مناظرات الإمام الكاظم عليه السلام مع علماء اليهود والنصارى.
مقدمة.
تدقيق وبحث محمد تكليف الخالدي.
أعوذُ بالله من الشيطان الغوي الرجيم أفضل الذكر بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين بارئ الخلائق أجمعين.
خلق فسوى وقدر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاءًا أحوى. فله المجد والعرفان والتقوى.
ثم الصلاة والسلام على من نور الأيام وعلى أهل بيته وأصحابه أهل التقى وخير الأنام.
قال الله الكريم في محكم ذكره العظيم.
بسم الله الرحمن الرحيم من المؤمنينَ رِجالٌ صَدَقُ ما عاهدواللهَ عليهِ, فَمِنهُم مَن قضى نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ وما بَدَلُ تبديلا.
صدق الله العلي العظيم.
من المتعارف عليه أن الحكومات الأموية والعباسية وإلى يوم الناس هذا تعاقبت وتنافست على من تكون الحكومة الأكثر ظلمًا وعدواناً لمحمد وأهل بيته عليهم صلوات الله ومحبيهم.
وضربو بوصايا نبيهم صلى الله عليه وآله عرض الجدار بمحبتهم وإكرامهم ومع ذلك فإنهم يدعون الإسلام.
فتباً لكم ولإسلامكم.
وفي مثل هذه الأيام تمر علينا ذكرى أليمة تجسد الظلم الذي تحدثنا عنه أعلاه وهي فاجعة استشهاد الإمام الهمام موسى ابن جعفر ابن محمد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب صلى الله عليهم أجمعين.
وهاؤلاء القوم من الذين اجتباهم الله تعالى بمحبته واختارهم لقربه وتأدية رسالاته السامية.
ولكل واحد منهم خصائص ودلائل اختصه الله تعالى بها ليبرهن الناس أن دين الله حق ولو كَرِهَ الكافرون.
تميز الامام موسى بن جعفر والملقب بالكاظم بقوة محاججته في الامور الدينية والدنيوية حاله حال ابائه واجداده فقد ناظر
الامام الكاظم ابي حنيفة النعمان في بغداد واليكم نص المناظرة.
"دخل أبو حنيفة على الإمام الصادق فقال له :رأيت ابنك موسى يصلّي والناس يمرّون بين يديه ، فلم ينههم عن ذلك ؟ فأمر
الامام الصادق بإحضار ولده موسى فلمّا مثل بين يديه ، قال له :يا بني ، إنّ أبا حنيفة يذكر أنّك كنت تصلّي، والناس يمرّون
بين يديك ؟
فقال الكاظم :نعم ، يا أبتِ وإن الذي كنت أصلّي له أقرب إليّ منهم يقول الله عزّ وجلوَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ).
عندها فرح الإمام الصادق وسرّ سروراً بالغاً، لما أدلى به ولده من المنطق الرائع، فقام إليه وضمّه إلى صدره وقال مبتهجاً:
بأبي أنت وأمّي يا مودع الأسرار.
وقدناظر الامام الكاظم علماء اليهود، حيث قصد وفد من علماء اليهود الإمام الصادق ليحاججوه في الإسلام، فلمّا مثلوا بين
يديه انبروا إليه يطلبون منه الحجّة والدليل على نبوّة رسول الله محمد (صلّى الله عليه وآله ) قائلين :أي معجز يدل على نبوّة
محمّد ؟، فأجابهم الإمام الصادق:كتابه المهيمن، الباهر لعقول الناظرين ، مع ما أعطي من الحلال والحرام ...
فقالوا :كيف لنا أن نعلم هذا كما وصفت ؟
فانطلق الإمام الكاظم وكان آنذاك صبياً قائلاً لهم :وكيف لنا بأن نعلم ما تذكرون من آيات الله لموسى على ما تصفون ؟،
فقالوا :علمنا ذلك بنقل الصادقين .
قال لهم الكاظم:فاعلموا صدق ما أنبأتكم به بخبر طفل لقّنه الله تعالى من غير تعليم ، ولا معرفة عن الناقلين فبهروا وآمنوا
بقول الإمام الكاظم الصبي الذي هو المعجز بحق ، وهتفوا معلنين إسلامهم قائلين :نشهد أن لا اله إلاّ الله ، وإنّ محمّداً
رسول الله ،وإنّكم الأئمّة الهادون ، والحجج من عند الله على خلقه .
ولمّا أدلى الإمام الكاظم بهذه الحجّة وأسلم القوم على يده ، وثب إليه والده الإمام الصادق فقبّل ما بين عينيه ، وقال له :
أنت القائم من بعدي، ثمّ أمره بكسوة لهم وأوصلهم ، فانصرفوا وهم شاكرون .
