إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مروراً بالمعنى.

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مروراً بالمعنى.

    .
    نفي رؤية الله تعالى (عز وجل)
    طلب اليهود مِن موسى رؤية الله تعالى، وجعلوها شرطاً لإيمانهم، فأخبرهم الله تعالى بعدم تمكن البصر من رؤية الله تعالى، وانتقلت هذه الفكرة إلى بعض المسلمين عن طريق اليهود، فراح الكثير منهم يلتمس الخلوات معتقداً تجلِّي الخالق فيها، والأمر الذي يدعو إلى التعجّب والاستغراب منهم هو إصرارهم على رؤية الله تعالى في الدنيا أو في الآخرة، وكأنَّ القوم لم يؤمنوا بالله تعالى إذا لم يروه..! كما صرحَّ أحد أئمتهم قائلاً: لو لم يُوقِن محمد بن إدريس أنه يرى الله تعالى لما عبد الله تعالى..!!، فما أشبه هذا القول بقول اليهود: (يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى الله جَهْرَةً) [البقرة: 55].
    ومِن الأمور التي تثبت هشاشة هذه العقيدة وبطلانها هو اختلافهم الشديد واضطرابهم فيها؛ فقد اضطربوا في مسألة رؤية الله (عزَّ وجل) اضطراباً لم يسبق له مثيل في أيِّ مسألة مِن مسائلهم الخلافية، حتى ذهبوا إلى تسع عشرة مقالة في رؤية الله تعالى، فاختلفوا: هل يُرَى في الدنيا والآخرة أو يرى في الآخرة فقط، فاختلفوا في زمان ومكان رؤيته إلى أربعة أقوال: الأوَّل زعموا أنَّهم يرون الله تعالى في الجنة خاصَّة، والقول الثاني زعموا أنَّ الله تعالى يُرَى يوم القيامة، والقول الثالث زعموا أنَّه يُرَى بعد الموت مباشرة، والقول الرابع: أنه يُرَى في الدنيا والآخرة.
    كما اختلفوا في كيفية رؤية الله تعالى إلى عِدَّة مذاهب: الأوَّل أنَّه يُرَى بالعين المجرَّدة، والثاني أنه يُرَى بلا كيف، والثالث أنه يتجلَّى على صورة آدم، والرابع: لا يُرَى بالعين، وإنما يُرَى بحاسة سادسة يخلقها الله تعالى يوم القيامة.
    كما اختلفوا في مَن يرى الله تعالى إلى ثلاثة أقوال: الأوَّل لا يراه إلاَّ المؤمنون، والثاني: يراه جميع أهـل الموقف مؤمنهم وكافرهم، والثالث: يراه المنافقـون دون الكفار، فكلُّ هذا التضارب والاختلاف والتعارض يؤدي إلى تساقط هذه الأقوال والرجوع إلى أصالة البراءة مِن هذه الصفة الحادثة لله تعالى، وهي صفة إمكان الرؤية؛ لأنَّ الأصل هو ثبوت صفات الله تعالى وعدم حدوثها.
    ومن صفات الله تعالى صفة عدم الرؤية، فلا يراه الإنسان في الدنيا، وكذا في الآخرة، فهي صفة ثابتة لا تتغيَّر، وقد وردت آيات عديدة في القرآن الكريم تنفي إمكان روية الله تعالى، كما وردت بعض الأحاديث في كتب السنَّة تنفي إمكان رؤية الله تعالى.
    وكذلك مذهب أهل البيت ومَن تبعهم مِن الإمامية، ومذهب المعتزلة والزيدية قائلون بامتناعها في الدنيا والآخرة، واستدلَّ الإمامية على نفي الرؤية بالعقل، والنقل عن أهل البيت (عليهم السلام) ومن أدلتهم العقلية أنَّ الرؤية لا تصحُّ إلاَّ على الأجسام أو الجوهر أو الألوان، وهي تستلزم أن يكون المرئي بجهة أو مكان، والإشارة إلى المرئي والاتصال به، والجهة والمكان والإشارة والاتصال تشخيص خارجي لمواضعها، وذلك محال.
    لقد تشدد بعض علماء السنة في مسألة رؤية الله تعالى، حتى ذهبوا إلى تكفير مَن لم يؤمن بها، ومِن هؤلاء إمام الحنابلة، قال الشيخ محمد رشيد: فَالْإِمَامُ أَحْمَدُ كَفَّرَ مُنْكِرِي الرُّؤْيَةِ إلى الله تعالى.. وصل ببعضهم الحال إلى إصدار حكم القتل ضدَّ كلّ مَن لم يؤمن برؤية الله تعالى إذ ذكروا أنه قيل لمالك: إنهم يزعمون أن الله لا يُرى, فقال مالك: السيف السيف..!!
    (القناة: كتاب نفي رؤية الله في الكتاب والسنة والعقل - إحسان علي سعيد - من اصدارات قسم الشؤون الفكرية والثقافية العتبة العباسية)​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X