
الكون كله شجرة
احمد العبيدي
مقدمة
تجريد الحدث من زمانه ومكانه التاريخي وإعادة صياغته في زمكان جديد والتلاعب بالأدوار وشحن الخشبة بمجموعة من الصور المسرحية الرمزية مع الابتعاد عن اللغة الشعرية الفخمة لصالح الفكرة الذائبة بالدراما هو الحل الذي وجده هذا النص للتعامل مع الخصوصية التي يتمتع بها المسرح الحسيني والذي يكون في الغالب مشبعاً بصور المسرح العاشورائي الشعبي بما يحمله من التزام حرفي بالحدث في ذهنية المتلقي .
تتطلب هذه المرحلة بالذات جهد كبير لخلق مسرح حسيني خاص يبتعد عن التقليدية التي تحاول الاستمرار بتعريف المسرح بكونه فضاء صغير يستعمل تقنيات متعددة لاختصار فضاء الحياة الكبير، من خلال التأسيس لمرحلة تجريب تحاكي الوعي العادي والنخبوي معاً يأخذ على عاتقه مهمة عكس هذا التعريف بجعل العرض المسرحي يمتد إلى المتلقي ليشكل معه بانوراما تحول المسرح إلى بوابه كبيرة للحياة تغذي الوعي الساكن في الأعماق بمعالم البعد الكوني الذي يبحث عن كشف آفاق جديدة للملحمة الحسينية .
الكون كله شجرة ، نص لا يزعم لنفسه الوصول إلى تخوم التجريب ، لكنه حاول جاهداً عدم الابتعاد بالفكرة عن الواقع الذهني و الحسي متخذاً من الصورة المسرحية السيميائية والبصرية عنصراً مكملاً لسينوغرافيا العرض ، لذلك فكل ما جاء بين قوسين في هذا النص هو مجرد احتمال واحد من حزمة متعددة من الاحتمالات المفتوحة للتطوير .
ومن الله التوفيق
المؤلف
عرض تمهيدي قصير
(مدة العرض 09:45 تسع دقائق وخمسة وأربعون ثانية)
في حال توفر الظروف المناسبة لتطبيق هذا العرض فأنه يهدف إلى قصف صوري لعقل المتلقي لشحنه عاطفياً وتهيئته للاندماج مع العمل .
وفي حال عدم توفر الظروف المناسبة لتطبيقه أو تبسيطه أو حتى تطويره فتترك حدوده مفتوحة لرؤية المخرج ، لذلك كتب بشكل منفصل عن البنية الأساسية للنص .
يعتمد هذا العرض القصير على تشكيل إيمائي لحركات الممثلين وعلى عروض فلمية وفوتغرافية من خلال ثلاث شاشات عرض ، متزامنة مع مقطعين موسيقيين لسمفونية نينوى وكالآتي :
المقطع الأول : زمن العرض 04:17
الحركة على المسرح الشاشة الوسطى الشاشة اليمين الشاشة اليسار
من الدقيقة 00.00 إلى الدقيقة 01.00
المسرح : شجرة كبيرة في المنتصف .. تتسلط عليها الإنارة ببطء .. تتدحرج كرة أرضي كبيرة وسط المسرح
يظهر مقطع فضاء شاسع ، كواكب ونجوم حتى تظهر الكرة الأرضية أشجار تنمو تمثل جمال الطبيعة زهور تتفتح بشكل متعاقب .
من الدقيقة01.11 إلى الدقيقة 02.00
يدخل ممثل ويدور حول الكرة ثم يدخل بعده أربعة ممثلون يرتدون البياض يحملون قطعة قماش كبيرة يفرشونها على الأرض .. ثم يقوم الممثل الأول منهم بحمل الكرة ووضعها على القماش ثم ويحملونها من أطرافها ويضعونها تحت الشجرة بكل تبجيل . ويبتعدون خطوات للخلف . تقترب الصورة من الأرض ثم تركز على خارطة العراق ..ثم تتعاقب صور مختلفة للحياة الطبيعية في العراق مقاطع مختلفة لبغداد المحافظات تركز على المعالم الدينية التاريخية الحضارية مقاطع طبيعية للأهوار في البصرة والنواعير في عانة والجبال والمصايف في الشمال
من الدقيقة 02.00 إلى الدقيقة 04.18
تدخل فتاة تحمل باقة زهور تمشي بخفة ورشاقة مع الموسيقى وتقترب من الشجرة وتضع الزهور قرب الشجرة ..ثم تلتفت وتدور حول الممثلين و تنادي بحركة من يدها أربع فتيات أخريات يأتين يحملن الزهور ويضعانها قرب الشجرة .. ويتراجعن للخلف ويجلسن بشكل حلقة حول الشجرة .. بينما تجلس إحداهن على كرسي قرب الشجرة بهيئة العروس .. يقوم كل ممثل برفع قطعة قماش تشبه سجادة الصلاة ويغطي بها أحدى الفتيات بالتتابع ..ثم يعودون ويشابكون أيديهم لحماية الفتيات بحيث تكون وجوههم للجمهور وظهورهم للفتيات .. ووجوه الفتيات نحو الشجرة مقاطع العتبات المقدسة ومرقد ابي حنيفة النعمان وعبد القادر الكيلاني ثم صور من الحرب العراقية الإيرانية .. ثم مقاطع من حرب غزو الكويت ثم مقاطع من الانتفاضة الشعبانية تظهر أثار الدمار في كربلاء والنجف مقاطع للكعبة المشرفة ثم صور للبيت الأبيض وصور متعاقبة لبوش الأب والابن واوباما ثم بن لادن والزرقاوي ثم صور من احتلال العراق وصور لخرائط توضح تقسيم العراق مقاطع مختلفة من العراق تظهر وضع الخدمات المتردي والفقر
ثم مقاطع للنساء في الأسواق بالعباءة العراقية .. وصور النساء العراقيات وهن يجاهدن الفقر والعوز بكل شجاعة
المقطع الثاني : زمن العرض 05:28
الحركة على المسرح الشاشة الوسطى الشاشة اليمين الشاشة اليسار
من الدقيقة 00.00 إلى الدقيقة 02.00
يدخل مجموعة من الممثلين يرتدون ملابس سوداء ويضعون أشرطة رصاص وأحزمة ناسفة على صدورهم .. يحملون نباتات الصبار وينشرونها على المسرح .. ويبقى الممثلون بالملابس البيضاء يترقبون ويزيدون من تماسكهم لحماية الفتيات والشجرة .. ثم يضع الممثلون منصة موسيقية لإبليس الذي يدخل وبيده عصا ضبط الإيقاع الموسيقي ويبدأ بتحريك يديه مثل قائد الأوكسترا .. ويتحرك الممثلون السود على حركاته وبيدهم شِباك يريدون اصطياد الفتيات بها .. وتستمر حركات من الصراع مع ذهول الفتيات واحتمائهن بالشجرة .. لقطات لصحراء قاحلة ثم صور نبات الصبار
ثم مناظر مختلفة
لتفجير القبتين ثم
للتفجيرات في العراق لقطات لصحرء قاحلة ثم صور سيارت الإسعاف وصور للجرحى وضحايا التفجيرات
مقاطع من المسرحية مصورة سابقاً في البروفات صور لصحراء قاحلة ثم صور لحشود ترفع لافتات ضد الإرهاب
مقاطع من المسرحية مصورة سابقاً في البروفات
من الدقيقة 02.00 إلى الدقيقة 03.50
ينتهي الصراع بأن يمسك الممثلون السود بالممثلين البيض ويأخذونهم قرب حافة المسرح ويجعلونهم يركعون ووجوههم للجمهور ويدورون عليهم بالسيوف ثم يقومون بإعدامهم من الخلف بالمسدسات وسط ذعر الفتيات ..ثم يعودون ليشكلوا حلقة لتطويق الفتيات ويحركون أيديهم لتضييق الحلقة .. وكأنهم يريدون الانقضاض على الفتيات كالوحوش .. والفتيات داخل الشبكة يقمن بالمقاومة . صور من فلم الرسالة لتعذيب المؤمنين ثم
صور لهند زوجة ابو سفيان وهي تقطع كبد الحمزة ..
