بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
بحث في تفسير قوله تعالى: “وفي السماء رزقكم وما توعدون”
تمهيد
من جملة الآيات الشريفة التي وردت في كتاب الله العزيز، ما رُوي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: “وفي السماء رزقكم وما توعدون”. وقد جاءت في هذه الآية معانٍ متعدّدة، تجمع بين ظاهر التنزيل وباطن التأويل، وتحمل إشارات سامية إلى الحقائق الإلهية الكبرى، وخصوصًا ما يتصل بالرزق المادي والمعنوي، وبالوعد الإلهي الأعظم المتمثّل بظهور الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف.
⸻
المعاني الظاهرة للآية
جاء في التفسير أنّ قوله تعالى: “وفي السماء رزقكم” يُفهم في أحد معانيه الظاهرة على أنّه إشارة إلى المطر الذي ينزل من السماء فيُحيي الأرض بعد موتها، فيُنشئ الحياة ويُنبِتُ الزرع ويُربّي النبات حتى يُثمر ويُنتج القوت.
فالمطر ينزل من السماء، وهو سبب رزق العباد، كما قال سبحانه:
“وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ” [الحجر: 22].
⸻
المعنى الثاني: تقدير الأرزاق في السماء
ومن معاني الآية الشريفة أنّ أرزاق العباد مقدَّرة في السماء، حيث تتنزّل مقادير الخلق وأرزاقهم بأمر الله تعالى، كما في قوله سبحانه:
“فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ” [الدخان: 4].
ففي السماء تُكتب المقادير، ويُقسَّم الرزق، ويُهيَّأ للعباد ما وعدهم الله من أرزاق حسية ومعنوية.
⸻
المعنى الثالث: البُعد التأويلي – ظهور الإمام المهديّ عليه السلام
وقد ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام أنّ من أعظم مصاديق قوله تعالى: “وفي السماء رزقكم وما توعدون” هو الوعد الإلهي بخروج الإمام المهديّ المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، إذ إنّ ظهوره الشريف يُعدّ أعظم رزق للعباد، لأنّ به تتحقق العدالة الإلهية، ويُرفع الظلم، وتُحيى الأرض بنور الولاية والحقّ.
وهذا الربط العميق بين الآية وظهور الإمام لا يُمكن أن يتكلم به إلا من أوتي علم التأويل، كما قال تعالى:
“وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ” [آل عمران: 7].
⸻
ارتباط الآية بمصيبة الإمام الحسين عليه السلام
عندما قُتل الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، ضجّت الملائكة إلى الله تعالى، وقالت:
“أيُقتل ابن بنت نبيّك سبط رسولك، وأنت ترى؟!”
فقال الله تعالى لملائكته، مشيرًا إلى العرش، وفيه قائم يصلّي:
“بهذا أنتقم له”.
فهذا القائم هو الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، وبخروجه يتحقق وعد الله في الانتقام للحسين عليه السلام، فيصدق حينئذٍ معنى قوله: “وفي السماء رزقكم وما توعدون”، إذ إنّ الوعد بالفرج الأعظم هو من أعظم أرزاق الله لعباده المؤمنين.
⸻
حقيقة الرزق بين المادي والمعنوي
الرزق الإلهي ليس مقتصرًا على الطعام والشراب والأموال، بل يشمل أنواعًا أخرى، منها:
• رزق العلم والمعرفة: فقد يوفَّق الإنسان إلى علم لم يكن يعلمه، فيكون هذا رزقًا من الله.
• رزق البشارة والفرح: حين تأتيه بشارة سارة تشرح صدره، فهذا أيضًا نوع من الرزق.
• أعظم الرزق: أن يُرزق العبد التوفيق للطاعة، والارتباط بوليّ الله وحجّته في أرضه.
ألا نقول في الدعاء: “اللهم ارزقنا توفيق الطاعة”؟!
فأي طاعة أعظم من أن يكون الإنسان مع الإمام المعصوم في دولته المباركة؟!
اذن يتبيّن من ذلك أنّ قوله تعالى: “وفي السماء رزقكم وما توعدون” ليس محصورًا في الرزق الدنيوي، بل يشمل أعظم الأرزاق المعنوية، وأجلّها الوعد الإلهي بظهور الإمام المهديّ عليه السلام، الذي سيكون فرجًا للبشرية جمعاء، وبه تتحقق العدالة الإلهية الكبرى.
فهذا المعنى السامي يجمع بين ظاهر التنزيل وباطن التأويل، ويُظهر عظمة القرآن الكريم في إشاراته إلى الغيب والقدر، وإلى ما أعدّه الله لعباده الصالحين من النصر والفرج والرزق العظيم.
