إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى (سيدةُ الخلود )116

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى (سيدةُ الخلود )116

    كادر المجلة


    عضو فضي
    الحالة :
    رقم العضوية : 183592
    تاريخ التسجيل : 27-06-2014
    الجنسية : العراق
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 1,028
    التقييم : 10



    السَّيدةُ زَينبُ عُنوانُ المَرأةِ المُبادِرَةِ ورَمزُ الخُلُود








    يُقال إن زينب عليها السلام تصبّرت كثيراً في يوم عاشوراء وتقول: بل تزينب الصبر كثيراً في يوم عاشوراء!

    ويُقال أيضاً قد لبست زينب جلباب الصبر فاستطاعت البقاء. وتقول بل لبس الصبر جلباب زينب فاستطاع الصمود،

    وكأني بالصبر قد عجب لزينب.

    تلك الأسطورة الخالدة التي مجّدها التاريخ على مرّ العصور، أجل هي (زينب) وما أدراك ما زينب،

    هي ذاتها التي حطّمت قيود الأكاسرة المزعومين بعنفوانهم البالي، وخديعتهم الزائغة، وبطشت بصبرها

    طواغيت العصر من بني أمية، كيف وقد قال في حقّها الإمام المعصوم زين العابدين وسيّد الساجدين عليه السلام

    واصفاً إياها بكونها: "عالمة غير معلّمة وفهمة غير مفهّمة" فتلك لبوة حيدرة رمز الشموخ وسيف الصمود بوجه أعدائها،

    وهي تمرّ في أحلك الظروف وقد انحنت انحناءة الفخر والطاعة الخالصة لبارئها وهي تخطو خطوات عزّ نحو جسد أخيها

    الحسين عليه السلام وهو دامٍ وملقىً على رمضاء كربلاء، مضرجاً بدمه؛

    لتصدح بكلمات هادرة (اللهم تقبل منّا هذا القربان) فأثبتت بذلك معنى الإباء وخطّت بورقها أسطر العفة وروح القراءة

    الحقيقية للمرأة المبادرة، فضربت أروع مثالٍ للمرأة الحاذقة، وهي تبحر في سفر الخلود نحو المرفأ المحمدي، فالعلوي،

    فالفاطمي، فالحسني، لترسو نحو الشاطئ الحسيني العابق بأحرف الشرف والكرامة، أجل أثبت ذلك بكلّ جدارة

    رداً على مَن كان يزعم أنه سيرى أوجه (التشفي) بعلي عليه السلام حينما أهوت عقلية الطالبيين بنفسها على جثمان

    أخيها الطاهر.

    فليرَ العالم مَن هي زينب؟ وليترقب عن كثب في بطون العقول وأحاسيس الضمير شدة صلابتها.

    لتكون مثالا لكل انسان سعى للحرية والحفاظ على المقدسات

    ورمزاً خالدا على مر العصور والدهور

    نوال عطية
    تم نشره في مجلة رياض الزهراء العدد 70


    ************************************
    *********************
    ******************
    اللهم صل على محمد وال محمد

    نعود ونحن نحمل اسى المصاب ولوعة الاكتئاب على فقد قمر وكوكب دُري

    من كواكب محمد واله الاطهار

    الا وهي عقيلة الطالبين ،فخر المخدرات ، جبل الصبر والحزن والآلآم

    سيدة النساء بعد أمها الزهراء عليها السلام

    زينب وماأدراك مازينب

    ونتمنى ونأمل ونعمل لكي نتزود من كل كمالاتها الانسانية والنسوية


    وحقيقة مالي من اسئلة وانا اقف في رحابها

    بل ساترك التعازي تخرج من قلوبكم مع كلمات الوعي والتأسي والاقتداء

    بالعقيلة الحوراء عليها السلام

    ومصابها الجلل وفواجعها المريرة

    سائلة المولى ان لايحرمنا واياكم من زيارتها وشفاعتها ونظرتها الرحيمة


    بالدنيا والاخرة

    وستكون معنا الغالية المبدعة (كادر المجلة )بالتعازي ولها الشكر الجزيل


    ولكاتبة الموضوع المبدعة (نوال عطية )

    على لمساتهما الزينبية

    ونسال الله التسديد للجميع ...






  • #2
    السيدة زينب (ع) تملك شجاعة علي




    لامثل اعلى في عالم النساء عبر التاريخ من نساء اهل البيت ولا بيت اشرف واطهر وازكى واتقى وانقى من بيتهن الذي اختاره الله منزلا لوحيه ومأواً لدينه وحفظا لشريعته ومهبطا لملائكته فاذهب عنه الرجس وطهره تطهيرا.
    ومثلما حمل اهل البيت _ من الرجال _ مشاعل الهداية للناس ابتداء من جدهم خاتم النبيين وحبيب اله العالمين الرسول الكريم محمد منقذ البشرية من الضلال ومرشدهم الى الهداية والصلاح، الى اخيه ووصيه وباب مدينة علمه امير المؤمنين الى الائمة الهداة من ولده وانتهاء بالقائم المهدي الذي يملأ الارض قسطا وعدلا، فقد اضطلعن نساء اهل البيت الطاهرات بادوار جسيمة في الدفاع عن الاسلام بحكم معاصرتهن للاحداث الكبرى التي واجهها الاسلام والمخاطر التي تعرض لها منذ ان اشرق نوره على ارجاء المعمورة.
    وتبدأ هذه الادوار بالدور العظيم الذي قامت به ام المؤمنين خديجة الكبرى التي كانت اول نساء هذه الامة ايمانا بالله وتصديقا بكتابه ومواساة لرسوله وشريكته في محنته طيلة ايامها معه تقويه بمالها وتدافع عنه بكل مالديها من قول وفعل حتى ماتت صابرة محتسبة ثم تلا هذا الدور العظيم الذي قامت به ام المؤمنين خديجة الدور الذي قامت به ابنتها سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بضعة المصطفى وام ابيها وزوجة امير المؤمنين وام سيدي شباب اهل الجنة والتسعة المعصومين من ذرية الحسين، عندما وقفت الى جانب زوجها لإحقاق الحق وابطال الباطل حتى سقطت اول شهيدة في سبيل الدفاع عن مبادئ الاسلام التي يمثلها زوجها امير المؤمنين.
    ثم ياتي الدور الثالث والذي لايقل اهمية عن هذين الدورين العظيمين لانه امتداد لهما في ترسيخ مبادئ الاسلام والعمل بمفاهيمه الا وهو الدور العظيم الذي قامت به سليلة الوحي وربيبة النبوة وعقيلة الامامة السيدة الطاهرة الحوراء زينب بنت علي بن ابي طالب وعمة الائمة المعصومين من ذرية الحسين في رحلتها مع سيد الشهداء من المدينة المنورة الى كربلاء، ثم مع السبايا من كربلاء الى الكوفة ومنها الى الشام، ثم رجوعها الى المدينة.
    وقد ضربت الحوراء زينب في كل ذلك اعلى مثال للصبر واليقين والثبات والعقيدة عندما نظرت الى اخوتها واهل بيتها وصحبهم وقد مزقتهم السيوف والرماح فتقدمت نحو جسد اخيها الامام الحسين في واقعة الطف ووقفت عنده ثم نظرت الى السماء وقالت ..((اللهم تقبل منا هذا القربان ))
    أي معدن هذا غير معدن النبوة واي عظمة هذه غير عظمة الانبياء.
    وقد شهدت لها الكوفة ومجلسي ابن زياد ويزيد بتلك الخطب البليغة التي زلزلت عروش الظالمين وفضحت جرائم الأمويين فكانت خير مكمل لثورة اخيها سيد الشهداء.







