إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

۲۰ صفر – الأربعين الحسيني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ۲۰ صفر – الأربعين الحسيني

    الله أي دم في كربلا سفكا

    لم يجر في الأرض حتى أوقف الفلكا

    وقد تحكم بالإسلام طاغية

    يمسي ويصبح بالفحشاء منهمكا

    قد أصبح الدين منه يشتكي سقماً

    وما إلى أحد غير الحسين شكى



    بسم الله الرحمن الرحيم
    أعظم الله لكم الأجر بمناسبة ذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع) وشهداء كربلاء المعطاء.. ها أنتم وهذه الحلقة الخاصة بهذه المناسبة الأليمة ومن برنامج أعلام الهدى.
    أحبة الحق، بعد أن تمت الحجة على الإمام الحسين (ع) حينما راسله أهل العراق بالتوجه إليهم، إستجاب لهم واقفاً بوجه يزيد الطاغية الفاسق، وبعد أن إستجمعت ثورة أبي الضيم وأبي الأحرار كل الشروط اللازمة لبلوغ أهدافها السامية، نهض مستنفراً كل طاقاته وقدراته التي كان أعدها وهيأها في ذلك الظرف التأريخي في صنع ملحمته الخالدة، فحرك ضمير الأمة وأعادها لتسلك مسيرة رسالتها وبعث شخصيتها العقائدية من جديد، وسلب المشروعية من الحكام الطغاة ومزق كل الأقنعة الخداعة التي كانوا قد تستروا بها، وأوضح الموقف الشرعي للأمة على مدى الأجيال ولم يستطع الطغاة أن يشوهوا معالم نهضته، كما لم يستطيعوا أن يقفوا بوجه المد الثوري الذي أحدثه (ع) على مدى العصور.. ذلك المد الذي أطاح بحكم إشعاع رسالي لكل الأمم كما كانت القيم الرسالية التي طرحها وأكد عليها معياراً لتقييم كل الحكومات والأنظمة السياسية الحاكمة.