ومع مشهد الإعدام تأتي صور لحادثة عرس الدجيل .. صور ومقاطع مختلفة للزعماء العرب مع رموز الكيان الصهيوني
مقاطع من المسرحية مصورة سابقاً في البروفات تستمر المشاهد الفلمية لآثار الإرهاب
مقاطع من المسرحية مصورة سابقاً في البروفات
من الدقيقة 03.50 إلى الدقيقة 05.28
عندما يظهر سيف الإمام علي ع على الشاشة يبدأ الممثلون بالنظر في الشاشات ثم يبدأ إبليس بالاختناق .. ويمسكون رؤوسهم ورقابهم ويهربون مذعورين من المسرح .
تنزل الفتيات بعد أن يشاهدن الحشود في الشاشات ويضعن الإعلام العراقية على جثامين الشهداء .. ثم ينشرن الزهور حولهم ..
تعتيم
سيف الإمام علي في فلم الرسالة موحدة لكل الشاشات ثم
مشاهد فلمية عن طقوس كربلاء وعنفوان عزاء عاشوراء .
كل شاشة مناظر مختلفة عن الشاشة الأخرى سيف الإمام علي في فلم الرسالة
مشاهد لصلاة موحدة
مشاهد فلمية عن طقوس كربلاء وعنفوان عزاء عاشوراء سيف الإمام علي في فلم الرسالة
مشاهد لتقاليد طقسية لجميع الطوائف
مشاهد فلمية عن طقوس كربلاء وعنفوان عزاء عاشوراء
الكون كله شجرة
مسرحية من فصل واحد
عناصر الأداء
1) الشاب
2) الفتاة
3) يزيد
4) إبليس
5) الحر
6) عثمان
7) وهب

9) عمر بن سعد
10) الشمر
11) مجموعة ممثلين
(1)
( تظهر الإضاءة بشكل بقعة ضوء دائرية فوق شجرة في منتصف المسرح وتحت الشجرة كرسي خشبي ، ثم تتوسع بشكل بطيء ، بعض الستائر الطويلة تتدلى من الأعلى ومشدودة من الأسفل، يدخل يزيد إلى المسرح وهو يرتدي بذلة حمراء عصرية مع ربطة عنق سوداء وعليها عباءة تاريخية , ويمسك بيده منشار كبير مبالغ في حجمه ، تتحرك معه الإنارة يبدأ يكلم الشجرة بحيث يكون المسرح مظلم عدا الإنارة فوق الشجرة والإنارة التي تتحرك معه )
يزيد : ( وهو ينظر إلى الشجرة ) .. شجرة لا تنتهي ...كلمات لا تنتهي .. وخوف لا ينتهي
( يرفع يده إلى الأعلى ويفلت قبضته عن المنشار فيسقط تحت قدميه )
أي رهان خاسر أخذ مني حياتي .. حياتي التي ذهبت أدراج الريح ..
حياتي التي بت أرقب لحظاتها وهي تتعفن قرب هذه الشجرة
هذه الشجرة التي لا تستسلم ..
ولا تعرف العطش ..
( يمسك كرسي كبير قرب الشجرة ويجلس بجانبه على الأرض ببطء شديد ثم يحضن قوائم الكرسي )
شجرة تمد جذورها في كل مكان .. كلما قطعت منها غصناً نبت لها ألف غصن !!
أعدُ خيبتي .. والعن مصيري ..
( يقف ويرفع الكرسي إلى الأعلى )
هل هذا هو الملك الذي سعيت إليه .. ؟
لعنات تصبُ عليّ من كل مكان ..
وستائر تجحب عني كل شيء ..
ليس هذا ما كنت أريد ( يرمي الكرسي على الأرض ويجلس منهاراً )
لن ابق هنا .. مع ذاكرة محترقة .. وقلب يُشم منه رائحة السواد ..
لن ابق هنا .. اشرب الألم .. وأتجرع مرارة العدم ..
أمية ... أمية ...
أمية .. جدي العزيز .. لن أخذلك ..
( يشكل يديه على شكل قبضة ) لن أترك ملك العرب بأيدي بني هاشم ..
لازال في الوقت بقية .. سأعود .. لن اترك لأهل هذا البيت باقية ..
( يأخذ المنشار من الأرض ويهدد به في الهواء ويقول )
أمية .. أمية .. جدي
( يصعد فوق الكرسي )
أنا من جعل السماء تبكي دماً عبيطا .. أنا من وضع الجمرة في القلوب ..أنا من قطع الشجرة .. أنا من غير شكل هذا الدين .. وسرق الملك من بني هاشم ..
( ينزل )
لن أترك هذه الشجرة
( يسير إلى الأمام وكأنه يكلم الجمهور )
حتى لو تحولت إلى منشار صدئ ..
.. ( يحرك المنشار في يده )
لن ابق هكذا غارقة في الخراب .. ؟
غارقة في متاهة من كوابيس ..؟
سأقطعها حتى أحول الأرض إلى ساحة جرداء
حتى أكون ... أنا الخليفة .. أنا سيد قريش
أنا وليس احد سواي .. أنا ... أنا .. أنا
(2)
( ينطلق صوت رنين لهاتف نقال .. إضاءة كاملة للمسرح , يدخل الحارس وهو يمسك بيده رمح ويرتدي ملابس تاريخية ويحمل في يده الأخرى جهاز هاتف نقال )
الحارس : مولاي يزيد .. مولاي يزيد ..
يزيد : ماذا تريد أيها الأحمق ؟
الحارس : مولاي يزيد .. لديك اتصال ..
يزيد : ( يرفع رأسه من الأرض ) .. ألم اقل لكم أتركوني لوحدي .. ؟
الحارس : ولكنه .. ولكنه .. إبليس على الهاتف يا مولاي ..
يزيد : إبليس .. ! ويحك .. أعطني الهاتف ..
( يأخذ يزيد الهاتف من الحارس ويبدأ في الكلام )
يزيد : ( وهو يتلعثم في الكلام ) نعم يا مولاي ..
( يظهر إبليس في منطقة بعيدة من المسرح يرتدي بذلة ساحر سوداء مع قبعة طويلة..ووجهه مطلي بصبغ أبيض.. يمسك الهاتف ويحاور يزيد ، وكأنه في مكان آخر..المسرح يعود في ظلام عدا بقع الضوء فوق يزيد وإبليس والشجرة )
إبليس : يزيد ..
يزيد : نعم ... نعم .. يا مولاي
إبليس : ما هذه الأخبار التي أسمعها عنك .. إلى الآن لم تنجز المهمة !!
