إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موعدكم الاحد مع برنامج (صباح الكفيل)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    إلى فقرة: سليل النور
    عندما نتأمل في سيرة الإمام الحسن العسكري عليه السلام، نرى كيف أن حياته كانت لوحة من الصبر والجهاد الصامت. فقد وُلد عليه السلام في بيت الطهر والقداسة، ليكون الحارس الأمين على رسالة جدّه المصطفى صلى الله عليه وآله، في أصعب الظروف وأشدّها قسوة.
    لقد عاش الإمام تحت رقابة العباسيين، محاصَرًا في بيته، مراقَبًا في كل حركة، وكأنّهم أرادوا أن يطفئوا نور الله من خلال عزله عن الأمة. لكن ذلك النور كان يزداد إشراقًا، حيث استطاع أن يربّي خواصّ أصحابه، ويُعدّ القلوب لمرحلة الغيبة الكبرى بوجود ولده المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف.
    وعندما ارتحل مسمومًا مظلومًا، لم يكن رحيله إلا امتدادًا لخط الشهادة الذي سار عليه آباؤه، لتبقى ذكراه شاهدًا على أن الحق مهما حُوصِر ومهما حُورِب، يبقى خالدًا لا يزول.
    سلامٌ على الإمام العسكري يوم وُلد، ويوم استُشهد مسمومًا، ويوم يُبعث شاهدًا على الأمة.

    تعليق


    • #12
      إلى فقرة: الحارس الأخير
      لقد عاش الإمام الحسن العسكري عليه السلام في مرحلة دقيقة، حيث كانت السلطة العباسية تترقّب كل خطوة منه، مدركة أن في بيته الوعد الإلهي بظهور الحجة المنتظر عجل الله فرجه. ومع هذا الحصار المشدد، نجح الإمام في أسمى مهمّة: إعداد القلوب والعقول لتقبل عصر الغيبة.
      فقد اعتمد الإمام على تربية نخبة من أصحابه المخلصين، فبثّ فيهم معاني الثبات، وربطهم روحيًا بالإمام الغائب قبل ظهوره. كان يجيبهم بالكتب والرسائل، ويدرّبهم على الارتباط بالإمام عبر الوكلاء، حتى تستعد الأمة للمرحلة القادمة دون صدمة أو اضطراب.
      لقد صنع الإمام العسكري بذلك جسرًا بين الحضور والغيبة، وبين النور الظاهر والسرّ المستور، ليبقى المؤمنون أوفياء للخط الإلهي، حتى وإن حُجب عن أنظارهم الإمام. وهنا ندرك عظمة لقبه "الحارس الأخير"، لأنه حرس الرسالة، ومهّد الطريق لامتدادها عبر الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف.

      تعليق


      • #13
        الى فقرة المحور

        الأخلاق ليست كلمات تُقال، ولا شعارات تُرفع، بل هي فعلٌ صامت يترك أعمق الأثر حتى في قلوب الخصوم. والإمام الحسن العسكري عليه السلام كان مدرسةً حيّةً لهذا المعنى؛ فبرغم شدّة الرقابة العباسية، وبرغم ظلم السجّانين وقسوة العيون التي كانت تلاحقه، إلا أنّه بأخلاقه العالية حوّل بعض أعدائه إلى محبّين، وأثار فيهم دهشة لا تُمحى. لقد علّمنا أنّ خُلق المؤمن أقوى من السيف، وأن الصبر والحِلم أبلغ من أي ردٍّ غاضب.
        وإذا التفتنا إلى حياتنا اليومية، نرى أن المرأة المسلمة تستطيع أن تجعل من أخلاقها رسالة تغيير. قد تواجه زوجًا صعب الطبع، أو بيئةً لا تُنصفها، أو خصمًا يظن أن القسوة سبيل القوة؛ لكن بكلمة لينة، وبصبرٍ متواصل، وبإصرارٍ على القيم، يمكنها أن تحوّل أجواء البيت والمحيط من توترٍ إلى طمأنينة.
        في زمنٍ يندفع فيه الناس إلى الانفعال، يكون التمسك بخُلق الإمام العسكري عليه السلام بمثابة بوصلة، تذكّرنا أن ردّ الغضب بغضب يزيد النار اشتعالًا، أمّا ردّه بالحلم والرفق فهو الذي يطفئ لهيب النفوس. وهكذا نصنع من أخلاقه أسلوب حياةٍ يُربّي محيطنا، ويترك في ذاكرة القلوب أثرًا لا يُمحى.

        تعليق


        • #14
          فقرة: أمناء السر

          الإمام الحسن العسكري عليه السلام لم يكن إمامًا يعيش هموم يومه فقط، بل كان يخطّط لمستقبل الأمة، ويهيّئها لمرحلة فاصلة هي عصر الغيبة. ومن أعظم خطواته في هذا الطريق، أنّه أسّس نظامًا دقيقًا من الوكلاء الموثوقين، يكونون حلقة وصل بينه وبين شيعته، يحملون التوجيه، ويصونون الأسرار، وينقلون الأحكام بعيدًا عن عيون السلطة العباسية التي لم تكن تفارق الإمام لحظة.

          بهذا الأسلوب، لم يحفظ الإمام دين أتباعه فحسب، بل صنع لهم شبكة أمان، تعلّموا من خلالها كيف يعيشون حالة الارتباط بالإمام الغائب، وكيف يتدرّبون على الطاعة والثقة والتسليم. وهنا ندرك أن ذلك النظام لم يكن مجرد تدبير تنظيمي، بل كان تربية عملية للأمة على الوعي، والثبات، وحمل المسؤولية في زمن التحوّلات الكبرى.

          إنها رسالة لنا اليوم: أن سرّ القوة لا يكمن في العدد ولا في العلن، بل في صفاء القلوب، وفي وجود أمناء صادقين يحملون الحق بأمانة، ويجعلون من كل ظرف صعبٍ فرصةً للتأسيس والبقاء.

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X