    بالله لا أنسى إبن فاطم والعدا

    تهدي إليه بوارقاً ورعودا

    غدروا به إذا جاءهم من بعدها

    أسدوا إليه مواثقاً وعهودا

    قتلوا به بدراً فأظلم ليلهم

    فغدو قياماً في الضلال قعودا


    إن من أهداف الثورة الحسينية محاربة الحاكم الفاسد الظالم والإستجابة لرأي الجماهير الثائرة وعدم قبول الذل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح وإحياء السنة وإماتة البدعة.
    ولم تكن نهضة أبي الأحرار وثورته حركة آنية أو ردة فعل مفاجئة؛ بل كان سيد شباب أهل الجنة في الأمة يمثل بقية النبوة فهو وريث الرسالة وحامل راية القيم السامية التي أوجدها الإسلام في الأمة وأرسى قواعدها، كما أن العهد قريب برحيل النبي (ص) الذي أكثر الثناء والتوضيح لمقام الإمام الحسين (ع) وفي الوقت نفسه كانت قد ظهرت مقاصد الأمويين الفاسدة تجاه رسالة خاتم المرسلين (ص) وأمته المؤمنة برسالته العظيمة وقد وقف أهل البيت (عليهم السلام) بصلابة وثبات يدافعون عن الحق والعدل وإحياء الرسالة المحمدية الأصيلة والمحافظة عليها بكل وسيلة ممكنة ومشروعة.
    وفي عصر ثالث أئمة الهدى (عليهم السلام) كان لتراخي وفتور الأمة عن نصرة الحق إلى جانب تسلط المنافقين ونفوذهم في أجهزة الدولة دور كبير لإيجاد حالة مرضية يمكن تسميتها بفقدان الإرادة وموت الضمير، ومن ثم تباينت المواقف تجاه أسلوب الدفاع عن العقيدة الإسلامية وصيانتها وسيادة الحق والعدل.
    واتفق الأعداء يوم عاشوراء على قتل الإمام الحسين (ع) وثلة من أهل بيته الكرام وصحبه الأبرار فخسروا الدنيا والآخرة، لكنه ظل ومتبعيه مناراً يشع خالداً في درب إحقاق الحق والحقيقة ونصرة الدين الحنيف.
    ونحن نعيش، أحبة الإيمان، أيام الأربعين نستذكر الدور الخالد للإمام الحسين (ع) والصفوة الطاهرة من أهل بيته وأتباعه الذين قد حققوا ما عليهم وأدوا مسؤولياتهم الرسالية على أتم وجه، بيد أن بني أمية والضالعين في ركابهم، مدركون تماماً ما للإمام (ع) وآل البيت من مكانة رفيعة في نفوس المسلمين.. ومن أجل ذلك خططوا للتعمية وبذلوا كل وسعهم لإثارة الضباب حول القضية، لكي يمتصوا أي رد فعل متوقع فسخروا أجهزة إعلامهم المتاحة يومذاك لهذا الأمر، وقد تبنى الإمام السجاد (ع) وكرائم أهل البيت، كالسيدات زينب وأم كلثوم وفاطمة، سياسة إسقاط الأقنعة التي يغطي الأمويون وجوه سياستهم الكالحة الخطيرة بها، ومن هنا فإننا نلحظ بشكل لا غبار عليه أن الخطب والتصريحات التي مارسها الإمام زين العابدين (ع) وعقائل أهل البيت قد إنصب في العراق على مخاطبة ضمائر الناس وألفتوهم إلى جسامة الخطر الذي أحاق بهم، بعد شهادة سيد الشهداء (ع) وإلى حجم الجرم الذي ارتكبه بنو أمية بحق رسالة الله تبارك وتعالى، وهذا ما نلمسه في الخطب التي ألقيت في الكتل البشرية الهائلة التي إستقبلت أسارى آل محمد (ص) وها نحن نصغي إلى بعض ما قاله الإمام السجاد (ع) وهو يخطب في جموع أهل الكوفة في العراق: ((.. أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي، أنا ابن من انتهكت حرمته وسلبت نعمته وانتهب ماله وسبي عياله، أنا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولا تراث، أنا ابن من قتل صبراً وكفى بذلك فخراً...)) وقال لهم فيما قال: ((أيها الناس.. ناشدتكم الله، هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهود والمواثيق والبيعة وقاتلتموه!! فتباً لكم لما قدمتم لأنفسكم وسؤاة لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله إذ يقول لكم قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي..))
    أما في الشام فقد تغيرت خطب الإمام زين العابدين (ع) وعقائل آل البيت، حيث هدفت إلى التوعية العامة على أهداف الإمام الحسين (ع) وإظهار مظلومية آل الرسول (ص) وتكثيف الولاء لهم.. إن رابع أئمة الهدى وآل البيت أدركوا مسؤولياتهم الرسالية والدور الذي أنيط بهم، فكانت كل خطبهم ومحاوراتهم ولقاءاتهم متسمة بالعمل على رفع طوق الغموض المفروض على حدث الساعة، وهو أن الإسلام الصحيح الذي سار على نهجه ريحانة رسول الله (ص) يرفض الحكم الأموي الذي ينأى في خططه ومهماته عن الخط الإسلامي الذي أراده الباري جل شأنه لعباده، ومن أجل ذلك وقف الإمام علي بن الحسين عليهما السلام في دار الحكم الأموي وبحضور يزيد بن معاوية وكل معاونيه من رؤوس التحريف والإضلال وألقى بيانه الخالد مبيناً من هم السبايا وأي مقام رفيع يمثلون في دنيا الإسلام كاشفاً سياسة الأمويين الضالة.
