مسرحية : ( اللوحة الأخيرة )
المسرح :
مقسوم الى نصفين ( عرضيا ) بواسطة ستارة بيضاء شفافة تُظهر ما خلفها , ستستخدم لأسقاط مشاهد فيديو واضاءات معينة , القسم الأمامي بالنسبة للستارة سيكون خالي تماماً من أي ديكور ماعدا جهاز عرض – data show , وكومبيوتر , حيث يجري الفعل الدرامي , بينما القسم الكائن خلف الستارة سيكون أشبه بسجن حيث يوجد ثلاثة رجال ... ورجل رابع
اللوحة الأولى
*********************************
يفتح الستار فيستمر الظلام حتى :
( يضاء القسم الخلفي من المسرح , يظهر رجل يرتدي ملابس تاريخية وفوق رأسه قبعة , بيده سوط يضرب به رجال ثلاثة بالتعاقب , ( يضرب أحدهم) (صمت مطبق) يبدأ الرجل بالصراخ , يضرب الآخر ( صمت) يقوم الرجل بالضحك ثم يبكي ( يضرب الثالث بشده) (صمت) ثم يجلس بعد ان يبدو عليه التعب ( يسمع صوت اطلاق نار ) يختبئ خلف الثلاثة (صمت) ينهض مرة أخرى (يكرر عملية ضربهم بالتعاقب ) يأخذ اناءً به ماء ويشرب برعونة ثم يسكبه في الارض ويضحك ضحكات يبقى صداها يتردد لثلاث عشرة ثانية قبل اضاءة القسم الأمامي :
يسمع صوت وقع خطوات تقترب ..
يدخل( شابان متشابهان في كل شيء خلا لون البشرة فالأول ابيض البشرة بينما الثاني داكنة بشرته , ووجود قبعة فوق رأس الثاني تشبه قبعة الرجل الذي في القسم الخلفي) الى المسرح , يرتدي كل منهما الأسود الكامل يسيران في المسرح ويتلفتان يمينا ويسارا بحثا عن شيء
الاول : يبدو ان مجيئنا لا يختلف كثيرا عن اسلافه
الثاني : لا اعرف ماذا تقصد ؟
الاول : يجب ان نقابله ..
الثاني : أما زلت تؤمن بما يقال ؟ لقد انتهى عصر الخرافات والخوارق يا صديقي (بتهكم) المثقف !
الاول : ربما ما تقوله صحيحا فقد ينتهي فعلا كل شيء الا الايمان المتأصل في القلوب فقد تنفذ القلوب ولا ينفذ هذا الايمان ,
الثاني : ( يتلفت ويضع سبابته أمام فمه علامة الصمت)
الاول : ستتخلص قريبا من كل أمراض العصر التي ترافقك حالما تُكشَف الحقيقة
الثاني : (بيأس) لا اعتقد ان هذا القفر يمكن ان يجلي حقيقة ما
الاول : علينا ان بلغه ان لدينا معلومات مهمة بل غاية الاهمية
الثاني : في كل مرة تجلبنا هنا لا يحصل شيء اطلاقا
الاول : ربما سيبعث لنا غلامه هذه المرة , عليّ ان اطلب منه طلبا
الثاني : لم اسمع ان احدا قبلك رأى غلامه الشفاف هذا
الاول : لقد قال احدهم بانه نزل المدينة ومعه شيء من النقد يبحث عن طعام
الثاني : وهل تعتقد انه حي ليأكل ؟ وهل تعتقد ان شخصا هرب من حرب الطفوف اي ما يزيد على الف عام حتى لو افترضنا نجاته هل يأكل كل هذه السنين ,
الاول : في الحرب ذاتها التي تستبعد ان يعيش من بقاياها احد , ظمأ الحسين والى يومك هذا كلنا عطش ..
