قرار الخلود : مسرحية من فصل واحد
ناصر شاكر الاسدي
المشهد الأول :
إزاء الخيمة كان الليل قد أرخى سدوله والإمام الحسين عليه السلام في حوار مع أخته العقيلة زينب وثمة حراك قريب في أصعب ليلة .
زينب : أخي ياأبا عبد الله هل خبرت نيات أصحابك ؟ .
الإمام الحسين : اجل أخيتي لقد خبرتهم فليس هناك رجال مثل رجالي هؤلاء ليوث الغابات حملوا قلوبهم على الدروع .
أحست العقيلة الأمن والاطمئنان على أخيها .
العقيلة : الحمد لله رب العالمين .
الإمام الحسين : اعلمي ياأخيتي أني قد أعددتهم إعدادا رساليا فهم بدريون القوة علويون الثبات .
كان حبيب بن مظاهر في الجوار وقد حملت الريح صوت العقيلة إليه وهي تحاور أخيها بشان أصحابه لقد أدهش سؤال العقيلة المحير حبيبا هرع على إثره إلى مسلم بن عوسجة وبقية الأنصار ثم راح مناديا وهو يلطم خديه .
حبيب بن مظاهر: هلموا يا أخوتي أجيبوا داعي الله .
مسلم بن عوسجة : ما الأمر ياحبيب ؟
حبيب بن مظاهر: العقيلة تسأل الإمام الحسين عليه السلام عن نياتنا !
بقية الأنصار : هاتفين نحن رهن إشارتك ياحبيب ! .
وصوب خيمة الإمام الحسين توجه حبيب وبقية الأنصار مشرعة سيوفهم منادين .
الأنصار : لبيك ياحسين .. لبيك ياحسين .
أمام باب خيمة الإمام كان هتاف الأنصار قد تعالى وقد استشعرت النسوة وعلى رأسهم زينب هذا الهتاف .
حبيب بن مظاهر : السلام عليك يا ابن رسول الله .
الإمام الحسين : وعليك السلام ياحبيب . ماذا وراءك .
حبيب بن مظاهر : سيدي أبا عبد الله ء إذن لي أن أخاطب العقيلة زينب .
الإمام الحسين : لقد أذنت لك .
حبيب بن مظاهر موجها خطابه إلى العقيلة زينب .
حبيب : السلام عليك ياابنة علي , السلام عليك ياابنة فاطمة الزهراء. السلام عليك أيتها العقيلة الصابرة جئت وأصحابي نطمئنك على أننا لن نسلم الإمام الحسين وسنكون المدافعين عنه حتى آخر رمق من حياتنا وسنرخص الدماء في سبيل نصرته فهوني عليك أيتها المواسية البطلة .
العقيلة زينب : الحمد لله على عطائه شكرا لك ياحبيب لقد أدخلت الاطمئنان إلى قلبي بارك الله فيك وبأصحابك وجزاكم الله عن جدي رسول الله خير الجزاء.
ينصرف الأنصار بعد أن دار الحديث حول أول من يقاتل بين يدي الإمام الحسين وكان قد أذن الإمام لهم بالسبق بالقتال .
تسدل الستارة :
ومن ورائها يتعالى صهيل الخيول ويتناهى قرقعة السيوف والأنصار بين مهاجم ومدافع وما انجلت الغبرة إلا والأنصار قد أحدثوا في صفوف الظالمين شرخا كبيرا .. فداك ياحسين .. أرواحنا فداك ياحسين .. تتعالى موسيقى الظفر الإلهي ويرفع التكبير عاليا .ثم يلتحق أهل بيت الإمام الحسين بالقتال ليلقنوا الأعداء دروسا في البطولة والشجاعة .
ترفع الستارة :
الأجساد الملقاة مثخنة بجراحها . حبيب ومسلم بن عوسجة وعابس وآخرون تترامى أجسادهم على أرض المعركة وأجساد علي الأكبر والقاسم وإخوة أبي الفضل وأبناء العقيلة وآخرون في أقدس ملحمة ينتصر بها الدم على سيوف الظالمين .. يتناثر الدم الزكي .. يحتدم الضياء الكوني في رقاب فتية أمنوا بالله ورسوله . تتعالى دوائر الدخان وتتعالى موسيقى الحداد ويتعالى البكاء في أرجاء المكان .
