إلى فقرة: سليل النور
عندما نتأمل في سيرة الإمام الحسن العسكري عليه السلام، نرى كيف أن حياته كانت لوحة من الصبر والجهاد الصامت. فقد وُلد عليه السلام في بيت الطهر والقداسة، ليكون الحارس الأمين على رسالة جدّه المصطفى صلى الله عليه وآله، في أصعب الظروف وأشدّها قسوة.
لقد عاش الإمام تحت رقابة العباسيين، محاصَرًا في بيته، مراقَبًا في كل حركة، وكأنّهم أرادوا أن يطفئوا نور الله من خلال عزله عن الأمة. لكن ذلك النور كان يزداد إشراقًا، حيث استطاع أن يربّي خواصّ أصحابه، ويُعدّ القلوب لمرحلة الغيبة الكبرى بوجود ولده المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف.
وعندما ارتحل مسمومًا مظلومًا، لم يكن رحيله إلا امتدادًا لخط الشهادة الذي سار عليه آباؤه، لتبقى ذكراه شاهدًا على أن الحق مهما حُوصِر ومهما حُورِب، يبقى خالدًا لا يزول.
سلامٌ على الإمام العسكري يوم وُلد، ويوم استُشهد مسمومًا، ويوم يُبعث شاهدًا على الأمة.
تعليق