الثاني : وما علاقة هذا بذاك ؟
الاول : عليك أن تعرف انه خصص لنا فلماً كاملاً أو وثيقة تحكي عنّا , نريد أن نراها قبل مجيء موعد
العرض الرسمي
الثاني : عنّا ؟
الأول : عني
يضاء القسم الخلفي اضاءة صفراء بلون الحنق , يقوم الرجل بضرب الثلاثة
تباعا ركلات تتخللها ضحكات تشفي
اللوحة الثانية (( الديكور الأمامي في اللوحة السابقة ))
*********************************
الأول : لقد تأخر الوقت كثيراً ولم يأت هذا الرجل
الثاني : ولم نسمع عنه أي خبر ؟!
الأول : ماذا تقصد ؟
الثاني : لا شيء , لكن لمَ لا نفكر بعقل ؟
الأول : ما معنى كلامك ؟
الثاني : يا صديقي هل رأيت هذا الشخص من قبل ؟
الأول : لا
الثاني : هل تعرفه ؟
الأول : لا
الثاني : هل سمعت من غيرك عن الذي ينوي فعله ؟
الأول : ربما
الثاني : ولا أنا لمَ لا نفترض عدم وجوده ؟
الأول : أنا متأكد انه هنا
الثاني : وبعد ؟
الأول : ومتأكد من أنه يمتلك كل الوثائق الحقيقية عن ( يقاطعه الثاني )
الثاني : ستقول ككل مرة بأنه سيفضح كل زيف في التأريخ ويكشف لنا حقيقة السلاطين ؟
الأول : نعم تماماً
الثاني : متى ذلك ؟ متى بحق السماء ؟
الأول : (( يدور في المكان )) لا أعرف أي شيء , لكن ما الضير في ان ننتظر
الثاني : ضياع الوقت في اللاجدوى
الأول : مهما يكن لن أخسر , سأرى نفسي من جديد , سأرى كيف بتر الحاكم كيفي ؟
الثاني : لم أفهم
الأول : لقد أخبرتك من قبل
الثاني : لا أذكر , كيف بترت كفك ولا لماذا ؟
الأول : لقد أخبرتك من قبل
الثاني : ما يضرك لو أخبرتني ثانية
الأول : ستنساها ككل مرة أخبرك فيها
الثاني : لن انساها .. اعدك
الأول : لن تنساها الا في حال رأيت الوثيقة المصورة
الثاني : والوثيقة ورؤيتها يحتمان علينا أن ننتظر
الأول : سننتظر
الثاني : حسنا
الاول : صمت
الثاني : لقد خطرت لي فكرة
الأول : لا وقت لدي لأفكارك المتهورة
الثاني : وما عندك ؟ مشغول بماذا ؟
الأول : الانتظار
الثاني : فكرتي في الموضوع ذاته
الأول : ماذا تقصد ؟
الثاني : لماذا ننتظر الرجل ولماذا نضيع وقتنا وجهدنا ما دمنا ننتظر الوثيقة
الأول : انا لا انتظر الوثيقة
الثاني : ماذا تنتظر اذن ؟
الاول : شيء اسمى
الثاني : اذن عن نفسي أنا سأفتش عن الوثيقة بنفسي , ربما وضعها هنا أو هناك
الأول : لا يحق لنا ذلك
الثاني : أنا من سيتحمل الذنب
الأول : ما الذي يضطرك ؟
الثاني : لا استطيع الانتظار
الاول : اذهب اذن
الثاني : لن اتركك وحيداً
الاول : شكرا ً لك
الثاني : (( ينهض ويدور في المكان , يستمر في الدوران حتى يجد كيساً مليء بالأقراص الليزرية ))