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
بحث في تفسير قوله تعالى: “وفي السماء رزقكم وما توعدون”
تمهيد
من جملة الآيات الشريفة التي وردت في كتاب الله العزيز، ما رُوي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: “وفي السماء رزقكم وما توعدون”. وقد جاءت في هذه الآية معانٍ متعدّدة، تجمع بين ظاهر التنزيل وباطن التأويل، وتحمل إشارات سامية إلى الحقائق الإلهية الكبرى، وخصوصًا ما يتصل بالرزق المادي والمعنوي، وبالوعد الإلهي الأعظم المتمثّل بظهور الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف.
⸻
المعاني الظاهرة للآية
جاء في التفسير أنّ قوله تعالى: “وفي السماء رزقكم” يُفهم في أحد معانيه الظاهرة على أنّه إشارة إلى المطر الذي ينزل من السماء فيُحيي الأرض بعد موتها، فيُنشئ الحياة ويُنبِتُ الزرع ويُربّي النبات حتى يُثمر ويُنتج القوت.
فالمطر ينزل من السماء، وهو سبب رزق العباد، كما قال سبحانه:
“وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ” [الحجر: 22].
⸻
المعنى الثاني: تقدير الأرزاق في السماء
ومن معاني الآية الشريفة أنّ أرزاق العباد مقدَّرة في السماء، حيث تتنزّل مقادير الخلق وأرزاقهم بأمر الله تعالى، كما في قوله سبحانه:
“فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ” [الدخان: 4].
ففي السماء تُكتب المقادير، ويُقسَّم الرزق، ويُهيَّأ للعباد ما وعدهم الله من أرزاق حسية ومعنوية.
⸻
المعنى الثالث: البُعد التأويلي – ظهور الإمام المهديّ عليه السلام
وقد ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام أنّ من أعظم مصاديق قوله تعالى: “وفي السماء رزقكم وما توعدون” هو الوعد الإلهي بخروج الإمام المهديّ المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، إذ إنّ ظهوره الشريف يُعدّ أعظم رزق للعباد، لأنّ به تتحقق العدالة الإلهية، ويُرفع الظلم، وتُحيى الأرض بنور الولاية والحقّ.
وهذا الربط العميق بين الآية وظهور الإمام لا يُمكن أن يتكلم به إلا من أوتي علم التأويل، كما قال تعالى:
“وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ” [آل عمران: 7].
⸻
ارتباط الآية بمصيبة الإمام الحسين عليه السلام
عندما قُتل الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، ضجّت الملائكة إلى الله تعالى، وقالت:
“أيُقتل ابن بنت نبيّك سبط رسولك، وأنت ترى؟!”
فقال الله تعالى لملائكته، مشيرًا إلى العرش، وفيه قائم يصلّي:
“بهذا أنتقم له”.
فهذا القائم هو الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، وبخروجه يتحقق وعد الله في الانتقام للحسين عليه السلام، فيصدق حينئذٍ معنى قوله: “وفي السماء رزقكم وما توعدون”، إذ إنّ الوعد بالفرج الأعظم هو من أعظم أرزاق الله لعباده المؤمنين.
⸻
حقيقة الرزق بين المادي والمعنوي
الرزق الإلهي ليس مقتصرًا على الطعام والشراب والأموال، بل يشمل أنواعًا أخرى، منها:
• رزق العلم والمعرفة: فقد يوفَّق الإنسان إلى علم لم يكن يعلمه، فيكون هذا رزقًا من الله.
• رزق البشارة والفرح: حين تأتيه بشارة سارة تشرح صدره، فهذا أيضًا نوع من الرزق.
• أعظم الرزق: أن يُرزق العبد التوفيق للطاعة، والارتباط بوليّ الله وحجّته في أرضه.
ألا نقول في الدعاء: “اللهم ارزقنا توفيق الطاعة”؟!
فأي طاعة أعظم من أن يكون الإنسان مع الإمام المعصوم في دولته المباركة؟!
اذن يتبيّن من ذلك أنّ قوله تعالى: “وفي السماء رزقكم وما توعدون” ليس محصورًا في الرزق الدنيوي، بل يشمل أعظم الأرزاق المعنوية، وأجلّها الوعد الإلهي بظهور الإمام المهديّ عليه السلام، الذي سيكون فرجًا للبشرية جمعاء، وبه تتحقق العدالة الإلهية الكبرى.
فهذا المعنى السامي يجمع بين ظاهر التنزيل وباطن التأويل، ويُظهر عظمة القرآن الكريم في إشاراته إلى الغيب والقدر، وإلى ما أعدّه الله لعباده الصالحين من النصر والفرج والرزق العظيم.
تعليق