ويذكر لنا التاريخ مناظرت الامام الكاظم مع علماء النصارى، فقد جاء قطب من أقطاب النصارى ومن علمائها النابهين، يدعى
بريهة ، كان يطلب الحق ويبغي الهداية ، اتصل بجميع الفرق الإسلامية ، وأخذ يحاججهم فلم يقتنع ، ولم يصل إلى الهدف
الذي يريده ، حتّى وصفت له الشيعة ، ووصف له هشام بن الحكم ، فقصده ومعه نخبة كبيرة من علماء النصارى ، فلمّا
استقر به المجلس سأل بريهة هشام بن الحكم عن أهم المسائل الكلامية والعقائدية ، فأجابه عنها هشام .
ثمّ ارتحلوا جميعاً إلى التشرّف بمقابلة الإمام الصادق وقبل الالتقاء به اجتمعوا بالإمام الكاظم، فقصّ عليه هشام مناظراته
وحديثه مع العالم النصراني بريهة .
فالتفت الكاظم إلى بريهة ، قائلاً له :يا بريهة كيف علمك بكتابك ؟ قال :أنا به عالم .
فقال الكاظم:كيف ثقتك بتأويله ؟ ، قال : ما أوثقني بعلمي به !
فأخذ الامام الكاظم يقرأ عليه الإنجيل ويرتّل عليه فصوله ، فلمّا سمع ذلك بريهة آمن بأنّ دين الإسلام حق ، وإنّ الإمام من
شجرة النبوّة ، فانبرى إليه قائلاً : إيّاك كنت أطلب منذ خمسين سنة .
ثمّ إنّه أسلم وأسلمت معه زوجته ، وقصدوا جميعاً والده الإمام الصادق فحكى له هشام الحديث ، وإسلام بريهة على يد
ولده الكاظم ، فسرّ الإمام الصادق بذلك ، والتفت قائلاً له ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) .
وانبرى بريهة إلى الإمام الصادق قائلاً :جعلت فداك ، أنّى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء ؟!قال الإمام الصادق:هي عندنا
وراثة من عندهم ، نقرؤها كما قرأوها ، ونقولها كما قالوها ، إنّ الله لا يجعل حجّة في أرضه يسأل عن شيء ،فيقول :لا
أدري، وبعدها لزم بريهة الإمام الصادق وصار من أخلص أصحابه ولما انتقل الإمام إلى دار الخلود اتصل بالإمام الكاظم حتّى
توفّي في عهده .
السلام على المعذب في قعر السجون, والمغيب لسنوات عن العيون, وعلى آبائه الطيبين الطاهرين ورحمة الله تعالى وبركاته.
مقدمة.
تدقيق وبحث محمد تكليف الخالدي.
أعوذُ بالله من الشيطان الغوي الرجيم أفضل الذكر بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين بارئ الخلائق أجمعين.
خلق فسوى وقدر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاءًا أحوى. فله المجد والعرفان والتقوى.
ثم الصلاة والسلام على من نور الأيام وعلى أهل بيته وأصحابه أهل التقى وخير الأنام.
قال الله الكريم في محكم ذكره العظيم.
بسم الله الرحمن الرحيم من المؤمنينَ رِجالٌ صَدَقُ ما عاهدواللهَ عليهِ, فَمِنهُم مَن قضى نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ وما بَدَلُ تبديلا.
صدق الله العلي العظيم.
من المتعارف عليه أن الحكومات الأموية والعباسية وإلى يوم الناس هذا تعاقبت وتنافست على من تكون الحكومة الأكثر ظلمًا وعدواناً لمحمد وأهل بيته عليهم صلوات الله ومحبيهم.
وضربو بوصايا نبيهم صلى الله عليه وآله عرض الجدار بمحبتهم وإكرامهم ومع ذلك فإنهم يدعون الإسلام.
فتباً لكم ولإسلامكم.
وفي مثل هذه الأيام تمر علينا ذكرى أليمة تجسد الظلم الذي تحدثنا عنه أعلاه وهي فاجعة استشهاد الإمام الهمام موسى ابن جعفر ابن محمد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب صلى الله عليهم أجمعين.
وهاؤلاء القوم من الذين اجتباهم الله تعالى بمحبته واختارهم لقربه وتأدية رسالاته السامية.
ولكل واحد منهم خصائص ودلائل اختصه الله تعالى بها ليبرهن الناس أن دين الله حق ولو كَرِهَ الكافرون.
تميز الامام موسى بن جعفر والملقب بالكاظم بقوة محاججته في الامور الدينية والدنيوية حاله حال ابائه واجداده فقد ناظر
الامام الكاظم ابي حنيفة النعمان في بغداد واليكم نص المناظرة.
"دخل أبو حنيفة على الإمام الصادق فقال له :رأيت ابنك موسى يصلّي والناس يمرّون بين يديه ، فلم ينههم عن ذلك ؟ فأمر
الامام الصادق بإحضار ولده موسى فلمّا مثل بين يديه ، قال له :يا بني ، إنّ أبا حنيفة يذكر أنّك كنت تصلّي، والناس يمرّون
بين يديك ؟
فقال الكاظم :نعم ، يا أبتِ وإن الذي كنت أصلّي له أقرب إليّ منهم يقول الله عزّ وجلوَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ).