يزيد : ( ينقل الهاتف من أذن لأخرى بارتباك ).. سينتهي كل شيء قريباً .
إبليس : أكثر من ألف وأربعمائة عام ولا زالت الشجرة مثمرة ..ماذا تريد ؟ ألف عام أخرى !
يزيد : لقد فعلت كل شيء .
إبليس : أنت فاشل يا يزيد .. وهذه الحشود ؟ وهذه الطقوس ؟ أتباع هذه الشجرة يزدادون
قوة
يزيد : فقط بعض الوقت .
إبليس : وهل أمتلك أنا الوقت .. هل نسيت باني من المنظرين ؟ نفذ
بسرعة أو سأطردك من الخدمة ..
يزيد : أرجوك .. عليك أن تأتي .. مهمتي صعبة هنا .
( يظهر إبليس أمام يزيد ويغلق الهاتف )
إبليس : وهل تعتقد بأني في سياحة .. أنا الآن أسيطر على الأرض .. لم يبق سوى وقت
قصير وأعلن حكومتي الشاملة ،
أنا أمير هذا العالم .. الفوضى الخلاقة بدأت تنتشر .. تنتشر ..
وهذه الكور الخمس أصبحت في يدي ..
( يدحرج كرة أرضية كبيرة باتجاه يزيد )
يزيد : وأنا سأكون وزيرك ..( يمسك الكرة الأرضية ويحضنها ) أليس كذالك ؟
إبليس : أنت مجرد أحمق ... أمرتك بقلع هذه الشجرة .. ولكنها لازالت كما هي بل هي تنمو
وتكبر ..إلا تفهم كل شيء متوقف على هذه الشجرة ..
يزيد : لقد فعلت .. لقد قتلت الرجل .. قتلته مع أهل بيته .. قتلت الأطفال الرضع .. سبيت
النساء .. فعلت كل شيء .. ولكن هذه الشجرة تنبت كل حين ..
إبليس : اقطعها يا يزيد .. لو قطعتها سيصبح العالم كله طوع أمري .. أقطع الشجرة يا يزيد ..
أقطعها يا يزيد ..
( يختفي الضوء من فوق إبليس ويبقى الضوء مركز على يزيد وحده في المسرح بعد انقطاع الاتصال )
يزيد : إبليس .. لا تذهب .. لا تتركني وحدي .. لا تتركني وحدي ..
( يسير في المسرح )
لقد فعلت ما لم يفعله أي شخص في هذه العالم .. وإبليس يعاملني كعبد ذليل ..
( يصرخ ) ماذا سأفعل لهذه الشجرة ؟
وهي تصنع الحياة من الموت
ساعدني يا إبليس لا تتركني وحدي ... أرجوك
(3)
( المسرح إنارة كاملة .. تظهر فتاة جميلة ترتدي حلة بيضاء مزركشة بخيوط مذهبة وكأنها ملاك سماوي وتحمل بيدها سله لجمع الفواكه ورأسها مربوط بشريط أخضر .. تقترب بخفة ورشاقة من الشجرة .. ينتبه يزيد لوجودها فينهض ويتوجه نحوها )
يزيد : أيتها الفتاة .. إلى أين تذهبين ؟
الفتاة : أقطف الثمار من الشجرة
يزيد : ممنوع الاقتراب والتذوق من الشجرة .. إلا تقرئين ؟
( يضع أمامها علامة ممنوع التذوق ، شجرة وعليها خط أحمر ، تشبه العلامات المرورية ، وينشر في المكان خراطيم التحذير المرورية برتقالية اللون )
الفتاة : لا أنت ولا غيرك يستطيع منعي ..
يزيد : بل استطيع ..
الفتاة : أنت مجنون أم أحمق ؟ .. يبدوا إنك لم تقرأ التاريخ .
( تقترب الفتاة من الشجرة )
يزيد : لا .. لا تأكلي من ثمرة هذه الشجرة ..( يقف بينها وبين الشجرة )
.. خذي أية ثمرة من أية شجرة أخرى ..
الفتاة : أمرك غريب أيها الرجل ؟
يزيد : لماذا ترتابين .. ( ينظر إليها بخبث ويدقق النظر فيها ) لا داعي للخوف أيتها
الجميلة ( يقترب منها )
الفتاة : أبتعد .. أنت لص .. سأنادي زوجي .. يا زوجي العزيز .. تعال إلى هنا ..
( يدخل الزوج .. وهو شاب جميل يرتدي ملابس بيضاء فضفاضة وله لحية جميلة وشعر طويل مشدود بشريط أخضر )
الشاب : ماذا هناك ؟
الفتاة : هذا الرجل الغريب .. يقطع على الطريق ويخيفني ..
الشاب : من أنت أيها الغريب ؟ ماذا تريد ؟
يزيد : أهدأ يا رجل .. لم افعل شيء ..
الفتاة : لقد كان ينظر إلي نظرات كلها ريبة ..
الشاب : أو تجرؤ أيها الأحمق .. ( تحتمي الفتاة بالشاب )
يزيد : ( يكلم نفسه ) حتى أنت تناديني بالأحمق .. سأريكم من هو الأحمق يا أتباع هذه
الشجرة .
يزيد : كنت فقط أقول لها أن لا تقترب من هذه الشجرة ..
الشاب : ولماذا تريد منعها من الاقتراب من الشجرة .
يزيد : لأني أريد لكم الحرية ..
( يقولها بالانجليزية بصوت عال ) Freedom.. Freedom
هل هناك أجمل من الحرية ؟
أنتم تظلمون أنفسكم عندما تأكلون من هذه الشجرة , هناك
أشجار كثيرة في هذا البستان وانتم تحرمون أنفسكم منها ..
( يأخذ سلة كبيرة مملوءة بالفواكه وينشرها بالمسرح بعبثية )
خذوا .. خذوا .. الحياة ممتعة ، فيها ما لذ وطاب , ألوان الملذات وكل الشهوات .
الفتاة : لا يبدوا عليك أنك تعرف معنى الحرية .. الحرية هي الحب ..
اتبعوني يحببكم الله .. ونحن نتبع من يحبه الله ..
يزيد : أنا أنصحكم فقط .. هناك ثمار أخرى يجب عليكم تذوقها ..
الشاب : هذه الشجرة تعني لنا كل شيء ...( يفكر قليلاً ويكمل ) كأنك تقلد قصة إبليس ..
الفتاة : ( تنظر إلى الشاب ثم إلى يزيد ) أو ربما أنت إبليس نفسه ؟
يزيد : لا .. لست إبليس .. أنا مجرد رجل يمر بالجوار .. لا عليكم ..( يأخذ المنشار)
الشاب : وما هذا المنشار في يدك ؟ هل تريد الاقتراب من الشجرة ؟
يزيد : ( يغضب ) نعم .. سأقطع هذه الشجرة .
الفتاة : ( تقترب من الشجرة ) لا .. لن يمسها أحد بسوء ..
الشاب : أنت من أتباعه إذاً
يزيد : إبليس ...( يصمت قليلاً ) إبليس كان يحاول أن يقنع حواء بالأكل من الشجرة ..
أما أنا أفعل العكس .. أنا لا أريدكم أن تأكلوا منها أصلاً ..