لقد وجدتها يا صديقي
الاول : اين
الثاني : هنا ( يستخرج اقراصا )
الاول : اين هي بالضبط
الثاني : هذه ( يعطيه قرصا )
الاول : ( يتفحصه ) وكيف تجزم ؟
الثاني : ( يعطيه قرصا اخرا ) وربما هذه
الاول : كلها متشابهة
الثاني : فلنتفحصها
الاول : علينا انتظاره فهو يعرفها جيداً
الثاني : سنشغلهن حتى نجدها
اللوحة الثالثة :
سيبدأ هنا الشابان بتشغيل الاسطوانات الواحدة تلو الأخرى بحثا عن الاسطوانة المطلوبة وبالتالي , سيكون العرض فيديويا أو مسرحيا حسب ما يراه المخرج مناسبا :
الاسطوانة الأولى :
تعرض صورة من المدينة المنورة ومكة , صورة لمسجد قديم وشجرة , بيوت عتيقة , يدخل الشابان –في مشهد العرض - ذاتهما بطريقة حركية كمن يلقي خطاب :
الاول : ( وهو سائر) لقد مات النبي أو قتل فلا ترتدوا عن دينكم , (صوت بكاء ونحيب) فالله موجود وعلي مازال قائما في المسجد يصلي الليل , (يتلفت الثاني ) ايها الناس لقد ردت الشمس لعلي فاستنيروا بها ولا تردوا الى نفوسكم الجاهلية ,(يجلس في الارض ويخفي وجهه بين كفيه ) ايها الناس (ينحب ويقطع الكلام ) لقد قتل علي تحت سقيفة الغدر الشمس حزينة والقمر كسير والارض تفطرت عطشا
يظهر ثلاثة أشخاص اثنان منهم بلباس عربي قديم والثالث بملابس عصرية , يحملون طاولة اجتماعات صغيرة , يتفاجؤون بوجود المنبر , يحاولون ازاحته فلا يستطيعون , يكررون المحاولة فيعجزون وأخيرا يضعوها بصورة غير مستقرة , الاشخاص الثلاثة هم معاوية بن ابي سفيان ويزيد بن معاوية والثالث هو شخص ما , يقوم الاشخاص الثلاثة بالحوار التفاعلي من دون ان يخرج منهم صوت أي صوت , (تعبير حركي فقط)
الاول : المؤامرة كانت متأصلة جذورها في النفوس ,
الثاني : أية مؤامرة تقصد ؟ (ينظر يزيد صوب أبيه ويهز رأسه علامة الموافقة )
الاول : يظن معاوية ان عليا يريد الاطاحة بحكمه وكما تراه فقد نقل هذا الفكر لكل الاجيال من بعد
الثاني : وعلي ؟
الاول : عليٌ يؤمن بان الحكم ثوبا لم يخلق للراحة ومعاوية طلاب لها
الثاني : واين المؤامرة ؟
الاول : انها في خائنة الصدور .. الخوف والابحار المادي يجعل من الابتسام مؤامرة ,
الثاني : اذن علي كان يخطط لا سقاط حكم معاوية ؟ انت تريد ان تقول هكذا ؟
الاول : لا تجعل فهمك ماديا محدودا
الثاني : تقبل الامر كما هو
الاول : الخلافة كانت أبخس من شسع نعل علي هذا لو سولت لنا انفسنا افتراض ان شسع نعل علي بخس
الثاني : ومم يخشون اذن ؟
الاول : ان يبقى صوت علي لحنا في حنجرة الصوب الآخر
الثاني : (صمت)
الاول : العدل هو ما يخشوه , وخوف الناس منهم ..
