إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النكتة والبلاد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النكتة والبلاد


    النكتة والبلاد
    يبدو إن الحرب الإعلامية حرب شاملة، أخذت على عاتقها تجريب جميع السبل الدعائية، التي تخدم التزوير التاريخي، لبعض المتشعبات التحزبية، والتفرعات والتكوينات، التي عمل كتـّابها على مداعبة خواطر الموروث العراقي، من خلال تحوير بعض الطرائف العراقية، التي كانت الطريفة أو النكتة في أيامها شجاعة. ومن الممكن أن تؤدي إلى إبادة جنس بشري كامل، لكونها تواجه أشرس نظام. أما اليوم أصبحت النكتة لا تمثل جرح امة، إلا بعض تلك التي تنطلق، كما كانت من أفواه الشعب، تحركها عوامل التعب والألم والجراح، وليس مثل نكتة اليوم (المتحزبة)..
    فأحد الكتـّاب أراد أن يمازح الخاطرة.. عراقي يسأل صديقه:ـ (شنو) أخبار الوالد؟ فتذكر إن والده ميت.. فاستدرك هل هو بنفس المقبرة؟ نعم على ما يبدو إن الجماعة إلى الآن مازالوا في نفس المقبرة، التي شاءوا أن يختاروها.. ويروح هذا المبدع الكارتوني، ليتحدث عن بطائق التهنئة العراقية الجديدة: تهانينا كتبنا الدستور الذي سنته المرجعية الإيرانية، وتخلصنا من مليون مواطن زائدين عن الحاجة، وغادر البلد ثلاثة ملايين سائح في دول الجوار.. عجيب هؤلاء الناس، والله أعجب من العجب، لما يمتلكون من لا إنسانية، يقدرون من خلال تزهيف الحقائق، وقلب المعادلات. ونحن لا ندافع عن هذه التهانينا، لكن نسأل هل كان دستور (ابن العوجة) هو الذي يمثل الإرادة العراقية؟ أم كان يمثل الحس الوطني يا ترى؟ أم إن انتخابات 99% كانت هي انتخابات (وبس)؟ حين أقرا لهؤلاء البالين، أفكر في إننا فعلا بحاجة إلى صحوات ضمير، وإلا لتذكر الكاتب إن خمسة ملايين عراقي مهجّر، كان يجوب بلاد الغربة، بحثا عن مأوى، إضافة إلى الذين سافروا إلى الموت ببطاقات دعوى من مديريات الأمن ودوائر المخابرات وتقارير الرفاق..
    وتبدأ الطرائف سخية في موضوعة النكات، لتطلع طرفة، تصور محلة اشتهرت بحربها الطائفية، على إنها كانت إحدى أشرس المناطق التي قاومت أمريكا.. عجيب!! يقال إن احد الكذابين في بغداد، وكان اسمه جاسم يقول: كنت في جولة مع (كلينتون) في نيويورك أيام حكمه، تجمع الناس هناك يسألون: عجيب.. (هسه هذا جاسم نعرفه، بس اليمشي وياه منو)؟ هذه الطرفة نرد بها لنكشف؛ إن أكاذيب الطرائف، ليست من ابتكاره فهي معروفة قديما، منذ أن ولد أول كذاب.. مؤلفو النكات مجهولون، لكنهم يعبِّرون عن مآسي العراقيين، وهؤلاء القوم اختاروها تسلية بآلام الشعب، ينقل المغرور إن احد المراسلين، نقل جثث أربعة مقتولين ليقول: إن الحرية دعتهم ينامون في الشوارع.. فنتذكر بالمقابل طرفة، لنثبت إن العراق مظلوم على ما يبدو منذ الأزل في قادسية (الطوط طوط)؛ سمع سائق عربة إسعاف عسكري، وهو ينقل سبع جثث، سمع المذيع يقول: أما خسائرنا فقد كانت أربعة مقاتلين، فأوقف الإسعاف وصاح بالموتى: (ثلاثة منكم صاعدين قجق يلله بسرعة خلي ينزلون.!!) فأي نكتة سيصوغونها أبناء الفاشست الصداميون، سيجدون إن ثمة من سبقهم، أيام كانت النكتة تستلـّها الجراح، ليس الآن حين صحا الغافون على كم نكتة يدوفونها في مقاهي ال.. وال..
    يقال إن نائب رئيس الجمهورية في النظام الدموي السابق عزت الدوري، زار بعض التنظيمات الحزبية، فسأله احد الرفاق: رفيق هل الفيل يطير؟ فأجاب: هذا يا مطي قالها؟ فأجابه: الرفيق صدام.. فقال الدوري: (بابا هو يطير بس انصيصي هاي اشبيك!!) فإذا نكتة اليوم تعبِّر عن الرقم المهجر في الموبايل، فالله يرحم أيام زمان، حين هجروا جهاز الموبايل لا الرقم، وهجروا الصوت العراقي، يقال: إن حمارا وكلبا وديكا، هربوا عبر الحدود أيام القادسية، فألقي القبض عليهم، فسأل ضابط التحقيق الديك: لماذا هربت؟ فقال: من يصلي يعدم، فما فائدة بقائي، ولا احد يصحو لصلاة الفجر. فقال الضابط: (والله إنته حقك). وأنت؟ فأجاب الكلب: سيدي.. العراقيون (منو عنده فلوس يشتري لحم)؟ الجماعة أكلوا حتى العظام، (وآني كتلني الجوع وكلت خلي اطلع أشوف رزقي!!) فأجاب الضابط: (إنته هم حقك). وأنت؟ فأجاب الحمار: حماران ببلد واحد (ما يكدرون يعيشون، لو آني لو القائد، فكلت خلي اطلع آني أحسن!!)
    بينما النكات سابقا، كانت تأخذ الطابع العفوي، حتى لو ذكرت بالعناوين المذهبية أو القومية، لكنها لا تجرح، وإنما كانت تخفف التوترات، مثلا: كانت هناك نكات كثيرة، تتحدث عن سذاجة الأكراد، وسكنة مناطق الدليم، يقال: إن مريضا من ال.. أخبره الطبيب، بأنه مصاب بالسرطان في الدماغ، فقال: (يا ساتر منين جاءني الدماغ؟!) وعن مرض الأنفلونزا، يقال: حمار هرب من الشمال، فسألوه عن سبب هروبه؟ فقال: إنهم يذبحون الطيور هناك.. سألوه: وما دخلك أنت بالطيور؟ فأجاب: (تعال فهِّمهم للجماعة!!) أو نكتة أخرى عن ضابط طلب من الجندي: بابا إذا نزل الرئيس جلال الطالباني، اضرب واحدا وعشرين طلقة ترحيب.. سأل الجندي: وإذا صوبته بأول طلقة.. أكمِّل الباقي؟ ومثل هذه النكات التي وضعت لأجل الضحك، وليس من اجل الفـُرقة، كما فعلها الكاتب (العنتيك)، فدعوا نكات العراقيين للعراقيين صافية بيضاء.
    أعجبني
    تعليق​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X