الشاب : الشجرة كانت محرمة على آدم ، لقد كان الكون مسؤوليته هو ومع ذلك لم
يستطع مقاومة حب هذه الشجرة فاقترب منها
الفتاة : وكان قصده الطاعة
الشاب : ولكن إبليس كان قصده المعصية ، والنيل من آدم والشجرة معاً ..
يزيد : ( وهو يستهزئ ) وقد عصى أدم ربه فغوى ..
الشاب : لم تنجح خطة إبليس اللعينة .
الفتاة : طرد الله إبليس وقبل توبة آدم
يزيد : آدم طرد أيضاً
الشاب : آدم عرف الشجرة .. وتوسل بكلماتها ..
الفتاة : وكانت نفس الشجرة طريقه ليعود إلى جنة الخلد
يزيد : وإذا كنت تعرف كل ذلك فلماذا أنتم الآن تأكلون من هذه الشجرة ..؟
الشاب : لماذا ؟ لأنها شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء .. هي نفس الشجرة التي
تؤت أكلها كل حين .. من يريد الرجوع إلى جنة الخلد عليه أن يأكل من ثمار هذه الشجرة ..
يزيد : شجرة توصل إلى الجنة !! ما سمعنا بهذا في الملة الأولى .. إن هذا إلا اختلاق !
الشاب : أنت لا تعرف معنى الشجرة ..
يزيد : غير معقول .. وهل هناك من لا يعرف ماذا تعني شجرة !...
الفتاة : ليست أية شجرة .. هذه شجرة الخلد .. شجرة طوبى .. سدرة المنتهى .. وهل هناك
حياة بدون شجرة ؟
يزيد : لا يهمني ماذا تعني الشجرة ..
الشاب : إذاً أنت هو العدو ..
يزيد : ألأني لا أعرف الشجرة ؟ وماذا تكون الشجرة ؟ أصبح عدوكم ؟
الشاب : من لا يعرف الشجرة يموت ميتة الجاهلية .. ستكون عروقه يابسة ..
يزيد : عروقي ليس فيها سوى الدماء ..
الفتاة : وعروق الشجرة دماؤها خضراء ..
الشاب : انظر إلى نفسك .. ملابسك حمراء .. وانظر إلى كلمات الشجرة الخضراء.. الناس
تتبرك بالأشرطة الخضراء
يزيد : مجرد خرافات ..
الفتاة : بل هو جهلك .. هذه الأشرطة أغصان من الشجرة ..
الشاب : ( يخاطب يزيد ) هل تعرف بان هناك شجرة أخرى ؟
يزيد : أي شجرة ؟ ..
الفتاة : هناك شجرة خبيثة .. اجتثت من فوق الأرض .. ما لها من قرار ..
يزيد : سأقطع هذه الشجرة ( يحرك المنشار)
الشاب : أنت من أصحاب الشجرة الخبيثة ..
يزيد : كفى .. كفاكم شتماً .. أنتم لا تعرفون من أنا ...
الفتاة : أنت الشيطان .. أو أحد جنوده
الشاب : إبليس وحدة من يريد القضاء على هذه الشجرة .
يزيد : أنتم ترتكبون خطأ فضيعاً ..أنا لست إبليس .. أنا أمير المؤمنين .. أنا الخليفة .. أنا
ملك قريش .. أنا من وهب لبني أمية حكم ألف شهر ..
الفتاة : أنا .. أنا .. أنا ... إذاً أنت من أصحاب الشجرة الملعونة في القرآن ..
يزيد : ( يقترب من الشاب والفتاة ويتكلم بعصبية وانفعال )
أنا من حول دين الوحي إلى دين الدراهم والدنانير.. أنا يزيد هل تعرفون من يزيد ..
( ينظر الشاب والفتاة كل واحد بوجه الآخر باستغراب )
جدي أبو سفيان قاد جيوش المشركين ضد محمد
الفتاة : محمد رسول الله ..
يزيد : لعبت هاشم بالملك فلا ....... خبر جاء ولا وحي نزل ..
الشاب : أنت خارج التاريخ يا يزيد ..
يزيد : جدتي هند .. مزقت جسد الحمزة ولاكت كبده حقداً
الفتاة : بل قذفته من فمها ، فعروق الشجرة لا تدخل في معدة أصلها في الجحيم ..
يزيد : أبي معاوية .. قاد الجيوش ضد علي ..
الشاب : ذلك دليل النفاق .
يزيد : وأنا قتلت الحسين .. قتلت أطفاله .. وجميع أهل بيته .. سبيت عياله .. وأطفأت بيدي
هذه أخر ضوء في بيت النبي ..
الفتاة : وهل يموت الشهيد ؟ أنت تخدع نفسك ..
الشاب : نور الله لا يطفأ بالأيدي والأفواه
يزيد : قد قتلت السبط من ساداتهم ... وعدلناه ببدر فاعتدل ..ههههههههه
الشاب : أنت كلمة خبيثة .. شجرة خبيثة .. تنبت في أصل الجحيم .. ورأسها كرؤوس
الشياطين
يزيد : جدي وجدتي وأبي وأنا ... قطعنا جميع أغصان هذه الشجرة .. لن نسمح لها بالنمو
مرة أخرى ..
الفتاة : لا أحد يستطيع قتل الشجرة ..ما فريت إلا جلدك .. وما حززت
إلا لحمك ..
يزيد : ( يضحك بصورة هستيرية ) لم تنته بعد .. معركتي معكم لم تنته ..
الفتاة : ألم أقل لك بأنك لص ...
يزيد : وهل سرقت منك شيئاً ؟
الفتاة : ليس اللص من يسرق جيبك .. اللص هو من يسرق وجودك ..
يزيد : سأقطعها ..أعدكم بذلك
الفتاة : كد كيدك .. أسع سعيك ..ناصب جهدك .. فوالله لن تمحو ذكرنا ..
يزيد : ويحك يا فتاة ما هذه الكلمات ..
( يضع يديه على أذنيه ويتخبط في المسرح)
هذه العبارات تقض مضجعي ..
( يلوح بالمنشار )
.. سأقطع أغصان الشجرة
( يحاول الهجوم عليهم ولكنه يعلق بإحدى الستائر المعلقة وسط المسرح حتى تسقط عليه وتغطيه وهو مستمر بالصياح بصورة هستيرية )
سأقطع الشجرة ..
سأقطعها حتى لو قتلتكم جميعاً .. أنا الملك .. أنا سيد قريش
(4)
( ينسحب الشاب والفتاة من المسرح ... المسرح مظلم وتبقى الإنارة فقط على يزيد وهو يتحرك تحت الستارة .. يدخل إبليس وهو يحمل عدة كرات أرضية صغيرة يرميها على الأرض ويتوجه نحو يزيد)
إبليس : ماذا فعلت يا يزيد .. ألم أقل لك إنك أحمق .. لقد كشفوا أمرك ..
( يزيد يجاهد ليخرج من تحت الستارة .. يخرج رأسه أخيراً ويضع الستارة على رأسه مثل العباءة النسائية )
يزيد : وماذا أفعل ؟ كيف أخذ الملك من بني هاشم وأكون سيد قريش ؟
إبليس : أنا أخطط لغزو العالم .. وأنت تفكر في قريش
يزيد : وهل تريد أن أنس ثأر بدر ؟
إبليس : ( يخرج سيجارة كبيرة من جيبه ويضعها في فمه )
كفاك حمقاً واستمع إلي ، هذه الشجرة هي شجرة الخلد .. وملكها لا يبلى ..
