إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿فَأَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿فَأَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[1].

    ﴿نَصَرَهُ اللهُ﴾، هي سكينة نازلة فوق سكينة نزلت أساسا على رسول صلى اللّٰه عليه وآله تكريما لموقفه المشرف من عدم تخوفه وحزنه وهو المدار في ذلك الفرار! فقد نصره اللّٰه أولا بالعصمة الرسالية، ثم كمل نصرته بهذه السكينة عصمة على عصمته، نصرة ذات بعدين اثنين بعيدة عن كل هزيمة في حقل الدعوة الرسالية.
    وقد يفرد المؤمنون بالسكينة حيث يفردون عن الرسول صلى اللّٰه عليه وآله ذكرا، وهم معه إيمانا، ﴿لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ﴾، وهي لا تليق بساحة الرسول لقوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ
    [2]، وقوله: ﴿فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ﴾.
    ثم هنا ولمرة يتيمة نجد اختصاص الرسول صلى اللّٰه عليه وآله بالسكينة، ومعه صاحبه الحزين في الغار، وهو أحوج إلى السكينة، وقد ذكر معه مرات ثلاث، فسكينة المؤمنين ليزدادوا إيمانا على إيمانهم إكراما لإيمانهم بجدارته، وسكينة الرسول ليزداد عصمة على عصمته إكراما لطمأنته، وأما صاحبه في الغار فلا سكينة تنزل عليه لا رسوليا ولا إيمانيا إذ لم تكن له سكينة إيمانية تربطه عن حزنه الحزين المهتاج، المحتاج إلى ذلك النهي المكين.
    فهنا التساؤل، لماذا لم تشمل هذا الصاحب السكينة النازلة على الرسول صلى اللّٰه عليه وآله وهو المحتاج في حزنه إليها دون الرسول صلى اللّٰه عليه وآله؟ إنه لزعزعته هو دون الرسول الذي نهاه عنها وطمأنه.
    هل لأنه على حزنه لا يحتاج إلى السكينة والرسول على طمأنته يحتاجها؟ فهو إذا أغنى من الرسول صلى اللّٰه عليه وآله على حاجته إليها! أم هو كما الرسول صلى اللّٰه عليه وآله وعلى مستواه في الحاجة إليها؟ فلماذا لم تشمله معه! أم هو دون الرسول صلى اللّٰه عليه وآله وهو طبيعة الحال لكل من هو مع الرسول؟ فإذا كان مؤمنا فلتشمله السكينة كما شملت سائر المؤمنين مع الرسول صلى اللّٰه عليه وآله! وما قول القائل إنما السكينة نزلت على أبي بكر حيث كان يحتاجها دون الرسول صلى اللّٰه عليه وآله إذ لم يكن يحتاجها، ما هي إلا غائلة مائلة على قول اللّٰه: ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ اَللّٰهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ‌﴾، ولم يكن يحتاجها إلا «المؤمنين» ثم الرسول صلى اللّٰه عليه وآله على رسالته هو بحاجة إلى سكينته الرسولية طول حياته، ثم وما هو الفارق بين مسرح الغار والحديبية حيث هما خطران على الطرفين، والغار أخطر على النبي صلى اللّٰه عليه وآله فلتنزل عليه السكينة فيها بأحرى وأجدر، وإذ لا جدارة لصاحبه في الغار، وكانت للمؤمنين في حنين وفتح مكة، فلتنزل السكينة عليهم فيها دون صاحبه في الغار!.
    وحين نتخطى هذه الثلاث فهل يبقى؟ إلا أنه على إيمانه لم يكن بتلك الجدارة الإيمانية التي تنزّل السكينة على صاحبه، فضلا عن السكينة الرسالية، فقد علم ما في قلوب المؤمنين معه صلى اللّٰه عليه وآله فأنزل السكينة عليهم ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم، وعلم ما في قلب صاحبه صلى اللّٰه عليه وآله في الغار، فلم ينزل سكينة عليه لمكان حزنه الحزين الدال على ضعف في إيمانه! فقد كان مؤمنا حينذاك لأكثر تقدير ولكنه لمّا يصل إلى جدارة إيمانية تؤهله لنزول السكينة عليه مع الرسول صلى اللّٰه عليه وآله أو بعده.
    فهل إن في آية الغار بعد افتخار لصاحب الغار، أم هي عليه عار في انتحار لأصل إيمانه إذن، أم لجدارة الإيمان ظرفا للسكينة‌؟! ولو أننا اختصصنا السكينة به في الغار تغاضيا عن نص الآية، لما كان لصاحب الغار بعد مكسب من صحبة الرسول صلى اللّٰه عليه وآله في الغار.


    [1] سورة التوبة، الآية: 40.
    [2] سورة الفتح، الآية: 4.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X