الثاني : لا اعتقد ان هناك من يخاف ممن يخاف منه .؟! معادلة معقدة
الاول : الخوف من الخوف ترقب ! لا تعلم ما قد يفعل بك من يخافك في لحظة واخرى
الثاني : ما دام مستمرا في خوفه فما الضير ؟ ( يتنهد معاوية ويضرب الطاولة بقبضته)
الاول : الظلم جذوة كامنة هوائها لحظة حرية ,
الثاني : ولكنهم يعدون الناس بالحرية ؟
الاول : سيوفهم تفصح عن ذلك ,
الثاني : برأيك ماذا يوصي معاوية ولده حسب اعتقادك ,؟
الاول : يبدو انه يوصيه بأخذ البيعة من الحسين
الثاني : ممممم
الاول : لا اعتقد ان فاس ابراهيم ستفل يوما ما .. لا اعتقد ان محمد سيلقي تحايا المساء على هبل ,
الثاني : اذن ؟
اطفاء الاسطوانة :
الثاني : ليست هي
الاول : لكننا موجودان فيها
الثاني : لم تبتر كفك
الاول : نعم صحيح
الثاني : لنجرب هذه
يشغل الاسطوانة الثانية :
اللوحة الرابعة :
العرض يكون هنا بطريقة الدمج المرئي بين القسم الخلفي وما سيعرض على الستارة الفاصلة ., حيث ستكون الصور الفيديوية عبارة عن دمج امامي نصف كثيف وخلفي نصف كثيف ايضا بحيث يظهر تراكب صوري بين مقاطع تعذيب السجناء ((خلف الستارة ))وبين فيديو متحرك لمعركة الطف , يظهر في فيديو الطف الشمر ابن ذي الجوشن وهو يسير ذهابا وايابا أمام خيام تحترق ونسوة تصرخ بالعويل , وأطفال مذعورة , بين فترة وأخرى يتوقف عند منتصف المسافة وينظر الى الامام ويفرك عينيه , كمن يحلم ,حيث تتراءى له صورة يزيد بن معاوية , تخفت الاضاءة قليلا ثم تعلو مع صوت دقة طبل , تخفت ثم تعلو مرةً أخرى مع نقرة عود , صمت يخيم , صوت انشقاق ورقة قديم .. يخترق الشمر مع نهاية الصوت الشاشة ويعبر فوق خشبة المسرح , حيث يظهر يزيد حقيقة , يتفاجأ شمر بوجود يزيد يرجع خطوة واحدة ثم يقدم له تحية وقف أمامه ,
شمر : ( بتودد) مبارك لك انتصارك سيدي .. أ رأيت فعل الله بعدوك ؟
يزيد : يا شمر
شمر : صمت
يزيد : ( يصرخ ) يا شمر
شمر : ( لا يجيب )
يزيد : من أنت ؟
شمر : سيدي هل انت بخير
يزيد : ( بغضب ) أتشك في ذلك ؟
شمر : مبارك لك هذا النصر
يزيد : لا اعرف كيف أحتفل
شمر : احمد الله يا سيدي
يزيد : أتعتقد باني لست على ما يرام
شمر : حشا لله انت على اتم نعمة
يزيد : لِمَ تسألني فيما اذا كنت بخير أم لا ؟
شمر : لأنك لم تعرفني يا سيدي
يزيد : هل انت معنا أم علينا
شمر : كنتُ الفيصل في اهدائكم النصر
يزيد : أشكُ في أنكَ تدبر لي مكيدة
شمر : معاذ الله
يزيد : صه
شمر : جرّد سيفك وأقلتني ان كان موتي يبعد عن القلق
يزيد : ومن قال بأني قلق ؟
شمر : لان لم تفعل فسأفعلها انا لأريك مدى اخلاصي
يزيد : انا لستُ قلقاً أنا حزين وسعيد
شمر : (يجرد سيفه )
يزيد : ( يرتد الى الخلف)
شمر: ( يحاول طعن نفسه)
يزيد : ( يمشي الى الامام )
شمر : أ رأيت كدت اودي بحياتي لأجلك
يزيد : وما منعك ان تفعل ؟
شمر : ليس حبي للدنيا بل لأجل مؤاساتك
يزيد : مواسات !!
شمر : سمها ما شئت احتفال بالانتصار أي شيء يحلو لك
يزيد : أريد الماضي والحاضر
شمر : صمت
يزيد : أريد ان امحي صفحات , يضحك بشدة , سأنبش قبر أبي ليرى ابن خصمه كيف تدوسه سنابك الخيل
شمر : ( يفتعل الضحك)
يزيد : أريد المستقبل ,؟
شمر : وما يضيرك سيدي ما دامت الارض ستتنفسكم على امتداد الزمن
يزيد : أخشى نبوءة الاحلام ..
شمر : سيدي
يزيد : لقد رأيتني أحمل نعشا تلعب فيه الاطفال
شمر : أضغاث أحلام
يزيد : رأيتني أبقر بطنا وخرج منها جنينا ثم التهمني
شمر : انها فرحة الانتصار ....
