من نوادر المصاحف المصغرة المميزة من مناطق مختلفة في العالم
مريم حميد
أولًا: مصحف اليمن الذي يعد عمره أكثر من 300 عام هجري نسخ في العام 1100هـ، الموافق تقريبًا 1688م، يتميز بصغر حجمه ودقة كتابته، يحتمل أن يكون مشابهًا في الصغر لمصحف "بخارى" الصغير (المحفوظ في روسيا)، مع تفرد في الطراز اليمني، كتب بخط متناهي الدقة، غالبًا باستخدام خط النسخ أو الثلث المصغر، كتب بمهارة عالية من الخطاط أما المواد المستخدمة فهي: الورق رقيق جدًا مثل ورق الرق أو الورق العتيق المعالج بدقة، وبحبر أسود مخصص للكتابة، مع ألوان مذهبة أو زرقاء/ حمراء للزخارف، نسخ في العصر العثماني (آواخر القرن الـ17 الميلادي)، وهي فترة أزدهار المخطوطات في اليمن، خاصة في مدن مثل: صنعاء وزبيد، يعتبر شاهدًا على براعة الخطاطين اليمنيين في تصغير الكتابة مع الحفاظ على وضوحها، ومن المصاحف المصغرة أيضًا متحف تشستربيتي وتتراوح أبعاده بين 1 سم × 1 سم (مثل: مصحف المكتبة النمساوية) و10 سم × 5 سم (مثل: مصحف تشستربيتي)، كتب الخط الغباري وهوالأكثر شيوعًا (مشتق من الخط الرياسي)، ويكتب بقلم دقيق جدًا، ويرى بالعدسة المكبرة، ومزخرف بالألوان المذهبة، والأحبار الملونة، والورق الأزرق والذهبي (كما في المصاحف الفارسية)، وغالبًا ما كانت تستخدم للحماية الشخصية (تمائم) أو رموز دينية في المعارك.
ثانيًا: مصاحف أوروبا مثل: مصحف شتاينبرينر (التشيك، 1943م) وهو: من أصغر المصاحف مطبوعة في العالم (2.6 × 3.8 سم)، صنع للقوات البوسنية في الحرب العالمية الثانية، مصحف المكتبة النمساوية (1545م) وهو مخطوطة مصغرة بخط غباري، محفوظة في فيينا
ثالثًا: المخطوط القرآني من جنوب الصحراء الكبرى: وهو مصحف صغير من منطقة جنوب الصحراء الكبرى، يحتوي على أوراق مفككة تضم سور مختارة تحتاج إلى إعادة ترتيب، وغلاف جلدي مزخرف وهو أمر شائع في هذه المنطقة حيث كان الجلد يستخدم لحماية الأوراق من العوامل البيئية مثل: الرطوبة والحرارة، مما ساعده مقاومة الزمن، وحقيبة حمل مبطنة بورق معاد تدويره، ويعد هذا المصحف قطعة نادرة هذا المخطوط القرآني شاركته إليونور سيلار الباحثة في المخطوطات القرآنية، يظهر جمال وتنوع التراث المخطوط في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، المخطوط نفسه، وتحوي أوراقه المفككة على سور مختارة تشير إلى أن هذا المخطوط ربما كان يستخدم لأغراض تعليمية أو تلاوة شخصية، إذ كان من الشائع في تلك المناطق اختيار سور معينة لتسهيل الحفظ أو الاستخدام اليومي.
رابعًا مصحف بلاد فارس المصاحف المصغرة مصحف مثمن مصغر مثيرًا للاهتمام مكتوب على ورق أزرق وكتابة ذهبية، ينسب إلى بلاد فارس، في القرن التاسع عشر في متجر الكتب Antiquariat Inlibris في فيينا، حيث تقتني مخطوطات قرآنية وكتب أدعية مثيرة جدًا للاهتمام، وقد قامت بهذه الجولة إليونور سيلار المستشرقة المهتمة بالمخطوطات القرآنية.
خامسًا مصحف المكتبة الوطنية النمساوية: ويعرض في كتالوجه لمخطوطات مكتبة هوفبليوتيك في فيينا، قدم (غوستاف فلوغل) مخططًا بالحجم الفعلي ورمزه
ÖNB، ms A.F. 557 وهو مصحف مصغر يرجع تاريخه إلى عام 1545، للمساعدة في نقل "الأناقة والعناية المتميزة" التي تتميز بها "تحفة الخط".
وتعرض صفحاته عبر موقع المكتبة النمساوية الوطنية:
https://digital.onb.ac.at/RepViewer/...oc=DTL_6268899