إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا يفلح المترفون

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا يفلح المترفون



    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد


    في القرآن الكريم نجد قاعدة إلهية تحذّر المجتمعات من خطورة الترف والاغترار بالدنيا، وهي قوله تعالى:

    ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً﴾ (الإسراء: 16).

    الترف ليس مجرّد امتلاك المال أو العيش في راحة، بل هو حالة من الغرور بالدنيا، والإفراط في الشهوات، والغفلة عن الله، والانغماس في الملذات حتى يصبح الإنسان عبداً لها. وهذا المسار لا ينتهي إلا بالهلاك الفردي والاجتماعي.

    معنى الترف في القرآن
    • قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾ (سبأ: 34).
    أي أن المترفين هم أوّل من يقف بوجه دعوات الأنبياء، لأنهم يخشون أن تسلب الرسالة امتيازاتهم وملذاتهم.
    • وقال سبحانه: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ﴾ (الواقعة: 45).
    يصف أهل النار بأنهم عاشوا في الدنيا غارقين في الترف واللهو.

    روايات عن أهل البيت عليهم السلام
    • عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال:
      «إيّاك والتنعم، فإنّ التنعّم يُفسد القلب ويُبطئ عن الطاعة»
    • ​​​​​
    • وعن الإمام الصادق (عليه السلام):
      «إن الله عز وجل يبغض كثرة النوم وكثرة الفراغ وكثرة الترف».

    هذه الأحاديث تكشف لنا أن الترف يميت القلب، ويقتل روح الجهاد والصبر، ويفتح أبواب الكسل والغفلة

    خطورة الترف على المجتمعات


    التاريخ يشهد أن كل الحضارات التي غرقت في الترف كان مصيرها الانهيار:
    • قوم سبأ أغرقوا في النعمة، فلما كفروا بها قال تعالى: ﴿فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ﴾ (سبأ: 16).
    • بنو إسرائيل لما اغترّوا بالدنيا وانشغلوا بالملذات، تسلّطت عليهم الأمم.

    فالترف يقتل روح التضحية، ويُميت الغيرة على الدين، ويجعل الأمة مستسلمة أمام الأعداء.

    الموقف العملي
    1. التوازن في المعيشة: ليس المطلوب ترك الطيبات، بل الاعتدال فيها. قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ﴾ (الأعراف: 32). لكن الفرق كبير بين التمتع المشروع وبين الترف المذموم.
    2. إحياء روح الزهد: وهو أن تكون النعمة في يد الإنسان لا في قلبه. قال أمير المؤمنين (ع): «الزهد كل الزهد في تقصير الأمل».
    3. الإنفاق في سبيل الله: حتى لا تتحول الأموال إلى وسيلة طغيان، جاء في الحديث عن الإمام الباقر (ع): «إن الله يبغض البذخ والسرف، ويحب الاقتصاد»
    الترف ليس علامة تقدّم، بل نذير سقوط، وإذا سيطر على القلوب والمجتمعات صار سبباً للدمار. الفلاح الحقيقي لا يكون بالمظاهر والملذات، وإنما بطاعة الله، والاعتدال في الدنيا، والجدّ في العمل، والبذل في سبيل الحق.

    قال تعالى:
    ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (القصص: 83).

  • #2
    بارك الله فيك احسنتم مأجورين ومثابين على كل حرف أن شاء الله 💐🌸

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X