهم"، و"قَيّم"، وبالتالي ينمو بشخصية قوية غير مهزوزة.
2. يقلل من القلق والاكتئاب لاحقًا:
الدراسات تشير إلى أن الأطفال الذين لم يحصلوا على علاقة تعلق آمنة في صغرهم أكثر عرضة للقلق، الخوف، والميل للعزلة أو العدوانية.
3. يعلّمه التعبير الصحي عن مشاعره:
الأم التي تحتوي مشاعر طفلها – سواء حزن أو غضب – تعلّمه أن المشاعر ليست خطأ، بل تحتاج فهماً واحتواءً، فيتعلم لاحقًا كيف يضبط مشاعره ويتحدث عنها دون قمع أو انفجار.
🧠 كيف يؤثر على سلوك الطفل؟
1. الهدوء والسلوك الإيجابي:
الطفل المرتبط آمنًا بأمه لا يضطر لاستخدام البكاء المفرط أو العناد لجذب انتباهها، لأنّه يعلم أنه محبوب دون شرط، فيصبح أكثر تعاونًا.
2. المرونة في التعامل مع الضغوط:
في مواجهة المشاكل أو التحديات (كالخوف، الخسارة، الفشل)، الطفل ذو التعلق الآمن يكون أكثر قدرة على المواجهة والتكيّف.
3. علاقات اجتماعية أفضل:
الطفل المرتبط بوالديه بعلاقة آمنة يميل لأن يكون محبوبًا من أقرانه، لأنه تعلم كيف يُحَب ويُحِب، وكيف يثق ويُؤتَمن.
📖 دعم من الروايات والأحاديث:
- عن الإمام الصادق عليه السلام:
«إن الله ليرحم العبد لشدة حبه لولده»
➤ أي أن الحب والرحمة التي يمنحها الوالد لطفله ليست فقط عاطفة بل سبب لنيل الرحمة الإلهية. - وقال رسول الله ﷺ:
«أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم»
➤ فالإكرام يبدأ من الاحتضان العاطفي، الذي هو جوهر التعلّق الآمن. - 🌷 خلاصة تربوية للأم:
🔸 عندما تضمين طفلك وتستمعين له وتحملين حزنه، فأنتِ تبنين له حصنًا داخليًا من الطمأنينة يدوم معه مدى الحياة.
🔸 التعلّق الآمن لا يعني الإفراط في التدليل، بل الاستجابة الحكيمة والمتوازنة لاحتياجاته العاطفية.
🔸 لا يحتاج الطفل إلى أم مثالية، بل إلى أم "حاضرة" بحبها ودفئها وصدق مشاعرها.
تعليق