عندها فرح الإمام الصادق وسرّ سروراً بالغاً، لما أدلى به ولده من المنطق الرائع، فقام إليه وضمّه إلى صدره وقال مبتهجاً:
بأبي أنت وأمّي يا مودع الأسرار.
وقدناظر الامام الكاظم علماء اليهود، حيث قصد وفد من علماء اليهود الإمام الصادق ليحاججوه في الإسلام، فلمّا مثلوا بين
يديه انبروا إليه يطلبون منه الحجّة والدليل على نبوّة رسول الله محمد (صلّى الله عليه وآله ) قائلين :أي معجز يدل على نبوّة
محمّد ؟، فأجابهم الإمام الصادق:كتابه المهيمن، الباهر لعقول الناظرين ، مع ما أعطي من الحلال والحرام ...
فقالوا :كيف لنا أن نعلم هذا كما وصفت ؟
فانطلق الإمام الكاظم وكان آنذاك صبياً قائلاً لهم :وكيف لنا بأن نعلم ما تذكرون من آيات الله لموسى على ما تصفون ؟،
فقالوا :علمنا ذلك بنقل الصادقين .
قال لهم الكاظم:فاعلموا صدق ما أنبأتكم به بخبر طفل لقّنه الله تعالى من غير تعليم ، ولا معرفة عن الناقلين فبهروا وآمنوا
بقول الإمام الكاظم الصبي الذي هو المعجز بحق ، وهتفوا معلنين إسلامهم قائلين :نشهد أن لا اله إلاّ الله ، وإنّ محمّداً
رسول الله ،وإنّكم الأئمّة الهادون ، والحجج من عند الله على خلقه .
ولمّا أدلى الإمام الكاظم بهذه الحجّة وأسلم القوم على يده ، وثب إليه والده الإمام الصادق فقبّل ما بين عينيه ، وقال له :
أنت القائم من بعدي، ثمّ أمره بكسوة لهم وأوصلهم ، فانصرفوا وهم شاكرون .
ويذكر لنا التاريخ مناظرت الامام الكاظم مع علماء النصارى، فقد جاء قطب من أقطاب النصارى ومن علمائها النابهين، يدعى
بريهة ، كان يطلب الحق ويبغي الهداية ، اتصل بجميع الفرق الإسلامية ، وأخذ يحاججهم فلم يقتنع ، ولم يصل إلى الهدف
الذي يريده ، حتّى وصفت له الشيعة ، ووصف له هشام بن الحكم ، فقصده ومعه نخبة كبيرة من علماء النصارى ، فلمّا
استقر به المجلس سأل بريهة هشام بن الحكم عن أهم المسائل الكلامية والعقائدية ، فأجابه عنها هشام .
ثمّ ارتحلوا جميعاً إلى التشرّف بمقابلة الإمام الصادق وقبل الالتقاء به اجتمعوا بالإمام الكاظم، فقصّ عليه هشام مناظراته
وحديثه مع العالم النصراني بريهة .
فالتفت الكاظم إلى بريهة ، قائلاً له :يا بريهة كيف علمك بكتابك ؟ قال :أنا به عالم .
فقال الكاظم:كيف ثقتك بتأويله ؟ ، قال : ما أوثقني بعلمي به !
فأخذ الامام الكاظم يقرأ عليه الإنجيل ويرتّل عليه فصوله ، فلمّا سمع ذلك بريهة آمن بأنّ دين الإسلام حق ، وإنّ الإمام من
شجرة النبوّة ، فانبرى إليه قائلاً : إيّاك كنت أطلب منذ خمسين سنة .
ثمّ إنّه أسلم وأسلمت معه زوجته ، وقصدوا جميعاً والده الإمام الصادق فحكى له هشام الحديث ، وإسلام بريهة على يد
ولده الكاظم ، فسرّ الإمام الصادق بذلك ، والتفت قائلاً له ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) .
وانبرى بريهة إلى الإمام الصادق قائلاً :جعلت فداك ، أنّى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء ؟!قال الإمام الصادق:هي عندنا
وراثة من عندهم ، نقرؤها كما قرأوها ، ونقولها كما قالوها ، إنّ الله لا يجعل حجّة في أرضه يسأل عن شيء ،فيقول :لا
أدري، وبعدها لزم بريهة الإمام الصادق وصار من أخلص أصحابه ولما انتقل الإمام إلى دار الخلود اتصل بالإمام الكاظم حتّى
توفّي في عهده .
السلام على المعذب في قعر السجون, والمغيب لسنوات عن العيون, وعلى آبائه الطيبين الطاهرين ورحمة الله تعالى وبركاته.
تعليق