إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ[1].

    من الطلبات الغريبة لبني البشر من المشركين والتي تصور حالة راسخة من العناد ضد الحق المرام، إيثارا للهلاك على الإذعان بالحق، حيث فسدت جبلتهم بالكبرياء الجامحة، وأخذتهم العزة بالإثم فحسبهم جهنم وبئس المهاد.
    فقوله تعالى: ﴿إِن كَانَ هَذَا﴾، لا تختص بمشار إليه خاص، فقد تعني كافة المتعنتين القائلين هذا، الغائلين سواء أكان في مسرح الآيات الربانية الإسلامية ككل أم سواها، أم في مسارح خاصة في حقل الإسلام كولاية الأمر بعد الرسول صلّى الله عليه وآله، إنهم ككل ودون أيّة هوادة يرجحون عذاب الله على تصديق آية من آياته عز وجل لا يهوونها، وهذه هي الخطوة الأخيرة الشيطانية التي يخطوهم بها الشيطان.
    فقد ورد عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: ((بَيْنَا رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِساً إِذْ أَقْبَلَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: إِنَّ فِيكَ شَبَهاً مِنْ عِيسَى اِبْنِ مَرْيَمَ وَلَوْلاَ أَنْ تَقُولَ فِيكَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِي مَا قَالَتِ اَلنَّصَارَى فِي عِيسَى اِبْنِ مَرْيَمَ لَقُلْتُ فِيكَ قَوْلاً لاَ تَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنَ اَلنَّاسِ إِلاَّ أَخَذُوا اَلتُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْكَ يَلْتَمِسُونَ بِذَلِكَ اَلْبَرَكَةَ قَالَ: فَغَضِبَ اَلْأَعْرَابِيَّانِ وَاَلْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَعِدَّةٌ مِنْ قُرَيْشٍ مَعَهُمْ فَقَالُوا: مَا رَضِيَ أَنْ يَضْرِبَ لاِبْنِ عَمِّهِ مَثَلاً إِلاَّ عِيسَى اِبْنَ مَرْيَمَ فَأَنْزَلَ اَللهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَقَالَ: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ* وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ* إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ* وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم «يَعْنِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ
    [2]، قَالَ فَغَضِبَ اَلْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو اَلْفِهْرِيُّ فَقَالَ: ﴿اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً﴾، أَنَّ بَنِي هَاشِمٍ يَتَوَارَثُونَ هِرَقْلاً بَعْدَ هِرَقْلٍ ﴿فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِأَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾))[3].
    أي: حجارة من سجّيل عقوبة على إنكاره، كما فعلت بأصحاب الفيل ﴿أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾، بنوع آخر من أنواع العذاب.
    وفائدة تعريف الحقّ الدلالة على أنّ المعلّق به كونه حقّا بالوجه الّذي يدّعيه النبيّ صلّى الله عليه وآله، وهو تنزيله لا الحقّ مطلقا، لتجويزهم أن يكون مطابقا للواقع غير منزل، كأساطير الأوّلين.
    إن العناد واللجاجة من اهمّ الدلائل وأقوى عوامل التخريب والإفساد وهما اللذان شوّشا الوضع على نبي الإسلام وأطالا محنته وعطّلا دعوته عن الانتشار زمنا معتدّا به، وكان عتاة قريش منطوين على هذه الأرواح المظلمة وقد قصّ الله عنهم الشيء الكثير وهذا من جملته وإذا تتلى على مشركي مكة الذين هم العمدة في الشرك آيات القرآن بعنوان أنّها معجزة محمد بن عبد الله قالوا قد سمعنا ولكن ليس ما سمعناه معجزا لو نشاء لقلنا مثله لكنهم لم يقولوا ذلك حتى بعد تحدّي القرآن لهم مرّات ومرّات، واللّجوجّ دائما يقول مثل هذه المقالة ويتهم الشيء الثمين السمين بأنه منتحل وأنه لا شيء وأنه اسطورة لا وزن له، واذكر يا نبي الإسلام للناس ما كان يقوله هؤلاء الجهلة إذ قالوا اللهمّ‌ إن كان هذا القرآن المؤيد لمحمد هو الحقّ الثابت والصدق الذي ليس فيه شوب ولا شبهة فاجعل علامته أن تمطر علينا حجارة من السماء أو تأتينا بعذاب أليم حتى نصدّق به وهذا السؤال لا يقوله الاّ الجهّال بمعناه فإن العاقل لا يطلب من ربّه عذابا ليستدلّ به على صدق من يدّعى نبوة أو امامة ثم ابان الله لنبيّه أنه إنما لم يستجب دعائهم بما طلبوا لأنّ الله حكم على نفسه احتراما لمقامك أن لا يعذب جيلك وأنت حيّ قائم فيه ولا يعذبهم وهم يتذرعون بالاستغفار.


    [1] سورة الأنفال، الآية: 32.
    [2] سورة الزخرف، الآيات: 57-60.
    [3] الكافي، ج 8، ص 57.


  • #2
    مأجورين ومثابين ان شاء الله​​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​​
      ​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X