فقرة: أصغر الخدم
حينما نتحدث عن مشروع "أصغر الخدم"، فنحن لا نتحدث عن خدمة عابرة أو مشاركة شكلية للأطفال في المجالس، بل عن بناء عميق يرسخ الهوية الحسينية في قلوبهم منذ نعومة أظفارهم. الطفل حين يتعلم أن له مكانًا في المجلس الحسيني، سواء بحمل قدح ماء، أو بالمشاركة في اللطم، أو بالجلوس منصتًا للذكر، فإنه يستشعر أن هذا المجلس بيته الروحي، وأنه شريك في نهضة الحسين عليه السلام.
تعليم الطفل أنه "جزء من المجلس" لا يكون بالكلمات وحدها، بل بالممارسة والتجربة. حين يرى الطفل أهله يخدمون، يفرشون، يطبخون، ينظمون، فإنه يلتقط الدرس دون شرح طويل. الخدمة الحسينية هنا تتحول إلى مدرسة عملية تُنشئه على الإيثار، الصبر، حب الخير، وتعظيم شعائر الله.
إن إشراك الطفل في هذه الأجواء يصنع منه قلبًا نابضًا بالولاء، ويُشعره بعظمة الانتماء إلى هذا الركب المبارك. وهكذا تنمو لديه قناعة راسخة أن خدمة الإمام الحسين عليه السلام ليست موسمًا مؤقتًا، بل أسلوب حياة يرافقه في كل مراحله.
إننا حين نغرس في أطفالنا هذا الحس الحسيني، فإننا نربّي جيلاً لا ينكسر أمام الفتن، جيلًا يرى في الحسين قدوته، وفي خدمته شرفًا، وفي المجلس مأواه. وبهذا يصبح "طفلي جزء من المجلس" حقيقة تربوية تثمر رجالاً ونساءً حسينيين يحملون الرسالة بوعي وإخلاص.
تعليق