تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
في قريةٍ صغيرةٍ بين الجبال الخضراء، كان يعيش طفل اسمه علي، عمره تسع سنوات. كان علي يحبُّ سماع الأصوات الجميلة، وكان لديه قلبٌ حساس يُحب الألحان والأنغام.
في يوم من الأيام، أعطاه أحد أصدقائه جهازًا صغيرًا فيه أغانٍ كثيرة. ضغط علي على زر التشغيل، وبدأت الموسيقى ترتفع... في البداية شعر بالفرح، لكن بعد قليل، أحسَّ بشيء غريب في قلبه، كأن الغيم نزل فوقه.
في تلك الليلة رأى علي وهو في الطريق شيخًا وقورًا من أعل قريته سلم عليه فرد السلام ثم قال له:
"يا علي، أتدري ما هذا الصوت الذي سمعتَه؟"
قال علي بخجل:
"إنها أغنية... لكنها أعجبتني!"
رد الشيخ بلطف:
"هل تعلم يا بني أن في مذهبنا، الغناء الذي يُلهي القلوب عن ذكر الله، ويحرّك الشهوات، حرام؟"
سأل علي بتعجب:
"لكن يا سيدي، لماذا؟"
ابتسم الشيخ وقال:
"لأن الغناء مثل السكر، يفرحك لحظة، لكنه يُضعف قلبك عن طاعة الله. الإمام الصادق عليه السلام قال:
"الغِناءُ يُورِثُ النِّفاقَ ويُعقِّبُ الفَقرَ"
ويعني: يجعل القلب مُنافقًا بعيدًا عن الصدق، ويجلب الفقر للروح وربما حتى للرزق."
ثم أخذ الشيخ بيد علي، وسار به إلى المنزل وهو يخبره ان كل مافي الكون ينشد ذكر الله تعالى وأن الطيور تُغرّد بتسبيح، والغيوم والأشجار تهمس بذكر الله ثم قال له:
"هذا هو النغم الحقيقي، نغمة النقاء، نغمة يحبها الله. أتريد أن تغني معهم؟"
قال علي بفرح:
"نعم، نعم، أريد
من الغذ سأتعلم الأناشيد وأتعلم التلاوة القرآنية الخاشعة "
فقال الشيخ:
"ارجع يا علي، وافتح أذنيك لما يُرضي الله، وأغلق قلبك عن ما يُبعدك عنه."
في اليوم التالي استيقظ علي من النوم، وهو يشعر بشيء جديد في قلبه... خفة، وضياء.
ذهب إلى جهاز الأغاني، وأعطاه لأبيه وقال:
"يا أبي، لا أريد هذا بعد الآن... أريد أن أتعلم أنشد باسم الله، وأحفظ كلمات أهل البيت عليهم السلام."
ضحك الأب، واحتضنه:
"بارك الله فيك يا ولدي، هذه هي بداية الطريق النقي."
ومنذ ذلك اليوم، صار صوت علي يُسمَع في القرية، يقرأ القرآن، ويُرتّل الدعاء، ويُنشِد بحبّ أهل البيت عليهم السلام... وكان كل من يسمعه، يشعر وكأن السماء تُصغي إليه.
📚 رسالة القصة أعزائنا الأطفال :
- الغناء الذي يلهي عن الله ويثير الشهوات محرم في مذهب أهل البيت عليهم السلام.
- النغمة الحقيقية التي تؤنس النفس وتسلي الروح هي ذكر الله، والقرآن، والأناشيد الهادفة.
- كل طفل يمكن أن يكون له "صوت نوراني" إذا اختار ما يرضي الله.
تعليق