إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ[1].

    يقول المشركون للنبي (صلى الله عليه وآله) جئنا بقرآن ليس فيه توحيد لله ولا ينذر بلقاء يوم الآخرة ولا يكلفنا خلاف أهوائنا.
    أما ما طلبه جماعة من مشركي الطائف منه (صلى الله عليه وآله) ألا يكسر صنمهم «اللات» ويضع عنهم فرض الصلاة حتى يؤمنوا؟!
    فأجابهم (صلى الله عليه وآله) أن أهم أصول هذا الدين هو التوحيد الذي ينافي اللات وغير اللات، وأهم فروعه هي الصلاة، فكيف أجيبكم إلى طلبكم هذا.
    لذا كان قولهم: ﴿ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ﴾، هو بين شيطنة الجد والهزل، والفرق بين هذين الاقتراحين أن ﴿غَيْرِ هَذَا﴾، هو المغاير تماما إياه إلى ما تهواه أنفسهم، ثم ﴿أَوْ بَدِّلْهُ﴾، يعني تبديله إلى ما هو أسهل منه تقبلا، تنازلا عن ﴿غَيْرِ هَذَا﴾.
    ولو أنه (صلى الله عليه وآله) تقبل ذلك أو حاول أن يفعل لكان فيه تكذيب لنفسه فيما تلا عليهم من آيات التحدي والآيات التي تدل على خلود القرآن: ﴿لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا
    [2].
    فهي ليست لعبة لاعب أو مهارة شاعر في مباريات الشعر وسواه في أسواق الجاهليات، إنما هو الدستور الجدي الجاد من رب هو لنا بالمرصاد، عليما بما يصلحنا ويفسدنا، وليس تبديله كله أو بعضه يعني إلا خطأه سبحانه فيما أنزل، أو اتباعه لأهواء هؤلاء الأغباش فيما ينزل! ومن بديع الأدب الرسالي لهذا الرسول (صلى اللّٰه عليه وآله) أنه لم يرد عليهم ما هو باهر له من الرد حتى أمره الله بالرد عليهم: ﴿قُلْ مَا يَكُونُ لِي﴾، إذ ليس من شأني كرسول فعل الرب: ﴿أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي﴾، وإنما كياني الرسالي ككل ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾، وكياني في المسؤولية أمام الله ﴿إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّيعَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾.
    وهنا حجتان بيّنتان تردان عليهم ما تطلبوه، إحداهما ﴿آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ﴾، حيث تبين أن هذا القرآن يحمل ما يريده الله من المكلفين، وأخراهما: ﴿قُلْ مَا يَكُونُ لِي﴾، و ﴿عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾، قلب عليهم لما يهوون من نكران ذلك اليوم العظيم، أنني يمنعني عن الانفراط والانفلات عن أمر ربي والانخراط في سلكهم ﴿إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾، فمن لا يخاف عذاب يوم عظيم هو الذي لا يخاف أي عصيان مهما وحد الله واعترف به.
    وكما ليس له الإتيان بقرآن غير هذا أو تبديله، كذلك ليس له أن يتخلف قيد شعرة عن سنته في تقرير مصير أو إقرار خلافة بعده.
    وهكذا استمرت منه ﴿إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾، بعد الفتح كما قبله خلافا لما يروى إذ لا يعني «ذنبك» عصيانا حتى لا يخاف عذابا عليه بعد الفتح بما ضمنته آية الفتح! وليس مصدر أشباه هذه المختلقات الزور إلا الجهل بمغازي القرآن، أو العناد.
    وهنا ﴿قُرْآنٍ﴾، تشمل إليه السنة النبوية لأنها واجبة الاتباع بنص القرآن، فقاطع السنة كقاطع الكتاب هما واحد في حقل الوحي قد يعبر عنها ب‍ «قرآن» مهما كان قرآن الوحي الأصيل هو هذا القرآن وعلى هامشه قرآن الوحي السنة.
    والرسول (صلى اللّٰه عليه وآله) غير مخول إليه أي تبديل لأي وحي، و ﴿أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي﴾، لا يعني فقط تبديلا دون تخويل، بل وتبديل التخويل فإنه أيضا من تلقاء نفسه، لأن تبديل القرآن على أية حال هو من الاختصاصات الربانية.
    وورد عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: ((سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَنْ قَوْلِ اَللهِ تَعَالَى: ﴿ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ﴾، قَالَ: قَالُوا: أَوْ بَدِّلْ عَلِيّاً))
    [3].
    [1] سورة يونس، الآية: 15.
    [2] سورة الكهف، الآية: 27.
    [3] الكافي، ج 1، ص 419.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X