إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اطلاق تعبير "الزوجه" على عائشة في القرآن الكريم هل فيه ميزة لها كما يدعون؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اطلاق تعبير "الزوجه" على عائشة في القرآن الكريم هل فيه ميزة لها كما يدعون؟

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    وصلى الله على محمدٍ وآله أجمعين الطيبين الطاهرين.
    ولعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الاولين والاخرين.


    الشبهة:

    يقولون إنّ القرآن قد فرّق بين تعبير "الزوجة" و"المرأة": تعبير "الزوجة" فيه دلالة على أن هذه الزوجة على انسجام مع زوجها، وبينهما توافق ديني ودنيوي.. وأنّ عائشة عبّر عنها القرآن بأنها زوجة في قوله: (وأزواجه أمهاتهم)، وغيرها من الآيات، وهذا دليل على توافقها مع الرسول وصلاحها.

    🔴جواب هذه الشبهة🔴


    نقول: ليس الأمر كذلك بدلالة القرآن نفسه.

    إن كان هناك فرق بين "المرأة" و"الزوجة" في تعبير القرآن، فإن الله سبحانه وتعالى قد عبّر عن جميع نساء الرسل بتعبير "الزوجات" في قوله:

    ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾ [الرعد: 38].

    ومن المعلوم أن بعض زوجات الأنبياء عاصيات لله تعالى، فكيف عبّر عنهن بزوجات رغم عصيانهن، كما في امرأة نوح وامرأة لوط؟

    هنا قد يقول قائلهم: ذلك في مقام الجمع (قاعدة تغليب الجمع)، وحديثنا في مقام الإفراد، أي حينما يتحدث عن المجموع يقول عنهن "زوجات"، ولكن قد يوجد ضمن هذا المجموع امرأة أو امرأتان سيئتان، وحينما يتحدث القرآن عن واحدة منهن سيئة بشكل مفرد، يقول عنها "امرأة"، كما في الآية:

    ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾ [التحريم: 10].

    نقول: جيد جدًّا... لنطبّق نفس القاعدة (قاعدة تغليب الجمع) على قول الله: ﴿وأزواجه أمهاتهم﴾، فالحديث هنا في مقام الجمع، فالآية عبّرت عن جميع نساء النبي ب "أزواجه"، أي قد يشتمل هذا الجمعُ من زوجات النبي على امرأتين سيئتين، كما في الآية التي عبّرت عن جميع نساء الرسل بزوجات، على الرغم من وجود امرأتين سيئتين (امرأة نوح وامرأة لوط).

    والواقع هو كذلك، حيث اشتمل جمع زوجات النبي على تلك المرأتين السيئتين، بدليل القرآن نفسه، حيث نزلت آيات تذم عائشة وحفصة بإجماع المسلمين، كما في قوله تعالى:

    ﴿إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ﴾
    ﴿عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا﴾ [التحريم: 4-5].

    نجد في هذه الآيات أن الله هدّدهن بأن يُبدلهن بـ (أزواجٍ)! لماذا؟
    الجواب: لأنهن خرجن من تعبير "الزوجة"ولم يعتبرهن القران أزواجًا للنبي بل امرأتين له، وهو تعبير ضمني واضح، وإن لم تُصرّح به الآية: ﴿عَسَىٰ رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُۥٓ أَزْوَٰجًا...﴾.(التحريم 5)

    وإن قالوا: لا، بل بقين أزواجًا، ولكن هدّدهن أن يُبدلهن بأخريات، أي حتى مع وجود الخلاف أبقى القرآن تعبير "الزوجة"، نقول: إذًا نقضتم غزلكم الأول، وأصبح تعبير "الزوجة" يُطلق حتى في حال الخلاف وعدم التوافق بين الزوج وزوجه، ولا فرق بينه وبين تعبير "المرأة"، لأن الآية هنا تحدثت عن خلاف وقع لتلك الزوجتين مع النبي، وأوجب هذا الخلاف تدخلًا إلهيًا وتحشيد جبريل وصالح المؤمنين والملائكة كما ذكرت الآية. وأي خلافٍ هذا الذي استوجب أن يتدخل فيه الله عز وجل ويُدخل جبريل وصالح المؤمنين والملائكة؟ إنه لأمر عظيم.

    وخصوصًا أن الآيات ذكرت أن الله هو مولاه، والله خصه بالموالاة في قِبالهن، وهنّ لم تُشملن بهذه الموالاة، قال تعالى: ﴿وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ﴾،ومن لم يكن الله مولاه، فمن يكون مولاه؟؟

    والمعروف لدى السنة والشيعة أن هذه الآيات نزلت ذمًّا لعائشة وحفصة، كما في صحيح البخاري :

    > «أردتُ أن أسأل عمر، عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فمكثتُ سنة فلم أجد له موضعًا، حتى خرجتُ معه حاجًّا، فلما كنّا بظهران، ذهب عمر لحاجته فقال: أدركني بالوضوء، فأدركته بالإداوة، فجعلتُ أسكب عليه، ورأيتُ موضعًا، فقلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان اللتان تظاهرتا؟ قال ابن عباس: فما أتممتُ كلامي حتى قال: عائشة وحفصة».صحيح البخاري الطبعة السلطانية ج٦ ص١٥٨ حديث رقم ٤٩١٥.

    فإذاً، هذا هو القرآن قد بيّن لنا - وطبقًا لفرضيتهم في الفرق بين "المرأة" و"الزوجة" - أن ليس كل نساء النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم هنّ زوجات له، بل إن اثنتين منهن امرأتان له وليس زوجات، طبقًا للفرق اللغوي بين "المرأة" و"الزوجة" في القرآن، الذي يدّعونه.

