ماذا قدمت فاطمة بنت أسد (ع) لرسول الله (ص) ، وماذا فعل (ص) لها عند موتها ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أعظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى وفاة السيدة الطاهرة وعاء أصل الإمامة ونبعها فاطمة بنت أسد (ع) والدة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في اليوم 23 من شهر صفر - على رواية - .
وروى الأصفهاني الأموي في " مقاتل الطالبيين " بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال: كانت فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب حادية عشرة (امرأة أسلمت) وكانت بدرية (من النساء اللواتي حضرن بدرا بعد الوقعة ).
ثم روى بسنده عن الزبير بن العوام قال: لما نزلت الآية: * (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك...) * سمعت النبي يدعو النساء إلى البيعة، فكانت فاطمة بنت أسد أول امرأة بايعته (صلى الله عليه وآله).
وقال الأصفهاني: ولما حضرتها الوفاة أوصت إليه فقبل وصيتها )....
وروى الكليني في " الكافي " بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال: إن فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت أول امرأة هاجرت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مكة إلى المدينة على قدميها وكان لها جارية فقالت لرسول الله يوما: إني أريد أن أعتق جاريتي هذه.. فلما مرضت اعتقل لسانها فجعلت تومي إلى رسول الله ايماء بالوصية فقبل رسول الله وصيتها. فبينما هو ذات يوم قاعد إذ أتاه أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يبكي فقال له رسول الله: ما يبكيك؟ فقال: ماتت أمي فاطمة. فقال رسول الله: وأمي والله. وأتاها فنظر إليها (وذلك قبل وجوب الحجاب) فبكى ثم أمر النساء أن يغسلنها، فلما فرغن أعلمنه بذلك، فأعطاهن إحدى قميصيه الذي يلي جسده وأمرهن أن يكفنها فيه. فلما فرغن من غسلها وكفنها دخل فحمل جنازتها على عاتقه فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها (مقبرتها) فوضعها ودخل القبر فاضطجع فيه ثم قام فأخذها على يديه (قبل الحجاب) حتى وضعها في القبر، ثم انكب عليها يناجيها.. ثم خرج وسوى عليها.
وروى الأموي الأصفهاني بسنده عن عطاء عن ابن عباس قال: لما ماتت فاطمة أم علي ألبسها رسول الله قميصه واضطجع معها في قبرها. فقال له أصحابه:
يا رسول الله ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه المرأة؟! قال: إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها، وإني إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة، واضطجعت معها في قبرها ليهون عليها!
وروى بسنده عن علي (عليه السلام): أن رسول الله دفن فاطمة بنت أسد بالروحاء 1 مقابل حمام أبي قطيفة .
وقال المالكي في " الفصول المهمة ": لما ماتت كفنها النبي بقميصه، وأمر أبا أيوب الأنصاري وأسامة بن زيد وعمر وغلاما أسودا فحفروا قبرها، فلما بلغوا لحدها حفره النبي بيده وأخرج ترابه فلما فرغ اضطجع فيه وقال:
" الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت. اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجتها، ووسع عليها مدخلها، بحق نبيك محمد والأنبياء الذين منقبلي، فإنك أرحم الراحمين ".
فقيل: يا رسول الله، رأيناك صنعت شيئا لم تكن تصنعه بأحد قبلها؟!
فقال: ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة، واضطجعت في قبرها ليخفف عنها من ضغطة القبر. إنها كانت من أحسن خلق الله صنعا بي بعد أبي طالب ).
وروى الخبر الصفار في " بصائر الدرجات " بسنده عن الصادق (عليه السلام) إلى أن قال:
فلما خرج قيل له: يا رسول الله، لقد صنعت بها شيئا في تكفينك إياها ثيابك، ودخولك في قبرها وطول صلاتك وطول مناجاتك ما رأيناك صنعته بأحد قبلها؟!
قال: أما تكفيني إياها فإني لما قلت لها: يعرض الناس عراة يوم يحشرون من قبورهم! صاحت: وا سوأتاه! فألبستها ثيابي وسألت الله في صلاتي عليها أن لا يبلي أكفانها حتى تدخل الجنة. فأجابني إلى ذلك. وأما دخولي في قبرها فإني قلت لها يوما: إن الميت إذا ادخل وانصرف الناس عنه دخل عليه ملكان: منكر ونكير، فيسألانه. فقالت: وا غوثاه بالله، فما زلت أسأل ربي في قبرها حتى فتح لها روضة من قبرها إلى الجنة، فقبرها روضة من رياض الجنة ). 2
*********************
1 - والروحاء اسم البقيع كما مر أنه (صلى الله عليه وآله) سماها كذلك .
