بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللهم صلِ على محمد و آل محمد
ما هي خيرات السماء؟
ولماذا ربطها الله بأيدينا نحن؟
وهل يكفي الدعاء فقط لطلب الرزق والولد، أم أن السماء لا تعطي إلا لمن سعى؟
📖 أولًا: قراءة في سورة الشمس
يقول الله سبحانه وتعالى:
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾ [الشمس: 9-10]
الآيات توجّه النظر إلى أن الفلاح والخسارة لا يتحددان خارج الإنسان، بل بيده هو، بحسب تزكيته أو تدسيته لنفسه.
ولذلك فإن خيرات السماء مرتبطة بخير النفس، لا مجرد الدعاء فقط.
🌧️ ثانيًا: ما هي خيرات السماء؟
قال الإمام الصادق عليه السلام:
«الرزق رزقان: رزقٌ تطلبه، ورزقٌ يطلبك، فإن لم تأته أتاك»
(الكافي، ج٥، ص٨٤)
«الرزق رزقان: رزقٌ تطلبه، ورزقٌ يطلبك، فإن لم تأته أتاك»
(الكافي، ج٥، ص٨٤)
خيرات السماء تشمل:
- الرزق المادي: المال، التجارة، النعمة.
- الرزق المعنوي: الطمأنينة، التوفيق، الذرية الصالحة.
- الرزق الروحي: القرب من الله، نور البصيرة، حب محمد وآل محمد.
لكن كل هذه الخيرات مشروطة بالسعي، والعمل، وصدق النية، لا التواكل.
⚖️ ثالثًا: التوازن بين الدعاء والعمل
يقول الله تعالى:
﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ﴾ [التوبة: 105]
﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ﴾ [التوبة: 105]
إن التوكل الحقيقي لا يكون بترك العمل، بل بالعمل مع حسن الظن بالله.
وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه رأى رجلًا يقول: "أتوكل على الله" ولا يعمل، فقال له:
"إن الزارع يتوكل وهو يحرث ويبذر، وإن الحاصد يتوكل وهو يحصد، فالعملُ مع التوكل"
(نهج البلاغة، الحكمة ٣٧٢)
(نهج البلاغة، الحكمة ٣٧٢)
فالسماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، بل تمطر فرصًا… ومن يزرعها يحصد خيرها.
رابعًا: التزكية بوابة الخيرات
﴿قد أفلح من زكّاها﴾
أي طهّر نفسه من الحسد، من الكسل، من الطمع، من الكذب.
فالله لا يفتح أبواب خيره لقلب مظلم، بل لمن نظّف قلبه ليستحقّ فيض السماء.
عن النبي ﷺ وآله:
«إنّ الله يحبّ العبد التقيّ النقيّ الخفيّ»
(البحار، ج ٧٧، ص ١٥٠)
خامسًا: خطوات عملية لطلب الرزق والولد
«إنّ الله يحبّ العبد التقيّ النقيّ الخفيّ»
(البحار، ج ٧٧، ص ١٥٠)
خامسًا: خطوات عملية لطلب الرزق والولد
- النية الصادقة: اجعل هدفك هو الخير لا التفاخر.
- العمل الحلال: لا بركة في رزق من حرام، ولو كثر.
- الدعاء مع السعي: قال الله تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]
لكن الاستجابة مشروطة بالاستحقاق. - الصدقة والاستغفار:
قال الإمام الباقر عليه السلام:"الاستغفار يجلب الرزق، ويزيد في الولد"
(تفسير العياشي)
وورد في القرآن:
﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا﴾ [نوح: 10-11] - صلة الرحم وبر الوالدين:
قال رسول الله ﷺ:"من أحبّ أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه"
(صحيح البخاري)
💡 سادسًا: قصص من الواقع
أناس عاشوا الكفاف، فلما أخلصوا النية، وغيّروا سلوكهم، وابتعدوا عن الحرام، فتح الله عليهم من حيث لا يحتسبون.
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
"استنزلوا الرزق بالصدقة"
(نهج البلاغة)
"استنزلوا الرزق بالصدقة"
(نهج البلاغة)
يا من تطلب الولد…
يا من ترجوا الرزق…
يا من تنتظر الفرج…
افتح يدك بعملٍ صالح، وافتح قلبك بنية خالصة، وأطرق باب السماء بدعاء صادق، فخيرات الله لا تُمنع إلا عن من أعرض عنها.
﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النجم: 39]
﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195]
نسأل الله أن يفتح لنا ولكم أبواب رحمته، وأن يرزقكم من حيث لا تحتسبون، بحق محمد وآله الطاهرين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195]
نسأل الله أن يفتح لنا ولكم أبواب رحمته، وأن يرزقكم من حيث لا تحتسبون، بحق محمد وآله الطاهرين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
تعليق