بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
قصة المرحوم الشيخ احمد الكافي وقراءة دعاء الندبة
من النماذج المضيئة في إحياء أمر الإمام المهدي صلوات الله عليه، ما نقله العلماء عن المرحوم الشيخ أحمد الكافي رحمه الله، وهو من العلماء العاملين في إيران، وكان له أثر بالغ في قلوب المؤمنين. ويُقال – والله العالم – إنّه كان من أصحاب الكرامات.
كان الشيخ أحمد الكافي قد أوصى قبل وفاته قائلاً:
إذا متُّ في وسط الأسبوع، فخذوا جنازتي، وضعوها – إن أمكن – في “المهدية”، وضعوها في المجمدة أو الثلاجة حتى يحلّ يوم الجمعة، ليُقرأ عندي دعاء الندبة.
فقد كان الشيخ رحمه الله يواظب في كلّ أسبوع على قراءة دعاء الندبة، ويحضر عنده آلافٌ مؤلفة من الناس في “المهدية”. تمتلئ المهدية بالحضور، بل إنّ الشوارع المحيطة بها تمتلئ أيضًا، وكان الناس يأتون منذ الليل، في البرد القارس، ليأخذوا أماكنهم، ومنهم من يأتي منذ ليلة الجمعة، فيبيت في المهدية انتظارًا لقراءة دعاء الندبة فجر الجمعة.
لم يكن يقرأ الدعاء قراءةً عادية؛ بل كان يبكي بحرقة أثناء الدعاء، ويصعد المنبر فيذكر قصةً مؤثرة ويعلّق عليها، فيُلهب مشاعر الناس، ويقرّب قلوبهم من الإمام المهدي عليه السلام.
وقد نقل ولده الشيخ محسن الكافي قصةً عن والده، قال فيها:
جاءني يومًا المرجع الراحل الكبير السيد المرعشي النجفي قدّس الله نفسه، وقال لي: والدك كان يقرأ لنا دعاء الندبة، فتعال أنت واقرأ لنا أيضًا.
فسألته: كيف كان يقرأ لكم؟
فقال: في يومٍ من الأيام، أعلن في المسجد الأعظم في قم أنّ الشيخ أحمد الكافي سيقرأدعاء الندبة.
وكان المسجد الأعظم يضم ثلاثة أقسام: تحت القبة، وعن اليمين، وعن اليسار.
وفي ذلك اليوم – كما يروي السيد المرعشي – خرجتُ كعادتي بعد صلاة الصبح متوجهًا إلى المباحثة مع أحد العلماء، فإذا بي أرى الناس يركضون كالسيل العارم باتجاه المسجد.
فسألت: ما الخبر؟
فقيل لي: الشيخ أحمد الكافي سيقرأ دعاء الندبة.
وكان معي صاحبي من العلماء الكبار الذي أباحثه في الأمور العلمية، فقال لي:
هيا بنا نحضر دعاء الندبة.
فتعجّبت وقلت له: ولماذا تذهب؟
فقال لي: تعال وشاهد بنفسك.
يقول السيد المرعشي: استحيتُ منه وذهبت، وكنت متردّدًا في الحضور، وقلت له: سأذهبلكن نغطي أنفسنا حتى لا يعرفنا أحد.
وحين وصلنا إلى المسجد الأعظم، وجدنا آلافًا مؤلفة من الناس تنتظر، وقد امتلأ الصحن، بل حتى الخارج كان مكتظًّا بالحضور. وحصلنا في النهاية على مكانٍ قرب الباب وجلسنا.
صعد الشيخ أحمد الكافي المنبر، وقال: “بسم الله الرحمن الرحيم”.
وفي تلك اللحظة – كما يروي السيد المرعشي – شعرت بشيءٍ غريب، وانفجرتُ بالبكاء من دون إرادة، حتى قال لي صاحبي:
ألم تكن ترفض الحضور؟ ما الذي جرى لك؟
فقلت له: والله لا أدري.
قال لي: عينك قد رأت ما لا يُرى، لقد حصل لك شيء من أول المجلس إلى آخره.
يقول السيد المرعشي:
أخذني البكاء والخشوع والرهبة، وشعرت بالعشق الحقيقي للإمام المهدي عليه السلام،وكيف أنّ هذا العالم الجليل استطاع أن يربط قلوب الناس بالإمام، ويجعلهم يعيشونحضوره في قلوبهم.
هذا النموذج من الإحياء قلّما نجده في أجوائنا العربية، إذ توجد في إيران مدنٌ مثل أصفهان فيها عشرات المجالس الكبيرة لدعاء الندبة، تصل أحيانًا إلى أربعين مجلسًا عامرًا بالحضور، يُحيي فيها المؤمنون ذكر الإمام بالدعاء والابتهال.