يزيد : ( يخرج من جيبه مقدحة ويشعل النار لإبليس )الآن تقول لي هذا الكلام ؟
إبليس : ( ينفث الدخان إلى الأعلى ) ستساعدني في صراعي مع آدم
يزيد : صراع أنت وآدم ؟
إبليس : ( يرفع عصى طويلة من الأرض )..
رأيت بأم عيني جميع الملائكة يسجدون له ..
( يضرب أحدى الكرات الأرضية بالأخرى بالعصا كم يلعب البليارد )
كيف يذهب المُلك لآدم .. رجل الطين ؟
وأنا ... أنا كتلة من لهب .. ألست أحق بهذا الملك منه ومن أي شخص غيره ..
يزيد : منذ البداية وأنت تريد السيطرة على العالم ..
إبليس : بالضبط ..أصبحت تفهم يا زيد ..( يضرب كرة أخرى )
يزيد : ( يأخذ السيجارة من إبليس .. يدخن ويستمر في الكلام وهو يتحرك مبتعداً عن
إبليس ) تريد أن تثبت بأنك أفضل من آدم .. وكل هذا الذي حصل ويحصل في الكرة الأرضية مجرد صدى لهذه المعركة .
إبليس : والقادم أكثر
يزيد

من أجلك أنت فقط .. خدعتني يا إبليس ..
إبليس : كلا .. لم أخدعك يا يزيد .. أنت مثلي تماماً .. لقد قتلت الحسين طمعا في الخلافة
( يرمي العصا ليزيد )
يزيد : بالفعل أنا أحمق كبير .. أنا أقتل الحسين من أجل ملك الشام .. وأنت تحصل على
ملك الأرض كلها ..( يضرب كرة بأخرى )
إبليس : ليس بعد .. لازالت المعركة مستمرة
يزيد : لن اعمل معك مجدداً يا إبليس ..
إبليس : بل ستعمل
يزيد : لن اعمل .. حتى تزيد أجري
إبليس : ههههه لأنك من آل بني سفيان ..فلك وضع خاص في حساباتي .
يزيد : كيف ؟
إبليس : أنت ستكون قائد جيوشي للمعركة الأخيرة .. لقد ادخرتك لهذا اليوم .. ستكون
وزيري على عرش العالم
يزيد : ( يردد كمن يمني نفسه ويفكر بعمق ) أنا وزيرك على كل هذا
العالم....تستحق المجازفة .. ولكني خائف .. خائف يا إبليس
إبليس : لِمَ الخوف ؟
يزيد : لقد سمعت عن الخسف .. سيخسف بهذا الجيش في البيداء ..( يسقط أرضاً )
إبليس : ( يجلس عند رأسه ) خرافات .. مجرد خرافات .. نحن نمتلك كل شيء ..
يزيد : هل لدينا خطة جديدة ؟
إبليس : لدي كل شيء .. طائرات .. أقمار .. بوارج .. قواعد .. حكومات ..ههههه .. والأهم
من كل ذلك .. لدي عملاء .. جواسيس .. مجاهدين .. لهم لحى طويلة .. وثياب قصيرة .. وهم يعبثون الآن بكل شيء .. لهم قدرة أدهشتني على القتل ..
يزيد : قتل الناس
إبليس : بل قتل الحياة نفسها .. إنهم مولعون بالتفخيخ ومناظر الدماء وهي تسيل في الأسواق
يزيد : ولكن أتباع هذه الشجرة يلتفون حولها بالملايين .. يضحون بكل شيء
.. الموت لا يخيف هؤلاء الناس .
إبليس : عليك أن تمنع أتباعهم من الوصول إليها .. اقتلهم .. شردهم .. حاصرهم .. وسينتهي
أمرهم ..
يزيد : لقد جربت القتل .. هو لا ينفع ..
إبليس : لنجرب الطائفية .. القتل على الهوية .. لندس بينهم السم ..
يزيد : أي سم هذا الذي سيقتلهم ويمنعهم عن الشجرة ؟
إبليس : إنه سم السياسة ... سم الديمقراطية .. سم الحرية .. سم الفردية .. لا تجعلهم
يتجمعون أبدا ... عندما يتفرقون تتبدد طاقتهم ..
يزيد : يا لك من ماكر يا إبليس ..
إبليس : أذهب واجمع جيشك يا يزيد .. باتت المعركة قريبة .. قريبة جداً ..
( ينسحب إبليس من المسرح ويبقى يزيد وحده تحت بقعة الضوء )
يزيد : هي معركتنا الأخيرة .. هو المُلك قادم نحوي ..
جدي ...أمية.. افرحوا يا سادات قريش .. اسمعوا صوتي يا أشياخي ببدر .. مستمرة هي كربلاء ..
أين جنودي المخلصين ؟
تعال يا عمر بن سعد ... تعال يا شمر .. تعال يا حرملة ..
لنمنع زوار هذه الشجرة ..
فهؤلاء الأتباع هم الماء ..
سنترك هذه الشجرة تنتظر وحدها ... ولن تحصل سوى على العطش
( يرفع يديه ويصرخ )
كربلاء ... انتظري مزيداً من الدماء ..
وارتدي السواد ... فلم تنته عاشوراء ... لم تنته عاشوراء
لم تنته عاشوراء
(5)
( يظهر صوت طبول الحرب يتصاعد تدريجياً لمدة دقيقة واحدة .. إضاءة سريعة .... تتدحرج كرة أرضية كبيرة على خشبة المسرح حتى تستقر .. يدخل وهب وبرير يحملان طاولة ويضعانها في الجهة اليمنى من المسرح ثم يضعان خريطة كبيرة على الطاولة .. ثم يدخل الشاب والفتاة ومجموعة من الممثلين والجميع يرتدون سراويل عسكرية و فانيلات بيضاء ويضعون الوشاح الأخضر يقومون بوضع تحصينات دفاعية )
علي الخباز, [08/09/2025 02:05 م]
الشاب : ( يتكلم أثناء دخوله وهو يحمل بعض الأغراض )المعركة ستكون مختلفة هذه المرة
الفتاة : ( تدخل خلف الشاب وتحمل صندوق فيه أغراض أيضا ) لا يمكن لأي شخص أن
يتخلف عن هذه المعركة ..
الشاب : برير .. وهب .. عثمان .. هل تسمعون صوتهم هم يقتربون ..
عثمان : لن يفلح حزب الشيطان
برير : طريق الموت يصنع الحياة
وهب : سنتماسك .. تجمعنا سر قوتنا ..
الفتاة : لقد اقتربت الأصوات ..
وهب : أذكر حكمة تقول لكي تعرف خصمك عليك أن تعرف نفسك ...
برير : ماذا تقصد ؟
وهب : أن نعرف كيف يفكر حزب الشيطان ..
الفتاة : ستكون معركة فاصلة ..
عثمان : لا يهم متى يكون الفصل . .. علينا أن نؤدي دورنا فحسب ..
برير : هل نحتاج إلى أسلحة ؟
الشاب : نحن بحاجة لسلاح واحد .. سلاح المعرفة .. يجب أن نعرف أكثر
عثمان : والتسامح مع بعضنا سلاح فعال ..