    وحتى وإن فرضنا أن قول الله تعالى: ﴿وأزواجه أمهاتهم﴾
    أنه نزل في جميع النسوة، وقصدهنّ بدون استثناء، حيث كانت عائشة وحفصة في لحظة نزول هذه الآية لم يصدر منهن الأذى والعصيان في نفس وقت نزول الآية، وكانتا فعلاً زوجتين للنبي، ولكن بعد ما كانتا في هذه المنزلة فقد أخرجتا أنفسهما منها، وساءت عاقبتهما، ولم تلتزما بقول الله: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ﴾(الاحزاب ٣٢)، فلم تلتزما بشرط التقوى المذكور في الآية، وبدّلتا حسناتهما سيئات، فبالتالي حَقَّ عليهما قول الله:

    ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا﴾(الاحزاب ٣٠)

    فهنّ لسن كباقي النساء، ولكن بشرط التقوى، فمن لم تُحقّق شرط التقوى وخضعت بالقول، وآذت الرسول، ولم تعرف مقامه، ولم تؤمن به حق الإيمان، فقد أخرجت نفسها من منزلة الزوجة الصالحة إلى المرأة العاصية الكافرة، فحين بلغت هذه المرتبة الوضيعة، أنزل الله بهما آيات للذم والوعيد، وإلى نار جهنم وبئس المصير، كحال امرأتي فرعون ولوط عليهما السلام وعلى نبينا وآله.

    وعلى كل حال، فإنّ دعواهم بأن القرآن قال عن كل أنثى تعيش في انسجام مادي ومعنوي مع زوجها بأنها "زوجة"، أما التي تعيش في غير انسجام سواء مادي أو معنوي، عبّر عنها بـ"امرأة"، هو استقراء غير دقيق وفيه نظر.

    بدليل القرآن نفسه، قال تعالى:

    1- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [التغابن: 14]
    وهذه الآية واضحة في تسمية القرآن الكريم "الزوجة" بأنها عدو، وتكون غير متفقة مع زوجها، وغير منسجمة معه، ورغم ذلك سماها زوجة.

    2- ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ [المجادلة: 1]
    وكذا هذه الآية التي تخبر عن شكوى الزوجة للنبي، وما تلاقيه من زوجها، فرغم الاختلاف وعدم الانسجام، أطلق كلمة "زوج" على زوجها، وما يقابل الزوج لغويًّا هو الزوجة، ومع الخلاف بينهما سمّاهما بالزوج والزوجة، ولم يقل "تجادلك في بعلها"، بل قال: "زوجها".

    3- ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ...﴾ [النور: 6]
    وهذه أيضًا واضحة، فمن يرمي زوجته بالزنا، ويقذفها بالفاحشة، لا يكون هناك توافق وانسجام وألفة، ولكن رغم كل ذلك، أطلق عليها زوجة.

    4- ﴿إِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾ [النساء: 20]
    استبدال الزوج والانفصال عنه لا يكون إلا إذا حصل الاختلاف أو عدم التوافق، فلاحظ: رغم عدم الانسجام الحاصل، استخدم القرآن لفظ "زوج"، وقد جاء تفسيرها في ابن كثير:

    > "أي: إذا أراد أحدكم أن يُفارق امرأة ويستبدل مكانها غيرها، فلا يأخذ مما كان أصدق الأولى شيئًا، ولو كان قنطارًا".

    5- ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ﴾ [الأحزاب: 37]
    هذه الآية نزلت عن الحادثة المعروفة، حيث جاء زيد يشكو سوء خُلق زوجته زينب، ويشكو للنبي غلظة قولها وعصيان أمره، فرغم كونهما غير متوافقين، والزَوجية غير تامة، أطلق عليها القرآن "زوج"، وسمّى زينب زوجة لزيد.

    وزيد بن حارثة، الذي كان عبدًا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم حرّره واتّخذه ابنًا له، وكان تحته زينب بنت جحش بنت عمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أتى زيدُ النبي واستشاره في طلاق زينب، فنهاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الطلاق، ثم طلقها زيد، فتزوجها النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

    كذلك نجد في كلام الفقهاء عند السنة والشيعة أنهم لا يجعلون بين مصطلح "المرأة" و"الزوجة" فرقًا في التعبير:

    فنجد ذلك في كلام فقهاء السنة:

    > "ويُشترط في وقوع الطلاق الصريح: أن يكون لفظه مضافًا إلى الزوجة، كأن يقول: زوجتي طالق، أو أنت طالق".
    فقه السنة - الشيخ سيد سابق ج2 ص254

    ونجده في كلام الفقهاء الشيعة:

    > (مسألة 1095): لا يقع الطلاق إلّا بالصيغة الخاصة الدالة على تعيين المطلقة، والمشتملة على لفظ "طالق"، كان يقول الزوج مثلًا: (زوجتي فلانه طالق).
    المسائل المنتخبة - المرجع السيد السيستاني، صفحة 402، أحكام الطلاق

    فلو صحت هذه النظرية، لكان لابد من القول في صيغة الطلاق: "امرأتي طالق"، أو "امرأتي فلانة طالق"، لأن الطلاق لا يقع إلا عند الاختلاف وعدم التوافق.

    انتهى والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين والعنة على اعدائهم اجمعين.​
    التعديل الأخير تم بواسطة الدرع الجعفري; الساعة 07-08-2025, 09:14 PM.

  • #2
    مأجورين ومثابين ان شاء الله​​​​​

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة يا سيدي يا أبا الفضل مشاهدة المشاركة
      مأجورين ومثابين ان شاء الله​​​​​
      اجمعين ان شاء الله

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X