إلى فقرة: أصغر الخدم
إنّ تعليم أبنائنا أخلاقيات التواجد في الحسينية جزءٌ أصيل من صناعة الجيل الحسيني الواعي. فالحسينية ليست مكانًا عاديًا، بل هي مدرسة تربوية وميدانٌ للتهذيب الروحي والخلقي، يتشرّف فيها الكبير والصغير بخدمة أبي عبد الله الحسين عليه السلام وزوّاره.
حين نأخذ أبناءنا إلى هذه البقاع المباركة، علينا أن نغرس في قلوبهم منذ اللحظة الأولى أنّ دخول الحسينية يعني دخول مقامٍ مقدس، حيث تُصان الألسنة عن اللغو، وتُطهّر القلوب من العبث، وتلتزم الجوارح بالوقار. نعلّمهم أن احترام المعزين وخدمتهم جزءٌ من العبادة، وأنّ كل بسمة صادقة، وكل حركةٍ فيها لطفٌ وإيثار، تُكتب لهم خدمةً مباركة.
إنّ أخلاقيات الحسينية تبدأ بالهدوء والنظافة والاحترام، وتمتدّ إلى المشاركة الوجدانية في مصاب أهل البيت عليهم السلام. فحين يكبر الطفل على هذه المبادئ، يتحوّل وجوده في الحسينية من حضورٍ جسدي إلى تربية روحية، ليصبح خادمًا حقيقيًا للحسين بروحه قبل يده ولسانه.
تعليق