    تعليق


    • #3
      السلام على فخر المخدرات السلام على جبل الصبر السلام على عقيلة الطالبيين زينب الكبرى عليها السلام
      لكم مودتي تقديري واحترامي أختي الغالية ام سارة كما أحيي وابارك جهود كادر المجلة المتألق والراقي
      وان شاء الله ممن ينال زيارة مولاتي زينب العقيلة في الدنيا وشفاعتها في الأخرة:
      زينب هي النجم اللامع والنور الطالع والحق الساطع.
      هي.. ز.. زهو الحكمة
      و.. ي.. يراع الثورة
      و.. ن.. نبع المحبة
      و.. ب.. بسالة ضد الظلم والظلمة
      إنها زينب.. بل زينة أبيها علي عليهما السلام وثمرة فاطمة اليانعة.
      وصفها البعض إمرأة طويلة القامة حسنة الهيئة عالية المقام كانت في وقارها وعظمة شخصيتها كجدتها خديجة عليها السلام وفي حيائها وعفتها كأمها الزهراء عليها السلام وفي بلاغتها وفصاحتها كأبيها علي عليه السلام وفي حلمها وصبرها كأخيها الحسن عليه السلام وفي شجاعتها ورباطة جأشها كأخيها الحسين عليه السلام.
      البذرة الطاهرة:
      ولادتها: أما تاريخ ولادتها فقد اختلف المؤرخون فيها، قيل في مطلع جمادى الأول من السنة الخامسة للهجرة ومطلع شهر شعبان من السنة السادسة للهجرة بعد أخويها الحسن والحسين، ولكن المشهورة والمعمول بها هو الخامس من شهر جمادي الأولى من السنة السابعة للهجرة، أولادها: علي وعباس وعون ومحمد وأم كلثوم.
      وفاتها: يوم الخامس عشر من شهر رجب سنة اثنان وستون للهجرة.
      تزوجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وكان من مشاهير صدر الإسلام وأسخياء زمانه، ورثت الفصاحة والبلاغة والصبر من أبيها أمير المؤمنين عليه السلام والعصمة الطاهرة عن أمها فاطمة عليها السلام، وكانت ذا فطنة وذكاء خارقين حيث ينسب معظم المؤرخين خطبة فدك إليها (أي أنها الراوية للخطبة لأنها كانت حاضرة مع أمها في المسجد)، منهم ابن عباس وأبو الفرج في مقاتل الطالبين وغيرهم، علماً أن عمرها كان أربع سنوات في ذلك الوقت يقول الشيخ الصدوق رحمه الله في مقدمة لخطبة فدك بإسناد موثوقة إلى زينب عليها السلام وهي في سن الطفولة، والخطبة تحمل في طياتها بلاغة عالية وأمور جامعة، وهذا دليل كمال رشدها وعلو فهمها وعلمها وفطنتها ينقل الشيخ جعفر النقدي في كتابه زينب الكبرى عليها السلام، رواية عن أمير المؤمنين عليه السلام أن زينب عليها السلام كانت جالسة في حجر أبيها وهي طفلة صغيرة، فقال لها أبوها قولي (أحد) فقالتأحد)، ثم قال لهاقولي اثنين).. سكتت فلم تلفظ تلك الكلمة.. فقال لها: لماذا لا تقولين (اثنين) قالت: إن لساناً تعود على واحد لا يمكنه أن يقول اثنين، فقبلها أبوها وضمها إلى صدره.


      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        عظم الله لكم الأجر بمصاب جبل الصبر
        وفخر المخدرات سيدتي ومولاتي زينب
        العقيلة عليها السلام
        ****************************

        سليـلةُ أحمدٍ مَولى المـوالي***ألا نِعمتْ لأحمدَ مِـن سليـله
        فمهمـا تبلغ الألبـابُ عِـلماً*** فلن تُحصي مواهبَها الجليـله
        وكم قد جـاء برهــانٌ جليٌّ***بعصـمتِها وعفّتـها النبيـله
        وكم قال ابنُ عباسٍ فخـوراً***عقيلتـُنا.. ويا نِـعمَ العقيـله!
        * * *

        فكانت في البرايا كنزَ طُهرٍ*** ومصدرَ كلِّ منقبةٍ جزيـله
        إليها قد تنـاهى كلُّ فَخْـرٍ *** وفضـلٍ بعد فاطمةَ البتوله
        ولا عجَبٌ إذا الباري حَباها ***صفاتٍ في العقائل مستحيله
        بها مِن أُمِّها الزهـرا سجايا*** وشيمةُ حيدرٍ رمزِ البـطوله
        * * *


        إذا ربُّ الفصـاحةِ قد نمـاهـا***فقـد وَرِثَتْ فصـاحتَه وقِيـلَه
        كفـاها مفخـراً مُذْ يومَ ألـقَتْ***على كوفـانَ خُطبتَها المَهـوله
        كـأنّ لسـانَـها إذْ ذاك نَصْـلٌ*** شَباه يفضحُ البـيضَ الصقيـله
        به قد أخرسَتْ نُطْقَ الأعـادي*** وردّت منـه أعـينـَهم كليـله
        لـقد أدلَـتْ بخُطبتـها معـانٍ***بهـا قـد مَثّلت عِـزَّ القبيـله
        فأضحى الجمعُ مندهشاً مَرُوعاً ***ولاقى كـلُّ ذي لُبّـاً ذُهـولَه
        ومَن نشـأت بعِـزٍّ.. مستحيلٌ***أمـامَ الجمـع وقفتـُها ذليـله
        * * *


        بربِّك مَن كزينبَ فـي البـرايا***لـوقع النائبـاتِ غَدَت حَمـوله
        فيـاللهِ مــا لاقــت وقـاست***من الأشـرار أربابِ الـرذيـله
        أتُحمَل فوق ظَهْر العُجْفِ قَسْـراً*** وفتيتها على الرمضـا جديــله
        فأبدتْ بعد يـوم الـطفّ حزمـاً ***ومـا مـِن حـُرّةٍ أبـدَتْ مثيـلَه
        وحِلْماً لا يُقاس بثقْلِ رضوى *** مَحـالٌ أن يـَرى رضوى عديلَه
        * * *


        لقـد وَثِقَ الحسينُ بها لكَـيْمـا***تقـومَ بحمل أعبــاءٍ ثقيــله
        وقـد بانت كفـاءتُها لـديــهِ***وأعلن عن بني الـدنيا رحيـله
        فنـاداها: أزينـبُ أنتِ بعـدي ***لِحفظِ عـوائلي كـوني كفيـله
        فَجـُلُّ الفادحـات وإن تنـاهت***غَدَتْ في حزمها السامي ضئيله
        صـلاةُ الله تتـرى كـلَّ حيـنٍ***عليها.. ما تلا الشـادي هديـلَه
        التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الحوراء زينب 1; الساعة 18-04-2016, 10:31 PM.

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم ورحمة آلله وبركاته
          اللهم صل على محمد وال محمد
          الحمد لله الذي انعم علينا وامد في اعمارنا حتى نشارك معكم ونخط اقلام الولاء للاهل بيت الوحي والتنزيل
          والشكر والثناء الى مقدمتنا المبدعة دائمآ والى كادر المجلة ومسجل لكم هذا في سجل حسناتكم




          غريبة تلك المرأة ( زينب بنت عليّ، بنت فاطمة )، في جميع حالاتها وأدوارها التي انشطرت إلى مرحلتين:
          الأُولى: منذ ولادتها عليها السّلام إلى أواخر عام 60 من الهجرة النبوية، عاشت فيها في محضر االنبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم، وفي حِجر فاطمة البتول عليها السّلام وفي كَنف أمير المؤمنين عليه السّلام. ودرجت في بيت الوحي والرسالة مع أخوَيها الحسن والحسين عليهما السّلام.. فارتشفت من المعارف الإلهية ما حُرمت منه النساء جميعاً إلاّ أمَّها الزهراء عليها السّلام.
          وقد عايشت أهلَ بيت المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم في محنهم ومهمّاتهم، وودّعت جدها وأمها وأباها وأخاها الحسن، شهداء، الواحد بعد الآخر، حتّى بقي لها قرةُ العين، أخوها أبو عبدالله الحسين، يملأ قلبها ونفسها، ويطيّب حياتها المفجوعة بأخلاقه الشريفة، كما بقي لها إخوتها من أمّ البنين: العباس وإخوته رضي الله عنهم، هي لهم أخت وعقيلة فاضلة ترعاهم ويُجلّونها.
          وفي هذه المرحلة صدر عنها من العلوم القرآنية والأخبار والروايات ما ثبّتت به حقائق كثيرة في حياة الرسالة وضمائر المسلمين، فهي التي روت لنا خطبة أمها الصديقة فاطمة عليها السّلام والتي احتجّت بها على مَن غصب فدكاً، روتها بحذافيرها وطولها ولم تكن تبلغ السابعة من عمرها الشريف حين سمعت الخطبة تلك. كما روت قصة ولادة الإمام الحسين، نقلتها عن أمها، وعن العقيلة زينب رواها ابن أخيها عليّ بن الحسين عليه السّلام. ولا بأس للاطلاع الوافي على جملة من روايات السيدة زينب عليها السّلام أن تُراجَع المصادر التالية:
          بلاغات النساء، لابي الفضل أحمد بن أبي طاهر بن طيفور الخصائص الزينبية، للسيّد نور الدين الجزائري زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السّلام، للشيخ جعفر النقدي.
          السيدة زينب الكبرى عليها السّلام من المهد إلى اللحد، للسيّد محمد كاظم القزويني ـ الفصل الثامن: مسانيدها 109 ـ 120، نقل لنا سبع روايات مهمة ومطولة.
          الثانية: فبدأت من يوم رحيلها إلى أرض كربلاء برفقة أخيها سيّد الشهداء الحسين عليه السّلام تؤازره وتنصره، وتقدّم أولادها بين يديه ضحايا فداء لإمامته، فقطعت ذلك الطريق الصعب من المدينة المنورة إلى طفّ الغاضرية حيث مصارع الأحبة الكرام، إخوتِها وبني عمومتها وولْدها وأصحاب أهل بيتها، وبني إخوتها وآل أبي طالب وبني هاشم.
          فكانت نعمت الأخت المواسية لأخيها، ونعمت الموالية المضحية للإمامة. أقدمت على يقين وبصيرة وإيمان، واصطحبت ركب الإمام الحسين وعقائل الوحي، وكان عليها أن ترى الفجائع بأمّ عينيها، وكُتِب عليها أن تجلس عند الضحايا، أشلاء مُجزّرين على صعيد المنايا، وتشاهد مصارع الشهداء، وبينهم سيدهم ريحانة المصطفى.
          وقدمت القرابين شاكرة لله: إلهي تقبّلْ منا هذا القربان. وأيّ قربان كان! سيّد شباب أهل الجنة. وهانت عليها المصائب والرزايا رغم عِظَمها، لأنها في عين الله، ولأنها خالصة لوجه الله.
          ثمّ كان السبي، وما أدرانا ما السبي! ثمّ كان عليها أن تخطب في الكوفة والشام، وأن تواجه الطغاة، وأن تحفظ وديعة الله وإمام عصرها السجاد عليّ بن الحسين عليه السّلام، وأن ترعى العيال وهم جمع من الأرامل واليتامى يتصارخون مما لاقوا.
          ثمّ كان عليها عليها السّلام أن تصدع بقصة الطف الرهيبة، تطبّق بها الآفاق. فتبعث الرسائل الحسينية إلى حيث استطاعت، فتنزل بذلك على الحكم الأُموي دمغات ولعنات، وهي ما تزال اللَّبوة الحيدرية، مع جراحاتها البالغة وقد جاوزت الرابعة والخمسين من عمرها، فترى تلك النوازل. ومنها أن يُشهَر أمامها راس أخيها الحسين عليه السّلام، فضربت جبينها بمَقْدم المحمل حتّى سال الدم من تحت قناعها، ثمّ أومات إليه بحرقة:
          يا هلالاً لمّا استتمّ كمـالا ما توهّمتُ يا شقيقَ فؤادي غالَه خسفُه فأبدى غروبـا كان هذا مقـدَّراً مكتوبـا
          ولم تمض سنة ونصف السنة على واقعة كربلاء وفاجعتها حتّى ضاق البلاط الأُموي بالعقيلة زينب عليها السّلام؛ فهي سفيرة الحسين وراوية قصته قصة الشهادة العظمى بلسانها ونحيبها وجميع حالاتها، فأُبعدت عن موطن جدها، إلى أين ؟ إلى الشام من جديد، حيث ذكريات السبي والدخول وسط الشامتين والمجابهة في قصر الطاغية يزيد، وحيث هناك عُلِّق رأس الشهيد على شجرة أيّاماً مُرّة، فأجهشت، ثمّ شهقت، ثم غصّت غصة الحزن العميق كانت فيها نفسُها الطاهرة الزكية.
          فكانت شهيدةَ بيت الوحي أيضاً، لا بسيف ولا برمح ولا سُمّ، ولكن بمصائب عجيبة، فقضت حزناً على حبيب المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم وحباً له وشوقاً إليه. ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو القائل ( من مات على حُبّ آل محمّد مات شهيدا ).
          سليلة أحمد.. تلك
          بنفسي مَن حَوَت أسمى المزايا ومَن يسمـو الثناءُ بها ويحـلو فإن كثـُرتْ مدائحُها وفاضت هيَ الحوراء زينبُ عن عُلاها ومَن للمَكرُمـات غَدَت خليـلهْ وأجدرُ بالنعـوتِ المستطيـله تُعَدّ بشـأنها السـامي قليـله لَتَقـْصر كلُّ ذاتِ يدٍ طويـله
          * * *
          سليـلةُ أحمدٍ مَولى المـوالي فمهمـا تبلغ الألبـابُ عِـلماً وكم قد جـاء برهــانٌ جليٌّ وكم قال ابنُ عباسٍ فخـوراً: ألا نِعمتْ لأحمدَ مِـن سليـله فلن تُحصي مواهبَها الجليـله بعصـمتِها وعفّتـها النبيـله عقيلتـُنا.. ويا نِـعمَ العقيـله!
          * * *
          فكانت في البرايا كنزَ طُهرٍ إليها قد تنـاهى كلُّ فَخْـرٍ ولا عجَبٌ إذا الباري حَباها بها مِن أُمِّها الزهـرا سجايا ومصدرَ كلِّ منقبةٍ جزيـله وفضـلٍ بعد فاطمةَ البتوله صفاتٍ في العقائل مستحيله وشيمةُ حيدرٍ رمزِ البـطوله
          * * *
          إذا ربُّ الفصـاحةِ قد نمـاهـا كفـاها مفخـراً مُذْ يومَ ألـقَتْ كـأنّ لسـانَـها إذْ ذاك نَصْـلٌ به قد أخرسَتْ نُطْقَ الأعـادي لـقد أدلَـتْ بخُطبتـها معـانٍ فأضحى الجمعُ مندهشاً مَرُوعاً ومَن نشـأت بعِـزٍّ.. مستحيلٌ فقـد وَرِثَتْ فصـاحتَه وقِيـلَه على كوفـانَ خُطبتَها المَهـوله شَباه يفضحُ البـيضَ الصقيـله وردّت منـه أعـينـَهم كليـله بهـا قـد مَثّلت عِـزَّ القبيـله ولاقى كـلُّ ذي لُبّـاً ذُهـولَه أمـامَ الجمـع وقفتـُها ذليـله
          * * *
          بربِّك مَن كزينبَ فـي البـرايا فيـاللهِ مــا لاقــت وقـاست أتُحمَل فوق ظَهْر العُجْفِ قَسْـراً فأبدتْ بعد يـوم الـطفّ حزمـاً وحِلْماً لا يُقاس بثقْلِ " رضوى " لـوقع النائبـاتِ غَدَت حَمـوله من الأشـرار أربابِ الـرذيـله وفتيتها على الرمضـا جديــله ومـا مـِن حـُرّةٍ أبـدَتْ مثيـلَه مَحـالٌ أن يـَرى رضوى عديلَه
          * * *
          لقـد وَثِقَ الحسينُ بها لكَـيْمـا وقـد بانت كفـاءتُها لـديــهِ فنـاداها: أزينـبُ أنتِ بعـدي فَجـُلُّ الفادحـات وإن تنـاهت صـلاةُ الله تتـرى كـلَّ حيـنٍ تقـومَ بحمل أعبــاءٍ ثقيــله وأعلن عن بني الـدنيا رحيـله لِحفظِ عـوائلي كـوني كفيـله غَدَتْ في حزمها السامي ضئيله عليها.. ما تلا الشـادي هديـلَه












          تعليق


          • #6
            زينب‬ يا هي مثلچ شافت الضيم
            وصارت للمواجع مرجعيه
            التاريخ يمچ يوگف أجلال
            ألج يا بت علي وياخذ تحيه
            بعد طه نبي ما عدنه مخلوق
            أشگن بيچ يا زينب ‫‏نبيـه‬



            شوكت ترتاح زينب من الاحزان
            يساعد كلبج الله الكلشي شايف
            امس بالغاضريه وتشكف اسهام
            اليوم بسوريا تشكف قذايف



            ناس تكول ورم زينب السوط
            اوكع منهه الخدر بت الزجيه
            ستر الكون زينب ربك شلون
            يرضه الكون يمشي بلا حميه
            جان وداعتك كل احنه عريان
            لو طايح خدرهه الزينبيـــــــــه
            جان اختل وزنهه وطاحت الكاع
            لان للارض جانت جاذبيــــــــــه
            حلكك من كلت ماشلته شلون
            وبيهه الشاره تكتل هاشميه
            بأمر من الله زينب طبت الشام
            شلون تكول عن زينب سبيه




            لا يزينب لا تكولين انوليت
            لا وحق الكافلج ما تنولين
            عشنه مندومين ما شفنه الطفوف
            هسه اجتنه وللحلك سدج امين
            التنطي ثلث اولاد لأجلج عدنه عار
            لازم بكل بيت الج ام البنين
            الملفات المرفقة

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحمن


              اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل التحايا لكاتبة المحور الاخت الموقرة كادر المجله وللاستاذه الجليلة ام سارة المبدعه واعظم الله اجوركم بقرب حلول ذكرى وفاة السيدة الطاهرة زينب الحواراء عليها السلام..

              من الشرف الذي لا يَلحقه شرفٌ أنّ الإمام الحسين عليه السّلام ائتمن أختَه العقيلةَ عليها السّلام على أسرار الإمامة، فقد روى الشيخ الصدوق بإسناده إلى أحمد بن إبراهيم، قال:دخلتُ على حكيمة بنت محمّد بن عليّ الرضا أخت أبي الحسن (عليّ الهادي) العسكريّ عليهم السّلام في سنة 262 هـ بالمدينة، فكلّمتُها من وراء حجاب وسألتُها عن دِينها، فسَمَّت لي مَن تأتمّ بهم، ثمّ قالت: فلان ابن الحسن عليه السّلام، فسَمّته (يقصد سَمَت الإمام الحجّة بن الحسن العسكريّ عليه السّلام.

              فقلتُ لها: جَعَلني اللهُ فِداكِ، مُعايَنةً أو خَبَراً؟
              فقالت: خبراً عن أبي محمّد عليه السّلام كَتَب به إلى أمّه.

              فقُلت لها: فأين المولود؟
              فقالت: مستور.

              فقلت: فإلى مَن تَفَزَعُ الشيعة؟
              فقالت: إلى الجدّةِ أمّ أبي محمّد عليه السّلام.

              فقلت لها: أقتدي بمَن وصيّتُه إلى امرأة؟!
              فقالت: اقتداءً بالحسين بن عليّ عليه السّلام, إنّ الحسين بن عليّ عليه السّلام أوصى إلى أخته زينب بنت عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في الظاهرأسرار الإمامة1.

              وروي أنّه كانت لزينب عليها السّلام نيابة خاصّة عن الحسين عليه السّلام، وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام، حتّى برئ زينُ العابدين عليه السّلام من مرضه.
              فالعقيلة زينب الكبرى عليها السلام المعروف عنها حسب ماورد في المقاتل: أن الحسين عليه السلام يوم عاشورا قبل أن يقتل بقليل أوصاها بكفالةالعائلة من بعده هذا وارد وصحيح والروايات تؤكد على ذلك ولكن الأهم من كفالة العائلة أباح لها بسر يختلج في صدره وهو الحفاظ على الإمامة المتمثلة في شخصية الإمام زين العابدين عليه السلام فكان قلب زينب عليها السلام الكبير يخفق عندما يتعرض الإمام السجاد عليه السلام لمحاولة القتل أو الإغتيال فلذلك نلاحظ أنه حدثت ثلاث محاولات قتل للإمام عليه السلام وزينب عليها السلام قد دفعت ذلك عنه بكل جرأة ولم يصاب بأذى وهنا يكمن الإعجاز البطولي لهذه المرأة العظيمة وهذه السيدة الجليلة القدر والجاه عند الله تبارك وتعالى.

              ونظم في شأن فضلها: الشيخ محمد حسين الأصفهاني قدس سره:
              مــلـيكة الـدنيا عقيلة النسا عديلة الخامس من أهل الكسا
              ما ورثـته من بني الرحمة جوامــع العـلـم أصول الحكمة
              فــإنهـا ســلالـة الـولايــــة ولايـة لـيـــس لهـا نـهـايــــة


              ماحدث في مجلس ابن زياد

              الرواية تقول: أدخلوا السبايا إلى قصر الإمارة في الكوفة ويقدمهم الإمام علي بن الحسين عليها السلام وهو عليل مريض والأغلال في يديه والقيود في رجليه والجامعة على عنقه وقد أثرت في رقبته وحاله يرثي له كل غيورومن خلفه امرأة نحيفة ومن خلفها نساء وأطفال.

              ذكر الشيخ المقرم في مقتله: لما رجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة ودخل قصر الامارة ووضع امامه الرأس المقدس سالت الحيطان دما وخرجت نار من بعض نواحي القصر وقصدت سرير ابن زياد فولى هارباً منها ودخل بعض بيوت القصر فتكلم الرأس الازهر بصوت جهوري سمعه ابن زيد وبعض من حضر الى اين تهرب فان لم تنلك في الدنيا فهي في الآخرة مثواك" ولم يسكت حتى ذهبت النار! وادهش من في القصر لهذا الحادث الذي لم يشاهد مثله ولم يرتدع ابن زياد لهذا الحادث بل اذن للناس إذناً عاما وامر بادخال السبايا مجلسه فادخلت عليه حرم رسول الله بحالة تقشعر لها الجلود.
              أبـرزت حـاسرة لـكن عـلــى حـالة لـم تبق للجلد اصطبارا
              لا خـمار يـستـر الـوجـه وهل لـكريمات الـهدى ابقوا خمارا
              لاولا مــن ألـبسها مـن نـوره أزراً مـذ سـلبوا عـنها الازارا
              لـم تُـدع يا شلّتِ الايدي لهـا من حجاب فيه عنهم تتوارى
              2

              وذكر الشيخ المفيد في كتاب الإرشاد:

              وأدخل عيال الحسين عليها السلام على ابن زياد, فدخلت زينب أخت الحسين في جملتهم متنكرة وعليها أرذل ثيابها, فمضت حتى جلست ناحيةً من القصر, وحفت بها إماؤها.
              فقال ابن زياد, من هذه التي انحازت ناحيةً ومعها نساؤها؟!

              فلم تجبه زينب.
              فأعاد القول ثانيةً وثالثةً يسأل عنها؟

              فقالت له بعض إمائها: هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله.
              فأقبل عليها ابن زياد وقال لها: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم.

              فقالت زينب: الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وطهرنا من الرجس تطهيرا, وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر, وهو غيرنا والحمد لله.
              فقال ابن زياد: كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟!

              فقالت: ما رأيت إلا جميلاً, هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل, فبرزوا إلى مضاجعهم, وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجون إليه وتختصمون عنده فانظر لمن الفلج يومئذ, ثكلتك أمك يابن مرجانة!!
              فغضب ابن زياد واستشاط , فقال له عمرو بن حريث: أيها الأمير, إنها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها.

              فقال ابن زياد: لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك.
              فرقت زينب وبكت وقالت له: لعمري لقد قتلت كهلي, وقطعت فرعي, واجتثثت أصلي, فإن كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت.

              فقال ابن زياد: هذه سجاعة, ولعمري لقد كان أبوها سجاعاً شاعراً.
              ثم التفت ابن زياد إلى علي بن الحسين وقال له: من أنت؟

              فقال: أنا علي بن الحسين.
              فقال: أليس الله قد قتل علي بن الحسين؟

              فقال علي: قد كان لي أخ يسمى علي بن الحسين, قتله الناس.
              فقال ابن زياد: بل الله قتله.

              فقال علي بن الحسين: الله يتوفى الأنفس حين موتها.
              فكبر على ابن زياد ان يرد عليه فأمر ان تضرب عنقه. فتعلقت به زينب عمته, وقالت: يا بن زياد! حسبك من دمائنا. واعتنقته وقالت: والله لا أفارقه, فإن قتلته فاقتلني معه.

              فقال السجاد عليها السلام: أما علمت ان القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة فنظر ابن زياد اليهما وقال: دعوه لها عجباً للرحم ودَّت انها تقتل معه..
              فنظر ابن زياد إليها وإليه ساعة, ثم قال: عجباً للرحم! والله إني لأظنها ودت أني قتلتها معه, دعوه فإني أراه لما به.

              ثم أمر ابن زياد بعلي بن الحسين وأهله فحملوا إلى دار جنب المسجد الأعظم, فقالت زينب بنت علي: "لا يدخلن علينا عربية إلا أم ولد مملوكة, فإنهن سبين وقد سبينا3.
              أبـا حـسن تـغـضـي وتـلـتذّ بالكرى وبالكفّ امست تستر الوجه زينـب
              أبـا حسن ترضى صفاياك في السبا ونـسـوة حـــرب بالمقاصير تحجب
              وتـلوي لـلين الـفرش جـنـباً وهذه بـناتك فــــوق الـعيس للشام تجلب
              ويـهـنيـك عـيش والـعـقـائل حـسّــر اذا مـا بـكـــت بـالأصبحيـة تضـرب


              منطق الحق لا منطق الإرهاب
              المتتبع المنصف لما جرى في مجلس الطاغية ابن زياد لاينثني عن مبدأ الحق وصاحب الحق دائما يكون في المحجة أقوى من صاحب الباطل وزينب عليها السلام حينما دخلت مجلس ابن زياد دخلت وهي متنكرة وذلك لما تمتلكه من عفة وشرف وطهارة وحياء وهي من النساء اللواتي تضرب بها الأمثال في صونها وعفتها فجاء تنكرها هذا استهانة لابن زياد فحتى أنها ما أرادت أن تكلمه لولا أنه خرج عن أصول الكلام والحياء وهذا ما نلحظه جليا في الرواية: "فقال ابن زياد من هذه التي انحازت ناحية ومعها نساؤها؟ فلم تجبه زينب عليها السلام". لماذا لم تجبه؟ لأنه أحقر من أن تجبه أي من باب "ولا ترد على السفيه جواب" والطاغية ابن زياد هو أسفه السفهاء وأحقر الحقراء ويستحق في نظر الحوراء زينب عليها السلام ونظر الأحرارالشرفاء الإهانة والتحقير.

              الرواية تقول: فأعاد القول ثانية وثالثة يسأل عنها وهي لم تكلمه ولم ترد عليه جوابا وإنما كلمته أحد إمائها فقالت: "هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم".
              وعندما سمع بذكر زينب عليها السلام وهو يعرف من هي زينب ومن أبيها ومن هم إخوتها وماهو مقامها, أراد أن يفجع قلبها ويدميه في نظره لكي يثنيها ويستثيرها ولكي يرى مدى ردة فعلها وبأي طريقة تخاطبه كعادة كل الجبابرة والطغاة يجبرون الإنسان على الفعل ضدهم وينتظرون منه ردة الفعل لكي يضاعفوا في عقابه.

              قال الطاغية: "الحمد لله الذي الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم".
              فقالت بعدما أثنت على جدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى طهارة آله الأخيار الذين طهرهم الله تطهيرا: من جملة ماقالت له: "وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا"4.

              في هذا الحوار القصير بين الخير والشر, وبين الفضيلة والرذيلة وبين الحق والباطل، وبين القداسة والرجس, وبين ربيبة الوحي وعقيلة النبوة وبين الدعي ابن الدعي! إنكشفت نفسيات كل من الفريقين.
              أرأيت كيف صرح ابن زياد بالحقد والعداء لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والشماتة وبذاءة اللسان, وحقارة النفس ودناءة الروح وقذارة الأصل؟

              فهو يحمد الله تعالى على قتل أولياء الله, وتدفعه صلافة وجهه أن يقول: "وفضحكم", وليت شعري أية فضيحة يقصدها؟!
              وهل في حياة أولياء الله من فضيحة؟!
              أليس الله تعالى قد أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً؟!
              أليس نسبهم أرفع نسب في تاريخ العظماء؟!
              أليست حياتهم متلألأة بالفضائل والمكارم؟!

              قال السيد كاظم القزويني في كتابه زينب الكبرى:
              وهل ـ والعياذ بالله ـ توجد في حياتهم عليها السلام منقصة واحدة أو عيب واحد حتى يفتضحوا؟

              ولكن ابن زياد يقول: وفضحكم.
              ويزداد ذلك الرجس عتواً ويقول: "وأكذب أحدوثتكم" الأحدوثة: ما يتحدث به الناس, والثناء والكلام الجميل.

              أمام هذا المنطق الهزيل انكشف الوجه القبيح لابن زياد وقبح فعله قبل أن يقبح منطقه فكانت عقيلة الطالبيين عليها السلام لما كانت تتحلى به من الصواب والحنكة والحكمة أن لاترد على مثل كلامه الساقط السخيف ولكن كما ذكرت لك قد فرضت الضرورة على حفيدة النبوة, ووليدة الإمامة, ورضيعة العصمة أن تتنازل وتجيب على تلك الكلمات الساقطة السافلة.

              فقالت عليها السلام: "ما رأيت إلا جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجون وتختصمون عنده"5.
              أنظروا أيها المسلمون: إلى الحكمة في جواب هذه المرأة العظيمة وإلى مدى قوة صبرها حيث أراد الطاغية أن يستثيرها بهذه الكلمات الجارحة إلا أنها كانت صابرة ومحتسبة ولخصت فعل قبح جريمة ابن زياد النكراء في قتله لأخيها الحسين عليها السلام قالت "مارأيت إلا جميلا" وهذا معنى التسليم والتفويض لأمر الله تعالى والرضا بقضائه وقدره حيث قالت: كتب الله عليهم القتل معنى ذلك أنه يابن زياد لولا أن الله قدر لهم هذه الشهادة لاتستطيع أنت قتلهم ولا تقدر على التمثيل بأجسادهم ولكن كتبة الله عزوجل وإرادته فوق كل الإرادات.

              ثم أشارت الصديقة الصغرى عليها السلام إلى أن يوم القيامة سيجمع الله بين القاتل وبين المقتول وبن صاحب الحق وصاحب الباطل وهناك بين الإثنين فصل حكم الخطاب معناه هنك بين يدي الله سبحانه وتعالى حكم إلهي وقضاء عادل وكل منهما سيأخذ جزاءه وعقابه الظالم في الجحيم والمظلوم في النعيم..

              وتـشاطرت هـي والحسين بدعوة حـتم الـقضاء عـليهما ان يــنــدبا
              هــذا بـمـشـتبـك الـنـصـول وهــذه في حيث معترك المكاره في السّبا


              زيد بن أرقم وعلامة التعجب!!
              التعجب الأول: قال الشيخ المفيد في (الإرشاد): ولما أصبح عبيد الله بن زياد بعث برأس الحسين عليها السلام فدير به (أي: طيف به) في سكك الكوفة كلها وقبائلها.
              فروي عـن زيد بن أرقم أنه قال: مر بـه علي وهـو على رمـح وأنا في غرفة لي فلما حاذاني سمعته يقرأ: "أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا.

              فوقف ـ والله ـ شعري وناديت: رأسك ـ والله ـ يابن رسول الله أعجب وأعجب6
              لهفي لرأسك فوق مسلوب القنا يـكسوه مـن أنـواره جلبابا
              يتلو الكتاب على السّنان وإنّما رفعوا به فوق السّنان كتابا

              أروحـك ام روح الـنـبـوة تـصـعــد من الارض للفردوس والحور سجَّد
              ورأسك أم رأس الرسول على القنا بــآيـه أهـــل الـكـهــف راح يـــردّد


              التعجب الثاني:
              قال الراوي لما وضع رأس الحسين عليه السلام بين يديه وجعل ينكت بالقضيب ثناياه ساعة فقال له زيد بن ارقم: ارفع القضيب عن هاتين الشفتين فوالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيت شفتي رسول الله على هاتين الشفتين يقبلهما ثم بكى فقال له ابن زياد: أبكى الله عينيك فوالله لو لا انك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك! فخرج زيد من المجلس وهو يقول: ملك عبد عبداً فاتخذهم تلداً, انتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم قتلتم ابن فاطمة وامرتم ابن مرجانة يقتل خياركم ويستعبد شراركم فرضيتم بالذل فبعداً لمن رضي بالذل7.

              موقف عبد الله بن عفيف الأزدي

              ووقف ذلك الموقف المشرف أمام الطاغية ابن زياد عبدالله ابن عفيف الأزدي يدافع عن ظلامة سبايا آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لما رآه منه من تطاول واستهتاربأهل البيت عليها السلام والذي أثاره هو منطق ابن زياد البذيء وتطاوله على كريمة الوحي والهدى فخر المخدرات زينب عليها السلام قال حميد بن مسلم أمر ابن زياد ان ينادى الصلاة جامعة فاجتمعوا في الجامع الأعظم ورقى ابن زياد المنبر فقال: الحمد لله الذي اظهر الحق وأهله ونصر امير المؤمنين يزيد وحزبه وقتل الكذاب ابن الكذاب الحسين بن علي وشيعته.

              فلم ينكر عليه أحد من اولئك الجمع الذي غمره الضلال إلا عبد الله بن عفيف الازدي ثم الغامدي احد بني والبة فانه قام اليه وقال: يا ابن مرجانة, الكذاب ابن الكذاب انت وأبوك والذي ولاك وأبوه يا ابن مرجانة اتقتلون أبناء النبيين وتتكلمون بكلام الصديقين.

              فقال ابن زياد: من هذا المتكلم؟
              قال ابن عفيف: انا المتكلم يا عدو الله! تقتلون الذرية الطاهرة التي أذهب الله عنهم الرجس وتزعم انك على دين الإسلام واغوثاه اين اولاد المهاجرين والأنصار لينتقموا من طاغيتك اللعين ابن اللعين على لسان محمد رسول رب العالمين.

              فازداد غضب ابن زياد وقال: علي به فأتي به إليه فجرد السيف وقتله وقد سطر هذا الرجل أروع المواقف أمام الطاغية ابن زياد8.
              من الملاحظ في هذه القصة المحزنة لموقف هذا الرجل العظيم عبدالله بن عفيف أنه كان يمثل الحق وفي عقيدته "أن الساكت عن الحق شيطان أخرس" كما قال أبو عبدالله الحسين عليها السلام فلماذا تخرس الألسن أمام طاغية متهكم مثل عبيدالله بن زياد فابن عفيف كان ينظر الشهادة منذ زمن يوم كان يخوض المعارك مع أمير المؤمنين عليها السلام وقد رأى بأم عينيه مقام السيدة زينب عليها السلام الرفيع عند أهل البيت فبما أنه كذلك تأبى نفسه أن يرى الطاغية بن زياد وهو يحاول إرغامها وإذلالها في مجلسه فما تمالك نفسه فثارت حمية هذا الرجل وغيرته ونطق بالحق أمام الطاغية غير مبال بالقتل أو الشهادة لأنه كان يحمد الله تعالى ويشكره أن أتت إليه وهوكان يتمناها ويتوق إليها. فرحم الله ابن عفيف لقد أصبح قدوة وأسوة حسنة لكل الأحرار في العالم.

              ومن خلال هذا الموقف المشرف ينبغي أن تأخذ الأجيال الإسلامية العبر والدروس في الدفاع عن المظلومين والمحرومين والمستضعفين, وأن يكون المسلم نصيرا للحق ولايسكت على الظلم قال أبوعبدالله الحسين عليها السلام "أفضل الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر".

              اقول: يأأيها الأحرار في العالم إذا أخرصتم عن نطق كلمة الحق تكون كلمة الباطل هي المتحكمة وهي المهيمنة في مصير هذا العالم فأمام غطرسة الظالم والديكتاتور يجب أن نرفع الصوت عاليا وننادي لاللظلم نعم للعدالة والمساواة والحرية والعزة والشرف والكرامة9.
              منقول





              1- بحار الأنوار: 51/364 وزينب الكبرى للقزويني: ص24
              2- من قصيدة للسيد عبد المطلب الحلي ذكرت في شعراء الحلة ج3 ص 218
              3- كامل ابن الأثير: ج4 ص103
              4- الإحتجاج للطبرسي: ص 166
              5- بحار الأنوار: ج 45 ص 165
              6- الإرشادالشيخ المفيد: ج 2 - ص 117 - 118
              7- مناقب ابن شهراشوب: ج11/:4
              8- الطبري: ج6 ص263 .
              9- سبايا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم / الشيخ مكي فاضل.




              الملفات المرفقة

              تعليق


              • #8
                هذه مقارنة بين أستشهاد مولاتنا الزهراء وأبنتها الحوراءعليهم السلام . من اعدادي

                مقارنه بين استشهاد الزهراء والسيدة زينب (ع)
                1- استشهدت الزهراء روحي فداها بعد الاحداث ألاليمه التي احاطت بها بعد استشهاد الرسول (ص) ومؤتمر السقيفه . وكذلك مولاتنا زينب فقد استشهدت بعد ما الم بها في واقعت ا لطف ألاليمه .
                2- فكما فجعت الزهراء بالاب الحنون وخاتم الانبياء ونكران حق زوجها في خلافة رسول الله . فجعت الحوراء بخامس اصحاب الكساء والاخوه والابناء
                3- كما امر الخليفة الثاني خادمه بتلويع الزهراء بالسوط . امر عمر ابن سعد بضرب الحوراء وباقي الهاشميات بالسياط
                4- فجعت الزهراء بجنينها المحسن فجعت الحوراء برضيع الحسين عندما ذبح من الوريد الى الوريد
                5- اضرمو النار في خدر الحوراء كما احرقو الدار على الزهراء
                6- غسل الزهراء امير المؤمنين واسماء بنت عميس . اما الحوراء فقد رفضت المغسلات تغسيلها خوفا ان يكون بها مرض معدي لنحول جسمها وسواد متنها بسبب ضرب السياط التي لقتها في المسير الى الشام
                7- دفنت الزهراء سرا وأخفي قبرها . ليبقى التسائل قائما الى يوم القيامه لماذا اخفي قبر الزهراء ؟ هل كانت غاضبه على قوم ولم ترد لهم ان يشهدوا جنازتها ؟ ومن هم ؟. وكذلك الحوراء فلم يثبت التأريخ لها قبر معين فبين الشام ومصر والبقيع ليبقى التسائل قائم من اخرجها من ديارها ؟ ولماذا ؟ ماذا كانت تقول للناس حتى أمرو بنفيها ؟

                تعليق


                • #9
                  اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
                  وأعظم الله تعالى لكم الأجر بمصابنا بفخر المخدرات وعقيلة بني هاشم السيدة الجليلة زينب ابنة امير المؤمنين
                  {عليهما السلام}
                  تقف الكلمات على اعتابك حيرى مولاتي ..ولا ادري هل بدايتكِ اكثر شجوناً ام نهايتكِ ؟؟؟
                  سأسألك واعتذر من سوألي اذا كان هذا السوال ينكأ احد جراحات قلبك ؟؟ مولاتي احقاً كنت تعشقين الحسين اخاكِ ؟؟؟
                  وهل عشقك هذا وارد مع كل اخويكِ ؟؟؟ ام انه حالة استثناء منك لعظيم مصابه وغربة وقلة ناصره وحماكِ ؟؟؟
                  كيف امكنك يانور عيني ان تري احداث كربلاء كلها وبرباطة جأش تَصبري وتُصَبري من معكِ ؟؟؟؟
                  كيف امكنك ان تستقبلي خبر كفيلك وهو مسجى على نهر العلقمي ولم تستطيعين وداعه وقد اشتاقت روحه للقياكِ ؟؟؟ كيف امكنك يانور
                  عيني ان تقدمي لأخيك فرس المنية وانتِ تعلمين انه مفارقكِ ؟؟؟ وكيف امكنكِ ان تؤدي في لحظات
                  وداعه الأخيرة أمانة الزهراء {عليها السلام} أمكِ !!!
                  وكيف احتمل قلبك الحزين عودة المهر بدون فارسه وقد التوى السرج من فوقه وقد ادركت هول المصيبة فعلمتِ ؟؟؟
                  ركضت مولاتي الى التل أم مشيتي ؟؟؟؟وهل كانت الخطوات قليلة ام دهراً عليكِ ؟؟؟
                  ناديتي وناديتِ ...وهل جواباً من الحسين سمعتِ ؟؟؟
                  وعلِمتِ بهول المصاب فبأي حال كنتِ ؟؟؟ مصونة مبجلة جليلة القدر عظيمة الحسب ..فكيف بالخارجية ينادونكِ ؟؟!!! أنتِ !!!
                  الا يعلمون ان المختار جدك وداحي الباب حيدر الكرار اباكِ ؟؟؟؟ تنكر القوم لكِ كما فعلوا بأمكِ !!!
                  وكيف حالك ووقوفك على جسد الشهيد ترينه بعينيكِ ؟؟؟؟ وتنثرين على نحره دموعاً وترددين كلمات الى الآن صداها يئن لندائكِ!!!
                  ورحتِ تلملمين العيال أهو اصعب من لملمت جراحكِ ؟؟؟ ونار الخيام لهيبها اقوى ام نار قلبكِ؟؟؟
                  ونظرتِ الى عليل بالقيود والسلاسل من رقبته الى يديكِ !!! وصغار وكبار تئن ببكاء وتنادي بأسمكِ!!!
                  ودخول الكوفة !! الم تكن بالأمس هذه المدينة عاصمة دولة أباك !!؟؟؟ تنكروا ويلهم ورفعوا على الرماح عزكِ وحماكِ ؟؟!!!
                  نعم وهنا لا اسأل كيف قامت الشام باستقبالكم ...فأنها لوحدها جرحاً وبه كان ثراكِ !!!
                  عذراً لكِ يامولاتي فأنا لا اريد جواباً ...فلقد عرفت الإجابة من عنوانكِ
                  يادمعة على مر الأزمان تكوي بها وجنات شيعتكِ .... وبأسمك الطاهر ومصابك المجلجل صار بلسماً لتهدئة من يهواكِ
                  فكوني مولاتي شفيعتنا يوم الحشر ويوم لقياكِ
                  التعديل الأخير تم بواسطة شجون فاطمة; الساعة 22-04-2016, 03:36 AM.

                  تعليق


                  • #10
                    اللهم صل على محمد وال محمد

                    ايامٌ مباركة ولحظات قرب من الله عليكم جميعا اخوتي واخواتي الاكارم

                    في البدء اعتذر عن التاخر المقصود مني بمتابعة المحور ومشاركة ردودكم الكريمة

                    فغير خاف على الجميع اننا كنا نعيش السرور بهذا الاسبوع بمولد يعسوب الدين ومولى الموحدين علي امير المؤمنين عليه السلام

                    وكذلك فرح الشباك الجديد لنور العين وحبيب القلب ابي الفضل العباس عليه السلام


                    هذا ماابعدني واخرني بالرد على محوركم المبارك الزينبي

                    وهاقد حضرنا لنشارككم الافكار بألم الفراق والذكرى المفجعة لذهاب ورحيل عقيلة الطالبين

                    جبل الصبر ام المصائب زينب عليها السلام

                    واكيد ان كلماتنا تبقى خجلة وحاسرة وحائرة وهي تدور برحابها الواسع العظيم

                    لكن نسالها وهي الكريمة ابنة الكرام القبول للقليل والمظاعفة منها ببركاتها الزينبية الزهرائية العلوية المحمدية


                    فكونوا معنا ....




















                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X