تسدل الستارة .
المشهد الثاني :
ثمة الأطفال العطشون ينادون : العطش العطش ياحسين . سكينة تدنو من أبيها وقلبها يتفطر من العطش .
سكينة : أبتاه لقد أهلكني العطش . اطلب من عمي العباس أن يأتينا بالماء
الأطفال يتصارخون ويشكلون دائرة حول المسرح : العطش العطش ياأبا الفضل . ياساقي عطاشا كربلاء .
أبو الفضل العباس : سيدي ياأبا عبد الله ء إذن لي بالقتال لقد كرهت الحياة
الإمام الحسين : أنت لوائي وقائد كتيبتي .
سكينة : ياعماه لقد جف قلبي من الضمأ .
أبو الفضل العباس : فداك روحي ياسكينة .
يمتشق الفارس الخارق أبو الفضل ويخترق حصون الآلاف من الجيش الأموي البغيض .. تتكسر الرماح والسيوف والنبال .. يصعق الجموع بضرباته الكونية يجن الجيش فرارا وذعرا يشق طريقه وسط الفارين وجثث القتلى .. يصل الفرات ثم يخترق الفرقة الموكلة بحراسة شاطئ الفرات . .
أبو الفضل العباس: أنا العباس بن علي أقاتلكم بالسيف حتى ينثني .
يقاتل الجموع ومصائرهم شتى وهي إبادة من نوع آخر.. الاختراق الدامي الرماح والسيوف وساعدا أبي الفضل وصولات علي أمير المؤمنين .
أبو الفضل : سأخترق دروعكم , سأقتل فرسانكم أليت أن لاأنثني أنا العباس بن علي اضرب في أعناقكم . خارت الرجال ,جبن الرجال , فر الرجال .
أبو الفضل العباس : سأسقي العطاشى , فداك ياابن رسول الله .
يلج الفرات , القربة يملأ .أحس ببرودة الماء قال :
أبو الفضل العباس : أأشرب الماء وأخي الحسين عطشانا .
يهم أبو الفضل بالانصراف عن الفرات , يدرك الطغاة أن الماء إذا وصل إلى معسكر الحسين فإنه سيقلب المعادلة .
ابن الطفيلي : هذا ابن علي عليكم بالغدر والاحتيال .
يشتد القتال يفقد أبو الفضل يمينه .
أبو الفضل العباس : إن قطعتم يميني فانا أدافع عن ديني .
يفقد اليسار يضم اللواء إلى صدره ببطولة نادرة حتى يرميه احدهم بحجر.
ابن الطفيل يكمن من وراء نخلة يضرب الفارس غدرا بالعمود يسقط الفارس عن جواده وفي الرمق الأخير يسمع حراكا .
أبو الفضل العباس : بالله عليك يا هذا إلا أمهلتني فواق ناقة ليأتي أخي الحسين لأودعه . بكى الحسين .
الإمام الحسين : أنا أخوك الحسين ياقرة عيني الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي عدوي والعباس في حجر أخيه يطلب الاعتذار من سكينة
أبو الفضل العباس : أخي أبو عبد الله وهي أول مرة يناديه بأخي حياء منه
أبو الفضل العباس : أخي يا أبا عبد الله ابلغ سكينة أسفي لقد حال الأعداء بيني وبين الماء ... تفيض روح أبي الفضل الطاهرة في حجر أخيه الإمام الحسين .....
تسدل الستارة :
المشهد الثالث :
النسوة المتشحات بالسواد يرقبن الإمام الحسين عليه السلام .. ثمة الأطفال يلوذون به العطش العطش ياأبا عبد الله .. تخفق القلوب حتى تصل الحناجر والسهام تترى تعبر كأسراب الطير المهاجر إلى الخيام .. تشك أزر النساء .. الإمام الحسين يدرك استغاثة الأطفال في انطلاقة جديدة نحو الفرات .. يقتحم الإمام الجموع إلى الفرات وفي لحظة تلامس أنامله الماء ينطلق نداء خبيث من الأعداء .
الخبيث : أتلتذ ياحسين بالماء وخيامك ينتهكها الأعداء .
