إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ[1].

    يكون غفران الذنوب بسبب استغفار النبي صلّى الله عليه وآله، والسبب هو المقتضي، وتأثيره في حال عدم المانع ولكن مع المانع لا يؤثر، والكفر الباطني للمنافقين ككفر الكفار، يمنع من التأثير، فلا يترتب على استغفار النبي صلّى الله عليه وآله في حقهم أثر، لنقص القابل، ووجود ما يمنع من التأثير.
    والتخيير بين الفعل والترك في المباحات لا اشكال فيه، اذ قد يكون الفعل والترك خاليين عن الصلاح والفساد، أو يتساويان، ولكن في التخيير بينهما على نحو الطلب بأن يكون الفعل مأمورا به بالأمر التخييري وكذلك الترك فيه غموض، لاستلزام ذلك لغويتهما، إذ الانسان، إما فاعل، أو تارك، ولاجتماع الامر والنهي [أي الطلب والكراهة] في الشيء الواحد مع اتحاد الجهة، أو التعدد الغير المجدي من الجهة التعليلية، باصطلاح بعض، فإنها غير مكثرة، أو التقييدية الغير المكثرة، والتخييرية غير رافعة لإشكال اجتماع الضدين وإنما تكون رافعة لإشكال التكليف بما لا يطاق.
    هنا ﴿سَبْعِينَ﴾، عدد غير محدّد، حيث أتي به هنا للتكثير، بقرينة «لن» حيث تحيل الغفر عن بكرته على أية حال وقبلها مساوات الاستغفار وتركه أيا كان، ومن بعد ﴿بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا﴾، فهذه الثلاثة آيات بينات لكون ﴿سَبْعِينَ﴾، واردة مورد التكثير دون حد لعده، ومن ثم ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
    [2].
    ومن ثم ﴿فَلَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ﴾، تحيل غفرهم على أية حال، فلا يصدق المفتري على الرسول (صلى اللّٰه عليه وآله) أن يقول: «لأزيدن على السبعين» فيبدو هنا أنه بدا له أن يستغفر لهم أم بدأ يستغفر لمكان ﴿فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ
    [3]، فهنا اللّٰه يخبره أن مصير هؤلاء مقرر، وحسابهم مختوم محتوم، فلا مجال لتوبتهم أو الاستغفار لهم، فالقلب حين يختم عليه ويسد عنه كل منافذ النور فلا مجال بعده إليه من نور: ﴿وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ[4].
    وهنا ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾، أمرا ﴿أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾، نهيا هما سيان في واقع الاستغفار ﴿فَلَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ﴾.
    والمستفاد من «لن يغفر» بعد ﴿أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾، ومن بعد ﴿بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا...﴾، أنه يحرم الاستغفار لمن تبين أنه من أصحاب الجحيم، وقد تبين الرسول (صلى اللّٰه عليه وآله) ببيان اللّٰه تعالى ذلك فلم يستغفر لهم ولن، إذ ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
    [5].
    أبعد ما تبين للنبي (صلى اللّٰه عليه وآله) بعد بيان اللّٰه أن هؤلاء المنافقين لا يستغفر لهم، يخلد بخلده أن يستغفر لهم مائة مرة تأويلا ل ﴿سَبْعِينَ مَرَّةً﴾، المحظورة بنفس العدد، وهذه القرائن القاطعة تؤكد أنه فقط للتكثير، فلو استغفر لهم مليارات المرات إلى يوم القيامة فلن يغفر اللّٰه لهم. أفهكذا تهتك ساحة الرسول (صلى اللّٰه عليه وآله) القدسية أنه لم يتبين ببيان اللّٰه حرمة الاستغفار لهم فاستغفر مائة أو حاول‌؟
    وقد ورد عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: ((إِنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ: لاِبْنِ عَبْدِ اَللهِ بْنِ أُبَيٍّ إِذَا فَرَغْتَ مِنْ أَبِيكَ فَأَعْلِمْنِي، وَكَانَ قَدْ تُوُفِّيَ فَأَتَاهُ فَأَعْلَمَهُ فَأَخَذَ رَسُولُ اَللَّهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ اَلسَّلاَمُ نَعْلَيْهِ لِلْقِيَامِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اَللهُ: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا
    [6]، فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ أَوْ وَيْلَكَ إِنَّمَا أَقُولُ اَللَّهُمَّ اِمْلَأْ قَبْرَهُ نَاراً وَاِمْلَأْ جَوْفَهُ نَاراً وَأَصْلِهِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ نَاراً))[7].

    [1] سورة التوبة، الآية: 80.
    [2] سورة المنافقون، الآية: 6.
    [3] سورة التوبة، الآية: 74.
    [4] سورة النور، الآية: 40.
    [5] سورة التوبة، الآية: 113.
    [6] سورة التوبة، الآية: 84.
    [7] مسند الإمام الباقر، ج 3، ص 90.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X