إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ[1].

    ذكر سبحانه ما جرى على النبي نوح عليه السلام وبعثه للرسل من بعده بالتصريح والتلويح بعد ذلك في الآيات من 75 الى 87 خصّ ذكر ﴿مُّوسَى وَهَارُونَ﴾، هنا بالبسط لأن رسالة موسى لابست في الزمان تموّجات عارمة طال أمدها وتنوّعت إحداثها والملأ هم الأشراف ومن بيدهم حلّ وعقد وتصريف للأمور، ﴿بِآيَاتِنَا﴾، متعلق بقوله ﴿بَعَثْنَا﴾، وآيات موسى كثيرة اهمّها عصاه، ﴿فَاسْتَكْبَرُوا﴾، أي فرعون وملأه عن قبول هذه الدعوة ﴿وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ﴾، اولي اجرام وتعديات ومن يعيش منطويا على روحية الأجرام لا يعود يخضع للحقّ‌، ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ﴾، وهو انقلاب عصا موسى ثعبانا بالحقيقة لا بالتعمية ﴿قالُوا إِنَّ‌﴾، ما جاء به موسى سحر من سنخ هذه الأسحار المألوفة عندنا الاّ إنه بصورة أهمّ فقال لهم ﴿مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ﴾، الثابت إنّه ﴿سِحْرٌ﴾، وما السحر الاّ صورة جوفاء لا تشفّ عن حقيقة متأصلة ورائها لذلك ﴿لَا يُفْلِحُ﴾، الساحر ولو كان السحر ذا فعّاليّات حقيقية لملك السحرة شرق الأرض وغربها وأخذوا بأعناق الناس، ﴿قَالُوا﴾، أي فرعون وملأه ﴿أَجِئْتَنَا﴾، يا موسى أنت وأخوك ﴿لِتَلْفِتَنَا﴾، وتصرف بنا ﴿عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا﴾، من طرائق مذهبية ومشارب حيوية فلقد صدهم عن تصديق الحق أنه يلفتهم عما وجدوا عليه آباءهم كأنه هو الحق لا سواه؛ ثم ﴿وَتَكُونَ لَكُمَا﴾، السيطرة علينا و ﴿الْكِبْرِيَاءُ﴾، فِي ارضنا سقوطا لنا عن علوائنا ورفعا لكما عن ذلّكم، وذلك خروج عن عبودية الذات بعد عبودية الأصنام، وهذه هي العلة القديمة الجديدة التي تدفع بالطغاة إلى مقاومة الدعاة إلى الله، إنها هي ﴿الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ﴾، بكل ما فيها من زيف وحيف، حيث التفتّح للتوحيد الحق بشرعته الحقة، والاستنارة بنورها، هو خطر عظيم على هذه القيم الموروثة الزائفة، ثم النتيجة الحتمية الحاضرة الحاسمة: ﴿وَمَا نَحْنُ لَكُمَا﴾، على هذه الحالة التي تستوجب منا نزع الأيدي عمّا كان عليه الآباء ووقوعنا تحت حاكميتكما رعايا لكم ﴿بِمُؤْمِنِينَ﴾، ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ﴾، لأجل إبراز اللياقة واعداد المقابلة لموسى وهارون ﴿ائْتُونِي﴾، ايّها الملأ ﴿بِكُلِّ سَاحِرٍ﴾، له تقدم في السحر ومعرفة تامّة فائتمروا هؤلاء وانتشروا في البلدان يتحرون الأليق من سحرتها فالأليق ﴿فَلَمَّا﴾، احتشدوا عند فرعون وجاءوا لمقابلة موسى في جموع ضخمة لتقف على نهاية الحال ﴿قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا﴾، الذي تريدون القائه لتكسبوا به المصير، ﴿فَلَمَّا أَلْقَوْا﴾، ما عندهم ﴿قَالَ مُوسَى‌﴾، هذا الذي معكم هو السحر المعهود ﴿إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ﴾، على يدي وستلقف عصاي كلّ ما تأفكون ﴿إِنَّ اللهَ لَا﴾، يقرّر العمل الفاسد بل يزيله ويخزيه وإنّما يقرّر الحقّ ويثبّته بآياته الدامغة وبراهينه الحاكمة ﴿وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾، احقاق الحقّ وابطال الباطل لأن ذلك يشلّ حركتهما في الحياة، ﴿فَمَا آمَنَ لِمُوسَى‌﴾، بعد هذه المناورة المهمّة إِلاّٰ فريق من قوم فرعون، وأمّا بنو إسرائيل فإيمانهم بموسى قطعي لا لإحراز دين الله بل لإحراز أنفسهم فقد كانوا يعانون اشقّ الأحوال وامرّها من الأقباط، على حذر ﴿مِّن فِرْعَوْنَ﴾، أن يبطش بهم ﴿وَمَلاَئِهِمْ أَنْ‌﴾، يتكاثروا عليهم فيفتنوهم عن ايمانهم بموسى ﴿وَإِنَّ فِرْعَوْنَ﴾، كان عاليا فِي اَلْأَرْضِ‌ ومسرفا في سفك دماء الناس وتوجّه حينذاك موسى للمؤمنين به ﴿وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا﴾، أي فوضوا أموركم اليه فإنه لا يعمل مع عباده الاّ ما هو الأصلح لهم وإن لم يتفق مع اذواقهم بالفعل ﴿إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ﴾، له قيادكم فأجابوه الى ما أراد فيهم وقالوا ﴿عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا﴾، وتوجهوا الى ربّهم أن لا يجعلهم مفتونين بمكاثرة الظلمة لهم وازعاجهم ايّاهم وأن ينجيهم برحمته من القوم الكافرين فرعون واشياعه ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ﴾، هارون بعد ان وطّدنا أمرهما أَنْ‌ اتخذا ﴿لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ﴾، التي أنتم فيها بالفعل ﴿بُيُوتًا﴾، ومنازل ﴿وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً‌﴾، لبيوتهم حتى تكونوا في الطليعة تصدّون عنهم كل طارئ ووارد ﴿وَأَقِيمُوا﴾، جميعا ﴿الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾، بأنهم هم المنتصرون وإنّهم هم اهل الدار.


    [1] سورة يونس، الآية: 78.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X