الإمام الحسين : لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .
يعود الإمام إلى الخيام حزينا تتلقاه أخته زينب وهي تحمل بين يديها رضيعا .
العقيلة زينب : هذا رضيعك لم يذق طعم الماء لقد جف صدر أمه اطلب له ماء لعل القوم يرأفون بحاله .
يحمل الإمام الحسين الطفل عاليا ويوجه نداءه إلى ابن سعد .
الإمام الحسين :يابن سعد دونكم الطفل اسقوه ماء.
عمر بن سعد : هيهات منا ذلك فلن تذوقوا الماء حتى تنزل على حكم ابن زياد .
الإمام الحسين : أنا أحاربكم فليس على عيالي من بأس .
يصيح عمر بن سعد بوجه حرملة مغاضبا :
عمر بن سعد : اسكت نزاع القوم .
حرملة : هل أقتل الأب أم الابن ؟
عمر بن سعد : ثكلتك أمك أما ترى بياض رقبة الرضيع تلمع تحت الشمس
تهيأ لحرملة الموضع الذي سيسدد نحوه سهمه المسموم .. ينطلق السهم وهو يحمل معه موتا محتما باتجاه طفولة بريئة تذبح بغير ذنب .. يتفجر الدم عبيطا يتلقاه الإمام بكفيه يفلت الرضيع يديه من القماط بفعل حرارة السهم يظن الدم المتفجر دما يصرخ الرضيع .
الرضيع : أبتاه هل وفيت ياأبتي روحي فداك يبكي الإمام يرمي الدم المراق صوب السماء تصطبغ السماء به لم تنزل قطرة منه .
الإمام الحسين : اجل يابني لقد وفيت سيكون جدك خصمهم يوم القيامة .
فاض الضياء وامتزج بعطر الدماء يسمع صوت من السماء سيكون له مرضع في الجنة .. هرعت الملائك لتشييع الجسد الصغير المسجى على حافة العرش الملكوتي وهو أول طفل تغتاله غطرسة الأفاعي الأموية الشرسة .
الإمام الحسين : ويحكم أيها الجبناء لقد تجاوزتم حدود الإنسان وحدود الهوام المفترسة ولارحمة بطفل صغير . يعود الإمام مع الصغير المذبوح إلى عمته زينب .
العقيلة زينب : وامحمداه واعلياه وااخاه .
الإمام الحسين : خذيه . لقد حل غضب الله على اليهود المارقين وأل أبي سفيان القردة المارقين .
لم يبق من أهل بيته وأصحابه أحد ينصره بعد فقده لأصغر عنصر لديه وراح ينادي :
الإمام الحسين : ألا من ناصر ينصرني ! .
ينطلق صوت شفيف من وراء الخيام . الإمام العليل زين العابدين مناديا .
الإمام زين العابدين: عمتاه عمتاه .
هرعت العقيلة زينب راكضة .
العقيلة زينب :بأبي وأمي ياابن رسول الله مايضيرك ؟
الإمام زين العابدين : ناوليني سيفا وعصا .
العقيلة زينب : ماتصنع بهما ؟ .
الإمام زين العابدين : أما العصا فأتوكأ عليها وأما السيف فأقاتل به بين يدي والدي . .أما تسمعين استغاثته ؟.
العقيلة زينب : ياابن أخي أنت عليل أتريد أن تخلو الأرض من نسل أل محمد .
الإمام الحسين على تماس بالحدث يتفقد العليل يهمس في أذنه كلمات ثم عانقه وغابا في الملكوت زمنا ثم خرج من عنده .
المشهد الرابع :
يعود الإمام الحسين في آخر عروج لعياله حيث يودعهم ويوصيهم بوصايا .. النسوة يتعلقن بالركاب واحدة تقبل يدي الإمام الأطفال ينادون .
الأطفال : واحسيناه واحسيناه .
النساء : ماأشد غربتنا بعد ياأبا عبد الله .
العقيلة زينب : أراك عازما على ملاقاة الحتوف يابن والدي ؟
الإمام الحسين : أجل يا أختاه .
