🌿 الإيمان بالله وأهل البيت: الجذور العميقة والطمأنينة الثابتة

[يازهراء]

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللهم صلِ على محمد وآل محمد


يبحث الإنسان طوال حياته عن الأمان الداخلي والطمأنينة في قراراته، وعن مرجع روحي يعينه على تجاوز الحيرة، وتحمّل البلاء، واختيار الطريق الصحيح. وهنا يأتي الإيمان بالله والتمسك بأهل البيت عليهم السلام كجذور راسخة تغذّي النفس وتمنحها الاستقرار والسكينة.

قال الله تعالى:
"أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"
(سورة الرعد: 28)


🔹 أولاً: الإيمان بالله... طمأنينة لا تتزلزل

الإيمان بالله هو الثبات في عالم متغيّر. من آمن بأنّ الله هو المدبّر، الرحيم، الحكيم، لن يُصاب بالجزع عند المصائب، ولن يتكبّر عند النعم.

📖 قال تعالى:

"مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗ"
(سورة النحل: 97)

الحياة الطيبة ليست في الرفاه وحده، بل في الطمأنينة التي يعيشها قلب المؤمن حتى في الشدة، لأنه يعلم أن الله لا يُضيع عمله، ولا يتركه وحده.

📌 قال الإمام علي عليه السلام:

"من توكل على الله ذلّت له الصعاب، وتسهلت عليه الأسباب"
(نهج البلاغة، الحكمة 175)

🔹 ثانيًا: التمسك بأهل البيت... امتداد للهداية الإلهية

أهل البيت هم الامتداد النقي لرسالة السماء، فهم المفسرون للقرآن، والهادون إلى الصراط المستقيم. التمسك بهم هو تمسك بالنور وسط ظلمات الحيرة.

📖 قال النبي صلى الله عليه وآله:

"إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدًا"
(حديث متواتر، صحيح لدى الشيعة والسنة)

قال الإمام الباقر عليه السلام:

"نحن الراسخون في العلم، ونحن نعلم تأويله"
(الكافي، ج1، ص213)

حين يحتار الإنسان في حياته بين طرق كثيرة، يجد في سيرة أهل البيت نورًا يدلّه، وصوتًا يهمس إليه: "هنا الطمأنينة، هنا رضا الله".

🔹 ثالثًا: الإيمان والتمسك... جذور تحمي النفس من الانهيار


من ليس له جذور روحية، تقتلع الرياح قراراته، وتهوي به تقلبات الحياة. أما المؤمن، فله جذور تمتد في السماء.

📖 قال الله تعالى:

"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ"
(سورة إبراهيم: 24)

قال الإمام الصادق عليه السلام في تفسير هذه الآية:

"الكلمة الطيبة: الإيمان، والشجرة: المؤمن، أصلها ثابت في قلبه، وفرعها العمل الصالح"
(تفسير القمي)

الطمأنينة ليست شعورًا لحظيًا، بل ثمرة شجرة جذورها: الإيمان بالله، وسقيها: حب أهل البيت، وثمرتها: اختيارات راشدة في الحياة.

🔹 رابعًا: كيف تمنحنا هذه الطمأنينة نورًا في قراراتنا؟

1. النية تكون صافية لوجه الله
   • من يؤمن بالله، يجعل نياته صادقة، فيُبارك الله له الطريق.
   "من أصلح فيما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس" – الإمام علي عليه السلام
2. الصبر في الشدة، والرضا في البلاء
   قال الإمام الحسين عليه السلام:
   "رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفّينا أجر الصابرين"
3. الاستشارة بنور المعصوم
   • من يتعلّم من حياة علي، والحسن، والحسين، وزينب، والمهدي عليهم السلام، لا تتيه خطواته.
   • كما ورد عن الإمام المهدي عجل الله فرجه:
     "وأما الحوادث الواقعة، فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا...
     
     
     أمثلة من الواقع

• فتاةٌ محتارة في اختيار شريك حياتها، فتتوسل لله، وتستشير الروايات في صفات الزوج الصالح، فتميل نحو صاحب الخلق والدين. هذا الإيمان أنقذها من ندم مدى الحياة.
• شابٌ يتردد بين عمل حلال قليل وعمل مشبوه ماديًا، فتذكر الامام علي عليه السلام
  فيختار الرضا بما أحلّ الله.

من ثبتت قدمه في أرض الإيمان بالله، وسار خلف هُداة الهدى من أهل بيت النبوة، لن تضلّ به الحياة، ولن تهتزّ نفسه. سيجد الطمأنينة في اتخاذ القرار، وفي الثبات بعده، وسيشعر أن الله معه، وأن أهل البيت لا يخذلون من أحبّهم بحق.

[ضيف]

ما شا الله احسنتم و اجدتم بارك الله بكم

[ضيف]

اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين