المقدمة
إن الله تبارك وتعالى خصّ الحسين (ع) بأن جعل بقاء الإسلام مرهون باستشهاده، ودماؤه الطاهرة، فالإسلام محمدي الوجود وحسيني البقاء، وهذا هو أحد معاني قول النبي (ص): «حسين مني وأنا من الحسين».
لذلك في جميع المناسبات الإسلامية هناك تأكيد خاص على زيارة الحسين (ع)، بل أفضل الأعمال وأكثرها استحباباً في المناسبات الإسلامية هو زيارة الحسين (ع)، وفي ذلك توجيه مقصود من المعصومين (ع) بصرف الأنظار بشكل دائم ومستمر نحو الحسين (ع) وقضيته، والسبب في ذلك يعود إلى:
وهناك زيارات كثيرة ذكرت للحسين (ع) ولا تكاد تخلو أي مناسبة إسلامية بزيارة خاصة بها للحسين، ولكن بين كل تلك الزيارات هناك خصوصية لزيارة عاشوراء بل يمكن القول زيارة عاشوراء وشأنها. أهمية زيارة عاشوراء
هناك عدة نقاط نستدل بها على عظمة وأهمية هذه الزيارة، منها:
ونستفيد من هذه المقدمة عدة أمور:
الخلاصة: المعصوم لا ينطق عن الهوى وليس في فعله عبث، فقوله وفعله حجّة، وما تقدم يعكس أهمية وعظمة وخصوصية وتأثير زيارة عاشوراء.
يقول الفيلسوف الكبير سماحة آية الله جوادي آملي: أن العارف الحقيقي هو الذي يجمع بين روح المناجاة مع الله وروح الجهاد ضد أعداء الله،هو الإمام الحسين (ع) الذي يعلمنا كيف نناجي الله في دعاء عرفة في قوله: «إِلَهِي مَنْ كَانَتْ مَحَاسِنُهُ مَسَاوِيَ، فَكَيْفَ لا تَكُونُ مَسَاوِيهِ مَسَاوِيَ». أي إلهي لست أملك من المحاسن شيئاً، وما أملكه فهو نقص لأنه محدود جداً ولا يليق بشأنك، وفي موضع آخر في نفس هذا الدعاء يقول: «لَمْ تُخْرِجْنِي لِرأْفَتِكَ بِي وَلُطْفِكَ لِي وَإِحْسانِكَ إِلَيَّ فِي دَوْلَةِ أَئِمَّةِ الكُفْرِ»، فالإمام يشكر الله تعالى على أنه لم يولد في دولة أئمة الكفر لأن ذلك يحرم الإنسان من الوصول إلى المعارف الإلهية والأخلاق الإنسانية، إذ أن ذلك غير ممكن مع وجود حكومة الكافرين والظالمين، وفي هذا الكلام تشجيع للمجتمع على محاربة الأنظمة الفاسدة وإقامة الحومة الإسلامية، وكذلك هي سائد خطب وكلام وأدعية الإمام الحسين (ع) قبل وأثناء حادثة كربلاء، تجمع بين روح المناجاة (العرفان) وروح الجهاد (الحماسة)، فالحسين (ع) الذي يقول في مناجاته: «اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشَاكَ كَأَنِّي أَرَاكَ»[1]، هو نفسه في ثورته يقول: «لو لم يكن لي ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية»[2]، فلو رأيتم أنكم ترغبون في قراءة الأدعية التي تتحدث عن المغفرة وأمثالها؛ فاعلموا أنكم تخافون من الله ومن غير الله، وأما إذا كانت رغبتكم أيضاً في قراءة القسم الآخر من الأدعية مثل: «وَقَتْلاً في سَبيلِكَ فَوفِّقْ لَنا»[3]، «اَللّهُمَّ إِنّا نَرْغَبُ إِلَیْكَ في دَوْلَةٍ کَریمَةٍ»[4]، إذا كانت هذه روحيتكم فكونوا شاكرين أنكم عرفتم الأئمة بتلك الوجهين: الحماسة والعرفان، وعند ذلك نعرف بأننا حسينيون وأننا من المنتظرين لإمام العصر أرواحنا فداه.
وما يميّز دعاء العارف من دعاء العابد هو أن العابد يذهب إلى الله لطلب حاجاته فيقول: إلهي أعطني، أما العارف يهذب إلى الله للتضحية بروحه فيقول: إلهي اقبل مني، كما قالت العارفة الكبرى زينب(عليها السلام): «ربنا تقبل منا هذا القربان»، وعندما نأتي إلى مضامين زيارة عاشوراء، نجدها تجمع بين الحماسة والعرفان، أي روحية المناجاة وروحية الجهاد، ففي الوقت الذي نعلن من خلال الزيارة الولاء نعلن فيها البراءة أيضاً، وفي الوقت الذي نصّب جام غضبنا على أعدا الله باللعن نسأل الله أن يثبت لنا قدم صدقٍ مع الحسين وأصحابه (عليهم السلام)، وفي الوقت الذي نسأل الله أن يرزقنا المقام المحمود نسأله أن يرزقنا الأخذ بثأر الحسين (ع)، لذلك هذه الزيارة هي زيارة العشاق العرفاء.
الفقرة الأولى من الزيارة
إن الله تبارك وتعالى خصّ الحسين (ع) بأن جعل بقاء الإسلام مرهون باستشهاده، ودماؤه الطاهرة، فالإسلام محمدي الوجود وحسيني البقاء، وهذا هو أحد معاني قول النبي (ص): «حسين مني وأنا من الحسين».
لذلك في جميع المناسبات الإسلامية هناك تأكيد خاص على زيارة الحسين (ع)، بل أفضل الأعمال وأكثرها استحباباً في المناسبات الإسلامية هو زيارة الحسين (ع)، وفي ذلك توجيه مقصود من المعصومين (ع) بصرف الأنظار بشكل دائم ومستمر نحو الحسين (ع) وقضيته، والسبب في ذلك يعود إلى:
- لولا الحسين (ع) لما بقي من الإسلام إلا اسمه، فضلاً أن تكون هناك مناسبات إسلامية.
- الهدف من إحياء هذه المناسبات هوالتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات، والحسين (ع) هو أسرع وسيلة للتقرب إلى الله، ولولاه لما بقيت هذه العبادات لنتقرب بها إلى الله.
- الحسين (ع) هو وارث جميع الأنبياء والأوصياء وامتداد لمحمد وعلي وفاطمة والحسين (عليهم السلام) وأب لتسعة معصومين، فعندما نزور الحسين (ع) نعلن البيعة لأولئك جميعاً.
- الانتصار النهائي لأهل الحق على الباطل بقيادة الإمام الحجة أرواحنا فداه سيتحقق بشعار يا لثارات الحسين.
- إن لم تكن حسينياً لن تكون مهدوياً.
وهناك زيارات كثيرة ذكرت للحسين (ع) ولا تكاد تخلو أي مناسبة إسلامية بزيارة خاصة بها للحسين، ولكن بين كل تلك الزيارات هناك خصوصية لزيارة عاشوراء بل يمكن القول زيارة عاشوراء وشأنها. أهمية زيارة عاشوراء
هناك عدة نقاط نستدل بها على عظمة وأهمية هذه الزيارة، منها:
- بالنظر إلى سند الزيارة، فهي مروية عن المعصوم (ع) وفيه تأكيد من الإمام الباقر (ع) على زيارة الحسين (ع) في يوم عاشوراء بهذه الزيارة، ثم يقول الإمام (ع) لعلقمة الحضرمي: «وإن استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة في دارك فافعل». وذكر الإمام (ع) لمن يأتي بهذه الزيارة سواء في يوم عاشوراء أو أي يوم ثواب: «ألفي حجة وألفي عمرة وألفي غزوة كلها مع رسول الله (ص) والأئمة الراشدين (عليهم السلام)». ويقول الإمام (ع): «وأنا الضامن لهم إذا فعلوا جميع ذلك».
ونستفيد من هذه المقدمة عدة أمور:
- الزيارة مروية عن المعصوم.
- هناك تأكيد من المعصوم على قراءة هذه الزيارة.
- لمن قرأ هذه الزيارة ثواب جزيل والأهم أن الإمام المعصوم هو الضامن لهذا الثواب.
الخلاصة: المعصوم لا ينطق عن الهوى وليس في فعله عبث، فقوله وفعله حجّة، وما تقدم يعكس أهمية وعظمة وخصوصية وتأثير زيارة عاشوراء.
- عند قراءة سيرة كبار العلماء والعرفاء، نجد من العوامل المشتركة بينهم هي الموظبة على قراءة زيارة عاشوراء والحث الشديد وتوصية المؤمنين بالمواظبة على قراءة هذه الزيارة، ومن المؤكد أن هذا الحرص وهذه التوصية من هؤلاء العظماء ليس من الفراغ وإنما مبنية على أسس علمية ومعنوية. وعلى سبيل المثال وليس الحصر فقد ذُكر في سيرة السيد الإمام الخميني(ق)على الرغم من انشغالاته ومسؤولياته كان يقرأ زيارة عاشوراء يومياً بعد صلاة الصبح مع الحرص على تكرار اللعن والسلام مئة مرة، وكذلك العارف سماحة الشيخ بهجت(رضوان الله تعالى عليه) ورد في سيرته حرصه على قراءة زيارة عاشوراء مع تكرار اللعن والسلام مئة مرة يومياً بعد صلاة الصبح، ولعل الحرص من هذين العظيمين على قراءة الزيارة يومياً بعد صلاة الصبح هو من أجل بدء اليوم بالسلام على الحسين (ع) وإعلان الولاية والبراءة، وبذلك يُعلن الولاء لوارث خط الأنبياء والأوصياء الحسين (ع) والبراءة من ورثة خط الشياطين والظالمين قتلة الحسين (ع).
- هذه أهم نقطة وعلى أساسها جاءت فكرة كتابة هذا الشرح المتواضع لهذه الزيارة العظيمة، وهي احتواء هذه الزيارة على مضامين مهمة وحيوية وعالية كاللعن والولاية والبراءة وأخذ الثأر، وهي مضامين نابعة من جوهر وروح الإسلام، وهي دستور حياة المؤمن وما ينبغي أن يدعو به يومياً ويسعى إلى تحقيقه، باختصار برنامجه القولي والفعلي لتحقيق الهدف الأسمى وهو التمهيد لظهور بقية الله الأعظم أرواحنا له الفداء لإقامة الحكومة الإسلامية لبسط العدل في الأرض.
- ثبتت بالتجربة الآثار العظيمة لهذه الزيارة، ومن المجرّبات كما يوصي العلماء أيضاً بقراءة زيارة عاشوراء لمدة أربعين يوماً لقضاء الحوائج ولكسب التوفيقات ونيل الظفر وتحقيق الانتصارات كما أن قرائتها يومياً تعد بمثابة الحرز لقارئها وتساعد على الابتعاد عن الذنوب والتوفيق للطاعات، فبالإضافة إلى آثارها اليومية من الجيد أن يقوم المؤمنين بعدة أربعينيات لقراءة هذه الزيارة بنيات مختلفة يسألون الله بها التوفيق لنيل الأمور التي تؤدي إلى بلوغ الكمال.
يقول الفيلسوف الكبير سماحة آية الله جوادي آملي: أن العارف الحقيقي هو الذي يجمع بين روح المناجاة مع الله وروح الجهاد ضد أعداء الله،هو الإمام الحسين (ع) الذي يعلمنا كيف نناجي الله في دعاء عرفة في قوله: «إِلَهِي مَنْ كَانَتْ مَحَاسِنُهُ مَسَاوِيَ، فَكَيْفَ لا تَكُونُ مَسَاوِيهِ مَسَاوِيَ». أي إلهي لست أملك من المحاسن شيئاً، وما أملكه فهو نقص لأنه محدود جداً ولا يليق بشأنك، وفي موضع آخر في نفس هذا الدعاء يقول: «لَمْ تُخْرِجْنِي لِرأْفَتِكَ بِي وَلُطْفِكَ لِي وَإِحْسانِكَ إِلَيَّ فِي دَوْلَةِ أَئِمَّةِ الكُفْرِ»، فالإمام يشكر الله تعالى على أنه لم يولد في دولة أئمة الكفر لأن ذلك يحرم الإنسان من الوصول إلى المعارف الإلهية والأخلاق الإنسانية، إذ أن ذلك غير ممكن مع وجود حكومة الكافرين والظالمين، وفي هذا الكلام تشجيع للمجتمع على محاربة الأنظمة الفاسدة وإقامة الحومة الإسلامية، وكذلك هي سائد خطب وكلام وأدعية الإمام الحسين (ع) قبل وأثناء حادثة كربلاء، تجمع بين روح المناجاة (العرفان) وروح الجهاد (الحماسة)، فالحسين (ع) الذي يقول في مناجاته: «اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشَاكَ كَأَنِّي أَرَاكَ»[1]، هو نفسه في ثورته يقول: «لو لم يكن لي ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية»[2]، فلو رأيتم أنكم ترغبون في قراءة الأدعية التي تتحدث عن المغفرة وأمثالها؛ فاعلموا أنكم تخافون من الله ومن غير الله، وأما إذا كانت رغبتكم أيضاً في قراءة القسم الآخر من الأدعية مثل: «وَقَتْلاً في سَبيلِكَ فَوفِّقْ لَنا»[3]، «اَللّهُمَّ إِنّا نَرْغَبُ إِلَیْكَ في دَوْلَةٍ کَریمَةٍ»[4]، إذا كانت هذه روحيتكم فكونوا شاكرين أنكم عرفتم الأئمة بتلك الوجهين: الحماسة والعرفان، وعند ذلك نعرف بأننا حسينيون وأننا من المنتظرين لإمام العصر أرواحنا فداه.
وما يميّز دعاء العارف من دعاء العابد هو أن العابد يذهب إلى الله لطلب حاجاته فيقول: إلهي أعطني، أما العارف يهذب إلى الله للتضحية بروحه فيقول: إلهي اقبل مني، كما قالت العارفة الكبرى زينب(عليها السلام): «ربنا تقبل منا هذا القربان»، وعندما نأتي إلى مضامين زيارة عاشوراء، نجدها تجمع بين الحماسة والعرفان، أي روحية المناجاة وروحية الجهاد، ففي الوقت الذي نعلن من خلال الزيارة الولاء نعلن فيها البراءة أيضاً، وفي الوقت الذي نصّب جام غضبنا على أعدا الله باللعن نسأل الله أن يثبت لنا قدم صدقٍ مع الحسين وأصحابه (عليهم السلام)، وفي الوقت الذي نسأل الله أن يرزقنا المقام المحمود نسأله أن يرزقنا الأخذ بثأر الحسين (ع)، لذلك هذه الزيارة هي زيارة العشاق العرفاء.
الفقرة الأولى من الزيارة
تعليق