إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل سيكون طفلي قويًا وسعيدًا؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل سيكون طفلي قويًا وسعيدًا؟




    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد


    كل أبٍ وأم يحملان في قلبيهما سؤالًا عميقًا:
    هل سيكون طفلي قويًّا عندما يكبر؟ واثقًا من نفسه؟ سعيدًا بحياته؟
    وسط هذا العالم المتغير، والضغوط التي تحيط بأطفالنا من كل جانب، ولاسيما مواقع التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي ، فتصبح التربية ليست مجرد رعاية، بل صناعة شخصية، وغرس جذور قوية.

    لكن كيف نُربي هذا الطفل قويا دون أن نُقسي قلبه؟
    كيف نمنحه الثقة، دون أن نغرس فيه الغرور؟
    وكيف نمنحه السعادة، دون أن نجعله عبدًا للراحة؟

    أولًا: ما معنى أن يكون الطفل قويًّا واثقًا سعيدًا؟
    قويًّا: بمعنى يواجه مشاكله، لا يهرب منها. يتعلم من الفشل، لا ينهار بسببه. يقف من جديد كلما سقط.
    واثقًا: بمعنى يعرف من هو، لا يخجل من اختلافه، يتكلم بثبات، ويعبّر عن رأيه باحترام.
    سعيدًا: بمعنى يرى الجمال في حياته، حتى مع وجود المشاكل. لا ينتظر الكمال، بل يقدّر النِعَم.

    ثانيًا: كيف نزرع هذه الصفات في البيت؟
    1. الاستماع له باهتمام ولا تستخف بمشاعره.
    حين يقول "أنا زعلان"، لا تضحك، بل اسأله: لماذا؟ قل له تكلم معي.
    2. مدح الجهد لا النتيجة:
    بدل أن تقول له : "أنت ذكي"، قل له: "أعجبني جوابك عن السؤال."
    3. امنحه فرص اتخاذ القرار:
    لاتفرض عليه كل آرائك وقراراتك بل قم بإستشارته.
    4. احترام رأيه:
    إذا قال رأيًا مخالفا لا تسخر منه. بل قل له : رأيك مهم ولكن دعني افكر به.
    5. الأمان العاطفي:
    ليشعر أنه محبوب وذات أهمية ، ليعلم أن البيت هو المكان الذي يُحتضن فيه، لا يُحاسب فيه فقط.

    ثالثًا: ما الذي يُضعف شخصية الطفل؟
    المقارنة: بالآخرين تقتله ببطء.
    الإهانة: فانها تخترق قلبه كالسهم.
    الضرب: فانه يعلم الطفل أن القوة تعني السيطرة.
    التجاهل: فحين لا يُستمع له، فسيشعر أنه غير مرئي.

    رابعا: خطوات عملية للأهل
    ان طفلي لا يثق بنفسه : خصّص له وقتًا يوميًا تحاوره فيه بدون نقد لاذع.
    ان طفلي يتوتر بسرعة : علّمه التنفس العميق، وطمئنه بوجودك، وان الله على كل شيء قدير.
    ان طفلي لا يعبر عن رأيه :امدحه في كل مرة يتكلم، وشجعه كثيرا.
    ان طفلي كسول : شجعه على الرياضة ، وملاقاة أصدقاء الخير، وتنظيم اكله ونومه.

    ولاننسى انه ينظر الى الآباء كقدوة له ، ومثله الأعلى .
    وعليه فان تربية الطفل اليوم تحتاج وعيًا، وثقافة وليس فقط تقليدًا لما اعتدنا عليه.
    وقد كلفنا الله (سبحانه وتعالى) بالمحافظة عليهم فقال :

    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) التحريم/6.
    وان فاطمة الزهراء (عليها السلام): كانت عندما تُصلي تدعو لأبنائها قبل نفسها، وتغرس في انفسهم حب الله وحب الناس، لا فقط حب النجاح.
    وأيضا نرى ان الإمام الحسين (عليه السلام) حين خرج ابنه علي الأكبر للقتال، قال :
    اللهم اشهد على هؤلاء القوم، فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خَلقًا وخُلقًا ومنطقًا برسولك.(البحار - ج ٤٥ - ص ٤٣). فهذا نموذجا للقوة والثقة التي نشأت من البيت المؤمن والقدوة الصالحة.

    إذن فابنك لا يحتاج أن يكون الأول في الصف، ولا الأكثر مهارة في كرة القدم ، ولا الاجمل في الملابس والعطور، ان كل ما يحتاجه هو أن يعرف بانه : محبوب وله تقدير واهتمام ، وحين يملك هذا الشعور، فسيكون بإذن الله قويًّا، واثقًا، سعيدًا.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X