بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
في غابة بعيدة، كان هناك أسد مسن يعيش بين الأشجار والحيوانات الصغيرة. في شبابه، كان الأسد قويًا جدًا، سريعًا وشجاعًا، لا يخاف من أي شيء.
لكن مع مرور السنوات، أصبحت قوته أقل، وصار يفكر أكثر قبل أن يفعل أي شيء.
في يوم من الأيام، اجتمعت حوله الحيوانات الصغيرة وقالوا له:
"يا أيها الأسد الكبير، أخبرنا سرّك! كيف أصبحت حكيمًا؟"
ابتسم الأسد وقال:
"يا صغاري، لقد تعلمت من كل تجربة مرت بي. عندما كنت شابًا، كنت أظن أن القوة وحدها تكفي، وكنت أندفع وأتصرف بسرعة وغضب. لكني اكتشفت شيئًا مهمًا: الاندفاع والتسرع والغضب يوقعك في المشاكل، ويجعل قلبك حزينًا، ويخسرك أصدقاءك."
أكمل الأسد قائلاً:
"لقد خسرت صيدًا مهمًا بسبب عصبي، وجُرحت مرات كثيرة بسبب اندفاعي، وفقدت أصدقاء بسبب غضبي. لكن مع كل تجربة تعلمت شيئًا جديدًا: الصبر والتفكير قبل التصرف يجعل حياتك أفضل ويجعل قلبك سعيدًا."
نظر الأطفال للحيوانات الصغيرة وقال لهم:
"تذكروا يا صغاري، الحياة مليئة بالمواقف الصعبة والجميلة. كل تجربة تمرون بها، حتى لو كانت صعبة، هي درس لكم لتصبحوا أقوى وأذكى. لا تندفعوا بسرعة، ولا تغضبوا بسرعة، فالحكمة تأتي من التعلم من كل موقف والتصرف بهدوء."
ومنذ ذلك اليوم، صارت الحيوانات الصغيرة تتعلم من كل تجربة، وتفكر قبل أن تتصرف، وتصبح أكثر حكمة وشجاعة، مثل الأسد المسن الذي علمهم معنى الصبر والتعلم من الحياة، وعواقب الاندفاع والغضب.
تعليق