العقيلة زينب : لعلك تودعنا ؟
الإمام الحسين : أجل لقد دعيت و هاهو جدي رسول الله يومئ لي بالعروج إليه العشية .
يكثر الهمس والبكاء والنحيب الحركة هنا وهناك لاستقراء ماسيؤول إليه مصير البطل الكوني . القائد الرباني يجمع أهل بيته للوداع الأخير.
الإمام الحسين : أوصيكم ياأهل بيتي بالصبر .
رقية : لعله الوداع الأخير يا أبي ؟
الإمام الحسين : أجل يارقية .
رقية : كيف بنا بعدك ؟
الإمام الحسين : لكم رب يحميكم .
يتوجه الإمام نحو أخته زينب ليوصيها .
العقيلة زينب تتعلق بالإمام .
الإمام الحسين : أخيتي زينب لاتشقي علي جيبا ولاتلطمي خدا . أكثري من ذكر الله تعالى .
العقيلة زينب : فداك روحي ياأخي .
همس الإمام في أذنها لحظات أدركت هول المصاب .
الإمام الحسين : لقد أعددتك لهذا اليوم فأنت تقودين ثورتي من بعدي وتسقطين عنجهية البيت الأموي تجلببي بعزاء الله .
الإمام الحسين : أختاه ناوليني سيفي ولامة حربي .
العقيلة زينب : واحسرتاه أأناول أخي سيف المنية بيدي !
ودع عياله ثانية وطلب رداء لايرغب فيه ففزره حتى لايسلب منه يمتشق الحسام يلتمع كما الشمس . مصلتا سيفه لمقارعة الأعداء والظالمين بسيوفهم الغادرة التي طالما حاربت أباه .
لقد كان وداعا شاقا على الإمام بناته وأطفاله وأخته العقيلة التي ما إن انطلق الإمام إلى القتال نادته بحرقة .
العقيلة زينب : أخي أبا عبد الله تمهل .
الإمام الحسين : نعم أخيتي ماالأمر ؟
العقيلة زينب : الأمانة التي أوصتني أمي فاطمة .
الإمام الحسين : أية أمانة ؟
العقيلة زينب : أمي فاطمة أوصتني بأن أشمك في صدرك قبيل استشهادك
سالت أودية من دموع موجعة على صدر العصمة الذي ستطؤه الخيول أية خيول تلك خيول الشيطان الجهنمي لبني أمية التي تطأ صدر القران على جسد السبط الشهيد .
المشهد الخامس :
يتشاور القوم لرسم خطة الهجوم المخادع أمر اللعين ابن سعد
ابن سعد : ارموه بالنبال والحجارة احرقوا الخيام ادخلوا الذعر في نفوس أهل بيته .
الإمام الحسين : انسبوني من أنا
رماه أبو الحتوف بحجر دارت رحى حرب كونية أباد الإمام جبناء الحرب وأثخن جراحهم وأكثر القتل فيهم
ابن سعد : أتعرفون من تقاتلون ؟ هذا بن الأنزع البطين ابن قتال العرب احتوشوه من كل صوب شتتوا انتباهه بحرق خيامه تنطلق عشرة ألاف نبلة تترى الحجارة يأخذ العطش الإمام .. ابن زياد يأمر بحرق الخيام .. أحرقت الخيام تفر النسوة والأطفال بأمر من العقيلة التي استشارت الإمام زين العابدين ففروا إلى البيداء والإمام تثخنه الجراح والحجارة يتهاوى صرح العقيدة نازفا القلب والعين وفي جسده الشريف آلاف النبال وأكثرها النبل المثلث الذي حاول الإمام انتزاعه نزف الدم كالميزاب واستراح الإمام بفعل الدم النازف وعيناه ترمق أهل بيته من البعيد .
الشمر اللعين يقود عملية ذبح الإمام مع ثلة من القتلة المجرمين وبعد تردد البعض يتجرا الشمر لذبح الإمام يربض الشمر على صدر الإمام ليقبض عل لحيته المقدسة ويحز رأسه .. داست الخيول صدر الإمام .. تتزلزل الأرض وتغضب السماء لقتل خيرة الله في أرضه وتفرح أمية اللعينة يوما بيوم .
