بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
في قرية صغيرة تحيط بها الجبال الخضراء، كان يعيش طفل اسمه حسن مع عائلته في بيت صغير تحيطه حديقة جميلة.
كانت الحديقة مليئة بالأزهار والفواكه، والتفاح الأحمر يلمع كحبات الياقوت، والعصافير تغرد فيها كل صباح.
كان حسن يعتني بها بحب، يسقيها ويحدثها كل يوم كأنها صديقته.
ذات ليلةٍ، ضربت السماء برقًا قويًا، وسقطت صاعقة على إحدى الأشجار…
وانتشر الحريق بسرعة.
وفي الصباح، عندما استيقظ حسن، وجد الحديقة رمادًا أسود.
جلس على الأرض يبكي وقال:
"يا الله، لماذا أخذتَ أجمل ما عندي؟ لقد تعبتُ في زراعتها!"
اقترب منه والده ووضع يده على كتفه وقال بهدوء:
"يا بني، لا تحزن… ربما يبدلنا الله خيرًا منها، كما قال في كتابه الكريم:
﴿ عَسَىٰ رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا ﴾."
لكن حسن لم يفهم المعنى تمامًا، فظل حزينًا أيامًا طويلة.
ثم في يومٍ من الأيام، نبتت زهرة صغيرة بين الرماد 🌸
قالت له أمه مبتسمة:
"انظر يا حسن، الحياة بدأت تعود من جديد!"
فرح حسن وبدأ يزرع مرة أخرى، لكنه قرر هذه المرة أن يزرع أنواعًا جديدة من الزهور لم يزرعها من قبل.
مرت أسابيع، وإذا بالحديقة تعود أجمل مما كانت — ألوانها أكثر، وروائحها أطيب، والطيور صارت تزورها بأعداد أكبر 🕊️✨
فأخذ حسن ووالديه يصنعون من تلك الزهور انواع مختلفة من العطور الطيبة وفتح الله عليهم باب الرزق الواسع من ذلك
رفع حسن يديه إلى السماء وقال بفرح:
"الآن فهمت يا الله… لقد أبدلتني خيرًا منها حقًا!"
ومن ذلك اليوم، كلما فقد حسن شيئًا، قال بثقةٍ وابتسامة:
"عَسَىٰ رَبِّي أَنْ يُبْدِلَنِي خَيْرًا مِنْهُ 🌤️."