بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين
وبعد
قال النبي ص لعلي أمام الصحابة مجتمعين: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي)
فهارون كان أخو موسى ونائبه، لقد أعطى رسول الله،
لعلي كافة المنازل والدرجات التي كان يتمتع بها هارون عند موسى، ولم يستثن رسول الله إلا النبوة، لقد روى هذا الحديث حتى أعداء علي، وشق هذا الحديث طريقه إلى الأذهان بالرغم من استماتة القوم بطمس الأحكام والفضائل الخاصة بالإمام علي، ومثل هذا الشرف لم يخلع على أحد قط.
السلفي يسأل ويقول لماذا سكت علي نقول كما سكت نبي الله هارون
(هل كان سكوت هارون عن عبادة العجل صحيحا أم خطأ؟ إن كان صحيحا فلماذا غضب عليه نبي الله موسى وو.. الخ).
أقول: إن إشكالك هذا ناتج عن عدم التدبر في كتاب الله، ولو تدبرت جيدا لما وقعت في هذا الاشتباه ولما أشكلت هكذا الإشكال، وذلك لأن موسى إنما غضب على أخيه قبل أن يعلم السبب فلما أخبره هارون بالسبب دعا لأخيه هارون كما في سورة الأعراف، وترك هارون وتوجه باللوم على السامري كما في سورة طه وللتأكد من ذلك اقرأ معي: قال تعالى في سورة الأعراف آية 150 - 151: (ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه، قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين. قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين..)..
وقال تعالى في سورة طه 90 - 95: (ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري. قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى. قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا.
ألا تتبعن أفعصيت أمري. قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي.
قال فما خطبك يا سامري..)..
إذن.. فموسى لم يغضب على أخيه بعد علمه بالسببين كما هو واضح، وظاهر القرآن أنه قد أقر فعل أخيه لذلك دعا له بعد ذلك، إذ أن سكوت هارون كان اضطرارا.. والعجيب.. إن أمير المؤمنين (ع) حينما قيل له:
بايع، قال: فإن لم أفعل!! قالوا: إذن تقتل!! قال: إذن تقتلون عبد الله وأخا رسوله.. فأجابوه: أما عبد الله فنعم وأما أخو رسوله فلا...
وبعد ذلك التفت إلى قبر رسول الله وقال (ع): يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني.. أي إنه ردد نفس كلام نبي الله هارون ليبين إن موقفه يشابه موقف نبي الله هارون.. أو إن قول علي (ع) إشارة للسبب الثاني الذي ذكره هارون من عدم تفريق كلمة المسلمين:
(لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين وكان الجور علي خاصة).. وكأن النبي (ص) أراد أن يؤكد لنا هذا التشابه بينهما
أيضا حينما قال لعلي (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)
وقال أيضا: (علي وهارون كالفرقدين).
أو حينما قال له (إن الأمة ستغدر بك بعدي). أو قوله له
(أما أنت ستلقى بعدي جهدا). أو قوله لأهل بيته (أنتم المستضعفون بعدي)..
ولقد استفاض في الروايات
بأن أمير المؤمنين لم يبايع القوم حتى هجموا على داره وجمعوا حطبا وأشعلوا النار وأرادوا إحراقها.. حتى قيل لعمر: إن في الدار فاطمة!! قال: وإن.. أو قول الزهراء لعمر: أجئت لتحرق علينا دارنا...
إلى غير ذلك..
وهناك الكثير من المصادر السنية التي ذكرت هذه الحادثة..
حتى إن شاعر النيل حافظ إبراهيم ذكرها في قصيدته
العمرية مفتخرا بذلك!! وهي موجودة في ديوانه حيث قال:
وقولة لعلي قالها عمر * أكرم بسامعها أعظم بملقيها
حرقت دارك لا أبقي عليك بها * إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
رغم أن النبي (ص) قد قال مرارا وتكرارا
(فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني).
وقد قال الله تعالى: (والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم).
وقال أيضا: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنوا في الدنيا والآخرة).
وقال (ص): (إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها).
وقد صرح البخاري بأن فاطمة ماتت وهي غاضبة على أبي بكر! والله تعالى يقول (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم)!!
أقول يا سلفية
فهلا رحمتم أنفسكم وتداركتموها قبل فوات الأوان، ولات حين مندم!
