إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد


    إن النفس الإنسانية ميدان شاسع تتقاطع فيه نداءات النور مع همسات الظلمة. والقرآن الكريم لم يُنزَل ليكون كتاب بركة فحسب، بل ليكون خريطة طريق لتطهير هذه النفس من أدرانها، وإحراق الشياطين الساكنين في زواياها الخفية.

    قال الله تعالى:
    ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾
    (سورة الشمس)

    التدبّر في القرآن وتزكية النفس

    من يفتح قلبه للقرآن يجد فيه نبض الحياة الحقيقية، وهو أعظم سلاح لطرد وسوسات الشيطان.

    يقول الله عز وجل:
    ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾
    (ص:29)

    قال الإمام علي عليه السلام:

    "تعلّموا القرآن فإنّه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره، فإنّه شفاء الصدور"
    (نهج البلاغة)



    إن تدبّر القرآن بانتظام، لا مجرد التلاوة، ينقّي القلب، ويمكّن الإنسان من أن يرى وساوس الشيطان حين تتسلل، فيبصرها ويبطلها.

    اجعل لك وردًا يوميًا، لا تُفارقه، وافتح الآيات كأنك تخاطَب مباشرة. سترى أن القرآن يبدأ بتغييرك من الداخل.


    محاسبة النفس ومراجعة السلوك

    قال أمير المؤمنين عليه السلام:

    "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزنوها قبل أن تُوزنوا"



    النفس تُصاب بالتلوث تدريجيًا، لا فجأة. ومن لا يُراجِع أفكاره وسلوكاته، قد يجد نفسه في طريق الضياع دون أن يشعر.

    قال الله تعالى:
    ﴿بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ﴾
    (القيامة:14)

    🌱 اجعل كل يوم لك خلوة، ولو عشر دقائق، تفكر:

    ماذا نويتُ اليوم؟

    ماذا فعلت مما يحبّه الله؟

    ماذا فعلت مما يفرح الشيطان؟


    بهذا تصنع وعيًا ذاتيًا قويًا، وتصبح قائدًا لا تابعًا لرغباتك.

    الندم والتوبة، شعلة تطهير لا تنطفئ

    قال الإمام الصادق عليه السلام:

    "إذا تاب العبد توبة نصوحًا، أحبّه الله، فستر عليه في الدنيا والآخرة"
    (الكافي)



    التوبة ليست مجرد ندم عاطفي، بل هي إحراق للوساوس، ومغسلة للروح.

    قال تعالى:
    ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾
    (البقرة:222)

    وهذا الحب الإلهي ليس شيئًا خفيًا، بل أثره يظهر في وجهك وسلوكك، فتُمحى عنك ظلمة الذنب، ويُطرد الشيطان عن أعتاب قلبك.


    مواجهة الوسوسة بالإرادة والروحانية

    الشيطان لا يدخل من الباب، بل يتسلل من نوافذ الضعف والغفلة. ومَن درّب نفسه على الإرادة، أغلق تلك النوافذ.

    قال تعالى:
    ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾
    (النساء:76)
    وقال الإمام الباقر عليه السلام:

    "ما من عبد إلا وفي قلبه نقطة بيضاء، فإذا أذنب خرج في تلك النقطة سواد، فإن تاب زال، وإن أصر زاد حتى يغلب البياض السواد"


    الإرادة تتقوّى بثلاثة أمور:

    1. ذكر الله عند كل خاطر سلبي.


    2. الاستعاذة الدائمة، حتى لو شعرت بالضعف.


    3. ملء الفراغ بالأعمال الصالحة، فالفراغ غذاء الشيطان.



    أيّها الأحبة، لا تظنوا أن إحراق الشيطان يتمّ بضربة واحدة، بل هو مسار طويل، فيه انكسارات ونهوض.
    لكن كل لحظة توبة، كل دمعة صدق، كل مراجعة للنفس… هي خطوة نحو طرد الشياطين، وتحرير الروح، والعودة إلى الفطرة النورانية التي فطرنا الله عليها.
    "إلهي أمرت بالرجوع إلى الآثار، فارجعني إليك بكسوة الأنوار، وهداية الاستبصار، حتى أرجع إليك منها كما دخلت إليك منها"






  • #2
    مأجورين ومثابين ان شاء الله

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X