إنّ هذه الروحانية العالية، والعشق الصادق للإمام، هو ما ينعش القلوب ويُقرّب النفوس من وليّ الله الأعظم، الحجة بن الحسن صلوات الله وسلامه عليه
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
قصة المرحوم الشيخ احمد الكافي وقراءة دعاء الندبة
من النماذج المضيئة في إحياء أمر الإمام المهدي صلوات الله عليه، ما نقله العلماء عن المرحوم الشيخ أحمد الكافي رحمه الله، وهو من العلماء العاملين في إيران، وكان له أثر بالغ في قلوب المؤمنين. ويُقال – والله العالم – إنّه كان من أصحاب الكرامات.
كان الشيخ أحمد الكافي قد أوصى قبل وفاته قائلاً:
إذا متُّ في وسط الأسبوع، فخذوا جنازتي، وضعوها – إن أمكن – في “المهدية”، وضعوها في المجمدة أو الثلاجة حتى يحلّ يوم الجمعة، ليُقرأ عندي دعاء الندبة.
فقد كان الشيخ رحمه الله يواظب في كلّ أسبوع على قراءة دعاء الندبة، ويحضر عنده آلافٌ مؤلفة من الناس في “المهدية”. تمتلئ المهدية بالحضور، بل إنّ الشوارع المحيطة بها تمتلئ أيضًا، وكان الناس يأتون منذ الليل، في البرد القارس، ليأخذوا أماكنهم، ومنهم من يأتي منذ ليلة الجمعة، فيبيت في المهدية انتظارًا لقراءة دعاء الندبة فجر الجمعة.
لم يكن يقرأ الدعاء قراءةً عادية؛ بل كان يبكي بحرقة أثناء الدعاء، ويصعد المنبر فيذكر قصةً مؤثرة ويعلّق عليها، فيُلهب مشاعر الناس، ويقرّب قلوبهم من الإمام المهدي عليه السلام.
وقد نقل ولده الشيخ محسن الكافي قصةً عن والده، قال فيها:
جاءني يومًا المرجع الراحل الكبير السيد المرعشي النجفي قدّس الله نفسه، وقال لي: والدك كان يقرأ لنا دعاء الندبة، فتعال أنت واقرأ لنا أيضًا.
فسألته: كيف كان يقرأ لكم؟
فقال: في يومٍ من الأيام، أعلن في المسجد الأعظم في قم أنّ الشيخ أحمد الكافي سيقرأدعاء الندبة.
وكان المسجد الأعظم يضم ثلاثة أقسام: تحت القبة، وعن اليمين، وعن اليسار.
وفي ذلك اليوم – كما يروي السيد المرعشي – خرجتُ كعادتي بعد صلاة الصبح متوجهًا إلى المباحثة مع أحد العلماء، فإذا بي أرى الناس يركضون كالسيل العارم باتجاه المسجد.
فسألت: ما الخبر؟
فقيل لي: الشيخ أحمد الكافي سيقرأ دعاء الندبة.
وكان معي صاحبي من العلماء الكبار الذي أباحثه في الأمور العلمية، فقال لي:
هيا بنا نحضر دعاء الندبة.
فتعجّبت وقلت له: ولماذا تذهب؟
فقال لي: تعال وشاهد بنفسك.
يقول السيد المرعشي: استحيتُ منه وذهبت، وكنت متردّدًا في الحضور، وقلت له: سأذهبلكن نغطي أنفسنا حتى لا يعرفنا أحد.
وحين وصلنا إلى المسجد الأعظم، وجدنا آلافًا مؤلفة من الناس تنتظر، وقد امتلأ الصحن، بل حتى الخارج كان مكتظًّا بالحضور. وحصلنا في النهاية على مكانٍ قرب الباب وجلسنا.
صعد الشيخ أحمد الكافي المنبر، وقال: “بسم الله الرحمن الرحيم”.
وفي تلك اللحظة – كما يروي السيد المرعشي – شعرت بشيءٍ غريب، وانفجرتُ بالبكاء من دون إرادة، حتى قال لي صاحبي:
ألم تكن ترفض الحضور؟ ما الذي جرى لك؟
فقلت له: والله لا أدري.
قال لي: عينك قد رأت ما لا يُرى، لقد حصل لك شيء من أول المجلس إلى آخره.
يقول السيد المرعشي:
أخذني البكاء والخشوع والرهبة، وشعرت بالعشق الحقيقي للإمام المهدي عليه السلام،وكيف أنّ هذا العالم الجليل استطاع أن يربط قلوب الناس بالإمام، ويجعلهم يعيشونحضوره في قلوبهم.
هذا النموذج من الإحياء قلّما نجده في أجوائنا العربية، إذ توجد في إيران مدنٌ مثل أصفهان فيها عشرات المجالس الكبيرة لدعاء الندبة، تصل أحيانًا إلى أربعين مجلسًا عامرًا بالحضور، يُحيي فيها المؤمنون ذكر الإمام بالدعاء والابتهال.
إنّ هذه الروحانية العالية، والعشق الصادق للإمام، هو ما ينعش القلوب ويُقرّب النفوس من وليّ الله الأعظم، الحجة بن الحسن صلوات الله وسلامه عليه