الشاب : صدقت يا أخي ..
الفتاة : ربما هي الآن معركة أفكار أكثر منها شيئاً آخر ..
( يمسك الشاب بيده عصا التأشير .. ويؤشر على الخريطة )
الشاب : يجب أن تنتبهوا إلى حجم الخطة .. الزمان .. منذ بدأ الخلق .. إلى يوم الوقت
المعلوم
وهب : والمكان ؟
الشاب : جميع الكوكب ..
برير : كيف ؟ سنقاتل
الشاب : ( يحرك العصا على الخريطة ) أنظروا موقع الشجرة ..
الفتاة : دائما في الوسط .. لا شرقية ولا غربية ..
وهب : والضوء الذي يصدر منها ؟
الشاب : إنه كوكب دري .. يشبه الزجاجة ..
برير : والزجاجة داخل المشكاة ..
الشاب : ولأنهم فشلوا في قطع الشجرة .. سيحاولون خلع المشكاة و كسر الزجاجة .. لكي
يطفئوا المصباح ..
برير : وبدون الشجرة لا يوجد نور .. فزيتها هو الذي يضيء ولو لم تمسسه نار ..
عثمان : الشمس هي من تغسل وجه الأرض كله كل يوم ..
( يقتربون من الكرة الأرضية )
وهب : ومع ذلك يبقى نصفها مظلم ..
الفتاة : وشمسنا الآن خلف السحاب ..
برير : وهل تقترح خطة ما ..
الشاب : خطتنا هي التمسك بالشجرة .. والشجرة في كل مكان ..
الفتاة : كل مكان شجرة ..
الشاب : قلبك هو البذرة ..لذلك أقلعوا جميع الأشجار الأخرى من قلوبكم وكونوا جميعاً مجرد
صدى لهذه الشجرة .
الفتاة : لقد وصلوا ..
(6)
( صوت رعد وبرق وخلخلة في الضوء .. يلتفت الجميع حولهم ثم يحصل تعتيم للجهة اليمنى من المسرح وتتركز الإنارة على الجهة اليسرى .. يدخل يزيد وهو يمسك بمسدس كاتم صوت وخلفه عمر بن سعد يمسك بيده بندقية والشمر يرتدي ثوب عربي قصير ويلف حول صدره حزام ناسف وبيده سيف عريض بشكل مبالغ فيه .. ويدخل معهم مجموعة من الممثلين بهيئة حراس أو جنود يرتدون ملابس تاريخية ويمسكون الرماح )
يزيد : ( يقترب من الكرة الأرضية .. يمسكها بيديه ) سأكون أنا الوزير على هذا الكوكب
..
بن سعد : وهل سأحصل على ملك الري ..؟
يزيد : ماذا دهاك يا بن سعد... نتكلم عن كوكبٍ بأكمله وعقلك
مازال يفكر بملك الري ؟
الشمر : إنهم هناك .. مولاي يزيد .. لنقتلهم مرة واحدة ..
بن سعد : نعم يا شمر .. إنها الحرب .. سيخضع الجميع لمنطق القوة ..
يزيد : على مهلكم .. سأطلعكم على خطتي ..
(يحملون طاولة ويضعونها قربهم في الجهة اليسرى وفوقها خريطة ، يقترب يزيد وبيده عصى التأشير ويقول )
هنا موقع الشجرة
( يقترب الشمر من الخلف ويصرخ بحماس )
الشمر : لنقلعها على الفور ..
يزيد : لا تكن أحمق يا شمر .. دعني أكمل.. ( يواصل الشرح على الخريطة ) الشجرة هنا
في المنتصف ..
بن سعد : أين ؟
الشمر : لا نراها .. أين ؟
يزيد : لقد كانت الشجرة هنا .. في المنتصف .. وكانت تمد جذورها إلى كل مكان .. أين
اختفت ؟
بن سعد : ماذا سنفعل الآن .. ؟
الشمر : كم مرة علينا قطع هذه الشجرة ؟
يزيد : اختفت الشجرة من خريطتي ؟
بن سعد : ماذا يعني هذا
يزيد : علينا أن نسرع بالتحرك .. يجب أن نحاصر أتباعها لكي لا يصلوا إليها .. هم
يعرفون مكان الشجرة .. لو وصلوا إليها سترتوي الشجرة .. ولن يبقى لنا باقية ..
من هو قائد جندك يا بن سعد
بن سعد : إنه الحر ..
يزيد : غريب ... هناك شخص اسمه الحر في جيشنا ؟
بن سعد : نعم يا مولاي إنه الحر بن يزيد الرياحي ...
يزيد : نادي عليه فليحضر فوراً ..
بن سعد : تعال يا حر ( يدخل الحر)
الحر : السمع والطاعة لمولاي الأمير ..
يزيد : يا حر .. هناك شجرة تختفي في مكان ما .. هذه الشجرة لو بقيت سنموت جميعاً ..
عليك أن تجعجع بأصحابها كي لا يصلوا إليها ..
بن سعد : هذه مهمة يسيرة على الحر .. انه فارس شجاع .. عليك بهم يا حر .. فرقهم ولا
تجعلهم يصلون إلى الشجرة ..
الحر : السمع والطاعة لمولاي الأمير ..
يزيد : هيا انطلق يا حر ..
( يقترب الحر من يمين المسرح ، يصبح المسرح في إنارة كاملة ، يصل الحر إلى المجموعة في يمين المسرح ويخاطبهم )
الحر : أنتم هناك يا أصحاب الشجرة المتمردة ..
الشاب : نحن أصحاب الشجرة الخالدة ..
الحر : لا يهمني ذلك ..عليكم بالعودة من حيث أتيتم ..
الفتاة : نعود .. ولكننا هنا منذ فجر التاريخ ..
وهب : هذه هي بلادنا بلاد الأنبياء والرسل .. بلاد النهرين والنخيل ..
الحر : لست هنا لأدخل معكم في جدال .. لدي أوامر واضحة أن أجعجع بكم عن الشجرة
المتمردة .. لأنكم تريدون أن تسقوها الماء ..
الفتاة : نحن من نسقي الشجرة الماء ؟
الشاب : من قال لك هذا ... أنت لا تعرف هذه الشجرة .. إنها شجرة الحياة .. هي من تسقينا
الماء ..
الحر : عن أي شجرة تتحدثون ؟
عثمان : إنها شجرة طوبى .. شجرة النبوة ..
الشاب : إنها في شاطئ الوادي الأيمن من البقعة المباركة..
الحر : على مهلكم .. يا أتباع هذه الشجرة .. أين هي شجرتكم ؟ هل هذه هي شجرتكم ؟
الفتاة : أينما تولوا وجوهكم فثمة وجهة الله ..
الشاب : انظر حولك .. الشجرة في كل مكان .. انظر إلى عروقك ألا تتفرع مثل شجرة ؟..
انظر إلى رئتيك ألا تتفرع مثل شجرة ؟ انظر إلى الأنهار ألا تتفرع مثل شجرة ؟
الحر : ( ينظر من حوله .. يحدق فيهم بذهول ) هل هذا سحر ؟ كلكم تشبهون شجرة
واحدة .. كلكم متشابهون .. أين هي الشجرة .. (يقترب من الشاب ) أنت ؟ ( يقترب من الفتاة ) أنتِ ، ( يقترب من وهب ) أنت .. ثم يصيح بهم .. هل كلكم شجرة .. أم الشجرة هي أنتم ؟ أكاد أجن .. من أنتم . ماذا تريدون ؟
عثمان : نريد دين الوحي لا دين الملوك
الشاب : دين الأولياء والأوصياء لا دين الفسقة وأجلاف الصحراء ..
