انحنى الصبر جاثياً على ركبتيه شكراً للمولى؛ لأنه اقترن بعقيلة الهاشميين فقد تجلبب بها فتزينب فارتقى علوّاً..
تعانقا عناق المحبين فحظينا بدروس الإباء في مدرسة الإمام الحسين عليه السلام..
مولاتي يا زينب كيف لا تكونين هكذا !..
وأنتِ من ذللتِ أنوف الطغاة تحت قدميكِ الشريفتين..
وكنتِ أكثر رسوخاً من الجبال العالية، وأكثر ثورة من أمواج المحيط، وربّما هذه تهدأ تارة وتارة تهيج، وأنت لا تهدئين..
والشمس قد تأفل ونور ضيائك يتلألأ باقياً سرمدا..
واحتسابك صبراً في كربلاء على مدى الزمان يتجدد..
وخُطبك في أرض الكوفة والشام بمآذن تشهّد..
يا مَن رضعتِ لبان الوحي من الزهراء البتول..
وغُذّيتِ بغذاء الكرامة فنشأت نشأة قدسية وتربيتِ تربية روحانية فالتفت حولك العفة والحشمة ترجوان التشرف بلثم قدميك..
فيوم رحيلكِ أدهش العقول وأفجع القلوب وأقرح الجفون..
فبيوم رحيلكِ تتجدد الأحزان في كلّ قلب..
لوية هادي الفتلاوي
تعليق