بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
أيها الأحبّة،
حين ننظر إلى الطفل، قد يظن البعض أنه مجرد صفحة صغيرة، أو كائن ضعيف يحتاج فقط إلى طعام ولباس وأنه مجرد كائن صغير يلعب ويمرح ويفرح. لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير: الطفل هو مشروع حياة، هو بذرة أمة، هو أمل المستقبل.
🔹 الطفل في نظر الإسلام
القرآن الكريم حين يتحدث عن الأبناء، يقول:
﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ (الكهف: 46).
إنهم زينة، لكن ليس فقط زينة للبيت أو العائلة، بل زينة للمجتمع، وللغد الذي سيبنى بأيديهم.
إنهم زينة، لكن ليس فقط زينة للبيت أو العائلة، بل زينة للمجتمع، وللغد الذي سيبنى بأيديهم.
والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله يقول:
"أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم يُغفر لكم" (مستدرك الوسائل).
أي أن تربية الطفل ليست عملاً عادياً، بل طريق إلى رضوان الله ومغفرته.
🔹 الطفل ليس مجرد صغير
حين نرى طفلاً يجلس في الصف الأول من المدرسة، علينا أن نتذكر: هذا قد يكون عالِم الأمة، أو طبيبها، أو مهندس عمرانها، أو حتى مصلحها الديني والاجتماعي.
وحين نسمع ضحكته البريئة، علينا أن نعلم أن هذه الضحكة إذا صانت براءتها، ستصبح غداً كلمة صدق في وجه الظلم.
🔹 دروس من التاريخ
الإمام الحسين عليه السلام، يوم عاشوراء، حين ودّع طفله الرضيع، لم يكن ينظر إليه كطفل فقط، بل كرسالة ستبقى خالدة في ضمير الإنسانية.
وكذلك نقرأ أن الكثير من العلماء العظام بدأت حياتهم بطفولة عادية جداً، لكن أسرهم آمنوا أنهم أكثر من مجرد أطفال، فزرعوا فيهم حب العلم والإيمان، فتحوّلوا إلى منارات أضاءت دروب البشرية.
🔹 مسؤوليتنا تجاه الطفل
- أن نسمع له بصدق، لأن صوته اليوم هو احتياج، لكنه غداً سيكون صوت رأي وموقف.
- أن نربيه على الصدق والشجاعة والإيمان، لأن هذه القيم هي الأساس لبناء قادة الغد.
- أن نمنحه الحب والأمان، فبدون الحب ينكسر، وبدون الأمان يضيع.
🔹 الطفل أمل المستقبل
كل ابتسامة طفل هي رسالة تقول: "ما زال في الغد خير".
وكل خطوة يتعلمها، أو كلمة ينطقها، أو فكرة يفكر بها، هي بناء في صرح الغد.
فلا نستهين أبداً بتربية طفل، لأن من بين هؤلاء الصغار يخرج صانعو الحضارات.
أيها الأحبّة،
الطفل ليس مجرد طفل،
بل هو أمانة الله، وبذرة الحياة، ورصيد الأمة للغد.
وكل يد تمتد لتربي طفلاً على الخير، إنما تبني وطناً، وتزرع في الأرض نوراً، وتكتب لنفسها أجراً لا ينقطع.
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
"إنما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شيء قبلته" (نهج البلاغة، الرسالة 31).
فلنغرس في قلوب أطفالنا القيم والإيمان، ولنعلم أن كل واحد منهم هو أكثر من مجرد طفل… إنه أمل المستقبل.