اطفاء الاسطوانة :
الاول : ليست هي
الثاني : لقد ظهرت انت بها
الاول : ماذا تقصد ( بغضب )
الثاني : أنا امزح معك يا صديقي .. لا تغضب
الاول : (( لا يجيب ))
الثاني : لنجرب هذه
تشغيل الاسطوانة الثالثة :
اللوحة الخامسة : ( عرض الاسطوانة )
الديكور يكون هنا نفسه ديكور اللوحة الاولى يدخل كل من الشابان بحذر يسيران على أطراف الاصابع وقد تغيرا من حيث الشكل : شعر طويل , لحى مرسلة , ملابس رثة
الاول : (يسير بحذر) لقد تغيرنا كثيرا
الثاني : ( يحاول النظر لنفسه) يبدو ذلك واضحا
الاول : يبدو اننا نمنا كثيرا
الثاني : لا اظن
الاول : انا جائع
الثاني : انا خائف
الاول : اين صاحبنا
الثاني : يبدو انه حزين
الاول : ناقم علينا
الثاني : قد يأتي الملك بين لحظة او اخرى
الاول : لقد شغل صاحبنا عنّا بما قرر العمل به
الثاني : يبدو انه غاضب منا
الاول : لقد افدناه بوثائق كثيرة
الثاني : هل وصل الى مرامه
الاول : لا اعلم
يدخل في هذه الاثناء يزيد ومعه الرجل الثالث في الاجتماع ويجرون أمرأه حامل كبيرة البطن بصورة مبالغ فيها
يزيد : شمر
الثالث : نعم سيدي
يزيد : من هؤلاء ؟
شمر : لا اعرفهم
يزيد : اقتلهم
شمر : دعنا نحقق معهم اولا فقد يدلو بشهادات تفيدنا
يزيد : لا نحتاج شهادتهم الامر محسوم
شمر : وليكن
يزيد : نحن نعرف عدونا
شمر : قد يكون أحدهم
يزيد : كيف ايها الغبي الا ترى انه في بطنها ( يضرب المرأة )
شمر : ولكن النبوءة لم تحدد عمر
يزيد : انه طفل
شمر : لنفترض انهم اطفال ونقتلهم
يزيد : لا قد يعرفون شيء عن عدوي الآخر
شمر : لقد قتلنا كل الاطفال في المدينة كما امرت سيدي
يزيد : لكنكم لم تقتلوا من اريد
شمر : سنقتله بعد ان نحرق الوثائق السرية , أو الآن ان شئت
يزيد : ألا تراه كيف يكبر بطريقة عجيبة
شمر : سيلتهمنا اذن
يزيد : علينا ان نعمل معه صلحا
شمر : وان رفض
يزيد : سنسير حربا ضده
شمر : نخشى ان يكون قنبلة ذرية , أقترح ان لا تقترب منه
يزيد : حسنا
شمر : فلنقتل الام فبطلان المسبب يلغي الاسباب
يزيد : لنتركه جانبا ونلتف لأمر هؤلاء الخوارج
شمر : أخشى ان يكبر اكثر واكثر
يزيد : اظن انه ميت
شمر : انظر انه يتحرك
يزيد : (يلتفت الى الأول ) ماذا تفعل هنا
الاول : صمت
شمر : يبدو انه يبحث عن شيء ما
يزيد : يبدو انه قاتل
شمر : فلنقتله اذن
يزيد : علينا تدبر امر الوثيقة السرية وامر هذا الطفل
شمر : لماذا لا تختبر الطفل وتتبناه ؟
يزيد : أخشى ان ينقلب علينا
شمر : انت لست قاتل يا سيدي
يزيد : نعم
شمر : يدعون ان الحسين لم يمت وانه يعد العدة للقتال