    رب سائل يسأل: مروي أن من علامات المؤمن زيارة الأربعين.. فما السر في ذلك؟
    عن هذا السؤال يجيبنا سماحة الشيخ اديب حيدر مشكوراً.
    حيدر: بسم الله الرحمن الرحيم زيارة الأربعين للإمام الحسين عليه السلام هذه الزيارة التي تجسد مظهراً من مظاهرالألتفاف العالمي والانساني حول النهضة الحسينية التي شكلت علامة بارزة في مسار الاسلام والحضارة الاسلامية لأنها هي النور الذي من خلاله يستطيع الانسان أن يرسم معالم الطريق لذلك الذي يتمسك بتعاهد ثورة الامام الحسين هو تعاهد للايمان الذي مثله الامام الحسين عليه السلام لأن الحسين هو سفينة المؤمنين ونجاة المؤمنين في هذا البحر المتلاطم بالأمواج فالامام الحسين عليه السلام علامة فارقة كالميزان لمن كان في جانب الامام الحسين وفي جانب الايمان ومن كان في الجانب الآخر كان خارج اطار الايمان فعلامة المؤمن هي من هذا الباب. ماذا يعني المؤمن؟ المؤمن هي درجة أرقى من المسلم لأن الاسلام الدرجة الأولى والدرجة الثانية الأعمق والأدق هي الايمان والله سبحانه وتعالى اعتبر الايمان هي الدرجة التي تنبع من منابع معرفية والايمان هو درجة من العلم عند الانسان بحيث تصبح هذه المعارف الالهية معارف حقيقية وإلتزامية تنبع منها كل السلوكات البشرية التي تنطوي على مسار الحياة فاليوم مسار الحياة من خلال الامام الحسين هو مسار الايمان، الايمان بالله والايمان بالرسول والايمان بالاسلام بالمعنى التطبيقي لاالاسلام بالمعنى التجريدي. فالامام الحسين ليس مجرد عنوان ايمان شكلي بل هو ايمان مضموني لأنه ضحى بنفسه وبعياله وبأطفاله واخوانه وأصحابه من اجل أن يرسم لدائرة للمؤمنين بحيث عندما تختلط عليهم الأشياء وتختلط عليهم المفاهيم فمن يرجع الى دائرة الامام الحسين، الامام الحسين هو ككاشف الذهب الذي يفحص به عيار الذهب فالامام الحسين هو كاشف عيار الايمان فمن كان مع الامام الحسين في سفينته، في ثورته كان من الناجين من المؤمنين أن كل مالدينا هو من عاشوراء وكل ما لدى المؤمنين هو من عاشوراء لأن عاشوراء هي الطريق الفاصل والصراط الذي فصل بين كل الخطوط الذي حاول الكثير أن يزينوها بالكثير من المزينات ولكن الامام الحسين عليه السلام كان كاشفاً لهذه الألوان المزيفة ورسم الطريق الصحيح المنير للمؤمنين. فمن سلك درب الامام الحسين كان مؤمناً. كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء، كربلاء الامام الحسين كربلاء الايمان فالذي يزور قبر الامام الحسين في الأربعين يكون شريكاً للإلتزام بالنهضة الحسينية لأن زيارة الأربعين شكلت في السنة التي اعقبت شهادة الامام الحسين عليه السلام شكلت رمزاً سنوياً ومساراً سنوياً
    أيها الإخوة والأخوات... جاء في زيارة الأربعين، العشرين من صفر؛
    السلام على ولي الله وحبيبه.. السلام على خليل الله ونجيبه.. السلام على صفي الله وابن صفيه.. السلام على الحسين المظلوم الشهيد.. السلام على أسير الكربات وقتيل العبرات.
    اللهم إني أشهد أنه وليك وابن وليك وصفيك وابن صفيك الفائز بكرامتك أكرمته بالشهادة وحبوته بالسعادة واجتببته بطيب الولادة وجعلته سيداً من السادة وقائداً من القادة وذائداً من الذادة وأعطيته مواريث الأنبياء وجعلته حجة على خلقك من الأوصياء.
    أجل.. أحبة أهل البيت عليهم السلام، "علامات المؤمن خمس، صلاة إحدى وخمسين وزيارة الأربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين بالسجود والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم"
    في ختام هذه الحلقة الخاصة بالأربعين من برنامج أعلام الهدى أعظم الله أجوركم ونعزيكم بمناسبة أربعينية سيد الشهداء (ع) والثلة الطيبة من أهل بيته وأصحابه الأبرار الذين بذلوا مهجهم دون الإسلام العظيم،

