🔷 التحديات التي واجهت الأمة بعد استشهاد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)
برحيل النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) واجهت الأمة الإسلامية امتحانًا عظيمًا لم يسبق له مثيل، إذ فقدت قائدها المباشر وهاديها الرباني، فظهرت تحديات خطيرة كان لها الأثر البالغ في مسارها السياسي والديني. ومن أبرز تلك التحديات:
🔷 أثر غياب النبي (صلى الله عليه وآله) في مسار القيادة والدعوة
🔲 الخلاصة
وفق منهج أهل البيت (عليهم السلام)، فإن أعظم تحدٍّ بعد استشهاد النبي (صلى الله عليه وآله) كان انحراف الأمة عن الثقلين (القرآن والعترة). وقد ترتب على ذلك انقسام القيادة، واضطهاد أهل البيت، وانحراف في مسار الدعوة. لكن أهل البيت (عليهم السلام) ظلوا هم الامتداد الحقيقي للرسالة، وحفظوا معالم الدين بجهودهم وتضحياتهم، في انتظار اليوم الموعود الذي يظهر فيه الإمام المهدي (عليه السلام) ليعيد الأمور إلى نصابها
برحيل النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) واجهت الأمة الإسلامية امتحانًا عظيمًا لم يسبق له مثيل، إذ فقدت قائدها المباشر وهاديها الرباني، فظهرت تحديات خطيرة كان لها الأثر البالغ في مسارها السياسي والديني. ومن أبرز تلك التحديات:
- تحدي الانحراف عن الوصية النبوية
أوصى النبي (صلى الله عليه وآله) الأمة بالتمسك بالثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وجعل ذلك ضمانًا لعدم الضلال. غير أن الأمة – باستثناء القلّة المؤمنة – لم تلتزم بهذه الوصية، بل انشغلت بالصراع على السلطة في سقيفة بني ساعدة، مما أدى إلى إقصاء الإمام علي (عليه السلام) عن موقعه الشرعي كخليفة وإمام منصوب من قبل الله ورسوله في يوم الغدير.
📖 (الكافي، ج1، ص294؛ الاحتجاج للطبرسي، ج1، ص84). - تحدي القيادة الشرعية
بغياب النبي (صلى الله عليه وآله)، واجه المسلمون سؤال القيادة: من يقود الأمة بعده؟ منهج أهل البيت (عليهم السلام) يقرر أن القيادة نص إلهي لا اختيار بشري، وأن الإمام علي (عليه السلام) هو الخليفة المنصوص عليه. لكن ما حدث أن الخلافة تحولت إلى اختيار سياسي في السقيفة، مما ولّد انقسامًا عميقًا بين خط الإمامة الإلهية (المتمثل في علي وأهل بيته) وخط الخلافة السياسية (الذي قادته قريش).
📖 (نهج البلاغة، خطبة الشقشقية). - تحدي الحفاظ على صفاء العقيدة والشريعة
مع إقصاء أهل البيت (عليهم السلام) عن موقع القيادة، بدأت ملامح الانحراف تظهر في الفهم الديني، حيث تسلل الاجتهاد الشخصي، وتأويل النصوص بعيدًا عن مرجعية العترة الطاهرة، مما أدى إلى تباين كبير في الفقه والعقيدة. وهنا نهض الأئمة (عليهم السلام) بجهد عظيم لحفظ السنة النبوية الأصيلة وتفسير القرآن الكريم وفق منهج النبي (صلى الله عليه وآله).
📖 (الكافي، ج1، ص32: “إن حديثي حديث أبي وحديث أبي حديث جدي…”). - تحدي المظلومية والاضطهاد
واجه أهل البيت (عليهم السلام) بعد استشهاد النبي (صلى الله عليه وآله) موجة اضطهاد شديدة: غصب الخلافة من أمير المؤمنين، الاعتداء على دار فاطمة (عليها السلام)، إسقاط جنينها، ثم اغتيال الأئمة وقتلهم وتشريد شيعتهم. هذه المظلومية كانت شاهدًا تاريخيًا على إعراض الأمة عن وصية نبيها.
📖 (الاحتجاج للطبرسي، ج1، ص154؛ بحار الأنوار، ج28، ص36).
🔷 أثر غياب النبي (صلى الله عليه وآله) في مسار القيادة والدعوة
- انحراف مسار القيادة:
تحولت القيادة من إمامة إلهية معصومة إلى خلافة سياسية بشرية، فانعكس ذلك على القرارات الكبرى للأمة، وأدى إلى ظهور حكومات ظالمة كالأموية والعباسية. - تحول مسار الدعوة:
ضعُف الارتباط بالقرآن والعترة، وحلّ محله الانشغال بالفتوحات والغنائم والسياسة. بينما كان أهل البيت (عليهم السلام) هم الضامن الحقيقي لاستمرار خط الدعوة، فحملوا هذا العبء عبر التبليغ، وتربية الأجيال، وصيانة العقيدة، حتى وصل الدور إلى الإمام المهدي (عجل الله فرجه) ليكمل المسيرة ويحقق الوعد الإلهي بظهوره.
🔲 الخلاصة
وفق منهج أهل البيت (عليهم السلام)، فإن أعظم تحدٍّ بعد استشهاد النبي (صلى الله عليه وآله) كان انحراف الأمة عن الثقلين (القرآن والعترة). وقد ترتب على ذلك انقسام القيادة، واضطهاد أهل البيت، وانحراف في مسار الدعوة. لكن أهل البيت (عليهم السلام) ظلوا هم الامتداد الحقيقي للرسالة، وحفظوا معالم الدين بجهودهم وتضحياتهم، في انتظار اليوم الموعود الذي يظهر فيه الإمام المهدي (عليه السلام) ليعيد الأمور إلى نصابها