يزيد : وهذه الوساوس التي تطاردني ؟
شمر : الناس تتجمع في هذا المكان للتخطيط
يزيد : ( ينظر نحو المنبر , يحاول الصعود) أ صحيح انه لا يناسبني
شمر : لم يخلق الا لك
يزيد : اذن لم اسلبه من احد
شمر : كان هدية ابيك
يزيد : لا اخشى شيء
شمر : انظر يا سيدي ( يشير الى بطن المرأة) انه يكبر
يزيد : سيلتهمنا
شمر : قد لا يخترقه الرصاص
يزيد : فلنستخدم الدهاء
شمر : عين العقل
( تعتيم)
ايقاف التشغيل
الأول : من هؤلاء ؟
الثاني : لا اعرف؟
الاول : شغل اخرى
تشغيل اسطوانة ( الرابعة ) أخرى
اللوحة السادسة :
تشغيل الاسطوانة
( منظر اللوحة الأولى
رجل واقف امام المنبر مشغول بجهاز الكومبيوتر ,بينما تظهر على الستارة البيضاء خلفية نظام ال windows 7 الزرقاء , وصوت لخرير مياه يصدر مع صورة شاشة التوقف التي كلما ظهرت يقوم المحرر بإخفائها يدخل كل من يزيد والشمر والمرأة والشابين
يزيد : أنا والله مظلوم وهذا الرجل سيتحقق من مظلوميتي ويؤكدها بالأدلة الدامغة , أليس كذلك يا عبد الله ؟
شمر : نعم وهو كذلك نحن نرجو خيرا من هذا الرجل
الاول : سمعت الناس تحتفل هذا اليوم في الشام
الثاني : طبول ورقصات
يزيد : يبدو ان احدهم تزوج
الاول : بينما كانت السبايا تلوك الالم عطشا
شمر : لقد جف النهر يومها بسبب الموت الذي سببه الطاعون لقد امتلئ النهر جثثا
الاول : ( يخاطب الثاني ) انظر ( يشير الى بطن المرأة) يبدو انه يتحرك بطريقة عجيبة
المرأة : (تمسك بطنها ) كلما يتذكر تلك الحادثة يضطرب بشدة , اذكر يومها كان صغيرا لقد أخبرته بان هؤلاء السبايا هن حرم رسول أراد ان يقتل نفسه
يزيد : لقد اعتدى على كثير ممن كانوا حوله
شمر : نعم يا سيدي كانت بادرة من بوادر شره
يزيد : كان مبكر النبوغ في الشر
المرأة : انتم من يتحدث عن الشر لقد قتلتم الحسين وانت تمرحون وتلعبون
الاول : لقد سبيتم نسائه
شمر : ( يخاطب الاول )لاحظ انك مندفع نوعا ما
يزيد : هي فورة الشباب , لقد كنا مندفعين يوما ما ولكن للحق
الاول : انتم لا تعرفون عن الحق شيئا .. لقد طمعتم بالملك وقتلتم ابن بنت نبيكم
يزيد : لم اكن اقدر ان الزمن سيمتد بي لأرى هذا الخلط الغريب
المرأة : لقد قتلتم الحسين ظمآنا وهو من سقى خيولكم
شمر : لو كان الامر كما تدعين لسقى نفسه
المرأة : لحظة مروءة هي فيصل كل النهايات
الاول : كما تاب الحر
شمر : يبدو ان هنالك سوء في الفهم
يزيد : غلام هذه السيدة يريد ابتلاعي
شمر : (للمحرر) لقد سمعنا بما تقوم به وباركنا مسعاك