    وكالة اهل البيت للانباء - بتصرف

  • #2
    الأربعين الحسيني.. أكبر ماراثون روحي





    في كل عام يتجدد العشق الحسيني في ملحمة العشق الخالدة تلك الملحمة العظيمة وهي زيارة الاأربعين التي تشهد قمة الجنون الحسيني وتتمثل بعشاق الامام الحسين (عليه السلام) الذين يرسمون أعظم صور الحب الحسيني في كربلاء المقدسة.
    في كل عام عندما أرى هذه الجموع الغفيرة من كل بقاع العالم تجتمع تحت راية الامام الحسين (عليه السلام) أتحدث مع نفسي ماذا فعل الامام الحسين (عليه السلام) لينال هذه المكانة العالية والمرتبة المشرفة وأفتخر أنني من هؤلاء المجانين وأفتخر أنني حسينية زينبية واعتدت أن أنقل الصور الجميلة التي أراها في زيارة الأربعين وأعتبرها ضمن العشق الحسيني.
    في هذا العام قررت أن ألتقي بعشاق الحسين (عليه السلام) لكي أنقل مشاعرهم وأعرف السر خلف هذا العشق وخرجت عازمة لألتقي بعشاق أبا عبدالله (عليه السلام). وأول عاشق استقبلني هو نسمات هواء الخريف المغردة جاءت مسرعة لتشارك ضيوف الحسين مسيرتهم وتمسح ذرات عرقهم المتطايرة بذرات الهواء العطرة ونسماته العذبة.
    ليت جميع الأيام زيارة الأربعين

    وأثناء مسيري وأنا انظر إلى البيوتات الكربلائية وهم يستقبلون زوار الحسين (عليه السلام بكل حب ويقدمون الضيافة لهم على أتم وجه وكأنهم من أغلى ضيوفهم، بل حتى البيوت أصبحت مواكب مصغرة كل سيدة بيتها قريب على الزائرين تطبخ زاداً للزوار، الشيء الذي تستطيع عليه وحسب امكانيتها وتقدمه في صحون بلاستيكية بيد أطفالها ويقف كل طفل يتوسل الزائر أن يأخذ من ضيافته يالها من صورة رائعة للعشق الحسيني وبينما أتأمل هذا المنظر الرائع استوقفتني امرأة خمسينية خرجت من بيتها الذي كان ممتلئا بالزوار وهي ترفع يدها إلى السماء وتدعي بعبرة ليت أيامنا جميعها زيارة الأربعين، سألتها لماذا هذه الأمنية؛ أجابتني وهل يوجد أحلى من هذه الصورة الجميلة انظري إلى هذه الأجواء الروحانية الجميلة التي نعيشها كل عام في زيارة الأربعين أتمنى أن تبقى هذه الأجواء طيلة العام.
    قلت لها ألا يضايقك هذا الضجيج وهذه الأجواء بالاضافة إلى بيتك الذي أصبح فوضويا بسبب الزوار قاطعتني بإبتسامة وقالت: أبا عبدالله ضحى بروحه وعياله من أجل الدين وأنا أبخل بالبيت روحي له الفداء أباعبدالله. ياله من عشق لا يعرفه سوى العاشقين.
    الحسين للجميع

    أكملت طريقي في الزحف الحسيني وتهت بين المواكب الحسينية وأنا في وسط هذه المخيمات الجميلة جذب انتباهي موكبا حسينيا أصحابه ايرانيين يحتوي مايقارب العشر نساء كانت ملامحهن ممزوجة بعلامات التعب مع الفرح لم أعرف كيف أفسر تلك الوجوه البشوشة وكانت النساء مقسمات إلى ثلاث مجموعات كل مجموعة تقف على تنور يخبزون الخبز صورة جميلة، والحمد لله كانت واحدة منهن تعرف العربية فسألتها منذ متى وأنتم هنا قالت منذ أسبوع تقريبا ويوميا نخبز أنا وصديقاتي من الصباح إلى المساء، سألتها ألم تتعبوا من هذا العمل أجابت على العكس نحن نشعر بسعادة كبيرة ونشعر بأننا مقصرين اتجاه ضيوف الحسين (عليه السلام) قلت لها: أنتن ضيوف والمفروض نحن من نخدمكم أجابتني الحسين (عليه السلام) ومحبته للجميع. ونحن جميعا نسعى لنيل شفاعة أباعبد الله.
    نحن عشاق

    وبينما أكملت طريقي لاستكشاف بقية العشاق وإذا بشاب بانت عليه علامات الوقار يكنس أمام أحد المواكب الحسينية سألته لماذا تفعل هذا استغرب سؤالي، وكأنه هذا العادي، قال لي وما المعيب بهذا الشيء هذا واجبي وأنا خادم لخدام الحسين (عليه السلام) فكيف بزواره فهؤلاء ضيوفنا ونحن بخدمتهم، علماً أنا من البصرة وأنا أستاذ جامعي وأفتخر بكوني خادم لأبا عبد الله (عليه السلام) فنحن عشاق الحسين.
    صغيرا واحتوى قلبي هواك

