بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللهم صلِ على محمد و آل محمد
في مرحلة الشباب، تتوقد الطاقة وتشتعل الأحلام، ويبدأ الإنسان رحلة البحث عن ذاته، وعن معنى وجوده ودوره في هذه الحياة. والسبيل الأسمى لتحقيق الذات لا يكون بالتقليد أو التباهي، بل بتحقيق التوازن بين ما يملكه من طاقات وقدرات، وما يقدمه لنفسه وللناس، لله وللخلق.
فلنقف مع خمسة مفاتيح عظيمة لبناء الذات، نستنير فيها بهدي القرآن الكريم وكلام أهل بيت النبوة عليهم السلام:
العِلم: مفتاح النور والهداية
العلم هو أساس كل بناء متين، وبدونه يبقى الإنسان يتخبط في الظلمات. وقد جعل الإسلام طلب العلم فريضة.
قال الله تعالى:
﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 9]
فرقٌ شاسع بين من يحمل نور المعرفة، ومن يعيش في الجهل والتقليد.
قال الإمام علي عليه السلام:
«العلمُ يُورِثُ المجدَ، والجهلُ يُورِثُ المذلَّةَ»
وهو القائل أيضًا: «العلمُ سلطان، من وجده صالَ به، ومن لم يجده صِيل عليه»
فليكن للشاب وردٌ يوميٌ من التعلم: يقرأ، يسمع، يسأل، يتأمل، ويجتهد ليفهم دينه ودنياه. فبالعلم يعرف طريقه، ويعرف ربه، ويعرف نفسه.
العمل: كرامة الإنسان ووسيلة نهوضه
العمل ليس مجرد وسيلة للرزق، بل هو كرامة، وهو ساحة اختبار للنية والهمة.
قال الله تعالى:
﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: 105]
وقال الإمام الصادق عليه السلام:
«من طلب الرزق في الدنيا استعفافًا عن الناس، وسعيًا على عياله، وتعطفًا على جاره، لقي الله عز وجل يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر»
فكل جهدٍ مبذول بإخلاص – سواءً في الزراعة أو التجارة أو التعليم أو التكنولوجيا – هو عبادة إذا نُوِي به الخير.
الإبداع: بصمتك الخاصة في الحياة
الإبداع هو أن تأتي بجديد نافع، أو أن تؤدي المألوف بروح غير مألوفة.
قال الله تعالى:
﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾ [السجدة: 7]
فكما أن الله خلق كل شيء بإتقان، فإننا مأمورون بالإتقان والإبداع.
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
«قيمة كل امرئٍ ما يُحسِنُه»
فإن كنت مبدعًا في الكتابة، أو في البرمجة، أو في النجارة، أو في الرسم، فطوِّر تلك المهارة وأضف بها لمسة الخير في عالمك.
الإبداع لا يطلب الكمال، بل يطلب الشجاعة في البدء والاستمرار.
خدمة: طريق المحبة وارتقاء الروح
خدمة الآخرين – بالأفعال أو الكلمات – تزرع الرحمة، وتبني المجتمع، وتُطهّر النفس من الأنانية.
قال النبي صلى الله عليه وآله:
«من قضى لأخيه المؤمن حاجة، قضى الله له مائة حاجة، أدناها الجنة»
وقال الإمام الكاظم عليه السلام:
«التماسُ الحاجة إلى من يحبُّ قضاءها، نجاحٌ، وتيسير من الله عز وجل»
فمن ينظف شارعًا، أو يُعين مُسنًا، أو يرعى طفلًا، أو يُصلح بين أخوين – هو في عبادة مستمرة، وقد يفتح الله له أبوابًا لم يكن يتخيلها.
النية الصالحة: روح كل عمل
ما قيمة العلم، والعمل، والإبداع، والخدمة… إن لم تُربط بنية خالصة لوجه الله تعالى؟
قال الله تعالى:
﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ، لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ [الإنسان: 9]
وقال الإمام الباقر عليه السلام:
«لا عمل إلا بنيّة»
وكلما عظُمت النية، عظم الأجر وبارك الله في العمل.
فالشاب الذي يتعلم ليس فقط لينجح، بل ليخدم، ويعمل لا فقط ليكسب، بل ليُرضي ربه، ويُبدع لا ليُبهر الناس، بل ليُفيدهم… هذا هو الشاب الذي يبني ذاته على أسس إلهية متينة.
بالعلم تنمو، وبالعمل تُثبت، وبالإبداع تتميّز، وبالخدمة تُطهَّر، وبالنية ترتقي.
والروح التي تنوي وجه الله في كل شيء، لا تضيع أبدًا، بل تُصنَع لها الطرق وتُهيأ لها الأقدار.
