إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة ومقال .. حرية الطفل وعجرفة الكبار!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة ومقال .. حرية الطفل وعجرفة الكبار!

    القصة:

    في مرحلة الطفولة، كنت أكره الأكل خارج بيتنا، ولا أحب سوى طبخ أمي. وفي عام 1987، تزوج أحد أقاربي في مكان قريب جدًا من بيتنا، وكان جميع الأهل مدعوين لطعام العشاء. كنت واقفًا مع جمع كبير من المدعوين خارج الدار لأتملص من الأكل، فقد كان يعتريني شعور من النفور تجاه الطعام في مثل هذه المناسبات.

    بعد أن أنهى عمُّ أبي طعامه، أراد خالي إيصاله، فتبعتهم على مضض. وبينما كنا نمشي، سألني الرجل المسن بابتسامة: "هل أكلت؟" أجبت كاذبًا: "نعم." حينها، زأر خالي في وجهي: "لم أرك في الداخل، ارجع!" عدت مرعوبًا من هذا الكلام الذي لم أتوقعه. ذهب قلبي إلى معدتي، وركضت سريعًا لأشكو لأمي ما جرى، ثم توجهت إليها قائلًا: "تعالي، كل!" فصرخت بشجاعة مصطنعة: "لا أريد! لست ملزمًا بالأكل، أنا حر."

    المقال:

    في كثير من الأحيان، تمثل مواقف الطفولة العديد من الدروس الإنسانية والاجتماعية التي قد تحمل دلالات تتراوح بين النفع والضرر، وتعكس كيفية تعاملنا مع الآخرين بناءً على خلفياتنا الثقافية وطرق تربية الأفراد في المجتمع. وفي هذا السياق، تقدم لنا هذه القصة مثالًا على العلاقة بين الطفل وعالم الكبار، وكيف أن التوقعات والتصورات التي يحملها الكبار عن الأطفال يمكن أن تؤثر على سلوكهم وتفكيرهم.

    من خلال هذه القصة، يتضح أن تعامل الخال مع الطفل لم يكن بأبسط الأساليب الحضارية. فرض الأكل على الطفل كان يمكن تجنبه إذا تم اتباع أسلوب منفتح وأكثر مراعاة لحرية الشخص. كان بإمكان الخال أن يعبر عن اهتمامه بطريقة أقل تشددًا، ويحترم رغبات الطفل في أوقات محددة. كما أن ردة فعل الطفل في تلك اللحظة، رغم أنها كانت معبرة عن استقلاله الشخصي، إلا أنها قد تعكس أيضًا ما يعتريه من صراع داخلي مع محاولات فرض القيود عليه.

    هل كان أسلوب الخال حضاريًا؟

    من وجهة نظر حضارية، يبدو أن أسلوب الخال لم يكن الأمثل. قد يكون التوجيه والتوجيهات الخاصة بالأطفال يجب أن تتم بعناية وبدون فرض قسري لقرارات الكبار عليهم. الطفل في تلك المرحلة من حياته لا يزال يتشكل ويكتشف هوية مستقلة عن محيطه، لذا فإن احترام رغباته واحتياجاته النفسية يعد أمرًا أساسيًا لتكوين شخصيته المتوازنة. فالحضارة اليوم تعتمد بشكل كبير على احترام الحقوق الفردية وتقدير مشاعر الآخرين، بغض النظر عن السن أو المكانة الاجتماعية.

    هل كلامه منطقي؟

    من المنظور المنطقي، قد يكون الخال قد قصد من تصرفه أن يجبر الطفل على المشاركة في العادة الاجتماعية وتناول الطعام، باعتبار أن العادات الاجتماعية تعتبر جزءًا من الترابط العائلي في الكثير من المجتمعات. ولكن، من زاوية نظر الطفل، هذا التصرف لا يعكس احترامًا لحقه في اختيار أفعاله.

    وبينما قد نرى أن الأطفال في بعض الأحيان يحتاجون إلى التوجيه والمساعدة في تطوير عادات صحية أو اجتماعية، إلا أن فرض الرأي بشكل قاسي قد يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث يمكن أن يزرع في نفوس الأطفال شعورًا بالعصيان أو الرفض.

    الختام:

    في النهاية، تبقى القيم التي نغرسها في نفوس الأطفال هي ما سيشكل سلوكهم في المستقبل. لذا، يجب أن نتعامل مع أطفالنا بمزيد من التفهم والاحترام لخياراتهم، مع مراعاة توجيههم بالطريقة التي تحفظ شخصياتهم وتعزز من استقلالهم. قد تكون التجربة التي مررت بها في طفولتي نقطة انطلاق لفهم أكبر حول كيفية التعامل مع الآخرين، وخصوصًا مع الأطفال في مرحلة بناء شخصيتهم.
    يا أرحم الراحمين

  • #2
    مأجورين ومثابين ان شاء الله

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X