    امتلأ قلبي فرحا بهذه الصور المشرقة وتعبت من الطريق وجلست على الرصيف لأتأمل هذا العشق بعين عاشقة للامام الحسين (عليه السلام) جاءني طفل وبيده صحن كبير مملوء بكاسات عصير كان شكله جميلا وعمره لا يتعدى الثمان سنوات سألته لماذا تستضيفني فأنا لم أزورك في بيتك وهذا ليس من واجبك أجابني وكيف ذلك أنتم على رأسي وأنا أخدمكم لأنكم ضيوف الحسين (عليه السلام) وضيوف الحسين ضيوفنا، رد بليغ من طفل صغير، إنَّ عشاقك يا ابا عبدالله قد كسبوا فصاحة اللسان من آل البيت (عليهم السلام).
    حجيج كربلاء

    هممت لأكمل تلك المسيرة الحسينية وأثناء ذلك مشت إلى جانبي مجموعة من النسوة كان على مايبدوا عليهن أنهن لسن من العراق سألت احداهن من أي دولة أجابتني بإبتسامه رغم التعب الذي كان واضحا جدا على ملامحها أنها من لبنان رحبت بها واستدرجت لسؤالها ولكن أليس تعب عليكن هذا الطريق وخاصة أجواء زيارة الأربعين لماذا لم تختاروا وقتا آخر، قاطعتني ماذا تقولين نحن نستعد لزيارة الأربعين كل عام ونهتم بها كما لوكنا ذاهبين إلى حجة بيت الله فنحن جئنا من النجف إلى كربلاء سيرا على الأقدام واليوم وصلنا إلى كربلاء المقدسة وعندما دخلنا لزيارة حبيب الشيعة ومواليه الإمام الحسين (عليه السلام) كان شعور الفرح بهذه الزيارة لا يوصف فلم تترجمه غير دموعنا وكيف نترك هذا الشعور الذي ننتظره من عام إلى عام.
    يقول الامام جعفر الصادق (عليه السلام): إنّ أيام زائري الحسين عليه السلام لا تُحسب من أعمارهم ولا تُعد من أجالهم.
    فهنيئا لكم زيارة الامام الحسين عليه السلام.
    صورة انسانية

    كل موالي ومحب سيشعر بفرح كبير حيال هذه الجماهير العاشقة وأكملت مسيرتي مع وفود العاشقين ووقفت لأشرب الماء من أحد المواكب وأخذت أتأمل الزوار بكل حب وفخر مد يده صاحب الموكب ليقدم لي فاكهة اخذتها منه وشكرته ولكن تفاجئت أن صاحب الموكب ليس عربيا، إنه اجنبي وتحديدًا صيني أو كوري التفت يمينا ويسارا رأيت المترجم قلت له ماهذا الموكب قال إنه موكب خاص بالشركات الصينية لبناء المدارس في كربلاء، استسمحته أن ينقل سؤالي إلى صاحب الموكب عن السبب الرئيسي خلف تشييد هذا الموكب أجابني هذا عامنا الأول في كربلاء وتفاجئنا بهذه الحشود الكبيرة التي جاءت لزيارة الحسين تلك الشخصية التي تحمل كل معاني الانسانية والتضحية لذا قررنا مشاركتهم بهذه الصورة الانسانية وتقديم الوجبات الغذائية لزائرين الحسين (عليه السلام) وأنا سعيد جدا بمشاركتي.
    نعم هذه كربلاء سرٌّ عظيم من أسرار السماء، تجلّت بأبهى صورة، وها هي جموع العاشقين تقطع الفيافي والمسافات الطويلة من كل حدبٍ وصوب.. ليكون الموعد (كربلاء).
    إنها فلسفة العشق الحسيني التي استطاعت أن تحافظ على بقائها منذ قرون عبر الأجيال وهذا العشق ليس خاصاً بالموالين فقط بل أصبح عشقا يمتد من الموالين لأهل البيت إلى ديننا الإسلامي ليعم كل البشرية جمعاء ولتصبح راية الإمام الحسين (عليه السلام) راية تلتف حولها كل الطوائف والمذاهب والأديان.
    اكتملت لوحتي الجميلة حول عشاق الحسين (عليه السلام) وهنالك عشق أكبر وعشاق كثر فإذا كان من الحب ما قتل، ومن العشق ما جنن؛ فإن حب الإمام الحسين وعشقه فيه كل الخير والفلاح.
    عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "إنّ الرجل ليخرج إلى قبر الحسين عليه السلام فله إذا خرج من أهله بأوّل خطوة مغفرة ذنوبه، ثمّ لم يزل يقدس بكلّ خطوة حتّى يأتيه، فإذا أتاه ناجاه الله تعالى فقال: عبدي سلني اعطك، ادعني اجبك، اطلب مني اعطك، سلني حاجةً اقضها لك".