يزيد : اننا متضررون لقد طالنا الكثير من اللعن والشتم
شمر : ولا نريد استخدام العنف
يزيد : نحن مع الرأي والرأي الآخر
ينقطع المشهد فيقوم الشاب الثاني بحركة ما في الكومبيوتر فيعاد التشغيل :
(ومضة ) : تظهر في الخلفية مشاهد يقوم بها الشمر بإحراق خيام نساء آل محمد في معركة الطف , في المسرح يوجد السجان والرجال الثلاثة على الخشبة أي بمعنى ان القسم الخلفي سيجسد منظره , يقوم السجان بجلد الرجال الثلاثة ,
شمر (الهيئة الاولى) : حسنا سنرى إلى اي مدى سيقودكم عنادكم
يزيد : يا شمر لا تبق منهم باقية
شمر: وليرى كل من تسول له نفسه ان الله مع الخليفة
يزيد : اليوم هو قيامة الدنيا سنثيب ونذيب
شمر : انهار من خمر تجر العطش صوب بدر
يزيد : بدر آية نسخها الله ليجيء بكربلاء أحسن منها
( يزيد السجان من شدة وسرعة ضربه السجناء الذين أخذت دمائهم تجري انهارا ارجوانية )
شمر : لابد ان يعترفوا بصمتهم
يزيد : سيصمتون دهرا
شمر : كل شيء تحت جنح الظلام
يزيد : انت لا تعرف ما بأدمغتهم ربما سيمثلون الموت
شمر : سنفجرها
يزيد : ستمثل رؤوسهم التشظي
شمر : دماها لن تكذب
يزيد : سنقرئ ما وراء الدماء
شمر : ( يستغرب)
يزيد : سنقرء ما وراء الرؤوس سندخل عميقا كالتاريخ
(عودة الاسطوانة الى حيث توقفت اي ان هناك لبس صار في العرض أو تداخل ما )
شمر : ( للمحرر) نعم يا سيدي لن نأخذ أكثر مما نعطي
يزيد : لم نعد نسلم على تاريخنا ولا ماضينا ولا انفسنا
شمر : هذه المرأة تسلط آفة في بطنها لتلتهمنا
يزيد : لقد تعبنا يا سيدي نريد ان تبين للناس الحقائق
المحرر: ( للمرأة ) ما علاقة صغيرك بهم
المرأة : ( بحزن) لقد كسروا قلبه يوما , لقد كان صغيرا ورأى الناس تحتفل
يقف العرض مرة أخرى ويعود ( تداخل آخر )
(ومضة)
الام تجلس حزينة , وترتدي السواد , صوت ضجيج وطبول في الخارج وجلبه ورقص وغناء
يدخل طفل صغير راكضا
الطفل : أمي أمي أريد ثوبي الجديد
الأم : هو ثوب العيد وما حاجتك به في مثل هذا اليوم الكئيب
الطفل : أليس اليوم عيدا , كل اصدقائي يحتفلون
الأم : ألآ لعنة الله على القوم الظالمين
الطفل : ما بك امي تبدين حزينة
الام : أتسمع يا بني تلك الأنات والآهات المنبعثة من هناك
الطفل : أسمع صوت طبول
الام : انصت يا صغيري فطبول الظلم تعزف لحنا حزينا بين آه و آه
الطفل : وآهات من تلك التي تسمعينها
الام : انها آهات تنبعث من قلب محمد
الطفل : ( يصمت)
الام : نسائه سبايا هنا .. غرباء مثلنا
الطفل : وما هذا العيد
الام : يظنون انهم انتصروا بقتلهم الحسين
الطفل : الحسين !!