الحر : هل كلكم شجرة !! .. ماذا يحصل ؟
الشاب : الكون كله شجرة !!
الحر : ( يفكر قليلاً ) ولكن .. ولكن .. أنتم تخرجون على طاعة الأمير ..
الشاب : إنه أمير الظلام .. ليس هناك أمير سوى من نصبه الله خليفة على الأرض .
الحر : أنتم تخالفون السائد والمشهور ..
وهب : طوبى للغرباء ..
برير : أعرف الحق تعرف أهله ..
الحر : ( يلتفت نحو الجهة اليسرى .. يخاطب يزيد ويلتحم الجميع بمكان واحد)
يا يزيد .. هؤلاء القوم على بينه من أمرهم .. لم أر منهم منكراً ..
يزيد : هم عصاة مردة ..
الشاب : لم نطلب سوى الإصلاح ..
الحر : هل أنت مقاتل هؤلاء القوم يا يزيد ؟
يزيد : إي والله ! قتالا أيسره أن تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي
( الحر يفكر ويتأمل ويقترب من الشاب )
الحر : ما أعظم أن تشعر بنفسك وأنت متحداً مع الجميع بجسد واحد .. كأننا كلنا أغصان
لشجرة واحدة ..
الفتاة : انظر إلى فرع الشجرة في قلبك يا حر .. الشجرة في كل مكان ..لقد وصلت يا حر ..
أخلع نعليك يا حر .. أخلع نعليك ..
الحر : إني أرى الشمس تشرق من كل مكان ... الكون كله مذ خلق آدم كان اختباره هذه شجرة
( يقترب يزيد من الحر )
يزيد : ما بك يا حر ماذا تقول ؟ فكر بالمال .. سأعطيك ما تريد
وهب : ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان .. بل بكل كلمة تخرج من فم الله .. هكذا قال المسيح
يزيد : وما شأنك يا نصراني بهذه الشجرة ؟
وهب : أنا .. أنا ما شأني بالشجرة !! .. كل المسيحيين يحتفلون بالشجرة ويزينونها
يزيد : أليست هي شجرة الميلاد ؟
وهب : أبحث في الإنجيل وكل تعاليم الكنيسة لن تجد أصلاً لشجرة الميلاد ..
الحر : أيعقل هذا الكلام ؟
وهب : نعم يا حر إنها الشجرة واحدة .. ذرية بعضها من بعض ..
يزيد : يا بن سعد ما بال الحر يفكر كثيراً .. ( يتحرك بن سعد نحو الحر )
بن سعد : يا حر.. ما بك ترتجف كالسعفة اليابسة
الحر : ويحكم إني أخير نفسي بين الجنة والنار ... والله لن أختار على الجنة شيء .. جسدي
وروحي أصبحت جزءاً من هذه الشجرة ..
( تعتيم للمسرح .. ثم يظهر صوت إبليس ينادي يزيد .. يدخل إبليس فتركز الإنارة فوق إبليس ويزيد فقط )
إبليس : يزيد .. يزيد .. ما الذي يحصل ..؟
يزيد : لا شيء سأعالج هذا الأمر ..
إبليس : ماذا ستفعل يا يزيد ؟ ألم تعلم بأن الشجرة هي أكبر اختبار لبني الإنسان ..؟ أنا نفسي
طرد من الجنة بسبب هذه الشجرة ..
يزيد : سينتهي هذا الأمر الآن ..
إبليس : عد هناك وأقتلهم جميعاً .. لقد خدعونا من جديد .. أصبحت الشجرة في كل مكان ..
كل واحد فيهم أصبح شجرة .. أقتلهم قبل أن تمتد جذورهم إلى كل مكان ..عد واقتلهم جميعاً يا يزيد .. واقتل هذا الحر قبل أن يفسد عليك أتباعك .. أقتله يا يزيد ..
يزيد : إنها الحرب ... هي الحرب
( موسيقى عالية ،تذبذب الإضاءة ،ارتباك في المسرح ، ينسحب إبليس .. ويصبح المسرح إنارة كاملة )
يزيد : عليك أن تنع نفسك يا حر ..
الحر : إني أهنئ نفسي وروحي لأنها أصبحت خالدة ..
يزيد : إذا فليذهب جسدك أيضا
( يخرج مسدس كاتم ويطلق النار على الحر فيسقط أرضاً )
الفتاة : ويلكم ..كيف تقتلون ؟ لا تراعون دين أو حرمة ..من أي دين انتم ؟ ألستم عرباً ؟
الشاب : أنت حر في الدنيا والآخرة .
عثمان : ( يتحرك نحوهم مبرزاً سيفه ) لم اعد احتمل هؤلاء القوم
بن سعد : عثمان ..ههه .. أين تذهب .. ليست هذه دجلة ولا يوجد هنا جسر .. ستموت ولن
تنقذ أحد هذه المرة
عثمان : بلى.. موتي سينقذ الكثيرين .. ولكنكم لا تعرفون الفرق بين الموت والشهادة
يزيد : أنت تجادل كثيراً ( خذوه واصلبوه وعلقوه على الشجرة)
( يلتف عليه أتباع يزيد .. ويقيدونه )
عثمان : روحي فداء لآل بيت النبي ..ستبقى ملعون يا قابيل ..
يزيد : أنا يزيد .. ولست قابيل ؟
عثمان : بقتلك الحسين قتلت الحق .. أنت هو قابيل من حيث لا تشعر
يزيد : أنا .. أنا ( ينظر ليديه )
عثمان : أنت عمل غير صالح ..
يزيد : أقتلوه ماذا تنتظرون ..؟
عثمان : أنت فرعون ... أنت قارون .. أنت عجل بني إسرائيل ..
يزيد : ويحكم اقتلوه ..
( يلتف عليه القوم ويقتلونه .. فيجتمع من حوله أصحابه )
الفتاة : إنما يتقبل الله من المتقين ..
وهب : لا أرى الموت إلا سعادة ..
يزيد : وسنكون سعداء بقتلك ..
وهب : لن يهدا لك بال يا يهوذا ..
يزيد : أنا يزيد ولست يهوذا .. أيها النصراني .. أمير المؤمنين يزيد ..
برير : أنت عاقر ناقة صالح .. أنت الشقي ..
يزيد : أقتلوهم .. لم أعد احتمل هذ الكلام ..
( تعتيم للمسرح مع صوت سيوف وحوافر الخيل لمدة نصف دقيقة .. وينطلق صوت الفتاة بالتكبير )
(7)
( بقعة من الضوء فوق يزيد فقط وفوق إبليس بعد دخوله )
يزيد : هل أنت راض عني يا إبليس ؟
إبليس : لن أرض حتى أسيطر تماماً على هذه الأرض .. لازال هؤلاء يزعجوني بطقوسهم
وتجمعهم ..لقد أصبحت الأرض بيدي إني أتغلغل في كل مكان ....أزرع في عقول الناس ما أريد .. أنظر حولك .. كل الشعوب تهتف حولنا
ارحل .. ارحل .. ارحل
الشعوب تكافح وتغير حكامها وأنا اخطف نتاج هذا التغيير ..
