إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ[1].

    العدوة بضمّ العين جرف الوادي وشفيره و ﴿الدُّنْيَا﴾، مؤنث الأدنى والأدنى هو القريب ﴿الْقُصْوَى﴾، مؤنث الأقصى والبعيد وقرب العدوة إنما هو بالقياس الى جهة المدينة وعلى هذا المقياس بعدها والأسفل هو الأحطّ مكانا والمواعدة هي التباني على وقت خاص في مكان خاص والبيّنة الحجة والفشل هو الانخذال عن نيل المقصود.
    والآيات تشرح الموقعية الحربيّة لبدر والصورة التي طلعت بها.
    القرآن الحكيم يبيّن هذا الطرف من القصة بقوله سبحانه: ﴿إِذْ أَنْتُمْ﴾، «إذ» متعلق بقوله في الآية السابقة: ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ
    [2]، أي أن إنزالنا كان في وقت كنتم أيها المسلمون ﴿بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا﴾، مؤنث «أدنى» أي العدوة القريبة من المدينة، و «العدوة» شفير الوادي، فإن لكل وادي عدوتان أي جانبان، فاذكروا أيها المسلمون يوم بدر كنتم على شفير الوادي الأسفل، وكان أصحاب النفير، أعداؤكم من كفّار قريش، على شفير الوادي الأعلى ﴿وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ﴾، وهو جمع «راكب»، كصاحب وصحب ﴿أَسْفَلَ مِنكُمْ﴾، أي في مكان أسفل منكم إلى جانب البحر، وليس المراد ب‍ «الأسفل» الانخفاض بل الأبعد.
    وهذا إخبار دال على قوة المشركين وضعف المسلمين وإن غلبتهم في مثل هذه الحالة كان بأمر إلهي؛ وذلك أن العدوة القصوى كان فيها الماء ولا ماء بالعدوة الدنيا، وكانت رخوة تسوخ فيها الأرجل وكانت العير وراء ظهورهم مع كثرة عددهم فكانت الحماية دونها تضاعف حميتهم وتحملهم على أن لا يبرحوا مواطنهم ويبذلون نهاية جهدهم، ومع ذلك فقد نصر الله المسلمين.
    وذلك لأنهم جاءوا من مكة لإنقاذ القافلة بقيادة أبي جهل على الضفة الأخرى البعيدة من المدينة، وبين الفريقين ربوة، أما القافلة فقد مال بها أبو سفيان إلى سيف البحر أسفل من الجيش، ولم يكن كلا الجيشين يعلم بموقع الجيش الآخر حتى أنه لو كان بينهما موعد للقاء لم يجتمعا بهذه الكيفية ولكن الله جمعهما على جانبي الربوة لينصر المسلمين على الكفار ويرى الجميع من الدلائل الباهرة ما يكفي لإتمام الحجة.
    وقد رأى الرسول صلّى الله عليه وآله في الرؤيا جيش المشركين قليلا فأخبر أصحابه بذلك، فاستبشروا وتشجعوا وأقدموا على القتال، ولو رآهم كثيرا وأخبر أصحابه بذلك لخافوا ووجلوا فيفشلوا، ولم تكن الرؤيا كاذبة فإنهم بعددهم الكثير كانوا قليلا في الواقع بالنسبة إلى قواهم المعنوية الضئيلة.
    ﴿وَلَوْتَوَاعَدتُّمْ﴾، كنتم على ميعاد ﴿لَاخْتَلَفْتُمْ﴾، أي لما حصل منكم تواف على الموعد ولكان التخلف منكم لعلمكم بأنّهم أكثر منكم عددا وأقوى عدّة، ﴿وَلَكِن﴾، شاء الله سبحانه وقدّر أن يجمعكم بهذه الكيفية وينصركم عليهم ﴿لِّيَقْضِيَ اللهُ أَمْرًا﴾، أي ينفذه ويأتي به إلى الوجود ﴿كَانَ مَفْعُولًا﴾، أي واجبا أن يفعل ومقدرا أن يكون، فقد قضى سبحانه إعزاز الإسلام ونصرة المسلمين.
    وإنما قضى ذلك ﴿لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ﴾، أي ليموت من يموت من الكافرين بعد تمام الحجة عليه، فإن نصر المسلمين بتلك الكيفية كان من البراهين الدالة على صدق الرسول صلّى الله عليه وآله، فمن لم يؤمن بعد ذلك ومات، كان هلاكه بعد إتمام الحجة عليه ﴿وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ﴾، أي يعيش من عاش منهم بعد إتمام الحجة عليه.
    فتهيأت لكم الحرب عفوا ليتحقق ما أريد في علمنا تحقيقه وهو انتصاركم عليهم وانخذالهم عنكم وليعيش من عاش من الطرفين عن بيّنة قائمة وهي البراهين على حقّية الإسلام وبطلان الشرك ويهلك من هلك من الطرفين عن بيّنة ايضا ﴿وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾، ما تقولون من حق وباطل ﴿عَلِيمٌ﴾، بنواياكم من حق وباطل ايضا.
    والمراد تثبيته هو نصرتكم عليهم وانكسارهم بين يديكم والى الله ترجع الأمور كلها هيّنها وصعبها.


    [1] سورة الأنفال، الآية: 42.
    [2] سورة الأنفال، الآية: 41.


  • #2
    مأجورين ومثابين ان شاء الله

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​​
      ​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X