الام : نعم يا بني خالك
(عودة العرض الى ما قبل التوقف )
الاول : وماذا حصل بعدها
الام : لقد عرف بفعلتهم
يزيد : ( يختبئ خلف الشمر )
الام : لقد ثارت ثائرته
شمر : ( يختبئ خلف يزيد)
الام : لقد عرف ان العيد الذي فرح به
الاول : آه
الام : كان يوما جاءت الرماح تحمل الف قرآن
الاول : لقد تعودوا رفع المصاحف
يزيد : نحن دعاة سلم ليس الا
الام : لقد آمنوا ان الحسين قرآنا
الاول : ورفعوه كما فعل ابائهم
الام : ظنوا انه يبعدهم عن شبح هذا اليوم
الاول : وماذا فعل طفلك؟
الام : لقد ضرب رأسه في العمود
يزيد : (بفرح) وهل مات
الام : وما تظن؟
شمر : لقد بدأ بالحركة يبدو انه سيلتهمنا
المحرر: حسنا سنجد حلا لكل الاطراف
شمر: الحمد لله
المحرر : سنعرض الحقيقة كاملة
يزيد : وتريهم ان الحسين لم يمت كما يتهموني بل هو حي كما تقول انت
الاول : وهل انت نادم على قتل الحسين
شمر : نحن لم نقتله نرجو ان تنتظر ليرينا هذا الرجل كيف هو حي
المحرر: سنعرض ثلاثة من الوثائق فقط
تطفأ انوار المسرح كانقطاء الكهرباء مثلا وحين تعاد يظهر العرض فوراً
حيث يظهر مجلس يزيد , يجلس يزيد ومجموعة من الرجال حوله والخمر والضجيج الماجن يملئ المكان
يزيد : لقد أرسلنا بطلب البيعة من الحسين
الرجل1 : سيقبلها بلا شك
الرجل2 : لن يقبل
الرجل 3 : لا اعرف ما الداعي للخوف
الرجل 2 : هو كجده
يزيد : ستلتف الناس من حوله
الرجل1 : سيدخلون طاعتك افواجا
الرجل 2 : ستعرف الناس حقوقها
يزيد : لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
الرجل 1: ان كان هناك قرآنا فانت بلا شك قرآننا
الرجل 2 : لن يكون الحسين كغيره , لن يرضى بأمير يشرب الخمر ويتبول كالحمير
يزيد : يبدو ان الخمرة لعبت بلبه , اضربوا عنقه فلا فائدة من رؤوس تفكر
وسالف المشانق حول الرقاب قبل ان تلتف حول الحسين وان لم يبايع فسآخذ البيعة من رأسه
بعد الاضاءة
المحرر : حسنا هذه الوثيقة الاولى
يزيد : يبدو انها غير صحيحة فلم اكن واضح المعالم أو لست انا فلا اكاد اتذكر منها شيئا
المحرر : ربما ستتذكر الوثيقة الثانية
تطفأ الانوار كما سابقاً
تظهر لوحة من الطف يقوم العباس عليه السلام بأخذ حفنة من الماء ويرمقها باشمئزاز , بينما يصرخ شمر
شمر : عليكم به لا تدعوه يشرب
رجل 1 : ارحم القوم يا شمر
شمر : لا رحمة بأعداء الله والخليفة , والله لو شرب فلن يبقي منكم باقية
رجل2 : وهذه النسوة وهذا العويل المنبعث من عطش الطفولة
شمر : لقد اختار الخليفة واخترت
(تنطلق مجموعة من السهام صوب العباس عليه السلام )
إيقاف العرض
الاول : لم افهم شيئا
الثاني : هل قابلنا الرجل الذي ننتظره ؟
الاول : لا اعرف
الثاني : هكذا تفيد الوثيقة
الاول : لقد وقعنا في حيرة
الثاني : التبس الامر
الاول : ما العمل ؟
الثاني : لنجرب اسطوانات غيرها
تشغيل اسطوانة :
اللوحة الاخيرة :
في شارع عام خافت الاضاءة يوجد يزيد وشمر بهيئة التمثال ,اشكالهم ذاتها ولباسهم ذاته يزيد بالزي القديم وشمر بزي عصري وكأنهم احياء , تتجمع القاذورات والذباب حولهم يدور يأتي طفل ويقوم بالبصق فوقهم , ثم تأتي امرأتان ويقمن بالتبرك بالتمثالين والمسح فوقهما , فيتحرك كل من يزيد ومعاوية ويكممون النساء ويسحبوهن بعيدا ثم بعد فاصل موسيقي قصير يعود كل منهم وقد ارتدى زي احدى المرأتين
يتلفتان خوفا ثم تنطلق كلمة ( حسنا ) وضحكات وعبارة ( لا غوينهم ليوم يبعثون)
اطفاء العرض :
الثاني : ما هذا
الاول : لا اعلم
الثاني : والعمل
الاول : لنرى بقية الاسطوانات