يزيد : يا لك من ماكر !!
إبليس : إنه الدواء الناجع اجعلهم يتفرقون .. يفكرون بأنفسهم فقط .. وأفضل طريق لنفصلهم
عن بعضهم هي الديمقراطية ..الحرية.. أجعلهم يشعرون بأنفسهم أكثر .. يتفرقون أكثر .. يتخاصمون أكثر .. يتقاتلون أكثر ... هم يموتون .. يتعبون ..
ونحن ننتصر ..
يزيد : وماذا سأفعل الآن
إبليس : أفعل ما تستطيع .. كربلاء واحدة لا تكفي .. طف واحدة لا تكفي .. دعني أشم رائحة
الدخان .. دع الأرض والنخيل تسعل البارود ... أذهب يا يزيد وفجر الهواء .. أذهب يا يزيد .. أريد أنهاراً من الدماء ..
( ينسحب إبليس .. إضاءة للمسرح .. يظهر أعوان يزيد منشغلون بإعداد المتفجرات .. بينما ينشغل الجانب الآخر بالدفاع عن أنفسهم )
الشاب : لا تتفرقوا واحذروا الفتنة ..
الفتاة : مهما يحصل عليكم أن تراقبوا قلوبكم .. لا يخدعنكم الشيطان
يزيد : هيا أذهبوا .. فخخوا الشوارع .. فخخوا الجوامع والكنائس .. لا تفرقوا بين مذهب
ومذهب وبين دين ودين .. فجروا الأسواق .. مزقوا الأطفال .. حرملة .. عليك بالأطفال .. لا تتركهم فهم بذور يحملون بداخلهم هذه الشجرة ..
الشاب : استمروا .. بالمسيرة لا تتوقفوا ولو قطعوا أرجلكم واليدين ..
يزيد : الآن هي النهاية أريد الانفجار الكبير ..
( يحدث صوت انفجار هائل .. إنارة متذبذبة .. صوت سيارات الإسعاف .. دخان .. إظلام تام للمسرح .. تبقى الإنارة تتذبذب مع موسيقى نينوى .. ثم إنارة كاملة .. تظهر الجثث في كل مكان وفي المسرح تقف الفتاة وهي تحوم حول الأجساد .. تبقى الإنارة على الفتاة فقط )
الفتاة : أيتها الأرض .. لقد قصوا جدائل النخيل ..
أيتها السماء .. لقد نحروا أعناق المآذن ..
أيتها الأجساد لقد هدمت القباب ..
من ذا الذي يعبث بجمال هذا العالم ؟؟
أيها الدين .. أيها الوطن ..
مهما حملت نعوشنا .. فلن نحمل نعشك ..
أنت باقٍ .. ونحن الميتون ..
نحن القبر لبلد ضاع بين صفحات التاريخ ..
نحن الظهر العاري لسوط الجلاد ..
نحن ضحكة نعجب من أين تأتي بروحها ..
نحن صبر مسبوك ..
قهر مصمت ..
بكاء جامد..
نار باردة ..
نحن الشعب الذي يقرأ كل صباح .. كتاب الوجع ..
( تفتح بقعة من الضوء فوق يزيد .. يظهر وهو ينفض يديه .. ويخاطب الفتاة ولازال المسرح مظلم عدا الضوء في يزيد والفتاة )
يزيد : أين هم أصحابك يا فتاة .. هل رأيت صنع الله بهم ..
الفتاة : ليس لي معك كلام يا يزيد .. إني لاستصغر قدرك ، وأستعظم تقريعك ، وأستكثر
توبيخك ،.. فأنت مجرد حشرة .. سأكلم سيدك فالمعركة مستمرة .. أغرب عن وجهي .. لن تجد قبراً يأويك .. أن لك فيها أن تقول لا مساس .
يزيد : ( يضع يزيد يديه على إذنيه وهو يقول ) لا مساس ؟.. لا مساس ؟؟.. لا مساس؟؟؟
( ثم يصرخ بصوت عالي ) لا مســـــــــــــــــــــــــــــــــاس ..
( ويخرج من المسرح وتبقى الفتاة وحدها تحت بقعة الضوء .)
الفتاة : أين أنت يا إبليس .. إذا كانت لديك الشجاعة فالتأتي ..
صوت : أبعد كل معركة هناك امرأة تزعجني .. ماذا ترين الآن يا فتاة ؟
الفتاة : ما رأيتُ إلاّ جميلاً ، هؤلاء قومٌ كَتَب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ..
( إنارة كاملة للمسرح .. يظهر إبليس في الوسط مع الفتاة .. يتقابلون وبينهما مسافة قليلة يدوران على محيط دائرة مع موسيقى مناسبة وهم ينظران لبعضهما بنظرات حادة كمن يستعد للهجوم على خصمه في حلبه صراع وعندما يبدأ الحوار يبقى الضوء على الفتاة وإبليس فقط )
الفتاة : لماذا تريد أشلاءنا ؟ لماذا تجعل صورة الموت تحيط بنا ؟
إبليس : أنا أمير هذا العالم .. وأنا من يقود الكرة الأرضية الآن ..
الفتاة : ستكون الأرض غير الأرض .. والسماء غير السماء ..
إبليس : هذا هو النظام الجديد .. قليل من الديمقراطية وكثير من الطائفية ..
الفتاة : لن تنجح
إبليس : لن أستسلم .. سأقطع الشجرة
الفتاة : الشجرة تنمو ..
إبليس : سأجدها واقطعها .. لن أخسر المعركة
الفتاة : لقد خسرت بالفعل .. هذه الأرض تشرق بنور ربها
إبليس : يضايقني الضوء ..
الفتاة : نورهم يسعى بين أيديهم
إبليس : كفى
الفتاة : كل مكان شجرة يا إبليس ..
إبليس : كفى
الفتاة : مستمرة هي الحياة ..
هذه الأجيال تهتف للمستقبل ... الشجرة حياة .
(صوت الحشود الهادر .. حسين ... حسين .. حسين )
أنت لا شيء يا إبليس ..
( يبقى الضوء على الفتاة فقط ويختفي إبليس)
الكون كله شجرة ..
( تتحرك الفتاة قرب الشجر )
الكون كله شجرة
( تعتيم )
من مصادر العمل
1. القرآن الكريم .
2. زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد ،السيد محمد كاظم القزويني
3. شجرة الكون . محي الدين بن عربي
4. قصة الخلق ، عالم سبيط النيلي .
5. جمهورية النبي ، عبد الرزاق الجبران .
6. سيميائية الصورة المسرحية ، د. جميل حمداوي
*****
1. الاسم الرمزي : أحمد العبيدي
2. الاسم الحقيقي : احمد كاطع جدوع العبيدي
3. الصفة : كاتب مسرحي وقاص
4. التولد : 1974
5. التخصص : بكلوريوس علوم جيولوجي
6. العنوان : ذي قار / قلعة سكر
7. البريد الألكتروني : ahmedubaidi@yahoo.com
8. موبايل : 07801477454
9. الجائزة الثالثة مهرجان المسرح الحسيني 2011
10. الجائزة الأولى للمسرح مهرجان النور للإبداع 2011
11. الجائزة الأولى للمسرح مهرجان فلسطين للإبداع العربي 2012