إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، (اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، (اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد



    قال الله تعالى: ﴿كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ۚ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ[1].

    الأرواح هي جند مجندة ما تعارف منها أتلف وما تناكر منها اختلف فلا فرق بين ذكور الأقوام وإناثها مع انحشار بعضهم ببعض فإن البعض يستلهم من البعض، فالمنافقة تأخذ من المنافق وبالعكس ومع تأصل النفاق في الإنسان فإن البادرة المتأصلة فيه هي الكفر لأنه عقيدة قلبه، وأمّا الإيمان فهو لفظ لسانه وكم من فجوة بين القلب واللسان؛ فمن هنا لا يأمر المنافق أحدا إلاّ بما يدين به وهو الكفر والكفر هو المنكر ولا ينهى أحدا إلاّ عمّا يعتقد كذبه وهو الايمان بالله وبرسله.
    وأنتم كهؤلاء الأنكاد الأبعاد هم ﴿كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾، منافقين وكافرين تشابهت قلوبكم وهم ﴿كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا﴾، والخطاب الى المنافقين، حذف المبتدأ بقرينة القبل وهم كانوا من حيث الوضع الدنيوي، اعلى منكم قوة وقدرة، وأكثر اموالا واولادا فتلذذوا بملكاتهم، وتلذذتم ايضا بملكاتكم كما تلذذوا، واستغرقتم في تلك المتلذذات كاستغراقهم، وهؤلاء لا أثر خير لأعمالهم في الدنيا، من استقامة اعوجاج أو اغاثة ملهوف، ولا في الاخرة، لعدم الارتباط بينهم وبين الجنة، فإنها من شؤون رضا الله.
    وقضية هذه المشابهة اللعينة أنهم على كثرة قوتهم وأموالهم وأولادهم ﴿فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ﴾، وهو النصيب المكتسب صالحا أو طالحا حسب مختلف الخلق، وهو ما خلق للإنسان في الحياة الدنيا ذريعة للأخرى، فالخلاق الصالح هو نصيب صالح في الأخرى، وكما الخلاق الطالح هو نصيب طالح فيها، ولا يعني سلب الخلاق يوم الأخرى إلاّ سلب صالحه المرتقب حيث أتلف خلاقه في الأولى: ﴿وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
    [2].
    فالخلاق: النصيب المكتسب، أي المخلوق في أصله لكل مكلف، وهو يكلّف بالتذرع به إلى مرضات اللّٰه، وهو الفطرة والعقلية الصالحة وكافة الطاقات الأنفسية ظاهرية وباطنية، التي هباها اللّٰه إيانا لنكون له من الشاكرين.
    ذلك الخلاق قد يستمتع بها متعة الحياة الدنيا لمن: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ
    [3].
    فقد نسوا نصيبهم من الدنيا ذريعة للآخرة، ذلك لأنهم ﴿اسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ﴾، متعة الحياة الدنيا، ﴿فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ﴾، استمتاعا متشابها بين سلف وخلف في الخلاق، خلاق الحياة الدنيا بحذافيرها، التي خلقها اللّٰه لصالحنا، ولكنها اختلفت عن صالح مغزاها بسيء الخلق إبصارا إليها فأعمتهم، دون إبصار بها حتى تبصّرهم، كما ﴿وَخُضْتُمْ﴾، في آيات اللّٰه ناكرين مستهزءين.
    فالخسران منحصر في حق هؤلاء الموصوفين، ومن مثلهم، بقرينة السابق من كون المنافقين الموجودين مثلهم.
    الم يأت للمنافقين خبر قوم نوح عليه السّلام، وقوم عاد في زمان هود عليه السّلام وقوم ثمود في زمان صالح عليه السّلام وقوم ابراهيم عليه السّلام واصحاب مدين في زمان شعيب عليه السّلام والمؤتفكات، وهي القرى التي فيها قوم لوط عليه السّلام حيث أنه قد تمت الحجة عليهم بسبب اتيان رسلهم بالمعجزات، فلم يؤمنوا، فعذبهم الله في الدنيا، كما أنهم يعذبون في الاخرة، وذلك ليس ظلما من الله عليهم، بل ظلم من قبلهم على ضررهم، حيث إنهم اتبعوا الشهوات بعد اقامة الحجة عليهم.
    واهل الايمان ايضا، بعضهم من بعض، كأجزاء الشيء الواحد، ويحبون كلا منهم الاخر من حيث الايمان.

    ويستفاد من هذه الآيات، عدم الفرق بين الكفار والمنافقين، في قرن معهم في القرون الاخرى، والحبط شامل للجميع، ومن كون بعضهم اجزاء بعض ومن تعذيب الله لهم ومن شئون الرحمة للمؤمنين وكون الجنة لهم على نحو ما وصف، لا يخالفها العقل.

    [1] سورة التوبة، الآية: 69.
    [2] سورة البقرة، الآية: 201.
    [3] سورة هود، الآيتان: 15-16.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X