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين
وبعد
قال النبي ص لعلي أمام الصحابة مجتمعين: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي)
فهارون كان أخو موسى ونائبه، لقد أعطى رسول الله،
لعلي كافة المنازل والدرجات التي كان يتمتع بها هارون عند موسى، ولم يستثن رسول الله إلا النبوة، لقد روى هذا الحديث حتى أعداء علي، وشق هذا الحديث طريقه إلى الأذهان بالرغم من استماتة القوم بطمس الأحكام والفضائل الخاصة بالإمام علي، ومثل هذا الشرف لم يخلع على أحد قط.
السلفي يسأل ويقول لماذا سكت علي نقول كما سكت نبي الله هارون
(هل كان سكوت هارون عن عبادة العجل صحيحا أم خطأ؟ إن كان صحيحا فلماذا غضب عليه نبي الله موسى وو.. الخ).
أقول: إن إشكالك هذا ناتج عن عدم التدبر في كتاب الله، ولو تدبرت جيدا لما وقعت في هذا الاشتباه ولما أشكلت هكذا الإشكال، وذلك لأن موسى إنما غضب على أخيه قبل أن يعلم السبب فلما أخبره هارون بالسبب دعا لأخيه هارون كما في سورة الأعراف، وترك هارون وتوجه باللوم على السامري كما في سورة طه وللتأكد من ذلك اقرأ معي: قال تعالى في سورة الأعراف آية 150 - 151: (ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه، قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين. قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين..)..
وقال تعالى في سورة طه 90 - 95: (ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري. قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى. قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا.
ألا تتبعن أفعصيت أمري. قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي.
قال فما خطبك يا سامري..)..
إذن.. فموسى لم يغضب على أخيه بعد علمه بالسببين كما هو واضح، وظاهر القرآن أنه قد أقر فعل أخيه لذلك دعا له بعد ذلك، إذ أن سكوت هارون كان اضطرارا.. والعجيب.. إن أمير المؤمنين (ع) حينما قيل له:
بايع، قال: فإن لم أفعل!! قالوا: إذن تقتل!! قال: إذن تقتلون عبد الله وأخا رسوله.. فأجابوه: أما عبد الله فنعم وأما أخو رسوله فلا...
وبعد ذلك التفت إلى قبر رسول الله وقال (ع): يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني.. أي إنه ردد نفس كلام نبي الله هارون ليبين إن موقفه يشابه موقف نبي الله هارون.. أو إن قول علي (ع) إشارة للسبب الثاني الذي ذكره هارون من عدم تفريق كلمة المسلمين:
(لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين وكان الجور علي خاصة).. وكأن النبي (ص) أراد أن يؤكد لنا هذا التشابه بينهما
أيضا حينما قال لعلي (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)
وقال أيضا: (علي وهارون كالفرقدين).
أو حينما قال له (إن الأمة ستغدر بك بعدي). أو قوله له
(أما أنت ستلقى بعدي جهدا). أو قوله لأهل بيته (أنتم المستضعفون بعدي)..
ولقد استفاض في الروايات
بأن أمير المؤمنين لم يبايع القوم حتى هجموا على داره وجمعوا حطبا وأشعلوا النار وأرادوا إحراقها.. حتى قيل لعمر: إن في الدار فاطمة!! قال: وإن.. أو قول الزهراء لعمر: أجئت لتحرق علينا دارنا...
إلى غير ذلك..
وهناك الكثير من المصادر السنية التي ذكرت هذه الحادثة..
حتى إن شاعر النيل حافظ إبراهيم ذكرها في قصيدته
العمرية مفتخرا بذلك!! وهي موجودة في ديوانه حيث قال:
وقولة لعلي قالها عمر * أكرم بسامعها أعظم بملقيها
حرقت دارك لا أبقي عليك بها * إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
رغم أن النبي (ص) قد قال مرارا وتكرارا
(فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني).
وقد قال الله تعالى: (والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم).
وقال أيضا: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنوا في الدنيا والآخرة).
وقال (ص): (إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها).
وقد صرح البخاري بأن فاطمة ماتت وهي غاضبة على أبي بكر! والله تعالى يقول (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم)!!
أقول يا سلفية
فهلا رحمتم أنفسكم وتداركتموها قبل فوات الأوان، ولات حين مندم!