اللهم صلِ على محمد و آل محمد
في مرحلة الشباب، تتوقد الطاقة وتشتعل الأحلام، ويبدأ الإنسان رحلة البحث عن ذاته، وعن معنى وجوده ودوره في هذه الحياة. والسبيل الأسمى لتحقيق الذات لا يكون بالتقليد أو التباهي، بل بتحقيق التوازن بين ما يملكه من طاقات وقدرات، وما يقدمه لنفسه وللناس، لله وللخلق.
فلنقف مع خمسة مفاتيح عظيمة لبناء الذات، نستنير فيها بهدي القرآن الكريم وكلام أهل بيت النبوة عليهم السلام:
العِلم: مفتاح النور والهداية
العلم هو أساس كل بناء متين، وبدونه يبقى الإنسان يتخبط في الظلمات. وقد جعل الإسلام طلب العلم فريضة.
قال الله تعالى:
﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 9]
فرقٌ شاسع بين من يحمل نور المعرفة، ومن يعيش في الجهل والتقليد.
قال الإمام علي عليه السلام:
«العلمُ يُورِثُ المجدَ، والجهلُ يُورِثُ المذلَّةَ»
وهو القائل أيضًا: «العلمُ سلطان، من وجده صالَ به، ومن لم يجده صِيل عليه»
فليكن للشاب وردٌ يوميٌ من التعلم: يقرأ، يسمع، يسأل، يتأمل، ويجتهد ليفهم دينه ودنياه. فبالعلم يعرف طريقه، ويعرف ربه، ويعرف نفسه.
العمل: كرامة الإنسان ووسيلة نهوضه
العمل ليس مجرد وسيلة للرزق، بل هو كرامة، وهو ساحة اختبار للنية والهمة.
قال الله تعالى:
﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: 105]
وقال الإمام الصادق عليه السلام:
«من طلب الرزق في الدنيا استعفافًا عن الناس، وسعيًا على عياله، وتعطفًا على جاره، لقي الله عز وجل يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر»
فكل جهدٍ مبذول بإخلاص – سواءً في الزراعة أو التجارة أو التعليم أو التكنولوجيا – هو عبادة إذا نُوِي به الخير.
الإبداع: بصمتك الخاصة في الحياة
الإبداع هو أن تأتي بجديد نافع، أو أن تؤدي المألوف بروح غير مألوفة.
قال الله تعالى:
﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾ [السجدة: 7]
فكما أن الله خلق كل شيء بإتقان، فإننا مأمورون بالإتقان والإبداع.
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
«قيمة كل امرئٍ ما يُحسِنُه»
فإن كنت مبدعًا في الكتابة، أو في البرمجة، أو في النجارة، أو في الرسم، فطوِّر تلك المهارة وأضف بها لمسة الخير في عالمك.
الإبداع لا يطلب الكمال، بل يطلب الشجاعة في البدء والاستمرار.
خدمة: طريق المحبة وارتقاء الروح
خدمة الآخرين – بالأفعال أو الكلمات – تزرع الرحمة، وتبني المجتمع، وتُطهّر النفس من الأنانية.
قال النبي صلى الله عليه وآله:
«من قضى لأخيه المؤمن حاجة، قضى الله له مائة حاجة، أدناها الجنة»
وقال الإمام الكاظم عليه السلام:
«التماسُ الحاجة إلى من يحبُّ قضاءها، نجاحٌ، وتيسير من الله عز وجل»
فمن ينظف شارعًا، أو يُعين مُسنًا، أو يرعى طفلًا، أو يُصلح بين أخوين – هو في عبادة مستمرة، وقد يفتح الله له أبوابًا لم يكن يتخيلها.
النية الصالحة: روح كل عمل
ما قيمة العلم، والعمل، والإبداع، والخدمة… إن لم تُربط بنية خالصة لوجه الله تعالى؟
قال الله تعالى:
﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ، لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ [الإنسان: 9]
وقال الإمام الباقر عليه السلام:
«لا عمل إلا بنيّة»
وكلما عظُمت النية، عظم الأجر وبارك الله في العمل.
فالشاب الذي يتعلم ليس فقط لينجح، بل ليخدم، ويعمل لا فقط ليكسب، بل ليُرضي ربه، ويُبدع لا ليُبهر الناس، بل ليُفيدهم… هذا هو الشاب الذي يبني ذاته على أسس إلهية متينة.
بالعلم تنمو، وبالعمل تُثبت، وبالإبداع تتميّز، وبالخدمة تُطهَّر، وبالنية ترتقي.
والروح التي تنوي وجه الله في كل شيء، لا تضيع أبدًا، بل تُصنَع لها الطرق وتُهيأ لها الأقدار.
تعليق