    موقع بشرى حياة





    تعليق


    • #3
      ساعي بريد الحزن


      يحدث في طريق الحسين ما لا يحدث في أيّ طريق آخر: تآخٍ، ومبادرات جميلة، وخدمة، وضيافة، وترحيب، ومساعدة


      في طريقي إلى كربلاء، وفي رحلتي الأولى للمشاركة والتشرّف بمواساة العترة الطاهرة، بالخروج من بيتي إلى كعبة الأحرار سيرًا على الأقدام، ومنذ خروجي وحتى وصولي إلى منطقة تُسمّى (طويريج)، كانت ذاكرتي ترسم وتكتب وتُسجّل أروع اللحظات، وأرقى الذكريات، وأفضل المشاهد.
      حيث آمن قلبي، واستشعرت روحي عظمة هذا الطريق.
      يحدث في طريق الحسين ما لا يحدث في أيّ طريق آخر:
      تآخٍ، ومبادرات جميلة، وخدمة، وضيافة، وترحيب، ومساعدة.
      بيوت مشرعة الأبواب تحتضن الزوّار، وأصوات الترحيب والتهليل تصدح من حناجر الآلاف من خدّام الحسين عليه السلام، باختلاف الأعمار والجنسيات.
      يكاد بعضهم أن يضع روحه في طبق ويقدّمها لزوّار أبي عبد الله، حيث كسر محبّو آل البيت حدود العطاء فبالغوا فيه، ورغم ذلك يشعرون بالتقصير.
      التفتُّ يمينًا وشمالًا، وفي كل التفاتة أرى صورة تُجسّد معنى الوفاء والحب بأعلى دقّة.
      وفي تلك الأثناء، اتصلت بي صديقتي هدى، وهي تسألني:
      كيف هو طريق السفر نحو الضياء؟
      فأجبتها بنبرة امتزج فيها الحزن بالفخر، وقلت:
      لا، لا يمكنني وصفه، لا يمكن لأحد أن يصف هذا الإعجاز الإلهي في هذا الطريق.
      إنه يشبه السير نحو الجنّة.
      انتهى الاتصال بيننا، وأنا أنظر إلى المعزّين، وهم يشكّلون حلقة بشرية، يصنعون ميدانًا مهيبًا.
      فيخرج ساعي البريد، ملفوفًا بعباءته السوداء، يُزيل لثامه، ويرتجل بصوته الخشن، ونبرته الجنوبية المخنوقة بغصّة الحزن على سيّد الشهداء، وهو يقول كلماتٍ عاميّةً موزونةً ومقفّاة، تنتهي عادةً بما يُسمّى "الرِّباط"، وهي الكلمات التي يختتم بها أبياته القصيرة، ليقترب من القلب، فيُهيّج أوجاعه.
      فتارةً ينقل لنا رسائل من الطف، وتارةً أخرى يحمل رسائل المحبّين، ويرسلها عن طريق حباله الصوتية إلى المُخلَّدين في كربلاء.
      فأمّا رسائل العشّاق، فيُردّدها هو بقوله:
      ردنّه وياك، يا ابن الطاهرة، نحضَر، ولچلك ما نعزّ الإيد والمِنحر، بحوافر خيلهم ننداس، نتوذر، ونفديك بولدنا، بكلشي بي نكدر، وعيون الضدّك نعميها.
      هكذا هم وأكثر، وهذه هي قلوب الأحرار المكويّة بنار عاشوراء، ينقشون على الحجر صُوَر الحزن، ويقلّدون الزمان بقلائد الدموع الجارية، مزعزعين الكون بهتافاتهم، وعهدهم:

      أبدًا، واللهِ، يا زهراء، ما ننسى حسيناه.


      نفس لمصدر اعلاه




      تعليق


      • #4
        احسنتم....كتبنا الله واياكم من زوار المولى ابي عبد الله الحسين(ع)

        تعليق


        • #5
          مأجورين ومثابين ان شاء الله​​​​​​

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X