فر الجواد لطخ ناصيته بدم الحسين شم الإمام ثم انطلق بسرجه الملوي يقاتل الظالمين فقتل منهم جماعة .
تستقبله زينب تلوذ النسوة به فواحدة تشمه وأخرى تلطخ وجهها وأخرى بردائها تضلله وما إن يجن الليل في أول ليلة لمقتل الإمام الحسين تزور العقيلة أخيها الحسين ليلا وهذه أول زيارة لها بعد استشهاده وهو مقطع الأوصال على رمضاء كربلاء .
المشهد السادس :
الأجساد المقطعة المتناثرة بغير رؤوس يطاف بها على المدن الصاخبة المحتفلة بانتصار اللعين يزيد بن معاوية في مقتل الإمام الحسين وعند الصباح تنطلق قافلة السبايا تتقدمها الرؤوس في طريقها عبر الصحراء الملتهبة إذ يتقدم رأس الإمام الحسين تلكم الرؤوس وعلى رأس رمح .. قمر يضيء الطريق .وزينب على ظهر المعصوم تركب الناقة المتعبة وبينما هي تهم بان تلقي بجسها إلى جسد الإمام الحسين .
الإمام زين العابدين: إذا نزلت فمن يركبك ياعمتي .؟
ينطلق الركب المقدس بقيادة الرأس الشريف الذي راهنت عليه بنو أمية لأنه صاحب الفكر المحمدي بكل تفاصيله وفي الطريق بعد استراحة قصيرة قرر الجند استئناف المسير هرعوا لرفع الرمح الذي ركز عليه رأس الإمام الحسين فلم يستطع العشرات من رفعه من الرمال ثم جاؤا للإمام زين العبدين متسائلين !
الحرس : ماسر ذلك ؟
الإمام زين العابدين : ألا ترون الرأس ينظر إلى الخلف ؟
باتجاه نظرات الرأس كان الإمام يشير إلى أن طفلة سقطت من على ظهر بعير
العقيلة زينب : لعلها رقية
وحين هرع إليها وجدوها تبكي على الرمال يستأنف المسير وعند ما يجن الليل كان مبيت الركب عند راهب نصراني يدرك أن الرأس له شان كبير وهو يرقب عياله ويتفقدهم
الراهب : هل تعطوني الرأس ظلام هذه الليلة مقابل ما أملك من دراهم
الجند : نحن موافقون :
في الليل يعمد الراهب لغسل الرأس الشريف وتعطيره ثم راح يناجيه طوال الليل
الراهب : بالله عليك أيها الرأس من أنت ؟
الرأس : أنا رأس الحسين بن علي بن فاطمة بنت الرسول محمد .
الراهب : عجبا لقوم يقتلون ابن بنت نبيهم سيدي هل تقبل توبتي أنا بك مسلم اشهد أن لاإله إلا الله وان محمدا جدك رسول الله وأنت ابن بنت رسوله ثم مالبث أن نحت صورة الرأس على حجر في الدير.
يقود الرأس الشريف الثورة للإطاحة بحكم يزيد إيذانا للثورة في كل مكان وفي كل زمان ولتسقط رهانات الأعداء إلى الأبد .
المشهد الأخير :
الملايين من البشر يحجون إلى كربلاء مشيا على الأقدام لتقديم المواساة وزيارة الإمام الحسين في كل عام كالسيل الجارف من كل أصقاع الأرض وهم ينادون .
الملايين : لبيك ياحسين لبيك ياحسين .
يصل الملايين كربلاء ثم يطوفون بضرحي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس في اكبر مسيرة كونية جسدتها الجموع المؤمنة التي تنادي
الجموع: هيهات منا الذلة هيهات منا الذلة
الإمام الحسين : أهلا بزائري قبري فمن زارني زرته .
أبو الفضل العباس : أهلا بزائري أخي فمن جاء إليه زائرا حضرته وحميته أنا قمر العشيرة سأضيء دربه إلى الأبد .
قبتان من الذهب الإبريس تضيئان الأفق المشرئب إلى السماء تشعان بملكوت الكون ليصعد الهتاف لايوم كيومك ياأباعبد الله أنت الذي رفعت الشعار الكوني إلى الأبد هيهات منا الذلة .. هيهات منا الذلة .
تسدل الستارة