(علم الطب) الكتاب/ الإمام الصادق (عليه السلام) زعيم مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) الكاتب/ د. محمد حسين الصغير
صدى الروضتين
صدى الروضتين
البعض يتهمنا بالمبالغة حين نذكر الكشف والابتكار في مجال علم الطب الذي سبق إليها الإمام الصادق (عليه السلام) فما اكتشفه الطب اليوم توصل إليه الإمام (عليه السلام) بفطرته الخالصة،
هل تصدى الإمام (عليه السلام) لطب الجسم؟
د. محمد حسين الصغير:
- كانت مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) في الطب أول مدرسة تأسست في الإسلام وفي شبه الجزيرة العربية، مدرسه الإمام الصادق (عليه السلام) في الطب مدرسه مغايرة عن الموجود، فكان هو المستنبط لقواعد علم الطب والواضع لهذه النظريات وأغلب علماء الغرب أقروا بهذه الفرادة.
صدى الروضتين:
- كيف نثبت للمخالف سبق الإمام عليه السلام في اكتشاف الحقائق الطبية وعلم التشريح وعلم الفسلجة وبعض الظواهر المعروفة عند الإمام الصادق (عليه السلام)
د. محمد حسين الصغير:
تأكد الدراسات الأوروبية أن الدكتور ويليام هارفي 1756 م هو المكتشف للدورة الدموية الصغرى التي تضخ الدم من الجانب الأيمن من القلب إلى الرئتين وإعادته إلى الجهة اليسرى من القلب لغرض توزيعه على بقية شرايين الجسم، في حين نجد الإمام الصادق قد سبق إلى هذا الكشف وتحدث عن الدورة الدموية مضيفا إليها عمل المعدة في تمثيل الغذاء والكبد في امتصاص عصارة ذلك، والجريان في شرايين الدقيقة تغذيها وتصب في روافدها، وانسيابية الدما في العروق بعد طرح فضلاته، وعمل المرارة والطحال وتغذية الأوردة بالدم حتى تكونه، و جريانه من قبل مركز التوزيع وهو القلب وذلك كله من المبتكرات الطبية، وهذا مسجل ومحفوظ تاريخيا
لقد فصل لنا مسالة وصول الغذاء إلى البدن وما فيه من التدبير، الطعام يصير إلى المعدة تطبخه وتبعث بصفوه إلى الكبد في عروق دقاق واشجة بينهما وقد جعلت كالمصفى للغذاء لكي لا يصل إلى الكبد منها شيء فينكأها وذلك أن الكبد رقيقة لا تحتمل العنف، ثم أن الكبد تقبله يستحيل بلطف التدبير دما وينفذه إلى البدن كله في مجاري مهيئة لذلك بمنزلة المجاري التي تهيئ الماء ليطرد في الأرض كلها وينفذ ما يخرج منها من الخبث والفضول إلى مفائض، قد أعدت لذلك فما كان منه من جنس المرة الصفراء جرى إلى المرارة، وما كان من الجنس السوداء جرى إلى الطحال وما كان من البلة والرطوبة جرى إلى المثانة، فتأمل حكم التدبير في التركيب تبارك من احسن التقدير
صدى الروضتين:
- عندما نتحدث اليوم عن طب الإمام الصادق (عليه السلام) يقولون أنها علوم لم تعرف في زمانهم
د. محمد حسين الصغير:
- نحن نتحدث عن حقيقة علمية، الإمام الصادق عليه السلام كان ملما بالطب ويلقي دروسا فيه، وأفاد منها كثير من الأطباء والباحثين والمرضى في القرنين الثالث والرابع، و من نظرياته التي أنتفع بها الأطباء في عصره وبعد وفاته رأيه في إمكانية تنشيط الدورة الدموية عند حدوث سكتة مفاجأة، أو توقف مؤقت حتى لو ظهرت على المريض أمارات الموت أو علامات شبيهة بعلامات الموتى وهذا مدون في كتاب (جماعة كبار المستشرقين الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب) وله توصيف دقيق لأبعاد الهيكل العظمي لدى الإنسان وحنايا الجسم ومفاصله والتركيبة الأساسية عظما ولحما وأعصابا، نجد الإمام الصادق متحدثا بتفصيلات خطيرة لا عهد للتشريح والطب بها من ذي قبل، يقول الإمام (عليه السلام) إن الله خلق الإنسان على اثني عشر وصلا وعلى 248 عظما وعلى 360 عرقا، فالعروق هي التي تقي الجسد كله، والعظام تمسكه، واللحم يمسك العظام، والعصب يمسك اللحم، وجعل في يديه 82 عظما في كل يد 41 عظما منها في كفه 35 عظما وفي ساعده اثنان وفي عضده واحد وفي كتفه ثلاثة فذلك 41 عظما.
وكذلك في الأخرى وفي رجله 43 عظما فيها بقدمه 35 عظما وفي ساقه اثنان وفي ركبته ثلاثة وفي فخذه واحد وفي وركه اثنان وكذلك في الأخرى، وفي صلبه 18 فقرة وفي كل واحد من جنبيه تسعة أضلاع وفي وقصته (عنقه) ثمانية وفي رأسه 36 عظما وفي فيه 28 أو 32 عظما،
صدى الروضتين:
- البعض يسأل أنتم تقولون الكثير عن طب الإمام الصادق عليه السلام لماذا لم يترك نظرية على الأقل باسمه
د. محمد حسين الصغير:
- هذا احتجاج مهم، فهناك نظريات قال بها الإمام الصادق وكشفت عن نبوغه العلمي المبكر مثل نظريته بانتقال بعض الأمراض عن طريق الإشعاع من المريض إلى السليم، هناك أمراض ينبعث منها إشعاع فإذا أصاب هذا الإشعاع أحدا انتابته العلة، وهذا لا ينسحب على العدوى بطريق الهواء أو الميكروب، وإنما ينصب هذا القول على الضوء الذي يشعه المريض، فإذا أصاب سليما أمرضه، كان الاعتقاد السائد بين المتطببين قبل اكتشاف الميكروب أن الرائحة هي السبب في انتقال المرض، أما ما ذهب إليه الإمام الصادق (سلام الله عليه) من أن الضوء المشع من المريض هو الذي يتسبب في نقل العدوى، هذه النظرية لم يقل بها أحد في أي مرحلة من مراحل تاريخ الطب الطويل، وظلت هذه النظرية تعد من الخرافات في رأي العلماء والباحثين، إلى أن جاءت التجارب العلمية المعاصرة معززة لها ومثبتة لرأي الصادق (عليه السلام)، فقد أقام العلم الحديث البرهان، إن الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الخلايا المريضة تسبب في نقل الأمراض إلى الخلايا السليمة