بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
كل أبٍ وأم يحملان في قلبيهما سؤالًا عميقًا:
هل سيكون طفلي قويًّا عندما يكبر؟ واثقًا من نفسه؟ سعيدًا بحياته؟
وسط هذا العالم المتغير، والضغوط التي تحيط بأطفالنا من كل جانب، تصبح التربية ليست مجرد رعاية، بل صناعة شخصية، وغرس جذور لا تهتز.
لكن كيف نُربي هذا الطفل القوي، دون أن نُقسي قلبه؟
كيف نمنحه الثقة، دون أن نغرس فيه الغرور؟
وكيف نمنحه السعادة، دون أن نجعله عبدًا للراحة؟
🧠 أولًا: ما معنى أن يكون الطفل قويًّا واثقًا سعيدًا؟
- قويًّا:
يواجه مشاكله، لا يهرب منها. يتعلم من الفشل، لا ينهار بسببه. يقف من جديد كلما سقط. - واثقًا:
يعرف من هو، لا يخجل من اختلافه، يتكلم بثبات، ويعبّر عن رأيه باحترام. - سعيدًا:
يرى الجمال في حياته، حتى مع وجود المشاكل. لا ينتظر الكمال، بل يقدّر النِعَم الصغيرة.
🌱 ثانيًا: كيف نزرع هذه الصفات في البيت؟
1. 🗣️ الاستماع باهتمام:
- لا تستخف بمشاعره.
- حين يقول "أنا زعلان"، لا تضحك، بل اسأله: "ليش؟ احچيلي."
- بدل أن تقول: "أنت ذكي"، قل: "عجبني كيف حاولت وحليت السؤال، حتى لو أخطأت."
- اسأله: "أي قميص تفضل اليوم؟"، أو "تريد ترتب ألعابك قبل الغداء أو بعده؟"
- إذا قال رأيًا مختلفًا، لا تسخر منه. بل قل: "رأيك مهم، خليني أفهم وجهة نظرك."
- ليشعر أنه محبوب مهما أخطأ.
- ليعلم أن البيت هو المكان الذي يُحتضن فيه، لا يُحاسب فقط.
🚫 ثالثًا: ما الذي يُضعف شخصية الطفل؟
- المقارنة: "ليش ما تكون مثل أخوك؟" تقتله ببطء.
- الإهانة: "أنت فاشل"، تخترق قلبه كالسهم.
- الضرب: يعلم الطفل أن القوة تعني السيطرة.
- التجاهل: حين لا يُستمع له، يشعر أنه غير مرئي.
🌸 رابعًا: من نور أهل البيت عليهم السلام
📖 "لا تؤدبوا أولادكم بأخلاقكم، فإنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم."
– تربية الطفل اليوم تحتاج وعيًا، وليس فقط تقليدًا لما اعتدنا عليه.
السيدة الزهراء (عليها السلام):
كانت تُصلي وتدعو لأبنائها قبل نفسها، وتغرس فيهم حب الله، لا فقط حب النجاح.
الإمام الحسين (عليه السلام) مع علي الأكبر:
حين خرج علي الأكبر للقتال، قال الحسين:
"اللهم اشهد على هؤلاء القوم، فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خَلقًا وخُلقًا ومنطقًا برسولك..."
– هذا نموذج القوة والثقة التي تنشأ من البيت والقدوة الصالحة.
💡 خامسًا: خطوات عملية للأهل
طفلي لا يثق بنفسه | خصّص له وقتًا يوميًا تحاوره فيه بدون نقد |
طفلي يتوتر بسرعة | علّمه التنفس العميق، وطمئنه بوجودك |
طفلي لا يعبر عن رأيه | امدحه كل مرة يتكلم، حتى لو أخطأ |
🏁
ابنك لا يحتاج أن يكون الأول في الصف، ولا الأكثر مهارة في كرة القدم.
ما يحتاجه هو أن يعرف:
"أنا محبوب، أنا مسموع، أنا أقدر أكون أنا."
وحين يملك هذا الشعور، سيكون بإذن الله قويًّا، واثقًا، سعيدًا.
تعليق