2 - موسوعة التاريخ الإسلامي ، محمد هادي اليوسفي ، ج 2 ، ص 435 - 437.
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أعظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى وفاة السيدة الطاهرة وعاء أصل الإمامة ونبعها فاطمة بنت أسد (ع) والدة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في اليوم 23 من شهر صفر - على رواية - .
وروى الأصفهاني الأموي في " مقاتل الطالبيين " بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال: كانت فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب حادية عشرة (امرأة أسلمت) وكانت بدرية (من النساء اللواتي حضرن بدرا بعد الوقعة ).
ثم روى بسنده عن الزبير بن العوام قال: لما نزلت الآية: * (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك...) * سمعت النبي يدعو النساء إلى البيعة، فكانت فاطمة بنت أسد أول امرأة بايعته (صلى الله عليه وآله).
وقال الأصفهاني: ولما حضرتها الوفاة أوصت إليه فقبل وصيتها )....
وروى الكليني في " الكافي " بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال: إن فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت أول امرأة هاجرت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مكة إلى المدينة على قدميها وكان لها جارية فقالت لرسول الله يوما: إني أريد أن أعتق جاريتي هذه.. فلما مرضت اعتقل لسانها فجعلت تومي إلى رسول الله ايماء بالوصية فقبل رسول الله وصيتها. فبينما هو ذات يوم قاعد إذ أتاه أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يبكي فقال له رسول الله: ما يبكيك؟ فقال: ماتت أمي فاطمة. فقال رسول الله: وأمي والله. وأتاها فنظر إليها (وذلك قبل وجوب الحجاب) فبكى ثم أمر النساء أن يغسلنها، فلما فرغن أعلمنه بذلك، فأعطاهن إحدى قميصيه الذي يلي جسده وأمرهن أن يكفنها فيه. فلما فرغن من غسلها وكفنها دخل فحمل جنازتها على عاتقه فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها (مقبرتها) فوضعها ودخل القبر فاضطجع فيه ثم قام فأخذها على يديه (قبل الحجاب) حتى وضعها في القبر، ثم انكب عليها يناجيها.. ثم خرج وسوى عليها.
وروى الأموي الأصفهاني بسنده عن عطاء عن ابن عباس قال: لما ماتت فاطمة أم علي ألبسها رسول الله قميصه واضطجع معها في قبرها. فقال له أصحابه:
يا رسول الله ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه المرأة؟! قال: إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها، وإني إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة، واضطجعت معها في قبرها ليهون عليها!
وروى بسنده عن علي (عليه السلام): أن رسول الله دفن فاطمة بنت أسد بالروحاء 1 مقابل حمام أبي قطيفة .
وقال المالكي في " الفصول المهمة ": لما ماتت كفنها النبي بقميصه، وأمر أبا أيوب الأنصاري وأسامة بن زيد وعمر وغلاما أسودا فحفروا قبرها، فلما بلغوا لحدها حفره النبي بيده وأخرج ترابه فلما فرغ اضطجع فيه وقال:
" الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت. اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجتها، ووسع عليها مدخلها، بحق نبيك محمد والأنبياء الذين منقبلي، فإنك أرحم الراحمين ".
فقيل: يا رسول الله، رأيناك صنعت شيئا لم تكن تصنعه بأحد قبلها؟!
فقال: ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة، واضطجعت في قبرها ليخفف عنها من ضغطة القبر. إنها كانت من أحسن خلق الله صنعا بي بعد أبي طالب ).
وروى الخبر الصفار في " بصائر الدرجات " بسنده عن الصادق (عليه السلام) إلى أن قال:
فلما خرج قيل له: يا رسول الله، لقد صنعت بها شيئا في تكفينك إياها ثيابك، ودخولك في قبرها وطول صلاتك وطول مناجاتك ما رأيناك صنعته بأحد قبلها؟!
قال: أما تكفيني إياها فإني لما قلت لها: يعرض الناس عراة يوم يحشرون من قبورهم! صاحت: وا سوأتاه! فألبستها ثيابي وسألت الله في صلاتي عليها أن لا يبلي أكفانها حتى تدخل الجنة. فأجابني إلى ذلك. وأما دخولي في قبرها فإني قلت لها يوما: إن الميت إذا ادخل وانصرف الناس عنه دخل عليه ملكان: منكر ونكير، فيسألانه. فقالت: وا غوثاه بالله، فما زلت أسأل ربي في قبرها حتى فتح لها روضة من قبرها إلى الجنة، فقبرها روضة من رياض الجنة ). 2
*********************
1 - والروحاء اسم البقيع كما مر أنه (صلى الله عليه وآله) سماها كذلك .
2 - موسوعة التاريخ الإسلامي ، محمد هادي اليوسفي ، ج 2 ، ص 435 - 437.