إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

روايات وقصص مهدوية 4: قصة الشيخ طه نجف مع الإمام الحجة عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • روايات وقصص مهدوية 4: قصة الشيخ طه نجف مع الإمام الحجة عليه السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
    واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين



    قصة الشيخ طه نجف مع الإمام الحجة عليه السلام

    يُروى أنّه في زمن السيّد علي بحر العلوم، قبل نحو تسعين إلى مئة سنة، كان جماعة من أهل الفضل والعلم مجتمعين في بيت السيّد بحر العلوم في النجف الأشرف. وبينما هم على حالهم إذ أقبل رجل ومعه مرتاض هندي عُرف بأنّ له إخبارات غيبية وقدرات عجيبة.

    دخل المرتاض الهندي، وسلّم وجلس، فقال الحاضرون للسيّد: “يا سيّدنا، إنّ هذا الرجل له قدرات غيبية عجيبة، يخبر الناس عمّا في ضمائرهم.”

    فأرادوا اختباره، فكان كلّ من يُضمر شيئًا في نفسه يُخبره به فورًا بلا تردّد. عندها مدّ السيّد يده إلى جيبه، وأراد أن يختبره أيضًا، فقال للمرتاض: “ما الذي في يدي؟”


    فاضطرب المرتاض وتغيّر لونه، وأخذ يعيد حساباته، ثم قال: “أستطيع أن أخبرك، لكنّك لن تصدّقني، وأنا نفسي لا أصدّق!”

    قال له السيّد: “قل ما عندك.”

    فقال المرتاض مندهشًا: “إنّ في يدك قطعة من الجنّة! لا أدري كيف وصلت إليك، ولكنّها تربة سيّد الشهداء!”

    عندها أُخذ السيّد بقدرة هذا الرجل العجيبة، وقال له: “حسنًا، سأعقد نيّة في قلبي، فاخبرني بها إن استطعت.”

    فعقد السيّد النيّة في قلبه، لكنّ المرتاض عجز عن معرفتها، وأخذ يعيد حساباته مرارًا وهو يقول: “لا أستطيع ضبطها!”

    ثم التفت المرتاض فجأة إلى السيّد وقال: “يا سيّد، أفي النجف عندكم رجل يُدعى طه نجف؟”

    قال السيّد: “نعم، هو من علمائنا.”

    فقال المرتاض بثقة: “الذي تريده وتفكّر فيه موجود عنده هناك!”

    فقام السيّد بحر العلوم وجماعته مسرعين، وخرجوا نحو زقاق بيت الشيخ طه نجف. وبينما هم في الطريق سلّم عليهم رجل بصوت عربي فصيح، وكان عليه زيّ يشبه زيّ الأعراب، لكنّهم لم يلتفتوا له، وأسرعوا في طريقهم.

    فلمّا وصلوا إلى بيت الشيخ طه نجف، وجدوه جالسًا يبكي بكاءً شديدًا. فاقتربوا منه وسألوه عن حاله، فقال: “إنّي قد ابتُليت بفقدان بصري في أواخر حياتي.”

    ثم رفع رأسه إليهم وقال بلهفة: “أما رأيتم الإمام؟ لقد خرج من عندي الآن!”

    عندها أدرك السيّد بحر العلوم وجماعته أنّ ذلك الرجل الذي سلّم عليهم في الطريق لم يكن إلا الإمام الحجّة صلوات الله عليه.

    فقالوا للشيخ طه نجف: “ما الخبر؟ حدّثنا بما جرى.”

    فقال الشيخ وهو تغمره الدموع:

    “إنّي منذ ثلاثين سنة أتوسّل بأمير المؤمنين عليه السلام وأسأله في خلوتي: يا سيّدي، هل أنتم راضون عنّي وأنا متصدٍّ للفقاهة والفتيا، أأقوم بما يرضيكم أم لا؟

    طوال هذه السنوات لم أحصل على جواب شافٍ.

    حتى كان اليوم، إذ دخل عليّ رجل وأنا وحدي في البيت، وسلّم بصوت أعرابي. جلس عندي، وبدأ يسألني مسائل فقهية دقيقة، ويناقشني في بعض الروايات من كتاب التهذيب، فأجبته بما أعلم، فكان يناقشني بعلم غزير ومعرفة واسعة حتى تعجّبت من فقهه وإحاطته.”

    ثم تابع الشيخ طه نجف قائلاً:

    “وبعد أن انتهى من حديثه، ضرب بيده على كتفي، وأنا لا أراه، وقال لي: ‹يا شيخنا، أنت مرضيّ عندنا›، ثم غادر المكان.”

    وما إن خرج من البيت، حتى أدركت أنّ هذا هو الجواب الذي كنت أطلبه منذ ثلاثين سنة من أمير المؤمنين عليه السلام، وهو أنّهم راضون عنّي. وقد جاءني هذا الجواب من حفيده الإمام الحجّة صلوات الله وسلامه عليه، حين قال لي: ‹أنت مرضيّ عندنا›.”
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X